الفصل السابع عشر

41.6K 1.4K 23
                                    

  بدأت نرمين بالانتحاب بشدة وهي تهتز بحركة عصبية رتيبة وقالت
- انا كنت هقتله كذا مرة بس كانوا بيلحقوني قتل ابويا وجوزي الحقير
بس انا انتقمت منه لما خليته يطلق ماتيلدا وهو بيحبها !!
اتسعت عين مازن واقترب بصدمة منها قائلاً
- هو طلق ماتيلدا ؟!
أومأت وهي تتجرع الكأس
- اه طلقها
انا دفعت لواحد وجبته القصر وخليت ماتيلدا تقابله بعد ما عملت عليها خطة انه تبعي وعاوز مني حاجة
وهي اصلا طيبة ووافقت من غير ما تشك فيا عشان تساعدني
وساعتها قلت لبكر مراتك خانتك واحتاجت راجل
وضربته علي وجعه وقلتله انها بتخونه لانه مش راجل
رفعت خصلاتها وهي تمسح دموعها واكملت بحقد وشماته
- وطبعا لانه مريض وعنده نقص فعلا صدق وجري مكان ماقلتله اني شفتها
وكان الراجل دا بيتكلم معاها وهو بيقرب منها واول ما اريته الاشارة حاول يحضنها ويقرب اكتر
وهي مكنتش مدية خوانة واتصدمت برد فعله ..
كان مازن يستمع لها وقد اظلمت عينه علي حديثها كما اشتدت قبضته بقوة
يحاول التحكم باعصابه حتي يستمع للنهاية
اكملت هي بضحكات صاخبة تلك المرة
- طبعا المريض صدق ساعتها واتحول كأنه وحش
ماتيلدا صِعبت عليا لانها متستاهلش اي حاجة من اللي بتحصل
بس مكنتش اقدر اكسره الا بيها
ضربها وبهدلها وهو بيصرخ فيها من غير ما يحس بالطلاق !

فلاش باك ...
اقترب بكر والغضب يتملك منه بعد ان رأها مع ذلك الرجل وهو يتلمس ذراعيها ويقترب منها بطريقة حميمية كما صور له شيطانه من الغضب عندما احتضنها بينما لم تتوقع هي ما حدث فتسمرت بصدمة خائفة
الي ان اتتها صرخة بكر بصوت مخيف
- ماتيلدااا..
التفتت ماتيلدا مذعورة علي صوته وهي تفكر مسرعة كيف ستوضح الامر دون الاقتراب من نرمين
فكل هدفها كان الا تذكر نرمين حتي لا يأذيها بكر كما يفعل دائماً
وهي لا تعرف انها من ستنتهي وانها كانت مجرد لعبة بين يديهم!
- بكر دا كان ..دا
لم تكمل حديثها عندما انقض عليها كالأسد الذي نوي افتراس فريسته وتقطيعها إرباً
بينما هرب الشاب في لحظة واحدة واختفي وكأنه لم يكن
صرخت ماتيلدا بألم شديد وهي تبكي وتتوسل له أن يتركها
ولكنه لم يتوقف ولا يري غير رجولته المجروحة مرددا
- بتخونيني يا بنت ال ***
انا عارف إن دا اخر اي واحدة *** كلكوا كده
انتي طالق يا *** هرميكي في الشارع زي الكلاب يا ***
بكت ماتيلدا وهي تصرخ بضعف وتحاول فك خصلاتها بينما تضع كفها الاخر علي وجهها ثم علي بطنها عله يصد بعض ضرباته وركلاته القوية وصوته يتردد دون وعي
- طالق يا*** طالق طالق طالق يا*** طالق
وبعد فترة ليست بالقليلة توقف عن ركلها وضربها وهو يلهث بينما فقدت هي الوعي تماماً من كم ما نالته والدماء تغطي وجهها
وقف لحظة وهو ينهج ويَسبُ وفجأة امسك خصلاتها وقام بسحبها كالدبيحة
والقي بها خارج القصر كالقمامة واغلق الباب بعنف وهو يصرخ بالجميع
- اللي هيعرفها همحيه من علي وش الدنيا
مش بكر الديب اللي واحدة *** تخونه وبكر هجيب ست ستها
عودة للوقت الحالي ..
رفعت نرمين خصلاتها خلف اذنها وهي تبكي
- انا ساعتها نزلت بليل ولقتها زي ما هي بس كانت واعية شوية و بتنزف جامد
ختها وجبتلها دكتور وعالجها وحطيتها في اوتيل وجبتلها ممرضة تهتم بيها
وبعد ما اتأكدت ان بكر خلص اوراق الطلاق خلاص
رحتله بكل شماته وعرفته اني نتقمت منه ودلوقتي هو خسرها وطلقها
كان مازن في حالة صدمة وهو يستمع الي ما تقصه عليه
بينما أمسكت نرمين رأسها وهي تشعر بالدورا يلفها وقالت ببكاء
- انا عارفة اني ظلمت ماتيلدا بس برده انا مكنش قدامي غيرها ومختش حقي وحق بابا وطارق
علي اد ما ببقي زعلانة اني عملت فيها كده علي اد ما بفرح ومش ندمانة لان انا برده كسرته
فقال مازن بألم وصدمة
- يعني هي اتجوزت مرتين كده
مُحلل وبكر تاني !
نفت برأسها وقالت بضحك وسخرية
- لا بكر مستحيل كان يخليها تتجوز غيره وانا كنت عارفة انه مستحيل يرجعها لو اتجوزت غيره
فقال بصدمة وهو لا يصدق ما سمعه
- يعني ماتيلدا عايشة معاه بالحرام دلوقتي !!
أومأت برأسها دون حديث فقط أخذت الكأس ولكنه سحبه منها عنوة وهو يمنعها فيكفي ما شربته الي الان وقال
- طيب ليه ماتيلدا رضيت ؟..
واهلها ازاي رضيوا بحاجة زي دي
قالت بنعاس وهي تحاول فتح عينها بصعوبة
- ماتيلدا مش مصرية هي المانية اصلا وبكر اعجب بيها وهو بيجيب اثار من بره المهم انه اتجوزها وجابها من بره فهي ملهاش حد هنا ولا تعرف حد ..
تابعت بعد ان أغلقت عينها
- هي تعتبر قطة مغمضة بره القصر لانها مبتخرجش الا معاه بس وملهاش غيرنا
وهو هيموت عشان انا هقتله عشان اخد حق بابا وطارق منه انا هقتله انا ...
وقطع حديثها عندما سقطت في النوم
ظل مازن ينظر بصدمة للفراغ أمامه لا يتسطيع تصديق ان الانحلال وصل بهم لتلك الدرجة
فكيف تعيش معه وهي محرمة عليه
ونهض بعد فترة من هذيانها المتقطع بسبب النوم وحاول افاقتها ليأخذها لغرفتها
ولكنه توقف عندما بدأت بتصريحات اخري غريبة لا تُصدق
**************************************
شهقت ملاك فزعة عندما سمعت صوت بالخارج
نهضت مضطربة بشدة فلا يوجد أحد فالمنزل فالسيدة مني قد أخذت مرام وهبطت لجارتها لتعطي لها النقود التي أتي بها مروان أمس بعد أن أصرت عليها أن تأتي معها
ولكنها رفضت وفضلت النوم
ومروان قد خرج قبلهم للعمل ومازن في سفره منذ الصباح
ابتلعت ريقها وهي تتفقد الشقة بقلق تتمني عودة مروان او مازن علي ان يكون غريب او سارق
وبعد ان تفقدت جميع الغرف بحذر تنهدت براحة شديدة فمن الواضح انها مخطئة
فلا يوجد احد بالخارج كما كانت تعتقد عدلت من حجابها والذي لا تزيحه مطلقا الا بغرفتها فقط حتي لا يراها احد ولو بمحض الصدفة فلا تُحرج ولا تسبب لاحد الحرج ايضاً
وبعد أن عدلت ملابسها وحجابها فتحت الباب وهبطت ببطئ لجارتهم
فهي تخاف من الوحدة ومن الافكار المخيفة التي تسيطر عليها دائما
فمنذ طفولتها وهي تكره الوحدة والظلام او أن تظل بمفردها وهذا ما كان يفعله بيها كعقاب !!
تخلصت من ذكرياتها عندما وصلت الي باب الشقة تنفست بعمق وطرقته بهدوء !!
************************
كانت ماتيلدا جالسة شاردة تفكر فيما حدث علي العشاء منذ ساعات
كم تمنت أن يكون بكر بمرؤة خالد والاَ يُعرِضها ليتباها بها حتي وإن كان علي حساب كرامتها وكرامته
أغمضت عينها ونظرت لبكر النائم جانبها فقد سقط في سبات عميق بعد أن وضعت الاقراص في المشروب الخاص به حمدت ربها أن سقوطه فالنوم كان سريعاً فكانت ثرثرته وسبه لا يحتمل ويكفي ما نالته منه!
نظرت للساعة جانبها فوجدتها تخطت منتصف الليل شعرت بالصدمة فهي لم تشعر بمرور الوقت
نهضت من محلها حتي تشتنشق الهواء فلم تشعر بقدميها وهي تسحبها للخارج
ابتلعت ريقها وهي تعلم ان ما تفعله خطأ
ولكن بررت لنفسها فهي لن تذهب له فقد تريد الذهاب للرواق الضام لغرفته !!
لن تطرق الباب ولكن تريد .. فقط تريد ان تشعر بقربه!
خرجت بالفعل واتجهت للممر المؤدي لغرفته وعندما وصلت
صُدمت وهي تستمع لصوت ميزته سريعاً فهي لن تخطئ بصوت نرمين شقيقة بكر!
دخلت بإحدي الممرات وهي تضع يدها علي فمها لتكتم شهقتها وتقطع تنفسها حتي لا يراها
ابتلعت ريقها وهي تستمع لضحكات نرمين السكرة اتسعت عينها وامتلئت بالدموع تشعر بالخيانة
لا تعرف السبب ولكن هذا شعورها هي تعرف جيدا ان خالد ليس ملكها ويحق له فعل مايريد ولكن تشعر بألم ينحر صدرها ابتسمت بألم من وسط دموعها فإن كان بكر محله ما كانت ستشعر بهذا الألم !
ظلت مختبئة وعندما استمعت لصوت انغلاق الباب مسحت دموعها وقررت العودة لغرفتها
فيال السخرية أتت لتشعر بقلبها وتشعر بالسعادة فعادت مكلومة متالمة !
عندما تحركت عدة خطواط بطيئة فهي كانت تظن مبيتهم سوياً بعد سهرتهم
ولكن خابت ظنونها وهي تستمع لحركة !
عادت مُسرعة الخطواط مرة اخري تكتم انفاسها فنبضها عليَ مجدداً
اذا هو صاحب الحركة !!
شعرت داخلها بشئ غريب شئ من السعادة والراحة وكأن خروجه دَاوا قلبها فجأة وأغلق الجرح بقدر استطاعته ظلت صامتة حتي يذهب لغرفته وتنهدت وهي تستمع الي ابتعاد الحركة حينها خطر بفكرها وجود نرمين فهي لم تأتِ فمن أين علمت مكانهم !
استمعت بعد لحظة لانغلاق باب غرفته تنفست الصعداء فيكفي انها ستعود دون أن يعرف أحد
مسحت دموعها وتنفست بعمق لتعود هادئة كما أتت !
***************************
وضع مازن نرمين علي الفراش وهو يستمع لتوسلاتها ان يبقي معها وخرج مسرعاً ونبضه يرتفع بشدة لا يصدق هل نبضه بسبب وجودها حقاً ولكن ماذا تفعل هنا فجناح بكر في الاعلي يسار الفندق !
لكنه يشعر بنبض غريبٍ فعندما كان يأخذ نرمين للخارج أثناء تذمرها بشدة بتوسلات حتي يتركها اليلة معه ازدادت خفقاته بقوة ولكن عندما حول بصره في المكان يعلم انها موجودة بل قريبة لم يجدها
لكنه يشعُر بها !!
خرج من الغرفة وهو ينظر في الرواق لا يوجد لها أثر
وكأن عينه تكذب قلبه !
لكنه استمع لقلبه وكذب عينه واقترب من باب غرفته بخطواط واضحة وفتحه وأغلقه ولم يدلف للداخل بل تحرك ببطئ شديد في الرواق يشعر انها ستظهر الان امامه !
وصدق شعوره وهو يراها تخرج من الجانب !!
ابتلع ريقه واقترب بخطواط سريعة خافته وهو علي بعد خطوتان منها قال بصوت رخيم هادئ اخافها بشدة
- وحشتك صح !
شهقت ماتيلدا فزعاً والتفتت فجأة فتعثرت بثوبها وكادت تسقط لولا ذراعيه التي جذبتها بقوة بعد ان احاطها جيدا
اعتدلت باضطراب شديد وهي تتنفس بسرعة كبيرة وقالت بتوتر
- استاذ خالد انا .. انا ..
قاطعها هامساً
- هششش اهدي !
ابتلعت ريقها وهي تحاول الهدوء والثبات مفكرة بإضطراب كيف ستبرر له وجودها في رواق غرفته
ابتسم مازن لها وقال بهدوء
- انتي جيتي تشوفي نرمين ؟!
تنفست فجأة وكأنه القي لها طوق النجاه واومأت مسرعة
- ايوا انا كنت كنت جاية عشان أشوف نرمين عاوزة اطمن عنها وكده
اجابها وهو علي نفس بسمته الواثقه وقال بهدوء
- طيب كنتي ماشية ليه؟ .. دا اوضتها ورا هي 504
اومأت له وهي تنظر حولها باضطراب وتعدل من خصلاتها باصابعها الرقيقة المرتعشة وقالت
- اه فعلا اصل انا قلت اكيد نامت وهاجي بكرة
ضحك مازن بشدة وهو يعلم كذبها فهو متأكد كل التأكد ان لا احد يعرف بوجود نرمين غيره !
ابتلعت ريقها وقالت بعصبية من توترها
- حضرتك بتتحك علي ايه انا يعني مش بقول حاجات بضحك
ظل ينظر لها بهدوء يريد تأمل كل تفصيلة بها بعد أن تأكد انها ليست من حق غيره
بالعكس ستصبح من حقه هو عن قريب!
فجأة ودون مقدمات امسك رسغها البارد وسار في اتجاه غرفته !
تعثرت عدة مرات بثوبها وهي تسير مُسرعة خلفه تحاول الفكاك منه وهي تقول باضطراب
- انت بتعمل ايه .. في ايه ؟
سيب ايدي انت واخدني اوضتك ليه ؟!
دلف مازن وادخلها واغلق الباب وتوقف خلفه محاصرا لها بين ذراعيه يتنفس بقوة من اختبار شعور قربها منه
بينما أغمضت هي عينها وهي تشعر ان قلبها سيخرج الان من محله لا محالة
فوصلها صوته الهادئ يزيد من نبضها والذي أصبح صخباً بالامتزاج مع خفقات قلبه !
- وعارفة مكان أوضتي كمان !
***************************************  

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن