الفصل التاسع والثلاثون

40.8K 1.3K 9
                                    

    أجاب عمار علي هاتفه بتأفأف عندما وجدها شهيرة
- خير يا شوشو هتيجوا امتي
أجابته شهيرة ببرود شديد
- التذاكر فين صورهوملي عاوزة أعرف طيارتنا الساعة كام النهاردة
جز عمار علي أسنانه وهو ينظر لكريم وقال بضيق
- ملقتش حجز النهاردة
ضحكت شهيرة بسخرية وقالت بدلع
- طيب ياقلب شهيرة لما تحجز هبقي أجبهالك
وإشتدت نبرة صوتها حدة وهي تتابع
- إسمعني يا عمار أنا مش عيلة بريالة تلعب عليها
لا فوق ياحبيبي دنا مجربة من الرجالة أشكال وألوان
حركاتك دي تعملها مع حد غيري
ماتيلدا مش هتكون عندك الا لما أشوف صور التذاكر وأتصل أسأل عن الحجز كمان
يلا سلام معطلكش ياعموووري
القي عمار الهاتف بضيق وهو يسبها بلفظٍ خارج
فقال كريم وهو ينظر له ببرود
- منا قلتلك شهيرة دي مش سهلة هو انت متعرفهاش يعني
ومن الاخر أنا رأيي تحجز التذاكر فعلا وتسافروا أصلا بكر مش هيعتقك
ضحك عمار بقوة قائلاً بسخرية
- مين يابني انت اللي مش هيعتقني
ومين اللي هيسافر لا ركز كده انا هقولك اللي هيحصل
إعتدل في جلسته واضعاً قدم فوق اخري وقال بتفكير
- انا هحجز التذاكر وهوريهالها فعلاً وهخليها تجيب ماتيلدا هجرب وأدوق
وبعدين هقولها باي باي بليها واشربي ميتها وأعلي ما خيلها تركبه بقي
وأنا هعتبر فلوس التذاكر مقابل ليلة مع واحدة تستاهل علي حد علمي هكون الأول لأنها لسة جديدة
تنهد وهو ينفث دخان سجائر بإستمتاع
- ماتيلدا تستاهل دي طلقة برده
************************************
أجابت مرام علي هاتفها بيد مرتعشة وبمجرد ما فتحت الخط حتي أتاها صوت أكرم الباكي!
لأول مرة تسمعه هكذا
- مرام متقفليش أنا مش قادر أعيش من غيرك
إبتلعت ريقها بصمت فتابع هو علي الطرف الأخر
- مرام أنا عاوزك .. أنا بحبك ممكن أكون شديت عليكي بس دا عادي صدقيني
هبطت دموعها تعلم أنه ليس بالطبيعي فإن كان كذلك لما فعل مازن ما فعله
فاقت من شرودها علي صوت أكرم المتوسل
- مرام أخوكي رفع قضية وبيجبرني أطلقك بس أنا مش عاوز.. إنتي موافقة ؟!
رفعت كفها المرتعش تكتم فمها ببكاء لا تعلم بماذا تجيبه فقال أكرم بترجي
- حببتي أنا أسف هعوضك أنا بجد بحبك
بس غصب عني إنتي لازم ترفضي إنتي لو قلتيله مش عاوزة هيعملك اللي انتي عاوزاه
ومش هيطلقنا سمعاني
همست من بين دموعها بعد صمت
- أنا أسفة يا أكرم .. بس ..
قاطعها بألم وتوسل
- متكمليش يا مرام متقوليهاش عشان خاطري أنا بحبك مقدرش أعيش من غيرك صدقيني
أنزلت الهاتف من علي أذنها وهي تبكي بقوة وتشهق
لا تعرف ماذا تفعل لأول مرة تشعر بالضعف لا تعرف ما الصواب من الخطأ
*************************************
خرجت ماتيلدا من الغرفة وقالت لشهيرة الجالسة تقلم أظافرها كعادتها
- هتنزلي امتي وهنروح فين ؟
رفعت شهيرة نظرها لها وقالت ببرود وهي تتلاعب بالمبرد
- هنزل إمتي فأنا أجلت يوم او اتنين بس غالباً مش هنتأخر يعني
أما فين دي بقي ملكيش دعوة عشان ببساطة أنا مبسألكيش بتروحي فين ولا أحط المنوم ليه
جلست متيلدا بهدوء واضعة قدم فوق اخري وقالت بسخرية
- اكيد مش واخداني ميعاد غرامي دي لعبتك يعني
ضحكت شهيرة بقوة وقالت
- لالا مش ميعاد انا بحب الإنفراد بالمواعيد دي
بس دا مشوار كده بس معاذ غيران عليا أوي وأنا مش عاوزاه يفكر في أي حاجة
ولا يقلق وكذلك بكر فلما أخد الشريفة الطاهرة بتاعة القصر معايا ساعتها محدش هيفكر يسأل حتي وبعدين أنا بقيت مبسوطة من أعادكوا انتي وبكر معانا علي طول ملهاش لزمة الفرقة ياقلبي أنا بحبكوا اوي
إبتسمت ماتيلدا بسخرية ونهضت دون أن توجه لها المزيد
********************************
كان حازم ممسكه بسلاحة بثبات يطلق بعنف فوق الهدف
إقترب منه مازن وقال عندما أنتهت طلقاته
- خير في إيه ولاون شكله مش خير
رفع حازم السماعة الكاتمة من فوق أذنه ووضع سلاحه قائلاً بضيق
- تعال معايا عاوزين نتكلم
أوقفه مازن قائلاً بحدة وضيق
- أنا مش جاي في حتة قولي الاخبار خلصني عارف إنها أخبار زفت
مسح حازم فوق خصلاته قائلاً بضيق
- الديب أجل صفقاته بسبب المافيا الايطالية شكله قلقان ليوقعله حاجة
او يحصل تاني خطف او تهديد
نفخ مازن بإختناق هاتفاً به بعصبية
- إسمعني بقي يا حازم أنا بكر ال *** خلاص مبقتش متحمله
ومليش نفس أتحمل أنا فيا اللي مكفيني ومبقتش مستحمل حاجة
أنا هعمل اللي أقدر عليه وهخلص ماتيلدا منه وإنتهت !
ظلت نظرات حازم هادئة إليه يعلم أنه غاضب فتركه يقول ما يريده
********************************
دلف مروان الي غرفة والدته فوجدها تغط في سبات عميق
إقترب منها وقام بعدل الغطاء فوقها ثم إنحني مقبلاً جبينها وهو يمسح فوق شعرها
إعتدل مغلقاً للمصباح جانبها وخرج بهدوء مغلقاً الباب
حينها فتحت مني عينها المتورمة من البكاء
وبدأت دموعها تسيل بغزار وصمت من جديد
تعرف أن مرام صغيرة علي ما مرت به ليس عمراً ولكن مقدرتاً فمرام هشة ولا تتحمل
إبتلعت ريقها وهي تناجي ربها أن تمر تلك الأيام بخير
تشعر بالخوف من غضب أبنائها !
***************************
دلف مروان للمطبخ فوجد سلمي تعد الطعام
ظل كما هو متكئاً علي الباب ينظر لها بحنان وإرهاق شديد
إبتلع ريقه بألم يحمد الله داخله عليها
نعم الخير لا يجد الا الخير
فها هي من ساعدوها وإهتموا بها دون مقابل
الأن هي من تهتم بالجميع بكل عطاء وحب !
سار تجاهها عندما وجدها تجفف جبينها من العرق بمحرمة ورقية
يعلم أن هي من نظفت البيت بالكامل وتقوم بإعداد الطعام لهم
إقترب منها ولف ذراعيه حول خصرها قائلاً بهمس
- شكرا ً
أجفلت في البداية بخضة لكن سرعان ما إبتسمت بحنان علي همسته
ومسحت فوق كفه اعلي بطنها قائلة بحب
- انا مش بعمل حاجة عشان تشكرني انتو اهلي
وعلي فكرة طنط مني كانت هتعمل الأكل بس أنا حسيتها مش قادرة
وقلتلها إني همسك المطبخ هنا شوية
أغمض مروان عينيه وهو يدفن فمه بكتفها قرب عنقها وقال بصوت متحشرج
- بتعيط جوا وأنا عارف بس طلعت وسبتها عشان هي مش بتحب تعيط قدام حد
هي فاكراني محستش بس أنا عارف وحاسس بيها
أطفئت المقود والتفتت تنظر له بحنان قائلة
- لا هي عارفة إنك حاسس بس إنتوا الاتنين مثلتوا علي بعض مش أكتر .. أحاطت خصره وقالت بحنو
- هو دا اللي مقوي البيت يامروان إحساسكوا ببعض والشعور والحب بينكوا
واللي إحنا فيه هيعدي دي أزمة وهتعدي أكيد
شدد من إحتضانها وقال بإرهاق
- نفسي أنام ياملاك أنا تعبان أوي
حاسس بوجع من غير ما أتوجع مرام صدمة بالنسبالنا إحنا عمرنا ما أذينا حد
عمر ما حد توقع فينا إن ممكن دا يحصل
إبتعدت عن صدره وأخذته من ذراعه وخرجت به متجه لغرفته
جلس مروان علي فراش بإرهاق بينما إتجهت هي الي خزانته بعد أن أغلقت الباب وأخرجت منها تيشرت قطني نظيف وجلست أمامه علي ركبتها وقالت وأصابعها تفك أزرار قميصه
- اللي قلته حرام .. دا إعتراض علي أمر ربنا مش شرط يكون عقاب منه علي شئ
ولكن في حكمة ربنا بس اللي أعلم بيها
يعني أنا مأذتش حد ليه ربنا يوعدني بأخ زي مصطفي ؟!
صمتت قليلاً تنظر لنظراته الهادئة وتابعت بحنان
- يمكن الحكمة إني أفكر أهرب منه وأرمي نفسي قدامك عشان ربنا يكتبلي عيلة مفيش أحن منهم وزوج يعوضني تعالي بقي نفكر بالعكس
يعني لو حد قالي إنتي هتتعذبي في حياتك بأخ زي دا
وحكالي علي اللي حصلي من قبلها وبعدين قالي بس في الأخر هتاخدي أحسن راجل في العالم
وهتاخدي أم تاني بدل اللي هتروح وأخ كبير يمثلك أب وأخ وأخت بدل وحدتك هفكر ازاي ساعتها ؟!!
ساعتها هقول الحمدلله ويلا أنا موافقة مدام ربنا هيديني في الاخر مع إن وانا في وسط العذاب عمري ما كنت هفكر إن دا خير أبداً ولا أي حاجة وهبقي زعلانة وأقول ليه
ودا اللي حصل مع مرام وبيحصل مع كل الناس بس محدش بيقلب الأمر اللي كان مزعله بعد ما ينتهي
بس صدقني هو خير
(( لو علمتم ما فى الغيب لاخترتم الواقع ))
تخيل بقي تأمل كده معناها كويس هتلاقي نفسك بتحمد ربنا من كل قلبك لو مهما كان اللي إنت فيه
إبتسم لها مروان يشعر وكأنها تضع شئ بارد فوق ناره
ودواء فوق جراحه بينما أنزلت هي بصرها عنه عندما شعرت بنظراته
و كانت قد إنتهت من فتح الأزرار كما إنتهي حديثها
إبتلعت ريقها وكأن الوسيلة التي إستخدمتها لتلهيها عن إضطرابها إنتهت
قال مروان بحنان
- كملي !
رفعت بصرها له فوجدته يستند بكفيه علي الفراش خلفه فقالت بتوتر
- منا خلصت
إبتسم لها وقال بهدوء غريب
- لا قصدي علي اللبس يلا قلعيني القميص ولبسيني التيشيرت
خفق قلبها بقوة وتركت أطراف القميص من يدها ونهضت تقول بإضطراب
- هروح الأكل نسيت النار
أمسكها من معصمها وقال بعبث
- انتي طفيتي النار أنا شفتك
وقبل ان تجيبه كان قد جذبها عليه فسقطت فوقه وإستلقي هو بها محيطاً لها بحنان
تسمرت فوقه وهي تنظر له تشعر بخفقات قلبها السريعة !!
************************************* نe+Zx

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن