همست ماتيلدا ببكاء دون وعي تشعر بمضخته القوية تحت صدرها
- أنا بحبك ..!! متسبنيش ياخالد !! .. أنا خايفة !!
زاد من ضمها إلي صدره بقوة وهمس بينما إمتلئت عينه بدموع صلبه لا تتحرك
- أنا اللي بحبك من زمااااان .. ياخديجة !!!!!
إنتفضت بين ذراعيه بتشنج شعر به بقوة
ولكنه ظل محتضناً لها يريد أن ينسي العالم ولو للحظات فالأن خديجة بين ذراعيه !!
يشعر وكأن عشقه لها إزداد فجأة !
لم يكن مشتتاً يوماً بينهم ولكنه كان متعاطفاً مع طفلته خديجة
برغم أنها نفس عمره لكنه يشعر وكأنها تربت علي يديه فلقد إختبرت معه جميع المشاعر من بدايتها
كما إختبرها هو معها لأول مرة !
فكانت الأولي من جنس حواء التي يقترب منها هكذا
وصاحبة أول خفقات لقلبه وأول قلق وأول كل شئ !
فتاته البريئة الهادئة !
أغمض عينه يشدد من ضمها بقوة إليه يقسم داخله علي عدم تركها لومهما كانت الظروف !
بينما إزداد نحيبها وهي تقول ببكاء وحاجة
- متسبنيش ياخالد !.. إنقظني منهم! .. أنا خايفة أوي !!
إبتلع ريقه وإبتعد عنها ببطئ رافعاً كفيه الدافئين محتضناً وجهها بتأمل يمسح دموعها قائلاً بإطمئنان
- إهدي متخافيش .. إنتي معايا أنا مستحيل أسيبك !
أومأت له بشكر وقلق وقالت بتوتر وهي تنظر للهاتف بعيداً
- هي شهيرة إللي كانت بتتصل ؟!
أجابها بهدوء قائلاً بإستغراب لخوفها
- اه هي .. هو في إيه ؟!
إضطربت فجأة وقالت وهي تهرب بعينيها منه
- أنا كنت جاية لكمال يساعدني عشان إنت مرديتش ومكنتش عارفة أعمل إيه
نظر لها بهدوء يعلم أنها تتهرب منه فقال
- جرحك فتح من إيه ؟!
صمتت تنظر له ببكاء صامت !
فقال بضيق وهو يتفحصها
- إنتي لسه قايلالي إنك خايفة وماسبكيش يبقي لازم تعرفيني كل حاجة
عشان أنا مينفعش أعرف أجزاء بس وأحميكي !!
إبتلعت ريقها وقالت بتوتر وهي ترتعش
- أنا كنت خارجة مع شهيرة بس خرجت من القصر الصبح الأول
ولما إديتني العنوان قررت أروح قبل المعاد عشان أعرف هي وخداني فين ...
صمتت فجأة وكأنها تتراجع عن الحديث والإفصاح له
فقال بنفاذ صبر وحزم
- إمممم سامعك كملي وبعدين ؟!
قالت بقلق وهي تنظر له
- هحكيلك بس هتوعدني الأول إنك مش هتتصرف ولا هتتهور !
تشنجت ملامحه وبدأ الغضب بشق طريقه لعينيه فأمسكت كفيه وقالت بتوسل
- عشان خاطري ياخالد لازم تهدي أنا بخاف أحكيلك عشان بخاف من رد فعلك !
فقال بنبرة صارمة
- كملي يا ماتيلدا .. كملي ! ولا أقول ياخديجة ؟! وتابع وهو يفرك بكفها بين قبضته بقلق
إنتي مش حاسه جسمك زي التلج إزاي ؟!
كملي حصل إيه ؟!!
إبتلعت ريقها وقالت بتشتت
-أنا اضطريت أدخل بإسم تاني عشان بكر ميعرفش إني هنا !
فقال مقاطعاً بضيق
- متغيريش الموضوع كملي وفي الأخر أنا هعرف موضوع الإسم دا بالتفصيل
في كلام كتير أصلاً هنقوله لسه !
رفعت خصلاتها كعادتها عندما تضطرب أو تتوتر وأكملت بخوف
- شهيرة .. شهيرة كانت هتسلمني لعمار !!
أنهت جملتها الأخيرة بصوت خافت بشدة ورفعت بصرها بقلق إليه
وياليتها ما نظرت إليه فقد رأت ما يثير رعبها !
وقد بدأت نيران عينيه المشتعلة وإنقباض عضلات فكه وكأنه يجز علي أسنانه بقوة
فقالت مسرعة محاولة التوضيح حتي تهدأ وطائة الامر عليه
- بس انا ....
صمتت علي صوته المخيف والذي خرج منذراً بتهديد إنفجار بركاني !
- إسكتي متبرريش ..إحكي وبس !
يعني إيه هتسلمك لعمار ؟! .. وضحي !!
تسارع تنفسها مبتلعة ريقها وإمتلئت عينها بالدموع قلقاً وأكملت بقلة حيلة
فحالته لا تشجع علي نقاش أو جدال !
- كانت متفقة معاه عليا إنها هتسلمني ليه يعني .. ليلة وهيسافروا بعدها !!
همس مازن بصدمة وغضب مخيفة كلمة واحدة قالتها قبله ولكنها خرجت منه ساخنة بلهيب حارق!
- ليلة !!!
أحاطت جسدها بذراعيها لتهدأ من إرتعاشها وأومأت ببكاء قائلة بتوسل خافت
- لو إتصرفت هتقول لبكر و..
صمتت مغمضة عينها بفزع عندما صدم الكوب الزجاجي من أعلي الكومودينو الجانبي قائلاً بغضب هادر
- هي حصلت بنت ال *** تسلمك ليه ويعني إيه ليلة ؟!..
إيييه كان ناوي يعتدي عليكي وفاكر نفسه هيهرب وهي فاكرة إني مش هجيبهم
ربنا يشهد عليا ليوم الدين لو مسوكي بشر لهقتلهم وبعدها أروح في ستين داهية مش فارق !
بس حسابهم معايا جاي !!!!
وقف يتنفس بقوة بل يلهث بعصبية يشعر بكبت كبير من الطاقة
ورفع أصابعه يتخلل خصلاته وكأنه سينتزعها من محلها
أغمض عينه بضيق وعصبية وهو يستمع لبكائها خلفه
إلتفت لها ناظراً بحدة لثوانٍ ثم إقترب منها محاولاً التحكم بأعصابه
وقال بنبرة خرجة هادئة قليلاً برغم العاصفة المخيفة داخله
- يلا قومي خلينا نمشي من هنا
أمسك كفها الرقيق يسحب الكانيولا من داخله معقماً محلها ووضع لاصق طبي
نهضت ببطئ من الفراش ولكن بمجرد وقوفها حتي ظهرت معالم الألم علي وجهها فقال بقلق
- مالك حاسه بوجع ؟!
أومأت له وقالت بخفوت
- أنا كنت هوقع من علي السلم النهاردة فرجلي إلتوت
تنهد بقوة وإقترب منها محاوطاً لها بحنان فشعر بقبضتها علي ظهره وإقترابها منه بشكل غريب
فإنحني وقام بحملها بهدوء
لم تعترض كعادتها بل وضعت رأسها أعلي صدره مغمضة عينها وكأنها تشعر بالنعاس !
خرج بها بهدوء من المشفي
وبعد عدة دقائق كان يصعد سيارته بعد أن وضعها مغلقاً حزام أمانها
قالت حينها بخفوت وتوتر
- كمال باعني هو اللي قال لبكر وكان عاوزين يحجزوني !
نظر لها بإستغراب محاولاً الإستفسار عن سبب إستنتاجها لتلك النتيجة
فقالت بقلق وتشتت
- أنا مش عارفة حاجة ومفهمتش بس أنا خلصت خياطة
وهو كان في العمليات وبعد ما خلصت لقيت الممرضات بيتكلموا عني فحاجة ف
خفت وقررت أمشي فرفضوا
خفت ساعتها أوي وهددت الممرضة عشان تخاف وتسبني
أومأ لها وهو ينظر بينها وبين الطريق وقال بعد أن ظهرت إبتسامة علي جانب ثغره
- لا إنتي فهمتي غلط .. أنا هفهمك كل حاجة وهترتاحي أوي لما تفهمي
بس إحكيلي صحيح إيه حكاية إسم خديجة دا .. يا خديجة !
كان ينطق إسمها وكأنه يستطعمه كمذاق حلوي لذيذة
رفعت خصلاتها خلف أذنها وقالت بإضطراب
- أصل دا كان إسمي
إبتسم قليلاً لكنه سرعان ما خفي بسمته وقال بإستغراب مصتنع
- إزاي إنتي غيرتي إسمك ؟!
إرتخت ملامحها بل تحولت إلي الحزن وأرخت جسدها فوق المقعد قائلة وكأنها تتذكر
- أنا أهلي مكنوش بيحبوا إسم ماتيلدا فسموني خديجة
مامتي كانت ألمانية أصلا وهي اللي سمتني وبابايا مصري وإسمه عبد الرحيم
حب مامتي لما كان بيشتغل في ألمانيا وإتجوزها بس أهله كانوا رافضين عشان هم كانوا متديينين فرفضوا ديانتها ولبسها وحياتها وهي مقدرتش تتحمل فهربت .. وسابتني !
هربت وسابتني عادي !
إبتلع ريقه يشعر بألمها وهي تنطقها فنطقها كان كمرارة العلقم داخل الحلق
بينما تابعت هي بإبتسامة حزينة
- بابا كمان سافر وفضلت أنا مع جدتي وجدي بس كانوا صعبين أوي
وكانوا مخوفني من كل حاجة لحد ما في يوم عرفت بنت علي النت وكانت الوحيدة ليا وصاحبتي أوي وفيوم كلمتها صوت لأول مرة وإتصدمت إنها راجل مش بنت !
نفسيتي تعبت جداً وبعدت عنه بس حالتي إدهورت بسبب خوفي من ربنا ومن اللي كنت فهماه من جدي
لحد ما عرفت واحد ساعدني وأنقظني كنت بحسه ملاك !! ... صمتت فجأة وهي تفيق للواقع فخالد جانبها
إبتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تعتدل وتنظر له بتوجس لكنه قال بإبتسامة غريبة
- كملي !!
نفت برأسها وهي تفرك بأصابعها وقالت بخفوت
- بس كده !
ضحك خالد بقوة مما رفع من نبضاتها فهذه المرة الأولي التي تري ضحكته وتسمعها !!
وقال من وسط ضحكاته
- كملي أنا حابب أسمع ومش غيران !!
نظرت له بإستغراب وبلاهة فخالد يكاد يغير عليها من الهواء فقط !
فقال بهدوء وهو ينظر للطريق
- يلا كملي وبالتفصيل قلت عاوز أعرف كل حاجة عنك !
تنهدت وتابعت بإضطراب وكأنها تريد الحديث من داخلها
- أنا معرفش شكله بس هو ساعدني
كان بيكلمني نت وكلمني كام مرة تلفون بس مش فاكرة صوته أوي أو كنت متخيلاه وفاكراه لحد ما قابلتك حسيت إني تهت فيه ومبقتش قادرة أتخيله ..إبتسمت بحزن وهي تتابع
هو كان محترم أوي وإتمنيت أوي من كل قلبي إن يكونلي أخ زيه
أو زوج لما أكبر ودعيتها كتير كمان بس للأسف ..
المهم إنه إختفي من حياتي بعد ما ساعدني وأخر مرة ليا معاه كنت في تاكسي
وهو كان راكب قدام وحسيت بيه !
تنفست بعمق موضحة بخفوت
- بس مش بحس بيه أوي عادي يعني أنا شكيت مش أكتر
ضحك خالد من مدي قلقها منه وحسابها لشعوره وقال بهدوء
- ها وبعدين !
أكملت بحزن فجأة وقد إمتلئت عينها بالدموع وكأنها شردت لعالم أخر
- هو حس بيا كمان وبعتلي رسالة ( إنتي اللي ورايا ؟ )
إبتسم مازن فمازالت تتذكر كلمات الرسالة نصاً رغم مرور كل تلك السنوات !
بينما تابعت هي وقد بدأ صوتها يقترب من البكاء المكتوم فخرج متحشرجاً
- جدي شاف الرسالة دي وفهمني غلط وضربني وكسر تلفوني واللاب بتاع مامتي
ومعرفتش أوصله تاني مع إني كنت محتاجله أوي
بس مكرهتش جدي رغم كل دا هو كان بيعاملني كويس برغم شدته معايا وأذيتي
بس برده أنا مرة سمعته بيعيط في الفجر وهو بيدعيلي إن ربنا يسترني ودا لوحده يكفيني كفايا إن كان ليا مكان ولو صغير في قلبه !!
المهم لما دخلت الجامعة إتعرفت علي بنت كانت كويسة أوي والوحيدة اللي صحبتها إسمها سحر
بس كانت بنت ناس يعني وغنية وفمرة رحت معاها عشان تشتري فستان لخطوبتها
وخبط في بكر بالصدفة وياريته ما شفني
جه وإتقدملي وإتجوزني وخدني حطني في أوتيل وجاب ناس متخصصة وعلموني كل حاجة من طريقة الأكل لشرب للكلام للمشي لكل حاجة غيرني لواحدة تانية .. وغير لبسي !
قاطعها بضيق فلا يريد الإستماع أكثر وسأل ما أصابها بالدهشة
- الولد اللي ساعدك تعرفي إسمه أو فاكراه ؟!
إبتلعت ريقها وخفق قلبها بقوة وقالت بهمس
- مازن العابدين !!
خفق قلبه بقوة علي ذكر إسمه من لسانها وصوتها وقال بهدوء
- إنتي حبتيه ؟!
نظرت له بصدمة وقد إتسعت عينها ونفت بتوتر وصمت
فقال بهدوء ولم ينظر لها
- مش نفسك تعرفيه أو تشوفيه بعد ما كبرتوا خلاص
مش نفسك تتعرفي عليه بالنسبة لإنك متعرفيش شكله حتي !
أومأت برأسها وقالت بهدوء
- أنا حاولت أتخيل شكله بس معرفتش وخلاص عارفة إن مستحيل أقابله بس .. خلاص بقي المهم إني قابلتك
سألها وهو ينظر إليها تلك المرة
- لو قابلتيه وربنا حققلك أمنيتك وطلع بيحبك وممكن يبقي جوزك هتسبيني عشانه ؟!
قطبت بين حاجبها بضيق لا تريد التفكير هكذا ولا تريد الإختيار
ولكن بعد لحظات نفت برأسها وقالت بصدق
- أنا حبيتك أكتر وبحس معاك بأمان
بس بفكر فيه غصب عني يمكن عشان ساعدني أو عشان كان إنسان غريب زي الملاك !!
ضحك خالد فجأة وقال متصنعاً الضيق بنبرة ساخرة بعد أن أوقف سيارته
- طب إنزلي كفايا مدح !! .. اصلاً مبقاش بإيدك الإختيار والمقارنة !!
شعرت بالحرج ونزلت وهي تعنف نفسها عن الحديث عنه مع خالد.. فكيف فعلتها !!
إقترب منها ممسكاً بها وأغلق باب السيارة وهو يستمع لسؤالها المستغرب
- هو إحنا فين ؟!
إبتسم بهدوء وحملها فجأة وصعد بها للأعلي وقال أمام الباب
- دا مأذون شرعي زي ما إنتي شايفة وهتجوزك دلوقتي ومش هتتكلمي !!
نظرت له بصدمة وقالت بعصبية وضيق وهي تحاول النزول من بين ذراعيه
- إنت إتجننت يا خالد نزلني أنا عاوزة أمشي !
تجاهل حديثها ودلف للداخل قائلاً بخفوت
- خلاص مبقاش في كلام هيمشي ألا كلامي وأنا شفت بطاقتك يا ماتيلدا عبد الرحيم عبدلله
وقررت أتجوزك قبل ما يظهر مازن ويخطفك مني !!
وبعد ما يقرب من النص ساعة كان مازن ينطقها بفخر وسعادة
- قبلت زواجها !!!
قام مازن بتشتيتها بشتي الطرق لتمضي دون القراءة حتي لا تعرف إسمه هذا بعد عناء مع المأذون حتي لا ينطق إسمه هو الأخر وسار كل شئ بالمال
فهو يريد أن يقولها لها وهم وحدهم وبالفعل نجح
فكانت لا تصدق ما تفعله تشعر بالذعر والخوف من بكر إن علم تشعر وكأنها تمضي عقد أذيتها وأذيته
نهض مازن بسعادة بعد أن حي المأذون بإحترام قائلاً بضحك
- ربنا يحاسبني علي نيتي !
وخرج بها ضاحكاً سعيداً وبمجرد خروجه للطريق حتي قام بحملها يدور بها بسرعة فتمسكت ماتيلدا به بشدة لا تعرف هل تفرح مثله أم تخاف وبدأ بالهتاف الصارخ بسعادة
مما أضحكها عنوة برغم إهتزاز ضحكتها خوفاً
- قبلت زواجهااااا .. قبلت زواجهااااا !!
***********************************************
خرجت شهيرة من العقار بغضب وتوعد وخلفها عمار فالساعة أصبحت السابعة
ولم تأت بعد ولم ترد علي أياً من إتصالتها
قال عمار بسخرية وهو يذهب تجاه سيارته
- روحي بقي مع نفسك زي ما جيتي وحسابك معايا بعدين
توقف لحظة وتابع بنبرة لازعة
- طلعتي هفأ ولا ليكي قيمة حتي قال هتخاف وتيجي فعلا طلعتي متخلفة
صرخت شهيرة به بلفظ خارج
وسارت في الإتجاه المعاكس تتمني لقائها لتقتلها علي ما نالته من عمار من تحت رأسها !!
*****************************************
بعد ما يقرب من الساعة كانت ماتيلدا تدلف لشقة مازن بإرتعاش بعد أن أصر عليها علي الحديث قبل عودتها !
جلست ببطئ وهي تفرك بأصابعها لا تصدق أنها أصبحت زوجته !!!
إبتسم مازن بسعادة وقال وهو يتجه للداخل
- علي فكرة هعملك مفاجأة محصلتش بس إستني يومين عشان تبقي مفاجأة فعلاً عشان هعملها كذا مفاجأة في بعض !
إبتلعت ريقها لا تفهم شئ تشعر بتوتر شديد ولا تعرف كيف تتخلص منه وتهدأ
خرج لها وجلس جانبها بهدوء قائلاً بعبث
- مبروك !
أومأت له وقالت بإرتباك
- أنا خايفة بك... صمتت عندما وضع أصابعه علي شفتيها يُوقف ما ستقوله بل ما سيُعكر الأجواء !
ظل ينظر لها للحظات لديه رغبة كبيرة بتقبيلها ولو قبلة واحدة
وكأنها قرأت أفكاره أو شعرت به !!
إنتفضت من جانبه مستقيمة بتوتر وإرتباك قائلة بإضطراب
- أنا لازم أمشي عشان .. عشان أنا .. انا ..إتأخرت !
رفع رأسه ينظر لها وهو مازال جالساً يحاول كتم ضحكاته
فإبتعدت خطوة للخلف وهي تفرك أصابعها بقلق عندما وجدته ينهض ببطئ وهدوء مقترباً منها !
حاولت الوقوف ثابتة وقالت بقوة مصتنعة
- في إيه ياخالد ! .. متقربش مني !!
لم يجبها بل أحاطها فجأة جاذباً لها !
فرفعت كفيها واضعة لها فوق صدره لتبعده عنها وقد بدأت ضربات قلبها بالتسابق
ولكنها شعرت بثباته الشديد وهو يميل عليها ببطئ وكأنه يريدها إستنتاج قبلته القادمة والتهيؤ لها !!
تسارع تنفسها بقوة وقد بدأت إنتفاضتها بإضطراب فلم تختبر مشاعر كتلك في حياتها ولم تتخيل إختبارها لها
تنفس ببطئ يريد إختبار شعوره معها لا يصدق هذا اليوم لقد وجد خديجة وأخذ ماتيلدا !
بينما ذراعيه مازالت تحيطها بتملك حنون ودافئ هامساً بصوت رخيم ما أثار رعشتها !!
- هحقق الحلم اللي حلمته بيكي .. وحاسس إنك حلمتيه بيا !!
وإستمر بميله البطيئ حتي إلتقط شفتيها المرتعشة بقبلة ناعمة هادئة!
ورغم ذلك إلا أنها كهربت
الأجواء .. والعالم ..والشعور.. !!
وكأن صاعقة كهربائية ضربت كلاً منهم فبدأ صدره يضرب صدرها المُنتفض بقوة !!
*******************************************
إبتعدت مرام عن مروان وسلمي وهي تنظر له بطريقة غريبة مخيفة وقالت
- إطلع بره يلا مش إتكلمت !
نظر لها بصدمة فكيف تتحدث له هكذا
بينما نهضت مني من محلها بعد أن كان الصمت دائم في الغرفة لفترة ليست بالقليلة وهي تنظر لها بإستغراب
فقالت مرام وهي تصرخ به بنبرة مرتفعه وتدفع صدره مما أدي إلي فزع ملاك وإبتعادها تنظر لها بصدمة وكأنها أصبحت شخص أخر !!!!
- يلا إطلع بره غور من وشي مش عاوزة أشوفك !!
هنا صرخت مني بها بحدة
- مرام !!!... إنتي إتجننتي إزاي تكلمي أخوكي كده ؟!
نهضت مرام وقالت بهتاف بالجميع
- كلكوا بره مش هو بس عاوزة أعد لوحدي
وأنا دلوقتي متجوزة وأقدر أروح لجوزي تمام فمتتحكموش فيا محدش يجبرني سامعين
نهض مروان يحاول التحكم بغضبه وقال بعصبية لكن نبرته خرجت منخفضة
- جوز مفيش .. إنتي هنا ومش هترجعيله سمعتي لو حتي إنتي عاوزة دا !
إنتفضت عصبية وصرخت به
- إنت مدخلش فيا ملكش دعوة بيا أنا بكرهك وأكرم مش وحش يمكن عنيف عشانه أرجل منك !!!
هنا إقتربت سلمي من مروان مسرعة قبل أن ينطق وقالت بتوسل
- مروان تعالي نسبها لوحدها شوية هي مش واعية دلوقتي صدقني
خلينا نخرج عشان خاطري !
إلا أن مرام دفعتها بعنف وهي تصرخ بها
- قصدك إني مجنونة ؟! .. إنتو فاكرني مجنونة وبتخدوني علي قد عقلي!!
ما أكرم كان بعمل كده كان بيقولي مش هقربلك وبعدين ياخدني غصب !
إعتدلت سلمي وقالت بتوتر
- لا مش قصدي كده يامرام أنا اسفة أنا قصدي ..
لم تكمل بسبب صرخة مروان الهادرة بها
- سبيها لما أشوف أخرتها
وأه مجنونة لو عاوزاه لسه .. تبقي إتجننتي ويبقي ملكيش كرامة ولا عندك دم !
هنا حدث ما جعل الجميع يُصدم ويتسمر برعب !
عندما صفعته مرام بقوة!!! .. صارخة به
- محدش هيجبرني علي حاجة تاني سامع !!!
************************************ ال_e
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...