الفصل العشرون

43.8K 1.3K 5
                                    

خرج رامي من مكتبه مسرعاً بينما تتبعه السكرتيرته بإعتذاراتها
- انا أسفة يافندم والله فكرت مستر مازن هيروح الجمرك معرفش ان المفروض اعرف حضرتك
التفت لها وقال غاضباً
- مستر مازن مش هيعمل حاجة واي حاجة تحصل توصلي وانتي حسابك بعدين معايا
عارفة ليه لانك غبية ونسيتي اللي انا مكلفك بيه انتي لو شوفتي شركتي ماشية ازاي هتقدمي استقالتك يا انسة بس بعدين حسابنا بعدين
إبتلعت ريقها وأومأت بإعتذارٍ صامت حتي لا تزيد من غضبه
دلف رامي للمصعد بمجرد وصوله وهو يسب ويلعن فهم علي وشك خسارة كبيرة
اخرج هاتفه يحاول الاتصال بمازن ولكن دون جدوي أغلقه بضيق هامسا
- ربنا يستر والنقلة تعدي ونخلص يامازن من المواويل دي انا مش عارف انت مورط نفسك في ايه بس
*******************************
إشتدت قبضة مازن وهو ينظر لها ولجسدها العاري بينما يري نظرات أصدقاء بكر القذرة لها
تنفس بقوة يحاول الهدوء فلا يجب أن يتدخل فهذا يعد شئ عادياً لهم
إرتفعت نبضاته بطريقة مخيفة وهو ينظر لها بغضبٍ يشعر بإنقباض جسده بأكلمه وليس عضلة قلبه فقط
حاولت ماتيلدا السيطرة علي انتفاضت جسدها ولكنها لم تستطع فهي تشعر بالبرد ..بل بالحرج ..
بل بالخوف .. ابتلعت ريقها تشعر بألم شديد داخل صدرها فهي حقاً تشعر بالخوف من وجود خالد
وبالقلق من منظر المياه الغامقة المخيفة بعد ان توقف اليخت
التفتت لبكر تري حركة شفتيه بينما لا تسمعه وكأن اذنها اصيبت بالصمم
مسح بكر علي ذراعيها منبئاً لها استعداده بالنزول معها
بينما قام عمار بالقاء تيشرته ارضاً استعدادا للقفز معهم ولكن توقف علي صوت بكر القوي
- مفيش نزول يا عمار انا بس اللي هنزل مع ماتيلدا
ضحك عمار باستهزاز وسخرية قائلاً
- ليه هو البحر بتاع ابوك !
غضب بكر بشدة وقادم بدفعه بغضب قائلاً
- تجنبني ياعمار انا بقولك اهه ومتجبش سيرة حد من عيلة بكر الديب علي لسانك
اقترب عمار منه ونظر له نظرات غريبة قائلاً بسخرية
- ولو متجنبتكش هتعمل ايه يابكر ها واكمل باستهزاء بينما ينظر لبكر بطريقة مهينة من اعلي لاسفل
- هتضربني عشان تبقي راجل ؟!
غضب بكر بشدة ودفعه بغل وهو يسبه وقبل أن يقترب منه كان عمار قد اقترب مسرعاً مسدداً له لكمة قوية ادت لارتداده للخلف فابتعدت ماتيلدا حتي لا يصطدم بها بعد ان حاولت سحب الجلباب الاسود من علي الارض ولكن لم تستطع من علو الاصوات والسب اللاذع وتحركهم العنيف مما زاد من اضطرابها
بينما ظل عامر وكريم يشاهدوا ما يحدث باستمتاع وكأنها انقلبت لمصارعة لها مشجي ولكن صامتين!
الي ان قال معاذ بحدة
- ماخلاص ياجماعة ميصحش كده هتموتوا بعض يعني
ولكن لم يستمع له احداً بل ان الصراع يشتد الي ان امسك عمار انبوبة الاكسجين الخاصة بالغوص وقام بضرب بكر بغل علي قدمه مما ادي الي سقوطه صارخاً
نفخ مازن بغضب وضيق يريد الفتك بالجميع فما يحدث مهزلة بحق فالكل مريضُا وليس بكر فقط
التقطت عيناه تراجع ماتيلدا للخلف وهي تفرك باصابعها وتهتز بطريقة غريبة مذعورة
تشنجت عضلاته عندما اقتربت من الحافة
فصرخ بها مسرعاً
- ماتيلدا .. حاسبي!
ولكن بسبب شدة ذعرها إعتقدت أن صوته قادم ليتعارك مع بكر كما كانت تتأهب بسبب ما ترتديه فعادت خطوة واحدة للخلف بخوف وذعر وكانت كافية لتسقط من فوق الحافة بالماء
حينها صرخ بكر وهو يحاول النهوض
- ماتيلداااا... مبتعرفش تعوم
وكانت اذن مازن قد التقطت الكلمات الاخيرة خافته بسبب قفزه خلفها مسرعاً
لم يغص كثيراً داخل الماء بسبب سرعة قفزه معها فاستطاع الامساك بها
تشبثت بعنقه تشهق وتسعل بقوة بينما جسدها يرتجف بطريقة مخيفة
همس لها مطمئناً بينما يرفعها حتي لا يلامس الماء فمها
- اتنفسي .. كحي عشان تخرجي المية من مجري التنفس ومتتخنقيش
اجابته وهي ترتجف بينما تشدد من الامساك به
- مبعرفش اعوم انا خايفة
رفع رأسه علي صوت بكر متسبهاش ياخالد مبتعرفش تعوم متسبهاش
نظر لها قائلاً
- انتي معايا متخافيش خلاص اتنفسي بس
سب بكر سباباً لاذعاً علي عمار وعامر وكريم بينما يمسك بقدمه يشعر بألم كبير بعد ضربة عمار له عليها
نفخ بضيق بسبب عدم قدرته علي النزول بينما استمع لكلمات عمار البطيئة الشامتة
- خليك هنا ياسيد الرجالة وانا نازل اساعد مراتك مع خالد ما دا اخرك .. اكيد بتحتاج المساعدة في غير كده كمان بس مكسوف تقول انهي حديثه بضحكة شامتة تلاها قفزه وسط المياه
كان مازن يسحبها لنهاية اليخت حتي يصعد بها علي الدرج ولكن شعر بحركة تضرب الماء أعقبها صوت عمار
- اسف بجد يا مدام ماتيلدا مكنش قصدي وانا نازل اساعدك برده مع خالد و..
قطع حديثه علي صوت خالد الحاد له قائلاً بتحذير دون وعي
- اياك تقربلها انا هطلعها غور من هنا
ضحك عمار قائلاً باستمتاع
- حقك ياعم يابختك برده هي حلوة الصراحة كفايا لبسها وبين ايديك
حينها شددت ماتيلدا من احتضانه وكأنها تريد ان تختفي داخله بخلاف المياه المُغطية لها
سعلت بخوف عندما شعرت بتصلب عضلات جسده أسفلها وبدأت بالبكاء والارتجاف بشدة
تشعر بأمان غريب بين ذراعيه ولكنها تعلم انه مؤقت فالان ستصعد لليخت ورغم خوفها وذعرها من المياه الا انها تمنت من كل قلبها ان تظل داخلها معه بعيدا عن الجميع شاعرة بالامان
نظرت لمازن عندما قال لها بصوت غاضب رغم خفوته
- هي دي الحياه اللي بعدتيني عنك عشانها هو دا بكر هم دول صحابه اللي معيشك معاهم
لم تجبه ولم تظهر دموعها بسبب المياه علي وجهها لكنه شعر بها يعلم انها تبكي لكنه غاضب !
وبعد لحظة من كتمانها الالم بسبب اشتداد قبضته عليها تأوهت بخفوت
أغمض عينه بقوة وخفف من قبضته التي اشتدت دون شعور فهو لا يريد اذيتها لكنه غاضب ..
فقط غاضب وبشدة !
وبعد لحظات كانت تصعد متمسكة بدرجات السلم بقوة خوفاً من انزلاقها جلست ترتجف ورفعت وجهها لمازن عندما القي منشفه عليها بغضب قائلاً بحدة مخيفة
- امسكي غطي جسمك !
قامت بالاتفاف بالمنشفة تطبق شفتيها بقوة تحاول توقفهما عن الرعشة
حينها اقبل بكر ليطمئن عليها بقلق يسير بصعوبة بالغة فتبدو اصابته كبيرة تلاها صعود عمار من المياه بعد ان غاص قليلاً غير عابئ بأحد ولكنه القي كلماته علي الجميع
- سوري تاني يا مدام ماتيلدا وكنت حابب اساعدك والله بس اديكي شفتي خالد حب يساعد لوحده وانا مقدر موقفه بصراحة !!
غامت عين بكر بغضب وغيرة عن تلميح عمار
بينما لم يستطع عمار القاء المزيد بسبب تلقيه للكمة قوية سددها له مازن بعنف وقد قرر الفتك به وتنفيس عن غضبه !
صرخت ماتيلدا ببكاء كما صُدم الجميع من رد فعل مازن السريع
وظلت اللكمات تتوالي لعمار بقوة بينما يهتف مازن
- انا هوريك يا ***
وفجأة نظر لبكر بقوة قائلاً بحدة وصراخ وتحذير مخيف
- دي اخر مرة تجمعني مع ال **** دول فهمت
ورجع اليخت عاوز امشي
انهي كلماته واتجه للداخل تاركاً عمار يتأوه ارضاً
************************************
دلف مروان مساءا الي المنزل وجلس علي الاريكة وهو يقول لوالدته بارهاق
- جعان موت ياماما
ابتلعت مني ريقها وقالت باضطراب
- حاضر .. هحضرلك الاكل دلوقتي
اقبلت مرام من الغرفة وهي تقول بصوت مرتفع
- جت ياماما ؟!
تسمرت وهي تري مروان جالساً علي الاريكة امامها ابتلعت ريقها ونظرت لوالدتها بتوتر وقالت
- ازيك يامروان
رفع حاجبيه دهشة وهو يقول بتساؤل
- مالكوا في ايه ؟! وايه ازيك يامروان دي
مالك مش علي بعضك ليه ؟
نفت برأسها بتوتر وهي تنظر لوالدتها وقالت بنبرة خرجت مهتزة
- مفيش مفيش انا بقولك ازيك.. عشان شوفتك
ضيق عينيه وهو ينظر برية بينهم وقال
- في ايه ياماما مالكوا ؟
جلست مني وقد قررت الافصاح له فما بيدهم شئ ويجب تدخل مازن او مروان
- بص يامروان بصراحة ملاك طلعت بتروح تدور علي شغل وانا مكنتش اعرف لسه عارفة النهاردة لما صحيت ملقتهاش
تحولت نظراته للدهشة وقال بحدة
- يعني ايه تدور علي شغل حد طلب منها فلوس ولا حاجة هي فين
نظر لمرام بحدة وقال بعصبية
- ادخلي يامرام اندهيهالي قوليلها اخرجي لمروان عاوزك
ابتلعت ريقها بخوف ونظرت لوالدتها دون حركة
فقال بغضب
- انتي مسمعتنيش روحي نديهالي بقولك
قالت مني وهي تنظر له ولمرام
- ملاك مش هنا يامروان
اظلمت عينيه وقال بغضب
- مش هنا ؟!.. اومال الهانم فين ؟
تنفست وقالت بقلق
- مش عارفين من ساعة ما خرجت الصبح مرجعتش وانا قلقانة عليها والبنت مش فاكرة حاجة خايفة تكون تاهت
نهض فجأة وكأن حية قد لذعته وقال بقلق وغضب
- هي بره من الصبح ؟! ازاي ياماما مكلمتنيش من بدري ليكون جرالها حاجة
لم تستطع مني الرد حيث أسرع للخارج بقلق وهو لا يعلم أين يبحث عنها والي أين يذهب
خرج من البناية يحاول الهدوء قدر المستطاع حتي يفكر
ثم اخرج هاتفه وقام بطلب مازن
- ايوة يامازن انت فين ؟!
اجابه مازن بهدوء
- كنت مع مصطفي جمب البيت ولسه سايبة من ساعة بس جاي دلوقتي اشمعني؟
مسح مروان فوق خصلاته وقال بقلق
- ملاك مش في البيت من الصبح الهانم طلعت بتنزل كل يوم من ورانا عشان تشوف شغل وتعول نفسها
صمت ينفخ بضيق شديد وأكمل بقلق
- المهم انها مرجعتش لحد دلوقتي
اجابه مازن بقلق هاتفاً
- ازاي الكلام دا ؟! خرجت من امتي ؟
نظرا مروان لساعة يده قائلاً بتوتر
- من الصبح يامازن هنجبها ازاي انا قلقان ليكون حصلها حاجة
انعطف مازن بسيارته قائلاً
- متقلقش ان شاء الله خير دور حولين البيت وفي الشوارع وانا هحاول اشوف في الاقسام والمستشفيات متخافش هنلاقيها ان شاء الله اهدي
وبالفعل اتجه مازن للبحث عنها كما فعل مروان وبعد مايقرب من النصف ساعة
رن هاتف مروان فاجاب بقلق شديد واتاه صوتها الخائف يتنفس بقوة !!

********************************************

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن