قال عمار بعصبية وضيق
- إنتي إتجننتي إزاي مجبتهاش ولا مش عاوزاني أجربها قبل ما أسافر
لا ياحلوة أنا مش ماشي من هنا من غير ما أجرب ودا إتفاقنا وأدي التذاكر معاكي أهه دورك بقي
أجابته شهيرة بإشمئزاز وعصبية
- إنت خلاص إتجننت باين منا عارفة إنك **** ومش هتسافر إلا لما تتنيل معاها
بس أنا ملقتهاش في القصر أكيد دايرة علي حل شعرها
والمهم إنها جاية كمان ساعة .. ليه بقي مش عارف تستوعب !
قال عمار بعصبية وهو يمسك معصمها بقوة
- إنتي اللي مجنونة باين إنتي فاكراها هتيجي أصلاً ولا هتسمع كلامك زي ما قالتلك
قالت شهيرة وهي تنفض ذراعها مبتعدة عنه
- هتيجي أصبر بس وأنت تشوف !!
ثم جلست بثقة علي المقعد الهزاز وتابعت
- هتيجي ياعمار ساعة وهتكون هنا زي ما قالتلي وبالثانية كمان انا هددتها اني هقول لبكر علي كل حاجة وهي عارفاني كويس لما بهدد الدنيا كلها متفرقش معايا
ضحك عمار بعصبية وجلس بضيق قائلاً بسخرية
- لما نشوف كلامك ياهانم بس وحياتك ياشهيرة لو مجت هحاسبك حساب عسير !
إبتسمت شهيرة بثقة وهي تهتز علي المقعد الهزاز وقالت ببرود
- هتيجي إهدي إنت بس .. المهم أنا هدخلها هنا ولما تدخل إنت إطلع خدها
بس إمسكها كويس ماتيلدا مش سهلة .. ومتقوليش إمسكي معايا أنا أخري هفتح الباب وهنزل بس كده تمام
نفخ عمار بضيق من برودها وحاول التفكير فيما سيفعله بها عله يهدأ !!
*************************************
نزلت ماتيلدا الدرجات بذعر وخطوات بطيئة حتي لا يشعر بها أحد
بعد أن سمعت ما حدث !!
كتمت فاهها بكفها المرتعش بصدمة وهي تحمد ربها أنها حضرت قبل المعاد
فهي ظلت خارج القصر منذ الصباح حتي لا تذهب مع شهيرة وتذهب لإستكشاف المكان قبل موعدهم بعد أن تخبرها بالعنوان !!
فجأة نزلت دموعها لا تصدق ماحدث
فالله معها مؤكد حتي يشاء القدر وتأتي ببالها فكرة الخروج من القصر والذهاب قبل الموعد وهي لا تعلم وجودهم هناك
بعد أن نزلت طابق واحد فأصبحت في الطابق السابع ضغطت علي المصعد تتمني وصوله فهي تشعر بالدوار الشديد
وبرغم ذلك لم تنتظره حتي لا تواجه أحداً أو يتم الإمساك بها وهبطت الدرجات مكملة للاسفل
مسحت دموعها وهي تتنفس تحاول الهدوء تشعر ببرودة جسدها لا تريد تخيل ما كان سيحدث إن دلفت للداخل ولم تستمع إلي حديثهم أخرجت هاتفها تريد الإتصال بخالد حتي يأخذها
فهي تشعر وكأنها لا تستطيع السير أو التحرك ولا تري جيداً
ولكن عندما أخرجت الهاتف بتوتر وإضطراب إلتوت قدمها بسبب نزولها بتوتر وسرعة مع حذائها العالي
وفي اللحظة الأخيرة أمسكت بالصور الحديدي للدرج وهي تشهق بذعر قبل أن تسقط
لكن أدي ذلك لإرتضامها بحافة الصور فكتمت صرخة ألمها بعد أن شعرت بالجرح
فجلست تبكي بصمت تشعر بالذعر وكأنها اصيبت بالشلل لا تستطيع التحرك
لا تريد تخيل قرب عمار منها وإعتدائه عليها
وما لبثت حتي إعتدلت مسرعة عندما سمعت حركة بالأعلي ورفعت قدمها تحاول تدليكها بألم وبكاء لتتمكن من السير عليها وهي تنظر لأعلي عبر الدرج مذعورة بشدة من فكرة إمساكهم بها
وبعد عدة دقائق كانت بالأسفل وضعت كفها فوق جانب خصرها وتسارع تنفسها وهي تري الدماء عليه !!
خرجت تعرج بألم وهي تحمد ربها وتشكره بشدة وبكاء !
وأوقفت سيارة أجري بينما أصابعها لا تتوقف عن الإتصال بخالد تريد منه المساعدة فجرحها تأذي من قوة الإرتضام أغمضت عينها ببكاء فليس ذلك فقط هي تريد الاختباء به تشعر بحاجتها إليه !!
ولكن بعد إتصالها عشرات المرات لم يجب عليها بدأت بالبكاء الحار تشعر بالوحدة والخوف
تشعر بكثير من المشاعر الغريبة بالإضافة الي خفقاتها المؤلمة
إبتلعت ريقها وهي تستنشق أكبر قدر من الهواء بعد أن فتحت الشباب الزجاجي للسيارة
وتذكرت مازن وكلماته منذ سنوات ومحاولات إقناعه لها بأن الله رحيم وغفور ولا يترك عباده
فها هي تفعل الخطأ وترتدي ما ترتديه وحياتها بأكملها حرام وخطأ ومع ذلك فالله معها ونجاها من شرهم
نظر لها السائق عبر المراة فبكائها مؤلم !
ظلت تفكر ماذا تفعل تشعر بالخوف أغمضت عينها تدعو داخلها لأول مرة منذ سنوات
فقد فقدت شعور الدعاء والشكر وكل شئ !!
وفجأة تذكرت الطبيب كمال فخالد أخبرها سابقاً أنه تبعه !
وبعد فترة كانت أمام المشفي نزلت ببطئ من سيارة الأجرة بعد أن نقدت السائق
دلفت للداخل متحاملة علي ألم قدمها وعندما سألت في الإستقبال عن إسمه فسألتها الموظفة عن هويتها
أجابتها بقلق وهي تضع خصلاتها خلف أذنها
- قويليه حاله هو عارفها كويس
فسألتها الموظفة بعملية
- إسم حضرتك إيه يافندم ؟!!
إبتلعت ماتيلدا ريقها لا تستطيع أن تعطيها إسمها ويُكتب هنا
فمن السهل علي بكر معرفة وجودها فبكر كالأخطبوط لديه ذراع في كل مكان فاقت علي سؤال الموظفة المستغرب
- حضرتك كويسة ؟!
أومأت ماتيلدا بتوتر وهي تتمسك بالكاونتر الرخامي تشعر بالدوار الشديد فسألتها الموظفة مرة اخري
- تمام عاوزة إسم حضرتك
قالت ماتيلدا بهدوء
- خديجة .. وأكملت عندما لاحظت إنتظار الموظفة للبقية
- خديجة عبد الرحيم عبدلله !!!!!
أومأت لها الموظفة بهدوء رغم صدمتها وطلبت منها الإنتظار قليلاً حتي تصل للطبيب كمال وتخبره
جلست ماتيلدا علي الأريكة الجلدية الانيقة وهي تشعر بألم شديد ينحر خصرها وإستندت بظهرها تشعر بدوار شديد لا تعرف سببه
*************************************
تسمر كمال مكانه وهو يستمع للإسم من الموظفة وقال مسرعاً
- انا داخل عملية حالاً خلي حد يهتم بيها
ودخليها أوضة بس قوليلها إني جاي وتستناني .. ثم سأل مسرعاً
- هتحطيها في أوضة كام ياهند ؟!
أجابت الموظفة بهدوء بعد أن فحصت شئ علي الجهاز
- غرفة 306 يادكتور
أغلق كمال الهاتف مسرعاً وقام بالإتصال بمازن وعندما لم يجب عليه قام بمهاتفة مروان أخيه وبمجرد ما أجابه مروان حتي قال مسرعاً
- إسمعني يامروان مازن بيدور علي بنت من سنين إسمها خديجة عبد الرحيم عبدلله
البنت دي هنا في المستشفي أنا داخل العلميات حالاً وهو مش بيرد
لازم توصله بأي طريقة هي في أوضة 306
***********************************
نهضت السكرتيرة بإضطراب علي صراخ مروان بها ودلفت للداخل
حدجها رامي بنظرة نارية أخافتها فقال مازن بضيق
- هو مش إحنا قولنا محدش يدخل ؟!
أومأت وقالت بتوتر
- أنا أسفة بس أستاذ مروان مصمم وزعقلي وأنا مبقتش عارفة أعمل إيه هو قال الموضوع طارئ !!
خفق قلب مازن بقلق ..فيبدو أن الموضوع جدي فمروان يستطيع التصرف دائما ً فماذا حدث الأن
وإستأذن مسرعاً من رامي تاركاً اياه يكمل الاجتماع
وعندما خرج هتف به رامي منبهاً
- متنزلش من الطريق الرئيسي لو مهما كان متنساش عشان محدش يشوفك !!
خرج مازن وهو يحاول التركيز فلولا تنبيه رامي لكان خرج بالفعل من الباب الرئيسي
أخذ السماعة وهتف بتوتر وقلق
- في إيه يامروان حد جراله حاجة ؟!
أجابه مروان
وتوقف العالم فجأة بعد أن سمع ما قاله له مروان
وفجأة حتي ألقي بالسماعة خارجاً من الشركة ركضاً يشعر وكأن خفقاته ستقتله !
هل سيجد خديجة الأن !!!
أخذ سيارته من الباب الخلفي للشركة وانطلق بها كالطلقة
يدور بها مسرعاً يشعر بألم صدره يحاول التنفس بإنتظام فمنذ ساعة تقريباً وهو يشعر بخفقاته المجنونه لكن استمر دعائه من أعماقه أن يحمي الله كلتاهما
إبتلع ريقه بألم ماذا تفعل خديجة بالمشفي هل أصابها مكروه ولذلك خفق قلبه !!!
هل سيخسرها يوم عثوره عليها !!
**********************************
قالت ماتيلدا للطبيبة التي تقطب حرجها
- هو دكتور كمال مجاش ليه ؟!
قالت الطبيبة برسمية
- هو عنده عملية دلوقتي وأنا خلاص خلصت خياطه يعتبر
بس الجرح دا مفتوح كذا مرة ودا غلط جداً
إزاي مش قادرة تهتمي بنفسك لولا ستر ربنا معاكي كان زمانك متأذية جامد بسبب الجرح دا
أغمضت ماتيلدا عينها وهي تهمس بالحمد فالله معها حقاً
قالت الطيبة بعد قامت بقياس الضغط والسكر
- ضغطك واطي والسكر كمان هنعلقلك محلول ولما ينتهي تقدري تمشي
نهضت ماتيلدا عندما إنتهت الطبيبة وعدلت من ملابسها شاكرة لها بإمتنان
فقالت الطبيبة للممرضة جانبها تعليماتها بتعليق المحلول وخرجت بهدوء
جهزت الممرضة المحلول وهي تنظر لماتيلدا فتبدو غريبة وجميلة
وفجأة دخلت ممرضة اخري تنظر لماتيلدا بتفحص وهمست للأولي بشئ
إضطربت ماتيلدا وهي تنظر لنظراتهم إليها ونهضت فجأة
فقالت الممرضة بهدوء
- رايحة فين يا انسة خديجة ؟!
قالت ماتيلدا بتوتر حاولت إخفائه
- همشي خلاص
فقالت الممرضة الأولي وهي تقترب منها
- لا مينفعش لازم نعلق محلول حضرتك هيغمي عليكي في إي وقت !
تحركت ماتيلدا تحاول الثبات مبتعدة عن الممرضة وقالت بحدة غير إرادية
- قلت مش عاوزة وهمشي !
فقالت الممرضة الأخري بقلق
- بس دكتور كمال نبه حضرتك متمشيش الإ لما يجي !
إبتلعت ماتيلدا ريقها تشعر بالذعر لا تعرف هل أفشي كمال عنها ؟!
ثم جلست بهدوء وقررت الهرب بعد أن تذهب كلاً منهم
فهي لا تستطيع إبعاد كلتاهما غير أن شعورها بالدور لن يمكنها من التحرك
وبمجرد ما خرجت الممرضة الثانية حتي قالت لاخري في الخارج
- إسكتي مش الشخصية اللي إسمها خديجة عبدالرحيم عبدلله جوا
شهقت العاملة وقالت بعدم تصديق
- إحلفي ياااه دا أنا نفسي أشوفها والله
ياتري عملت إيه للراجل الكبارة اللي بيدفع من سنين علشانها
قالت الممرضة بصرامة
- وطي صوتك المفروض إننا منعرفش حاجة عن الموضوع دا كده هند هتتأذي لو حد عرف إنها قيلالنا المعلومة دي ويلا بقي من هنا انا نبهت صفاء جوا إنها متمشيش لأن الدكتور كمال عاوزها وفهمتها
قالت الممرضة بهدوء وهي تري ماتيلدا تنهض إستعداداً للرحيل
- حضرتك مينفعش تمشي والله لأن الدكتور كمال قال حضرتك متمشيش إلا لما يجي
شعرت ماتيلدا بالقلق وقالت بحدة وهي تتجه للباب
- انا خلصت اللي عاوزاه وهمشي دلوقتي ثم تابعت حتي تخيف الممرضة
- انتي متعرفيش أنا بنت مين فإبعدي عني بدل ما تتأذي
قولي إنك مكنتيش هنا وأنا خرجت إنتي مش أد أذيتي!!
إبتلعت الممرضة ريقها لا تعلم كيف توقفها فهي محقة ولكن ماذا ستقول للطبيب كمال
وأخفضت بصرها للإسفل فهي تري أن رحيلها أفضل بالفعل
حتي لا تنقطع معونات رجل الأعمال للمشفي بمجرد العثور عليها !
تنهدت الممرضة وبدأت بترتيب الفراش
بينما سارت ماتيلدا بالرواق بقلق مفكرة هل علم بكر مكانها أم أن كمال باعها
إبتلعت ريقها وهي تعنف نفسها علي عدم سؤال الممرضة عن السبب حتي ترتاح علي الأقل
ولكنها أكملت سيرها تحاول التغلب علي الدوار فما أسوأ هذا اليوم !
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...