كان مازن يتحرك كالاسد وهي يهاتفها ويتوسل داخله لها لترد عليه !
ولكن دون جوي ..
فتح شرفة حجرته وخرج للهواء عله يطفئ نار صدره وقلبه غيرالمبررة !
يشعر وكأن شخص يخنقه.. لا يستطيع التنفس!
ظل يتضرع لله ان يحميها ان كان بها شر !
فليس بيده شئ ليفعله يشعر وكأن صخور الكون فوق صدره من شدة الضيق !!
*****************************
إنتفضت ماتيلدا وكأن اصابتها الكهرباء وهي تصرخ بصوتها المكتوم !
وازدادت شراستها وقوتها عندما سمعت ذكر الله يصدح عالياً وقت الفجر !
وهي تستمع لصوت رجولي لا تعرفه يهتف بإسمها باستمرار الا تستسلم ويقرأ تلك الايات التي كتبها وفسرها مازن لها
وفجأة دفعته بقوة لا تعرف من اين اكتسبتها وسقط ارضاً !
شعرت بإرتضام قوي جعلها تنتفض بالفراش نفضة قوية
وهدأ كل شئ !
ظلت متسمرة محلها متخشبه وكأنها مخدرة لا يوجد بها طاقة لشئ !
بل لا تصدق ما حدث !
فقط تشعر انها تَغلبت عليه ..
اجل لقد حماها الله عزوجل وتغلبت عليه
أغمضت عينها وهي تشعر بالدورا يزداد ولكن ما لبثت حتي فتحتها علي صوت اهتزاز الهاتف والذي لم ينقطع
رفعت يدها بألم شديد وامسكته واجابت بصوت مُتعب خافت
بل لم تُجب هي فقط تنفست حتي اتتها صرخة مازن بقلق شديد
- خديجة !! .. انتي كويسة ؟!
اجابت بوهن وضعف بينما عينها ثابتة كالأموات محدقة بسقف غرفتها
- انا .. انا وقعته !
تخللت اصابعه خصلاته بقوة عندما سمع صوتها الرقيق الهامس فقال بقلق مازال يسيطر عليه
- خديجة عشان خاطري ركزي .. انتي نايمة ؟.. مالك ؟!
لم تجبه كانت تشعر وكان حواسها معطلة حتي الهاتف وضعته علي وسادتها جانب اذنها حتي ترخي يدها
ابتلع مازن ريقه يشعر بأشياء عدة لا يعلم هل هو قلق ام لسماع نبرتها ام ماذا يحدث له تنفس بقوة وقال بهدوء
- قومي صلي الاذان اذن .. يلا قومي
اجابته بإستسلام خافت
- حاضر
قطب جبينه بحيرة وسألها بقلق مستغرباً نبرتها فلما صوتها هكذا !
- مالك ؟!.. حاسه بايه ؟
قالت بإرهاق يزداد عليها وكأن خدر جسدها يزداد
- انا وقعته !.. انا سمعتك !
نفخ مازن وهو يشعر بأنه سينتزع خصلاته من محلها وقال بهدوء
- اهدي .. انا مش فاهم حاجة انتي بتقلقيني
انا كنت مخنوق مش عارف ليه .. قوليلي انك كويسة .. متخبيش عليا !
اجابته بتعب وخمول
- انا كويسة .. هقفل عاوزة انام تعبانة
تنهد مازن وهو يتمسك بالاطار الحديدي للشرفة بقوة وقال بحنان
- كويسة وتعبانة ازاي .. قوليلي مالك حاسه بايه ؟
وتابع عندما لم يحصل علي اجابه منها
قومي صلي الاذان اذن .. صلي ونامي
اومأت برأسها بحركة تكاد تكون معدومة وهمست
- حاضر هقوم
تنفس براحة
- يلا وانا معاكي متناميش .. قومي دلوقتي !
*************************
وضعت ماتيلدا مفتاحها وفتحت الباب وهي تقطع سيل ذكرياتها .. بل تقطع نبرة صوته الهادئة والتي مازالت تتذكرها قليلاً .. كانت تتمني ان تتحدث له ولو مرة واحدة اخري !
وعندما وضعت دفاترها وجدت جدتها تخرج من المطبخ وهي تقول
- طمنيني عملتي ايه ياخديجة في الامتحان
اجابته بهدوء مطمئنة لها
- الحمدلله كان كويس يا تيتة .. انا هروح انام شوية عشان منمتش من امبارح
رفعت سمية كفها بعلامة رفض قائلة
- لا مفيش نوم هتاكلي الاول .. انتي لو اغمي عليكي تاني احنا مش هنوديكي لدكاترة
وبعدين انتي اغمي عليكي كتير من قلة الاكل والغذا
ابتسمت ماتيلدا نافية
- لا يا تيتة انا بقالي شهر كويسة ومحصليش حاجة وباكل كويس متقلقيش
تنهدت سمية وهي تقترب منها وقالت
- طب معلش ريحيني يابت كلي الاول ونامي وكمان بصي انا عاوزة منك خدمة ..تابعت وهي تربت علي كتفها
- انتي بقيتي كبيرة بقي اهه خدي تاكسي لحد خالتك هند احسن ابوكي باعت فلوس وموبايل وابنها استلمهم كالعادة فروحي هاتيهم لان ابنها سافر النهاردة اسكندرية ومش هيجي الا بعد كام يوم
ابتهجت ماتيلدا من اعتماد جدتها عليها وقالت بسعادة
- حاضر .. العنوان ايه ؟
*****************
خرجت ماتيلدا وصعدت في سيارة الاجرة ذهبا للسيدة هند !
جلست علي الاريكة في الخلف وبمجرد جلوسها حتي نبض قلبها بعنف وشعرت بألم !!
وضعت يدها علي صدرها وهي تنظر لظهر الراكب في المقعد الامامي جانب السائق !
شعرت بتزايد النبضات بقوة وهي تشعر ان هذا الشخص هو مازن !!
...........................................
ابتلع مازن ريقه وهو يشعر بشئ داخله منذ ركوب تلك الفتاه
يريد الالتفات ورؤيتها ماذا ان كانت خديجة !
أغمض عينه وهي يستمع لنبضه الواضح وهو لا يعرف سبب لهذا النبض !
لقد اختفي من حياتها كما وعدها بعد ان تأكد انها بخير وشفيت
كان يجب ان يختفي فهي لا تقبل ان تتحدث لشاب او تفعل الخطأ
ابتسم بسخرية عندما علم منها الخطأ الكبير الذي ارتكبته وهو تحدثها الي رجل !
حينها شعر بالدهشة هل ما حدث لها وتأنيبها لنفسها لدرجة الاذية
فقط بسبب انها تحدثت لشاب وياليته كان بإرادتها !!
فهي كانت تظنه فتاه وليس رجل !
لقد اعتقد ان الخطأ هو إرتكابها المحرمات مع احد او ان احد ما قد ضحك عليا بشئ واذاها!!
حينها عقد العزم ان يبتعد عنها ويسكت قلبه فهو لن يكون مصدر لأذيتها
وبالفعل بمجرد تأكده من انها أصبحت بخير وتوقفت عن اذية نفسها ابتعد عن ملاكه !..
نعم ملاكه .. كما لقبها !
...............................
حاولت ماتيلدا الهدوء قدر المستطاع وهي تشعر بالنبض يزداد
وتذكرت انها تملك رقمه ولم تقم بإزالته برغم عدم إتصالها به او إستخدامه !
اخرجت هاتفها بيد مرتعشة وحبست انفاسها وطلبت رقمه !!..
توقف العالم حولها وجميع الاصوات
عدا صوت قلبها والذي تسارع وصدح وهي تستمع الي رنين الهاتف بالامام !!
أغلقت سريعاً وهي تتنفس بسرعة شديدة وازداد اضطرابها عندما وجدت هذا الشخص يحرك رأسه وكأنه ينظر لكتفه !
حاولت التراجع بالمقعد حتي كادت أن تخترقه حتي تبتعد عنه
هي لا تعرف لما ولكن هي فقط مضطربة من هذا الشعور به ..كيف حدث هذا !!
ابتسم مازن وقد تأكد ان قلبه ليس مخطأ فهي خلفه كما شعر!! ..
لم يعيد الرنين مرة اخري فهو يستمع لصوت تنفسها عالياً لا يعرف كيف!
فقط ارسل لها رسالة نصية
(( انتي اللي ورايا؟!))
ابتلعت ماتيلدا ريقها وهي تري الرسالة منه وبمجرد توقف التاكسي حتي خرجت مسرعه ودارت حول السيارة من الخلف حتي لا تأتي امامه .. وغادرت السيارة
وقفت خلف احدي الاشجار في الطريق حتي تختفي عنه ان كان ترجل خلفها !
وعندما تأكدت من عدم وجوده تحركت وهي تشعر بقلبها سيخرج من محله
وفجأة ندمت انها لم تراه وهربت منه
لكم كانت تريد رؤية هذا البطل الذي ساعدها وانقذها ..
بطلها المجهول كما كانت تلقبه !
بينما تنفس مازن بقوة وهو يكتم ضحكته رغم عدم رؤيته لها
فقط لمح طيفها فتاه محجبة بملابس متسعة ورقيقة نظر للطريق جانبه وهو يبتسم وينتظر !!
نعم ينتظر الصدفة التالية! ..
لهذا لم يحزن لعدم رؤيتها بل يثق انه سيراها ويميزها فقلبه مرتبط بوجودها !!
وبعد مايقرب من الساعة دلفت ماتيلدا للمنزل بعد ان جلبت الاغراض من السيدة هند
وجدت جدها عبدلله امامها غاضباً وصرخ بوجهها
- كنتي فين كل دا يابت ؟!
اجابته بقلق شديد
- انا كنت عند خالتو هند ..جبت الحاجات اللي بابا كان باعتها
فقالت جدتها بعصبية
- كذابة لاني مكلمة خالتك هند من نص ساعة قالت انك ختي الحاجة ومشيتي
اومأت ماتيلدا بذعر مببرة بسرعة
- انا جيت مشي والله ..مركبتش تاكسي تاني عشان كده اتاخرت والله
إقترب عبدلله غاضبا وصفعها قائلاً
- عاوزة تعريني ايه فاكرة انك كبرتي يابت عشان خلصتي ثانوية
هاتي التلفون دا مفيش تلفونات لحد ماعرف اتاخرتي ليه
خفق قلب ماتيلدا بذعر وهي تري جدها يبحث في الهاتف كعادته
تسارع تنفسها فلقد نسيت ان تمحي المسج من مازن من فرط سعادتها وعدم تركيزها
وفجأة صرخ جدها بغضب شديد وكانه تحول لشيطان
- مين دا يا بنت*** اللي كنتي وراه ؟
وقبل ان تجيب انهال عليها بالصفعات وقام بتكسير هاتفها وهو يسبها بغضب شديد
- ايه قررتي تعملي زي امك وتعيشي حياتها انا مش قايلك حرام تمشي مع الرجالة ومنبه
تعرفيه من امتي يابت ومنيمانا علي ودانا ردي
حاولت سمية رفعه عن ماتيلدا وهي تصرخ فالفتاه هزيلة ولن تتحمل
وركضت سمية للباب الذي طرق لتستنجد وفتحته لجارهم والذي نزل علي صوت الصراخ وابعد عبدلله عن الفتاه
نهضت ماتيلدا وهي تبكي وتمسح دماء فمها وهي تتوسل انها لم تفعل شئ ولم تخطئ
ولكن سامي اصبح بحالة هستيرية وهو يقول
- البت بتقابل رجالة .. انا كنت عارف ان مفيكيش خير يابت وهتبقي زي امك
ختي شكلها واخلقها ..بس لا وديني اقتلك واغسل عاري سامعة يابنت الخوجاية !
*********************************
بعد مرور عشر سنوات ( عودة للوقت الحالي )
استيقظت ماتيلدا علي رنين هاتفها ..رفع
ت خصلاتها وهي تضع كفها الاخر علي فمها متثائبةورفعت الهاتف وأجابت دون رؤية ..فلا داعي للروؤية فهي لا تتحدث الي غيره
- الو
اتاها الصوت الرجولي علي الطرف الاخر
- ايه يا حياتي ..انتي لسه نايمة ؟
قالت بنعاس وهي تعتدل بالجلوس
- اه .. في حاجة ولا ايه ؟
استمعت للصوت بنبرة حانية
- اه يلا قومي صحصحي كده هاخدك نفطر بره
زمت شفتيها بضيق وقالت بتوسل هادئ
- ليه طيب ما مهرة هتحضر الفطار وهفطر في الجنينة يبقي كأنوا بره برده عشان خاطري بلاش خروج
اتاها الصوت حازم مدلل لها في نفس الوقت
- قوومي بلاش كسل نص ساعة وهبعتلك السواق
اغمضت عينها باستسلام وهي تقول
- حاضر !
نهضت ماتيلدا وأخذت حمامها المنعش وشرعت في إرتداء ثيابها والتي تكرها بشدة!! ..
كان الشئ الوحيد الذي يشعرها بالضيق ويجعلها تكره الخروج هو ملابسها !!
خرجت ماتيلدا بعد ان إنتهت وبالفعل وجدت السائق بانتظارها وأخذها ذهابا لزوجها ..بكر الديب
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...