الفصل الثاني والخمسون

44.7K 1.4K 13
                                    

كانت ماتيلدا بين ذراعي مازن تنظر بثبات لما وقعت عينها فوقه
تشعر بكفيه فوق ظهرها .. تسمع صوته وهمسه داخل قلبها !
إبتسم مازن بحزن عينه تدمع بألم عندما شعر بخفقاتها المتصاعدة أسفل صدره !
الأن فقط علم أنها عادت للحياه وللشعور به !
مسح فوق خصلاتها ببطئ قائلاً بخفوت
- إنتي معايا .. إنتي في أمان دلوقتي ! ..
وهمس بحزن بينما ذراعيه تشدد من ضمها إليه
- أنا أسف ..أسف .. أسف !!
لم ترمش ماتيلدا وكأنها داخل عالم أخر !!
إبتعد مازن عندما لاحظ صمتها الغريب ممسكاً بكتفيها ينظر داخل عينها الثابتة
إبتلع ريقه بضيق وألم وهو يتحسس عظام كتفها الرقيقة تبدو هزيلة بشدة
ظلت نظراتها له عادية لا تتأمله فقط عادية !! .. فقال بهدوء
- حاسه بإيه قوليلي !.. حسيني أنا بجد صدقيني !
نهض عندما سمع إقامة الأذان وقال وهو ينظر لها بتفحص
- هصلي تعالي صلي معايا !
ظلت تنظر بهدوء حتي أن نظراتها لم ترتفع لتصل لطوله الفارع
تنفس مازن بقوة قلقاً من سكونها !
إتجه للمرحاض توضأ وصلي أمامها ثم رفع سجادة الصلاة يطويها وهو ينظر لها
قطب بين حاجبيه فهي لا تتحرك ولو حركة بسيطة !!
إقترب من الكومودينو الجانبي وقام بكسر عدة أمبولات ساحباً لمحلولهم ببطئ بينما عينه لا ترتفع عنها
جلس أمامها وأخذ كفها الرقيق البارد وقام بالتعقيم أعلي وريدها الأزرق البارز
أفضي محتوي الإبرة ببطئ حتي لا تتألم وسحبها بهدوء واضعاً لاصق طبي
مسح فوق وجهها وعينها الثابتة بطريقة مخيفة يجزم أنها لم تشعر بحقنها حتي !
وقف أمامها وأمسكها من كتفها لتنهض وبمجرد ما سحبها إليه لتقف حتي شعر بتخاذلها وسقوطها
وكأن قدميها لا تعمل ولا تشعر!!
أحاطها جيداً قلبه يخفق بجنون بدأ يشعر بقلق شديد وقد شخص حالتها بالتقريب !!
أجلسها مرة أخري يمسح فوق وجهها بقلق وقال بخفوت
- ماتيلدا ردي عليا ياحببتي أنا هنا !! .. إديني إشارة بس إنك حاسه !
لم تنظر له ولم تتحرك عينها فرفع كفه الدافئ فوق صدرها موضع قلبها متسائلاً
- مش بيدق أسرع وأنا قدامك ؟!
لم تنظر له ..ولم تسمعه.. ولم تشعر به !!
مسح مازن فوق خصلاته يشعر بالتوتر ورفع رأسه علي طرقات الباب فأذن للطارق بالدخول
دلفت مرام بهدوء وبطئ كطفلة صغيرة
نهض مازن من أمام ماتيلدا الثابتة وكأنها داخل عالم أخر حتي أنها لم تشعر بطرقة الباب ولا نهوضه
إقترب من مرام مبتسماً برغم ألمه وما يشعر به
فقالت مرام بخفوت وهي تنظر لماتيلدا وكأنها كائن غريب
- هي دي مراتك بجد !
إبتلع ريقه وأومأ لها قائلاً بحنان
- أه مراتي .. وتابع مبتسماً
- هي جميلة أوي زيك بس هي دلوقتي تعبانة !
تنفست مرام تنظر لها ثم قطبت جبينها قائلة بضيق ظهر بنبرتها
- إنت هتهتم بيها بس بعد كده صح ؟!
نظر لها بإستغراب للحظة يحاول إستيعاب ما تقوله وقال بينما يده تمسح فوق خصلاتها الطويلة
- لا ههتم بيكوا كلكوا بس هي تعبانة أوي عشان كده أنا أعد معاها
نظرت له بدموع ظهرت فجأة بكثرة قائلة ببكاء
- وأنا كمان تعبانة أوي إنت متعرفش أكرم عمل فيا إيه ؟!
جذبها لصدره مغمضاً عينه وقال بحنان
- لا ياحببتي عارف وهاخدلك حققك منه وخليت شريكي يبدأ
وههتم بيكي زيها برده وكل دا أزمة وهتعدي وهنبقي كويسين
قالت مرام وهي تحرك رأسها فوق صدره لتنظر لماتيلدا مرة أخري
- متسبنيش يامازن أنا محتاجلك أكتر منها !
إبتسم مازن وأجابها بهدوء ونبرة مطمئنة
- مقدرش أسيبك أنا اموت من غيرك !
إبتعدت عنه وقالت بضيق
- أنا عاوزة أكلمها طيب !
نظر لماتيلدا بحزن أخفاه وقال بهدوء
- هي مش بتتكلم دلوقتي.. بكرة إن شالله هخليكوا تعدوا معاها
تخطته مرام بهدوء وجلست أمام ماتيلدا وقالت وهي تتأملها وكأنها لعبة جديدة !!
- هي بتتكلم عربي زينا !
إبتسم مازن بصدق تلك المرة مستغرباً من تصرفات إخته
لكنه يفهمها جيداً وأجابها بهدوء مقترباً من ماتيلدا واضعاً كفه أعلي رأسها
- أه بتتكلم زينا عادي وتابع بدعابة
- هي بني أدمة عادية مش عروسة يعني !
رفعت مرام أصابعها المرتجفة لبشرة ماتيلدا ولكنها توقفت في الهواء فجأة قبل أن تلامسها
ونهضت فجأة تنظر لها بلامبالة قائلة بهدوء
- تمام أنا بسأل عشان شكلها مش عربي بس هي مش حلوة أوي برده !
إبتسم بهدوء وحنان دون إجابة
فتحركت مرام مرة أخري تجاه الباب قائلة بضيق
- إبقي تعالي أعد معايا انا كمان لأني بحبك أكتر منها !
قبل رأسها هامساً لها كطفلة
- وأنا بحبك كمان أوي ومفيش حاجة هتغير دا
********************************
خرج الخادم يشعر بالتعب الشديد وقال لأخر بمجرد جلوسهم في المطبخ
- يخربيتك أنا كنت هموت من الخوف دا كسر كل أطقم الكرستال الغالية اللي جايبها من بره
ولحد دلوقتي منامش مع إنه شرب كتير وأنا ما صدقت إنه مشاني
قال الخادم بضيق
- معلش بقي هنعمل إيه لقمة العيش وبكر بيه مرتباته عالية أوي
أومأ الاول ناهضاً لينال قسطاً من الراحة قائلاً
- أنا قلت لعبد المنعم إني هأجز النهاردة وأنام
وهو وافق فمحدش يصحيني بقي
*********************************
رفعت مرام الهاتف تنظر للرقم بضيق وأجابت بعصبية
- عاوز مني إيه ؟!
قال أكرم بهدوء
- عاوزك يامرام أخوكي رفع عليا قضية وخسرني صفقتين !
قالت بحقد وكره رغم خفوت نبرتها
- أحسن أنا بكرهك يا أكرم أنا سقط بسببك منك لله
قال أكرم بحدة مرتفعة قليلاً
- كله بسببك إنتي وبعدين أنا مكنتش عاوز أطفال دلوقتي
أنا عاوز أعيش حياتي معاكي الأول قبل ما يجوا عيال ويخدوكي مني
مسحت دموعها بقوة وأجابته ببكاء
- بس أنا كنت عاوزة .. كنت سبتني أخلفه أنا كنت عاوزة طفل
ضحك أكرم بقوة وقال بسخرية
- فعلاً طفلة وهتفضلي أصلاً دلع أخواتك بوظك وبسببهم حياتنا فشلت
نهضت من فراشها للشرفة تتأمل خيوط الشمس البدائية وقالت ببكاء
- إنت اللي مريض يا أكرم مش أنا اللي طفلة وانا...
صمتت مغمضة عينها علي صرخته القوية بها
- إحترمي نفسك يا مرام أنا لو بسكتلك فعشان إنتي مراتي مش أكتر بس متتخطيش حدودك
هتفت به بحدة وبكاء
- ليه شايف نفسك المدير .. ليه شايف إنك الكبير والكل صغير يا أكرم
ليه مازن مبيتصرفش زيك مع إنه كبير ليه مروان مبيتكلمش زيك مع إنه كبير ..
أكملت ببكاء شديد وإرتعاش
- إنت مشوفتش مروان بيعامل ملاك إزاي وبيحبها إزاي بيخاف عليها من الهوا ومش بيأذيها
مشوفتش مازن بيعامل مراته إزاي بقاله ساعات أعد قدامها ساكت بيبصلها بس
مع إنها جميلة جدا وأحلي مني بكتير
بس ماسك نفسه عنها لانها تعبانة مقامش إغتصبها وإستغل ضعفها
إنت مشوفتش بيبصلها إزاي ولا بيمسح علي شعرها إزاي
وهتفت دون وعي وبكاء
- أنا بكرهك يا أكرم بكرهك إنت ضمرتلي احلامي وأذتني
وتابعت قبل أن تترك فرصة ليجيبها مهددة بكره
- أنا هتجوز غيرك حتي لو مش بيحبني هحرق قلبك وهبقي لغيرك
ساعتها هاخد حقي منك يا أكرم !
أنهت حديثها مغلقة للهاتف بوجهه وجلست تبكي بشدة دون شعور بشئ
************************************
نهض مراد من نومه علي رنين هاتفه
شعر بالقلق فالساعة السادسة صباحاً تقريباً !
إعتدل بالفراش وأجاب بهدوء
- ألو !!
أجابته مرام ببكاء وعصبية
- عاوز تتجوزني ولا لأ ؟!!
إعتدل مراد بإضطراب وهو يسمع زعيقها الغريب وقال بهدوء
- مالك يا مدام مرام في إيه ؟!
لم تجبه بل ظلت تبكي بشدة
فتابع بتساؤل قلق
- هو حضرتك فين ؟! في البيت ؟!
أجابته بإختناق وضيق
- إنت مش بتجاوبني ليه ؟!!
نفخ بقلة صبر وسأل بإنزعاج
- هو مش حضرتك متجوزة برده!!
أنا مش فاهم في إيه وإزاي أصلاً بتسأليني سؤال زي دا ؟! ..
وتابع بضيق وعصبية
- ممكن أعرف زوج حضرتك فين ؟! .. إخواتك فين ؟! إيه اللي بيحصل حتي !
أجابته ببكاء وكأنها تفضفض مع صديقتها
- أكرم أذاني وخلاص هطلق منه .. بكت بشدة وتابعت
- سقطني وخسرني كل حاجة !!
شعر مراد بالصدمة فلم يكن علي علم بما تقوله
وإنتبه من شروده علي صوتها الباكي بقوة حتي الشهيق
- أنا بكرهه أوي هو خذلني وأذاني محبنيش أنا بكرهه !!
فقال مراد بضيق وغضب
- وإنتي بقي هتتجوزيني إنتقام منه ولا هتغظيه بيا !
وكأنه صفعها بالحقيقة فتسارع تنفسها وبدأت بالبكاء بشدة مغلقة الخط
فألقي مراد الهاتف بعصبية هاتفاً فالفراغ
- دا اللي ناقص تكلمني تحكيلي عن اللي كانت بتحبه !
وضع رأسه بين كفه بضيق يعلم أن لولا حبها الشديد له
لما كانت ستفكر بالإنتقام !
******************************
وفي العاشرة صباحاً نهض مازن علي طرقات باب الغرفة نظر لماتيلدا جانبه فوجدها نائمة بإستسلام
نهض من الفراش وفتح الباب فوجد ملاك أمامه بإبتسامتها الصافية قائلة
- أنا عملت فطار عشانكوا هي أكيد مش هترضي تطلع تفطر معانا
إبتسم لها بحب وإمتنان صادق وأخذ منها عربة الطعام المتحركة
فقالت بدعابة وهي تدفع العربية إليه
- الحمدلله مخسرتوش لما إشتريتوهالي .. أهه البيت كله إحتاج العربية دي
ضحك علي كلماتها وأجابها
- منا مكنتش هقسطها عليكي متخافيش
ضحكت بخفوت وهي تنظر لماتيلدا بخجل وقال بهدوء
- أنا عاوزة أشوفها !
أفسح مازن المجال كاتماً ضحكته فما بال الجميع يريد رؤيتها
دلفت بهدوء تنظر لها كانت كفتاه صغيرة بخصلاتها ونحولها الشديد
بيضاء بياض شاحب يقرب للمرض خصلاتها شقراء ناعمة وبرغم عدم تساويها الإ أنها جميلة عليها
إبتسمت وهي تنظر لها فقال مازن بدعابة
- إيه مش عاوز تلمسيها بالمرة !
وضعت كفها علي فمها تضحك بهدوء ونفت برأسها قائلة بخفوت
- لما تصحي بقي أنا عاوزة أتكلم معاها وكده
رفع إحدي حاجبيه وقال بإبتسامة
- بتتكلم عربي علي فكرة وزينا عادي
قالت بإبتسامة وهي تنظر لها بتأمل
- مش قصدي كده انا عاوزة أعرف بس مين دي اللي بقت مرات مازن العابدين يعني
وبعدين أنا معتبراها اختي زي مرام مش مرات أخو جوزي والحاجات دي
ربت مازن بحنان فوق كتفها شاكراً لها من قلبه
فنظرت له بإبتسامة وخرجت قائلة بهدوء
- طنط مني منامتش بس هي كويسة هي بس زعلانة
أكيد إنت فاهم وهتبقي كويسة إن شالله متقلقش أنا هروح دلوقتي أعد معاها وأفطرها
أومأ لها وقال بهدوء
- وخلي بالك من مرام كمان هي مش كويسة علي فكرة بس بتظهر كده وأنا شوية وهروحلها
أغلق الباب بهدوء ينظر لعربية الطعام ولماتيلدا الهادئة

ثمجذب العربة جانباً يعلم انها لا تأكل وإقترب يضع المحاليل لها !
*******************************
دلف رامي ضاحكاً للمكتب فرفع مروان عينهبإستغراب ينظر له
جلس رامي دون تعليق فقط عينه باسمة وقال براحة متنهداً
- ااااه ... إزيك يا مروان ؟!
إبتسم مروان وقال بصوت ضاحك
- أنا بقيت بتشائم من إزيك يامروان دي علي فكرة إنت متعرفش حاجة .. في إيه بقي قول؟!
إعتدل رامي وقال بضحك
- النهاردة بقي هتبقي من أجمل الكلمات في حياتك
لمعت عين مروان وقال بتساؤل وفضول
- في إيه ؟ قول
فرقع رامي بأصابعه قائلاً بكلمات متقطعة سعيدة
- ختلك .. الصفقة .. من .. أكرم !
تسمر مروان لحظة ثم ضحك عالياً بسعادة وإنتشاء فهذه الثالثة لأكرم وهتف بتوعد
- أيوة كده عاوزه يتسحل في السوق .. ثم تابع بإستغراب
- بس إنت إزاي ختها دنا قلت أكيد هيكسبها ومقدم عرض حلو لأنها مهمة جدا لشركته
وضع رامي قدم فوق أخري بتعالي وقال بترفع وغرور وهو يعدل من ياقة قميصه الأبيض
- عيب عليك .. مفيش صفقة تقف قدام رامي شهمي ولسه هطحنهولك بودرة في السوق !
تنفس مروان بعمق عينه تلمع بسعادة هامساً
- صبرك عليا يا أكرم ولسه والله لندمك علي اليوم إللي لمستها فيه !
************************************
وقف مازن داخل الشرفة متحدثاً بخفوت فيالهاتف
- أنا مش هتحرك من هنا ياحازم .. وعارف إنه بيدور عليا سيبه علي نار كده
قال حازم محاولاً التفكير
- بس مينفعش تختفي كده ممكن ينبش عليك !
ضحك مازن وقال بسخرية
- خليه يعمل اللي نفسه فيه وإنتو الحكومة برده وتقدروا تتوهوه
أنا مش هظهر خالص وعربيتي أنا جبت ناسخدوها حالاً
خليه يلف في بلاد الله ويرجع زي الكلب مكانه إنت متعرفش عامل فيها إيه !
تنهد حازم بهدوء وقال
- خلاص تمام يمكن إنت صح وأنا برده هشوف وهفكر
**********************************
دلف مازن من الشرفة ينظر لها بأسي فما قاله الطبيب النفسي له صباحا ً مُقلق بشدة
جلس أمامها بهدوء فلم تتحرك نظراتها فمنذ أن أجلسها بنفسِه هكذا لم تتحرك مطلقاً
إقترب منها ينظر لها بتأمل يمسح بأطراف أصابعه فوق جروح وجنتها الشاحبة
ثم رفع أصابعه يتحسس أذنها اليمني وقال بهدوء متسائلاً بحنان
- بتوجعك ؟!
لم تنظر إليه بل ظلت عينها ثابته وكأنها لا تشعر به
أخذ شهيقاً خافت يعبئ صدره بالهواء عله يهدأ وهمس بشوق
- وحشتيني !
ضيق عينه ينظر لها ولكن لا شئ كما هي حتي تنفسها ثابت !
إقترب بهدوء حتي جعلها تشعر بأنفاسه قبل أن يقبلها ببطئ شديد
وكانت أول رمشاتها !!
خفق قلبه وتعمق أكثر بقبلته ينظر لها لا يريد أن يغلق عينه وينساب معها لعالمأخر حتي يراقب حركاتها الدقيقة
وشعر وسمع صوت إبتلاع ريقها البطئ وعينها التي بدأت تنغلق وتنفسها الذي بدأبالتسارع!
إبتسم من بين قبلته لها فلقد تأكد من شعورها به .. من تأثيره عليها .. من وعيهاالغائب !!
همس بكلمة رقيقة تدلي بحبه لها وشوقه إليها قبل أن يغلق عينه يتعمق بقبلته الرقيقةلها
ليذهب معها لعالم موازي لعالمه ولو للحظاتفقط !
وتوقف بعد لحظات بعد أن شعر برجفتها المتصاعدة
أجبر نفسه علي الإفاقة وإبتعد ببطئ ينظر لها ولعينها المغلقة وجفونها المرتعشة ولذراعيهاالثابتين جانبها بتراخي!
شعر بالقلق الشديد فلماذا لم تستخدمهملإبعاده .. بماذا تشعر !!
*****************************

����*zI

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن