في صباح يوم جديد استيقظ مازن علي رنين هاتفه فنظر الي الساعة وجدها الحادية عشر صباحاً
نهض مسرعاً واخذ الكوب من جانبه مرتشفاً منه قليل من الماء
حتي لا يظهر النعاس علي صوته واجاب بهدوء
- اهلا بكر باشا !
اتاه صوت بكر محيياً بسعادة
- اهلا ياخالد باشا انا بكلمك عشان اقولك نتقابل في أوتيل *** النهاردة علي معادنا
لاني نزلت فيه من امبارح مع ماتيلدا نغير جوا
فنتقابل نتغدي سوا ونتكلم في اجراءات السفر
نهض مازن من علي الفراش وهو يقول بضيق لم يظهره
- لالا بلاش غدا اعذرني النهاردة هاجي علي الساعة 5 كده نتكلم في الاجراءات وخلاص عشان مشغول النهاردة
لم يرد بكر الالحاح عليه فهو يراه ورقة رابحة يكفي انه سيشاركه في الصفقة
- تمام ولا يهمك نتقابل علي الساعة 5
اغلق مازن الهاتف وخرج من غرفته فوجد والدته تخرج مسرعة من غرفة المعيشة متجة للمطبخ فقال بإستغراب وهو يتابع حركتها السريعة
- خير في حاجة ولا ايه ؟
اجابته مني بصوت مرتفع من الداخل
- لا دنا نسيت الكفته خفت تكون اتحرقت
ضحك مازن وهو يجلس قائلاً باستمتاع
- كفتة ! امممم
وبعد قليل كانت مني تعد الطاولة للطعام قائلة بضحك وسعادة
- هتفطر معايا يامازونتي شفت بقي مش لو كنت شفتلك عروسة جميلة كده كان زمانك اعد دلوقتي في وشها
ضحك مازن بشدة وامسك كفها مقبلا اياه قائلاً برومانسية مصتنعة
- اولا مفيش اجمل من وشك تاني حاجة خليكي في فرحتك بقي
اهه مروان عريس ومرام عروسة افرحي شوية بلاش شغل مرام والدراما دا
جلست مني مبتسمة ببهجة فهي حقاً تشعر بسعادة غامرة
وبعد لحظات وضع مازن شوكته الذهبية ونظر لوالدته وقال بهدوء
- كلمتني مرام ياماما؟!
ضحكت مني وقالت بحنان
_ يابني بطل قلق بقي اختك كبرت واتجوزت
نظر لها مقتطب الجبين قائلاً بضيق
_ ايه للغريب في اللي طلبته بقولك كلمتيها ما احنا لازم نطمن عليها ولا ايه؟!
طبطبت مني علي كفه فوق مائدة الطعام وقالت
_ انا بقول كده عشان انت قلقان من امبارح
ايه مشوفتش نفسك وانت بتوديها مع أكرم كأنك سايبهاله بالعافية
وياسيدي انا اتصلت من شوية
وهم قافلين تلفوناتهم يعني مش عاوزين ازعاج لانهم مبسوطين ومرتاحين متقلقيش انت بس
تنهد وهو ينظر لها ثم نهض من علي الطاولة وقال مودعاً
_ انا عندي شغل كتير النهادرة هخلصه عشان مسافر بكرة زي ما قلتلك
قالت مني بابتسامة وهي تنهض خلفه
_ ربنا معاك وانا هقوم بقي اعملك البقلاوة اللي بتحبها علي ما تيجي
ابتسم لها ودلف لغرفته ليبدل ملابسه ويخرج مقابلاً لحازم قبل اجتماع بكر
****************************
وضعت ملاك الاطباق علي الطاولة الصغيرة داخل المطبخ بترتيب أنيق
ثم القت نظرة رضا علي ما صنعت
والتفتت متجهة للخارج لتدعو مروان للغداء
خرجت من المطبخ فوجدته امامها في طريقه اليها فابتسمت له بسعادة قائلة بخفوت
- انا عملت اكل وكنت جاية اناديك
لم يجيبها بل ظل ينظر لها وهو يقترب منها مبتسماً بعبث
تنحنحت واعطته ظهرها متجة للمطبخ
جلست بهدوء فوق مقعدها وبدأت بتقطيع الطعام وهي تقول بإضطراب
- انا مش قصدي ناكل في المطبخ انا بحب كده مش اكتر س لو انت مش عاوز عادي بعد كده انقل بره
قال بهدوء وهو يتأملها
- انا ممكن أكل معاكي في اي حتة ان شالله في الشارع
والمطبخ حلو متقلقيش كفايا انه رومانسي حتي
وبعدين من اول ما طلعت وشفت الالوان التركوازية والبيجات دي
حسيتك بتهيئيه نفسي عشان يكون مكان هادئ مش مجرد مطبخ ..صمت وهو ينظر لها
يحاول كتم ضحكاته فهي فاشلة في اخفاء توترها منه وظل يتابعها بصمت يعلم ان صمته يوترها
فعندما يصمت يبدأ عقلها بالعمل والتفكير المضطرب
تناول احدي اصابع البطاطة الساخنة وقال وهو يتذوقها
- الله اممممم ياسلااام احلي بطاطس دي ولا ايه
ابتسمت علي طريقته .. سعيدة به وبمعاملته وبتفهمه وبكل شئ هي حقاً سعيدة الان بشدة
فاقت من شرودها علي صوت تألم خرج منه
نظرت له بجزع فوجدته يتمسك بصدره يتأوه وكأن شئ يؤلمه
نهضت بفزع وهي تنتفض مفكرة ماذا حدث له
اقتربت منه وهي تساله بخوف وقلق
- مروان مالك انت كويس في ايه حاسس بايه ايه اللي بيوجعك حاسس فين...
لم تكمل حديثها فقط تسمرت عندما شعرت بذراعه المحيطة بها لتدور وتلتصق بالحائط
رفعت عينها المتسعة له تحاول استيعاب ماحدث تشعر بالغباء!
ابتسم وهو ينظر لملامحها عن قرب شديد بدأ من حاجبها الرقيق لعينها المتسعة وفمها المفتوح قليلاً دليل علي صدمتها وعدم استيعابها
اقترب اكثر حتي تحاصرت بينه وبين الحائط وقال بعبث
- بتخافي عليا اوي كده ؟ ..
ابتلعت ريقها وهي تستمع لصوته القريب ورمشت عينها عدة مرات لا تصدق ما يحدث !
ضحك مروان فجأة وهو علي نفس وضعه فمنظرها مضحك بشدة وقال بهمس
- انتي لسه مش مستوعبة اني كويس ودي حركة كده عشان اخطفك
صمت وقال وكأنه يوضح لها أكثر
- امممم تماحيك يعني او استظراف او غلاسة
اغمضت عينها تتنفس تفكر فيما قاله تحاول تصديق انه بخير ولن تخسره
فتحت عينها فجأة وبدأت بالإتساع بشدة كما بدأ تنفسها بالتوقف تماماً علي شعورها بشفتيه !
ابتعد عنها ببطئ وهو ينظر لملامحها حتي يتبين رد فعلها فلم يأخذ الا الصدمة والدهشة بينما بدأ صدرها بالصعور والهبوط بشده وهي تفكر هل قبلها !!
ظل مروان ينظر لها بهدوء وقال
- متسرحيش وانتي معايا تاني
صمت قليلاً ينظر لتيبسها بين ذراعيه ثم جذبها برفق ضاماً لها بقوة هامساً بحب كبير بينما يديه تمسح فوق خصلاتها
- انا بحبك اوي ياملاك
تنهد بشعور قوي مرددها بإحساس قوي وكأن قلبه من ينطقها
***********************************جلست مرام امام التلفاز تشاهد ما يعرض عليه بلا روح تشعر وكأنها تريد ان تسقط داخل عيبوبة طويلة لا تفيق منها مجدداً
شهقت بفزع عندما شعرت بذراع اكرم المحيطة بها ونظرت له بخوف
اغمض أكرم عينه بضيق وقال بنبرة حانية
- انتي لسه خايفة مني ؟
لم تجبه فقط ظلت تنظر له ولكن بنظرات هادئة
فأكمل بعد ان قبل كفها بحنان
- مرام ياحببتي انا مش عاوزك خايفة مني لان انا جوزك يعني كل اللي ليكي يعني انا الامان بالنسبالك مش الخوف والقلق .. انا مقدر موقفك والله
بس عشان انتي لسه صغيرة وبريئة زي ما قلتلك فمش قادرة تستوعبي ان دا طبيعي
ومفيش حاجة وانا مش هضايقك عشان انا بحبك
رفع رأسه مفكراً وقال بحنان بعد ان وجه بصره لها
- دنا اول حاجة جذبتني ليكي عمرك يعني اني اكبر منك ب 9 سنين حسيتك هتكوني عروستي الجميلة
اللي هدلعها وهحبها وهتحبني
امتلئت عينها بالدموع وهي تنظر له بمشاعر متضاربة تحبه بشدة ولكنها خايفة
مسح وجنتها من الدموع المتساقطة قائلاً بحب
- انا حجزت تذكرتين عشان نسافر هنغير جو وهننبسط جدا تمام
أومأت له بابتسامة حزينة
فجذبها اليها يحاول ان يشعرها بالامان والحب
************************************
رحب مازن ببكر ومعاذ وقبل ان يجلس وجد ماتيلدا وشهيرة مقبلتين تجاههم فاعتدل مرة اخري ليحيهم ناظراً لثوبها الغريب فكانت ترتدي بنطال من الجينز وكنزة سوداء تصل لحافته عند الخصر ولكن برغم ضيق ملابسها القليل الا انها افضل مما ترتديه عادتاً فيكفي الا تظهر شئ من جسدها
جلس الجميع بعد ان تبادلوا التحية وبدأ بكر بالحديث عن الاجراءات لسفرية ايطاليا وبعد الاتفاق علي ان تكون في الغد الباكر توقف مازن فجأة عن الحديث يشعر بفوران دمائه بينما ظهر صوت عمار واضحاً محيياً للجميع
- الله اهلا اهلا بكر الديب هنا ومن ورانا ؟
اجابه بكر ببرود
- ما انت مش معاك جدول اعمالي عشان تعرف انا فين دايما
ضحك عمار وقال وهو يسحب مقعد كما يفعل كلاً من عامر وكريم
- عندك حق والله وانت اعمالك كتير
نظر مازن بحدة لبكر فمنذ اخر لقاء وقد حذره من جمعه بهؤلاء
فهم بكر نظرات الضيق علي وجه خالد وقال بضيق
- انا معرفش انهم هنا ياخالد عادي صدف يعني
واحنا خلاص يعتبر قربنا نخلص كلامنا
حينها نهضت ماتيلدا بعد ان همست لبكر بذهابها قليلاً للمرحاض
قال كريم وهو ينظر لها بعد ان اختفت من امامهم
- مراتك مبقتش طيقانا يابكر ينفع كده اول ما تشوفنا كل مرة لازم تقوم وتسيبنا
قال عمار وهو ينهض ذاهباً لطلب قهوته الخاصة
- ما تفكك يا عم كيمو هي حرة
وبس بقي عشان بكر وخالد بيضايقوا ثم وجه بصره لخالد وقال بسخرية
- مش كده برده ياخالد
نظر له مازن ببرود ولم يجيبه وكأنه لم يستمع له من الاساس
وتابع حديثه مع بكر وبعد عدة لحظات شعر بخفقاته ترتفع بقوة وارتفعت عينه سريعاً باحثة عنها
ولكن لم يجدها في الوسط امامه
التفت فجأة علي سقوط كأس شهيرة واهتمام معاذ بها
فنهض وهو يتعذر بأن لديه مكالمة هامة وترك بكر يتابع حديثه مع كريم وعامر ومعاذ
ابتعد عن بصرهم حتي لا يراه احداً واتجه للداخل متجها لطريق دورات المياه
وضع يده اعلي صدره بقلق فاحداهن بها شئ !
تمني داخله الا تكون خديجة فماتيلدا امامه ويستطيع مساعدتها ولكن خديجة لا !
وفجأة استمع الي همساً تجاه ممر الريسبشن المؤدي للمصعد واختفي الصوت فجأة
اتجه بهدوء للمصعد وخفقاته تزداد وهاله ماسمعه
فكانت كلمات عمار واضحة
- قولتي لبكر ايه عن الجرح ؟!!
*****************************************
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...