قهقهت شهيرة بسعادة ووضعت الهاتف جانبها
بعد أن رأت صور التذاكر في المساء الساعة الثامنة
وضعت قدم فوق اخري وهي تأرجح المشروب داخل كأسها بسعادة
وما لبثت حتي رفعت الهاتف مرة اخري مجيبة عمار
- ايوة ياروحي تمام كده.. قولي العنوان
قال عمار بفرح وكأنه حيوان جائن وسيلتهم وجبته بعد قليل
- العنوان **** هستناكي علي الساعة 4 تمام
ضحكت شهيرة مرة اخري وقالت بسخرية وغل
- ليه محتاج 4 ساعات بحالهم انا مش هنزل قبل 5 حتي كتير عليك
قال عمار بغضب
- متلعبيش معايا يا شهيرة والساعة 5 تكوني عندي فاهمة
وضعت شهيرة الهاتف ونهضت لتبحت عن ماتيلدا
***************************
فتحت مرام عينها ببطئ وهي تستنشق عطره
التفتت فوجدت مازن مستلقي علي جانب الفراش جانبها إبتسمت بحزن تعلم أنه يتألم من أجلها
نظرت له بحنان
لم تشعر بحضوره أمس يبدوا أنه أتي متأخراً وظل جانبها الي ان نام دون شعور
إعتدلت ببطئ حتي رفعت جسدها قليلاً وأحاطت خصره بعد أن وضعت رأسها أعلي صدره
فتح مازن عينه علي إحتضانها له فإبتسم بصدق متنهداً براحة
رمش بعينة عدة مرات لا يعرف كم أصبحت الساعة ولا يعلم متي غفي دون شعور هنا
رفع كفه يمسح فوق خصلاتها بحنان لا يريد الحديث معها ولكن الأمر ضروري فقال بخفوت
- وجودك كده معايا أهم من أي حاجة
شددت من إحتضانه وقالت وقد بدأت الدموع تترقرق داخل عينها
- كنت بتخيل إني نايمة في حضنك كل يوم عشان أعرف أنام
أغمض عينه بضيق وقال بنبرة هادئة مخفياً ضيقه حتي لا تضطراب أو تخاف
- كان لازم تعرفيني يا مرام !
إبتلعت ريقها وإبتعدت عنه بهدوء
ظل ينظر لها دون حديث بينما إعتدلت هي وقالت بتوتر وإحراج
- كنت خايفة ومش عارفة
وتابعت دون أن يسألها
- خايفة منه ومحرجة لأنه إختياري وأنا اللي صممت عليه
حسيت إني إتكسرت يامازن ومينفعش أعترض
مكنش أعرف رد فعلكوا إيه وساعات مكنتش ببقي عارفة أنا عيشتي صح ولا غلط
وهو كده طبيعي ولا لا وكنت خايفة عليك وعلي مروان لو عرفتوا هتعملوا إيه
ظل مازن صامتاً يستمع لها بهدوء وعندما إنتهت قال
- طيب هقولك أنا بقي إنتي يامرام كنتي خايفة منه فعلاً ومحرجة من إختيارك
بس دا غلط عشان كلنا بنغلط وعادي ممكن تغلطي في إختيار حاجة
ساعتها مش هيبقي حكر عليكي إنك تكملي
وكان لازم تعترضي لإنك بتتعرضي لعنف وإهانة يا مرام .. دي إهانة فهماني !
أما بقي بالنسبة لرد فعلنا فإنتي كنتي عارفة كويس إني عمري ما هرميكي
بس إنتي كنت محرجة لإنك صممتي عليه دوناً عن اللي أنا جبتهولك
ودا غلط عشان انتي فكرتي في كده وفكرتي في خوفك وشكلك
بدل ما تفكري إنك الوحيدة اللي بتتأذي وبتتهاني
فكرتي في نظرتي ليكي ونظرة الناس وسبتي نفسك ونظرتك ليها
ودا اللي بيعمله كتير من الناس إذا مكانش أغلبهم .. بيفضلوا يفكروا في الناس واللي هيحصل وهم ميعرفوش إن الناس مش هتنفعهم لو حصلهم حاجة
واللي هيحصل دا مكتوب ومتقدر أصلاً لو مهما كان رد الفعل إيه
بالنسبة بقي لعيشتك فبفطرتك بس تقدري تحددي هي صح ولا غلط
بس إنتي كنتي ضعيفة يا مرام وخفتي وإستسلمتي ومردتيش تشوفي الحقيقة عشان معندكيش طاقة تواجهيها
نزلت دموعها وهي تنظر له تعلم أنه محق ولكنها لم تفكر هكذا وكأنها كانت بحاجة لما قاله
قال مازن بحنان وهو يمسح عبرتها بظهر أصابعه
- مش عيب يامرام إن أي واحدة تقف جمب جوزها حتي لو مريض بالعكس هو دا الصح
ولو كان عصبي أو مش صبور أو غيور أو مش فاهمها أياكان
بس ميكونش بيأذيها لا ضرب ولا بهدلة مع إن في حالات ممكن يكون بيتعبها ومش كويس معاها ولو سمعت أقولها تصبر وتتحمل وتحاول تحل بس في حالات متنفعش من جميع الجوانب
عارفة لو أكرم مقتنع إنه مريض كنت هخليكي تقفي جمبه ويتعالج تخيلي بقي
بس المشكلة إنه مقتنع إن دا الصح .. وكل واحد وكيفه وطريقته
عارفة دا معناه إيه ؟!
معناه إنه هيطور لسه في العنف وهيبقي أصعب كل مدي
لانه شايفة طبيعي وأكيد هيسعي عشان يبقي أحسن في الطبيعي من وجهة نظره فاهماني ؟!
إبتلعت ريقها وهي تتذكر مكالمة أكرم لها عندما بكي
أومأ برأسها وهي تمسح دموعها فكلام أخيها صحيح
فأكرم يري أن هذا الطبيعي وهذه طريقته
تابع مازن بهدوء وهو ينظر لملامحها الذابلة
- بكرة أكرم هيطلقك
إزدادت دموعها تشعر بالتشتت لا تريد الطلاق لكنها لا تريده وتخافه !!
جذبها مازن محتضناً إياها بحنان يمسح فوق خصلاتها وكتفها يعلم تشتتها
فلا يوجد فتاه تتمني الطلاق مهما كانت الظروف
فما بال حالتها وهي من كانت تعتبره العاشق المُحب !
*************************************
جلس بكر يمضي عدة أوراق بغضب فقالت السكرتيرة
- في حاجة يا بكر باشا ؟!
نظر لها بحدة نظرة مخيفة وقال بعصبية
- إنتي مين عشان تسأليني إنتي نسيتي نفسك ولا إيه !
إبتلعت ريقها بقلق وقالت مبررة
- أنا مش قصدي والله بس أنا فكرت في حاجة وممكن أساعدك
نهض فجاة من خلف مكتبه مقترباً منها وقال بسخرية
- هتساعدي إزاي ولا عاوزة فلوس وقولتي أكل عقله بكلمتين ؟!
نظرت له بذعر فلما يفكر هكذا هي لم تقصد حقاً وقالت تحاول الإبتعاد عنه
- أنا أسفة يا فندم مكنش قصدي فعلاً أسفة
ضحك بكر بقوة وهو يبتعد عنها وقال وهو يجلس بأريحية علي كرسيه مرة اخري
- ايوا كده إتعدلي .. محدش يقدر يكلم بكر الديب
أنا هفضل الديب لومهما حصل وهتفضل كل الدنيا تعملي ألف حساب
فخدي بالك من كلامك يا... يا انسة
تنفست بهدوء تتمني أن تذهب من أمامه يبدو غير طبيعياً
وبمجرد انتهائه من الإمضاء حتي أخذت الملفات وإنصرفت مسرعة من أمامه
تلعن حاجتها للمال حتي تعمل عند شخص كهذا !
************************************
ركب مازن سيارته وهو يجري إحدي إتصالته وعندما أجابه الطرف الأخر قال
- أنا رايح الشركة عندي يا حازم في مشاكل ورامي طلبني
أمني عشان مكنش متراقب انا لازم أروح في إجتماع وأنا رئيس مجلس الإدارة
قال حازم مطمئناً
- تمام تمام روح متقلقش أنا مأمنك كويس ومفيش مراقبة دنا راصد الناس اللي بتعدي حتي من جمبك
أغلق مازن الهاتف وقام بالاتصال بمروان وعندما أجابه قال
- بقولك يامروان أنا رايح إجتماع دلوقتي عشان مهم فلو حد إحتاج حاجة كلمني بس من 4 ل 6 حاول تتصرف إنت عشان هكون في إجتماع مهم وطبعا هيبقي سري ومغلق لأن محدش هيعرف من الشركة إني هناك عشان شخصيتي كمازن ميحصلهاش أي حركة في السوق !!
قال مروان مطمئناً
- تمام متقلقش إنت وأنا هاخد مرام دلوقتي وهخرجها يعني تغير جو وكده
***********************************
جلست سلمي علي الفراش جانب مرام وهي تقول بتواسل ودعابة
- قومي بقي يا ميمو عشان خاطري يلا مروان مستني
قالت مرام بحزن
- والله مش قادرة يا ملاك انزلوا انتوا
نفت سلمي بشدة ونهضت تفتح الخزانة البيضاء الخاصة بمرام وقالت وهي تقلب بين الثياب
- أنا مش هنزل من غيرك مستحيل ومروان مش هيخرجني من غيرك حرام عليكي
نظرت لها مرام وإبتسمت بتلقائية قائلة بخبث
- والله دا هتلاقيه ما مصدق أعد عشان ياخدك ويطير
ضحكت سلمي بشدة وهي تتسأئل بصوت مرتفع مما أضحك مرام
- ايه دا هو احنا باينين أوي كده والله ما ذنبي يابنتي
ثم تابعت بجدية وقد اختارت ملابس مريحة ومناسبة
- بس والله اياًكان هو فعلاً خارج عشانك إنتي وواخدني كده عطف معاكوا
أنهت حديثها وهي تقوم بجذبها من ذراعها حتي تنهض متوسلة لها توسل طفولي
إبتسمت مرام ونهضت بالفعل معها لترتدي ملابسها
وبعد عدة دقائق فقط كان مروان يركن سيارته ونزلت منها كلاً من مرام وسلمي
سار تجاههم وهو يقول بسعادة حقيقية
- يلا يا أميراتي النهاردة يوم الأحلام ومش هيتكرر تاني
أي محل هتدخلوه وهيعجبكم حاجة منه هجيبهالكوا
ضحكت مرام وقالت وهي تنظر له نظرة طفولية تلقائية
- إنت بتغريني يعني
أومأ برأسه وقال بجدية
- بالظبط أنا عارف إنك مادية ومبتزهقيش من شرا اللبس وحاجات البنات اللي مبتخلصش دي
إبتسمت له بحب وإقتربت تتمسك بذراعه
فرفع ذراعه الاخر ناظراً لسلمي قائلاً بدعابة لسلمي جانبها
- يلا يا مدام
ضحكت سلمي من طريقته وتأبطط ذراعه وتقدم بهما
وبعد ما يقرب من الساعة كان يحمل الكثير من الحقائب الكرتونية لكلتاهم
وسعادته تزداد وهو يري بسمة مرام وحديثها مع سلمي عن المحلات والمفضل لديها
وأول شئ إشترته من هنا ومن هنا ومن هنا
خرج مروان من محل كبير وهو يقول بجدية مصتنعة
- خلاص ياحجة إنتي وهي خلصنا .. يوم الأحلام خلص والساحر مات مشلول
هتفت مرام وكأنها تناست حالتها للحظة
- لا يامروان لسه في فستانين عاوزة أشتريهم والنبي
ضحك مروان وأومأ لها متجهاً للمحل الذي أشارت إليه
بينما لا يتوقف حديث النظرات بينه وبين سلمي التي كانت محرجة بشدة من إختيار شئ وشرائه ولكن مرام كانت تشتري لها مثلها
فقال مروان وهو يسير معهم
- هدخلكوا المحل وهحط الشنط في العربية وأجي عشان مفيش مكان في إيدي أكيد واخدين بالكوا
ضحكت كلاً منهم فإقترب مروان من سلمي بعد أن دلفت مرام للمحل وقال بخبث
- إختياري حاجة علي ذوقك بقي دنا جوزك حتي وأنا اللي بدفع يابت
ضحكت سلمي بحياء ودلفت مسرعة خلف مرام
***************************************
إبتلع أكرم ريقه بصعوبة وهو يري مروان يبتعد عنهم فهو يسير خلفهم منذ خروجهم بعد مراقبته للمنزل وإقترب علي مسافة مناسبة من المحل وبمجرد خروجهم حتي تنهد وهو ينظر حوله متجهاً إليهم
قالت مرام وهي تشير علي الزجاج
- دا اللي كان قصدي عليه جوا بس للاسف مفيش مقاسات صغيرة اهه
قالت سلمي وهي تشير الي اخر
- طب ما دا أحلي منه حتي الوان التركواز بتكون حلوة علي البيض وكده
قالت مرام بخبث
- اااه عشان كده لما اخيراً إخترتي إختارتيلنا تركيواز
لم تستطع سلمي الابتسام حتي بل تحولت ملامحها للقلق وهي تري أكرم مقبلاً عليهم !!
إلتفتت مرام بتوتر فوجدته وكأنها شعرت من معالم وجه سلمي
قال أكرم بحنان وهو يقترب منها
- مرام وحشتيني إنتي لازم تخلي أخوكي مازن يبعد عني
دا بدأ يدمرلي شغلي وشركته مع رامي بتوقعلي مناقصات كبيرة وأنا مش قد عيلة شهمي
إبتلعت ريقها وهي تنظر له بذعر لا تسمعه فقط تستمع نبضاتها الخائفة
وتأتي مشاهد صراعها بين يديه
إقترب أكرم أكثر منها قائلاً بدفئ
- إنتي وحشتيني اوي يامرام
قالت سلمي بإضطراب وهي تنظر حولهم خائفة من حضور مروان تعلم أنه غاضب
- لو سمحت يا أستاذ أكرم مش وقته إحنا معانا مروان وممكن لو جه تحصل مشكلة لو سمحت إمشي
نظر لها اكرم بحدة وقال بصوت مرتفع قليلاً
- متدخليش انتي .. فاكراني صغير ولا إيه أنا اكبر منك ومنها بسنين يعني تحترميني
قالت سلمي بتوتر وإرتباك بوجه شاحب
- أنا أسفة بس مش قصدي أنا بقول عشان المشا....
ولم تكمل كلمتها وهي تري إقترب مروان منهم بهدوء مخيف
قال أكرم بحب وهو يمسك مرام من ذراعها بحنان
- مرام انا ...
توقف فجأة علي الضربات الرتيبة فوق كتفه وكأن أحد ينبهه بحدة
- متلمسهاش إبعد إيدك عنها !
أبعد أكرم يده وإستدار لمروان قائلاً بضيق
- أنا لازم أعد معاها دا حقي مرام لسه مراتي وإحنا هنتفاهم لو طلعتوا منها
إرتفع جانب فم مروان بسخرية وتحولت عينيه بطريقة مخيفة خفق قلب سلمي منها
فإقتربت بتوتر شديد منه وقالت وهي تمسح فوق ذراعه
- اهدي يامروان وخلينا نمشي
نظر لها بهدوء شديد بينما إقترب أكرم من مرام مرة اخري وقال وهو يتحسس بشرتها الشاحبة
- انتي وحشتيني أنا بحبك صدقيني ودا طبيعي دي طريقتي
ثم إلتفت الي مروان والذي كان هادئاً بطريقة غريبة قائلاً بضيق
- أخوك بيدمرني فاكرني صغير وانتوا اه إخواتها بس أنا جوزه....
توقف حديثه بلكمة قوية من مروان وهو يهتف بصوت شيطاني مخيف
- ما إنت لو كبير وراجل مكنتش عملت كده يا واطي
ثم أمسكه من مقدمة قميصه قائلاً بغضب وقد نفرت عروقه بطريقة مرعبة
- لو كنت عامل حساب لخواتها الرجالة مكنتش أذتها ياكبير يامحترم
دفعه مروان بقوة وهو يبصق أرضاً قائلاً بعصبية
- وديني وما اعبد لو مكانوش معايا كنت عرفتك مين الكبير واللي عملته مش طبيعي مفيش واحد طبيعي ولا راجل اصلاً بيغتصب مراته
قال أكرم وهو يعدل من قميصه بهدوء
- أنا مش هرد عليك لأن عيب ودي حاجة خاصة
ولا هردلك الضربة مع اني اقدر لانك اخو مراتي .. ها مراتي !!
وقتها أمسكت سلمي معصمه بقوة وهي تقول بصوت مضطرب بشدة بينما بدأ نحيب مرام
- إهدي بيستفزك يا مروان إستغر الله اهدي مرام بدأت تنهار إهدي
إبتلع مروان ريقه وقال وهو ينظر له نظرة غاضبة
- إبقي استرجل وطلقها يلاَ عشان مطلعش مصارينك
أنهي حديثه وهو يتمسك بكفها المرتعش وبيده الاخري يسحب سلمي عودة لسيارته!!
****************************************** لدا U{I
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...