الفصل الحادي والعشرون

46.3K 1.5K 19
                                    

  اتجه مازن للبحث عنها كما فعل مروان وبعد مايقرب من النصف ساعة
رن هاتف مروان فاجاب بقلق شديد واتاه صوتها الخائف يتنفس بقوة !!
صرخ مروان بقلق شديد بمجرد ما استمع لتنفسها
- ملاك !
اجابته بصوت خافت يبدو عليه الخوف
- استاذ مروان لو سمحت انا اسفة بس...
قطع حديثها عندما صرخ بها بقلق
- انتي فين ياملاك .. قولي مكانك حالا
اتاه صوتها متوتر مهزوز
- انا في شارع *** بس تعالي بعربية والنبي
اتجه للشارع مسرعاً خاصتا بسبب قربه من المنزل دون التفكير بكلامها ولا بطلبها منه السيارة
وقال بصراخ غاضب
- انتي فين انا في الشارع ..مالك ؟! .. في ايه ؟
أجابته بتوتر
- انا في السوبر ماركت اللي اسمه ****
قال براحة قليلاً
- عارفه اطلعيلي انا قدامه جاي
اتجه مروان مسرعاً وهو يطلب مازن ليوقف البحث عنها
دلف للماركت ونظر في للرواق أمامه فسار للامام فأتت هي من خلفه وهي تهمس بأسمه
التفت لها ونظراته قلقة للغاية وهو يتفحصها بخوف قائلاً
- مالك فيكي ايه ؟!
قالت بخفوت واضطراب
- متقلقش انا كويسة ..جبت العربية ؟
ضيق نظراته وقال بتساؤل
- لا مجبتهاش انتي عاوزاها ليه ؟
اتسعت عينها بخوف وقالت باضطراب
- ليه مجبتهاش انا مش هعرف اروح مشي للبيت
نظر الي قدمها وسأل بقلق
- مالك ؟! انتي تعبانة رجلك وجعتك ؟
ثم تابع بغضب
- حسبنا في البيت علي نزولك واللي عملتيه اصلا بس مش هنا
قالت بتوتر دون وعي
- انا مش هينفع اخرج من هنا واروح البيت
نظر لها بتوجس وقال بغضب مكتوم
- ايه اللي مخوفك حد عملك حاجة ..قوليلي
نفت برأسها وفجأة اقتربت منه وامسكت بذراعه بخوف دون شعور عندما استمعت لصوت رجولي خلفها
تنفست الصعداء وهي تبتعد قليلا لذلك الرجل الذي استاذنها للمرور
نظر مروان لها وهي تبعد يدها عن ذراعه بتوتر وقال
- مالك ياملاك ايه اللي مخوفك.. قوليلي متخافيش ؟
ابتلعت ريقها وقالت باضطراب
- اصل انا ..مفيش انا مش قادرة امشي اوي وعشان كده طلبت العربية
رفع حاجبه بدهشة يشعر انها تكذب وامسكها برفق من ذراعها واتجه بها للخارج دون انتظار كلمة منها فهو يعلم ان بها شئ مريب وغير طبيعي
كانت تحاول ان تجعله يتوقف وهي تسير مسرعة خلفه وعندما خرج بها اعتدلت لتسير جانبه وهي تدعوا ربها الا يراها احد
وبعد لحظات قليلة صرخت وهي تختبئ خلفه ممسكة بقميصه
بينما اقبل عليه مصطفي وهو ينظر له بصدمة ودون حديث صرخ وهو يسحبها فجأة من حجابها
كانت لحظات قليلة بعدها نهض مصطفي يمسح جانب فمه من الدماء بسبب لكمة مروان وهو يقول بغضب
- جراي ايه يامروان هي دي الرجولة والله لوريكي
اختبئت اكثر به وهي تبكي بشدة وتتمتم بخوف شديد
- والله معملتش حاجة غلط والنبي يامروان عشان خاطري ابعده عني
صرخ بها مروان بعصبية
- تعرفيه منين انطقي .. تعرفيه منين ؟
أتته الاجابة من مصطفي غاضبة ساخطة
- دي اختي وولله لوريكي يا***
دفعه مروان بعنف أثر سماعه للمسبة من فم مصطفي وقال بعصبية
- انا مش فاهم حاجة بس وديني لو قربتلها يامصطفي هقتلك اياكان انت مين
ثم استدار وصرخ بها بعصبية
- اطلعي علي البيت انا مش ناقص الناس تتجمع علينا
تحركت بالفعل بينما جذب هو مصطفي بغضب حتي لا يلحق بها فدفعه مصطفي بقوة وهو يسبه
لكن مروان لم يتركه بل سدد له لكمة !
***********************************
فتحت مرام الباب بفزع علي صوت الطرقات المتتالية عليه
وجدت ملاك امامها تبكي بشدة وهي تشهق قائلة
- الحقوا مروان ومصطفي بيتخانقوا كلموا استاذ مازن
ضربت مني صدرها بكفها وهي تقول بخوف
- مصطفي مين ومروان بيتخانق مع مين في ايه ياملاك ؟
بكت بشدة وهي تقول بتوسل
- اتصلوا بمازن والنبي عشان بيتخانقوا
اتصلت مرام بمازن وهي تبكي خوفاً علي اخيها وهي لا تعرف ماذا يحدث وما به
وصل مازن بعد عدة دقائق واصدرت سيارته صريرا عاليا نتيجة توقفه المفاجئ بعد سرعته
ترجل منها ورفع مروان من فوق مصطفي وهو يهتف بهم
- في ايه ؟
نهض مصطفي من علي الارض وهو يقول بغل وعصبية
- اخوك ال *** مصاحب اختي
نظر مازن له بصدمة وحول بصره لمروان قائلاً
- اخته !! .. صحيح اللي بيقوله يامروان في ايه ؟
مسح مروان جانب فمه وقال بغضب
- الزبالة الحقير دا طلع اخو ملاك وهي كانت معايا وفجأة كان هيضربها في الشارع منتا فعلا واحد ***
صرخ مازن ليصمتوا فيكفي سبابا الي الان وبعد قليل كانوا يصعدوا للاعلي بعد ان صرف مازن الجميع حتي لا تحدث فضيحة فلن يبقي منزل العابدين علكة بفم احد !
دلف مصطفي بعصبية للمنزل وصرخ بها
- سلمي ..اخرجي يا***
انقض عليه مروان وهو يمسكه بعنف من قميصه قائلا بعصبية
- متشتمهاش ياواطي بالطريقة دي انا مسمحلكش حتي لو كنت اخوها فاهم
اقتربت ملاك ببكاء وهي تنظر لهم
فقالت مني باضطراب
- في ايه يامازن في ايه يامروان مين دا وماله بملاك ومين سلمي
قالت ملاك ببكاء
- دا اخويا بس والله انا مش قصدي اكذب عليكوا انا مش عاوزة ارجع معاه والنبي
والله انا كويسة هو اللي مش كويس وبيظن فيا بالسوء وانا مليش ذنب والله معملت حاجة
نظرت مني لها بصدمة وسألتها
- انتي ذاكرتك رجعتلك افتكرتي انتي مين ؟
ابتلعت ريقها وسالت دموعها وقالت ببكاء وخجل
- انا مفقدتش الذاكرة !
اتسعت عين الجميع دهشة فقط مروان من كانت نظراته غريبة لها يشعر بتشدد كبير بمشاعره وافكاره
كيف كذبت!
اجلس مازن مصطفي وقال بهدوء
- لو سمحت مش عاوز تعدي وبعد اذنك يامصطفي اهدي احنا كمان مش فاهمين حاجة
ومش رد الجميل اننا حافظنالك علي اختك انك تعمل مشاكل تمام
اعد بقي عشان نتفاهم
بكت سلمي وهي تنظر لنظرات مصطفي المتوعدة لها وقالت ببكاء
- والله انا مكنش قصدي اكذب عليكوا انا كنت خايفة
قالت مني وهي تنظر لها بصدمة
- ليه معرفتناش يابنتي احنا مكناش هنأذيكي ليه تكذبي علينا وانا كنت دايما قدامك زعلانة عشان اهلك صعبانين عليا وانتي تطلعي عارفة وبتكذبي كل الشهور دي انا ازاي اتخدعت بيكي
حينها قالت مرام فجأة ببكاء وهي تنظر لها
- متظلموهاش هي غصب عنها اسألوه كان بيعمل فيها ايه
وبكت فجأة بحساسية وتأثر وقالت وهي تنظر لمازن
- كان بيضربها يامازن كان بيبهدلها وبيشك فيها
انتوا عمركوا ما مديتوا ايدكوا عليا هو كان بيموتها من الضرب
وهو بيفكر انها مش كويسة عشان بيعرف بنات زبالة
قالت مني وهي تنظر لها بدهشة
- انتي كنتي عارفة يامرام انها فاكرة ؟!
أومأت مرام وهي تبكي ونهضت وجلست جانب سلمي وهي تمسح علي ذراعها وظهرها بحنان وتابعت
- انا عرفت لما كنت بلاقيها بتعيط وهي لسه صاحية ولما كنت بنام معاها كنت بلاقيها بتعيط وبتترجي حد اسمه مصطفي يسبها
كانت كل يوم تموت من الخوف والعياط وهي بتفكر في اللحظة اللي هيلاقيها فيها ولما سألتها
مكذبتش عليا انهارت وحكتلي ان اسمها سلمي ويتيمة من صغرها ومامتها لسه متوفقة من سنين وهو ظالم
رفعت سلمي وجهها لمروان اثناء حديث مرام فاصطدمت عينها بنظراته المحدقة بها بجمود حاد سالت دموعها اكثر واخفضت بصرها لقدميها المرتعشة
قال مصطفي بعصبية وحدة موجها حديثه لمرام
- انتي متعرفيش حاجة يبقي متدخليش سامعة !
حينها حدجه مازن بنظرات جليدية صارمة وقال بخفوت حاد
- متتكلمش مع مرام يامصطفي كلامك توجهوا ليا انا سامع انت ؟
نهض مصطفي وقال بضيق
- حقك يامازن وانا برده حقي اخد اختي وامشي
بكت سلمي وقالت باضطراب موجهه حديثها لمازن
- لا متخليهوش ياخدني والله هيقتلني
صرخ بها مصطفي بشراسة
- قومي يلا
ابتلعت ريقها وهي تتوسل بالنظرات لمازن ومروان وعندما اقتربت منه حتي امسكها من رسغها بشراسة
فقالت مني بضيق وحزن
- طيب يابني انت عرفت انها مكانتش في مكان مش كويس هي عندنا مش شهور
هي غلطت لما خبت علي الكل واختك وحقك وكل حاجة بس برده متأذيهاش
انا مشفتش منها حاجة وحشة واعدة في بيتي شهور
تألمت سلمي وهي تشعر ان مصطفي قد اوقف الدماء عن كفها من قوة قبضته عليه وظلت تنظر ارضا لا تريد رؤية اي من نظرات الشفقة عليها فليس بيدهم شئ وليس لهم الحق !
اتجه مصطفي للباب بها وهو يقول بضيق
- شكرا يامازن ولينا كلام بعدين وشكرا للكل علي وقوفكم جمب الست هانم
عدلت سلمي حجابها بيدها الحرة وهي تدخل خصلاته الهاربة منه وخرجت بهدوء
جلس مروان يشعر بثقل كبير فوق صدره وكأنه حجر صخري كبير
أغمض عينه يشعر بغضب كبير لا يستطيع الحديث فهي اخته وقد خدعت الجميع بانها غير متذكرة لحياتها وتلاعبت بهم وليس لاحد حق عليها غير اخيها حتي ان كان مخطئا !
تنفس بضيق لا يستمع لحديث الجميع بين صدمة بانها كذبت وبين بكاء مرام وهي تشفق عما سيحدث لها وبين وبين .. تسارع تنفسه قليلا وهو يتذكر نظراتها له ودموعها
نهض فجأة ودلف لغرفته لا يريد التفكير بشئ فقط سيعتبرها صفحة وانطوت !
**********************************
وفي صباح اليوم التالي خرج مازن من المطار الدولي لاسبانيا يستنشق الهواء بقوة واتجه الي سيارة الاوتيل ذهاباً للراحة قبل اجتماع المساء وبمجرد صعوده للغرفة قام بوضع حقائبه وجلس علي الفراش يفكر..

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن