الفصل الثامن والاربعون

42.7K 1.3K 12
                                    

    إستيقظ مازن علي إصطدام قوي بسيارته من الخلف !
فتح عينه يشعر بالدوار الشديد بينما يستمع إلي هتاف المارة !
فتح إحدي الرجال المتجمعين السيارة بينما قال أحدهم بإعتذار
- أنا اسف بجد غصب عني مختش بالي خالص
نظر له مازن بدوار يحاول إستجماع الصورة فإقترب الرجل هامساً له
- أنا اللي خبطك أنا تبع حازم باشا كان لازم نطمن عليك كده
عشان أكيد إنت متراقب حاول تفوق وكلمه ضروري من خطكوا الخاص !!
إبتلع مازن ريقه يشعر بألم شديد خلف رأسه ونظر للجميع قائلاً بوهن
- خلاص حصل خير يا جماعة
فهتف إحدي الرجال قائلاً بعصبية
- لو حابب تبلغ إحنا معاك هو اللي غلطان والخبطة باينة
ثم وجه بصره لرجل حازم وقال
- منكوا لله أكيد شارب حاجة دا إحنا حتي لسه في عز النهار يا أخي .. إتقوا الله بقي !
قال مازن وقد بدأ بإستعادة تركيزه
- خلاص ياجماعة انا مسامحه حصل خير !
وبعد أن إنفض الجمع قام بغلق باب سيارته وإنطلق بها ممسكاً بهاتفه
بعد عدة ثوانٍ أجاب حازم بقلق
- إيه اللي حصل يا مازن في إيه ؟!
أنا شفتهم وهم بيحطوك كده في عربيتك بس مقدرتش أدخل عشان ميتكشفش إنك مع الشرطة
أجابه مازن بتشتت وقلق
- لازم نتقابل يا حازم بكر هيعمل حاجة في ماتيلدا !!
قال حازم بإستغراب
- ماتيلدا!! .. في إيه ؟! .. هي كانت معاكوا في المقابلة ؟!
قال مازن وهو يزيد من سرعته وكأنه يزيد من سرعة تفكيره
- اه .. بكر عارف إن في حاجة بنا أنا بحاول أفكر ..
أقابلك إزاي حاول تأمني ياحازم بسرعة !
*************************************
وضعت نرمين أطباق الطعام وبدأ بعزم لتنهيه !
وقفت الخادمة تنظر لها بحزن علي حالتها فهي لا تستحق هذا
أتت خادمة أخري وهمست بخفوت
- تعالي ندخل عشان محدش يشوفنا وشهيرة هانم هنا ومتعصبة أوي فبلاش تشوفنا وتبهدلنا
قالت الأولي بأسي
- صعبانة عليا أوي دي أحسن واحدة في البيت دا .. أنا حساها إتجننت إنتي متعرفيش بتقولي إيه
دي قالتلي إن طارق بيه الله يرحمه عايش وبيجلها وهو اللي قايلها تعمل الأكل تخيلي !
سحبتها الخادمة من ذراعها وهي تقول منبهة
- ياستي ملناش دعوة إذا كان هم أهلها محدش مهتم بيها
وإحنا هنتبهدل علي الوقفة دي إمشي بقي
سارت معها وهي تستغفر بحزن قائلة
- الله يرحمه إبراهيم باشا لو عايش مكنش حصلها كده دي كانت دلوعته ودلوعة القصر !
*********************************
قال حازم بعصبية
- أنا كنت عارف إن ليه حد جوا من ساعة ما مسكنا الواد بس متخيلتش إن الواد معاه فكرت فعلاً مافيا إيطالية
صمت فجأة واضعاً يده علي خصره وقال بذهول
- يابن ال*** دا منيم الكل إزاي بيتحرك كده ؟
قال مازن بضيق وعصبية
- ياحازم إسمعني الله يخليك انا خايف علي ماتيلدا لازم تجبلي مكانها فين
فقال حازم مفكرا ً
- طيب ما يمكن فعلاً كانت معاه من البداية وعادي موجودة في القصر !
نفي مازن بقوة وقال بتفكير وهو يفرك جبهته
- لا مش معاه أنا بحس بيها ماتيلدا كانت خايفة وقالت كده عشان خايفة عليا
فقال حازم بضيق
- مش وقت حب وإحساس يا مازن الله يخليك إحنا في كارثة
وأكيد عشان بتحبها مش قادر تصدق الصدمة
مسح مازن وجهه وقال بإختناق
- مش معاه صدقني هقولك ليه فكر معايا كده
لو معاه كانت هتقوله عنواني الأول يبقي عرف إني مازن وهو ميعرفش شخصيتي لسه !
حاجة تاينة مكنتش هتوافق علي الجواز ابداً ولو قلنا كانت بتوقعني ووافقت يبقي كانت هتقوله إنها مراتي
يبقي زمانه جاب ورق الجواز والإجراءات وعرف إني مازن العابدين !
لو معاه مكنتش هتتفق مع عمار عليه ساعة ما فتحلها جمبها وإستنجدت بيا !
هي مش معاه أنا متأكد أنا بحاول أركز بس بس مش قادر من القلق عليها خايف يعمل فيها حاجة !
فجأة إرتفع كفه فوق صدره يشعر بخفقاته تتسارع
فقال حازم بقلق
- مالك يا مازن قلبك بيوجعك ولا إيه ؟!
إبتلع ريقه ورفعه عينه له بذعر قائلاً بخوف
- ماتيلدا فيها حاجة يا حازم .. الكلب دا بيعملها حاجة !
وصرخ فجأة بضيق شديد وعصبية
- إتصرف ياحاااازم ساعدني ماتيلدا فيها حاجة أنا حاسس بيها !!!
نظر له حازم ببلاهة وقال بنبرة حاول أن تخرج هادئة
- إن شالله خير أنا هتأكد الأول هي في القصر ولا لأ !
*******************************
قال كمال بعملية مطمئناً لمروان
- متقلقش هي دلوقتي أحسن أنا خليتهم يدوها مهدئ عشان تنام شوية لأن كده غلط وهي مبتهداش
أومأ له مروان بإرهاق وقال براحة
- أنا مرتاح عشان بس قدمت بلاغ في ال*** أكرم .. والله لربيه وأندمه !
ربت كمال فوق كتفه قائلاً
- ألف سلامة عليها وتقدر تاخدها النهاردة بس خليها بكرة إن شالله يعني
أنا شايف إنها ترتاح النهاردة عشان نفسيتها
شكره مروان قائلاً بإمتنان
- شكراً ليك ياكمال بجد إنت دايما معانا أنا هروح دلوقتي عشان ماما وملاك
خلي بالك محدش يدخلها وأنا نبهت علي الأمن علي أوضتها
أومأ له كمال محيياً له وإنصرف كلاً منهم في إتجاهه
************************************
بكت ماتيلدا بشدة وقالت بصراخ وتوسل
- عشان خاطري يابكر أبوس إيدك بلاش
قال بكر ببرود وهو يتاملها مقترباً منها
- تصدقي في كام خصلة لسه طويلة !!
نظرت أرضاً ببكاء وهو يقص تلك الخصل الطويلة وقالت بتعب وتوسل خافت
- عشان خاطري يابكر بلاش أهلي وخالد سامحني.. سامحني !
أمسك بكر خصلاتها القصيرة بأصابعه رافعاً رأسها لأعلي وقال بغضب
- ليه مفكرتيش في كده قبل ما تصيعي معاه وقبل ما تخونيني ؟! ..
ليييه مخفتيش وإنتي عايشة معاه الحب والسعادة !
لييييه مفكرتيش فيا وفي طلب الغفران هاااا ؟!
ثم إقترب منها يسأل بغل وحقد برغم خفوت نبرته
- لمسك ؟!
بكت بشدة تنفي برأسها تعلم أنه لن يصدقها برغم صدقها !
وبالفعل أتتها الصفعة منه صارخاً
- كذااابة !!.. لمسك وأنا عارف ! .. خد حاجة مش بتاعته !
دفعها إلي الخلف وهتف بإحدي رجاله في الخارج فأقبل أحدهم عليه مسرعاً
قال بكر وقد أخرج سلاحة الذهبي اللامع من خصره
- دخلي أول هدية !!!
نظرت ماتيلدا بذعر للباب تتمني الموت قبل أن تري خالد يُقتل أمامها !
وخفق قلبها بقوة وعنف وهي تري ذلك الرجل المُسن أعلي كرسي متحرك !
إبتلعت ريقها تشعر بألم شديد تحاول تبين هيئته بل تحاول تصديق ما تراه
فقد عرفته منذ الوهلة الأولي رغم مرور كل تلك السنوات!
وهمست ببكاء خافت
- جدو !!
إرتفع بكائها الخافت فجأة بنحيب وهي تتحرك بعنف فوق ذلك الكرسي علها تتحرر من قيودها
فأشار بكر للرجل بالخروج وقال بنبرة مخيفة وهو يدور حول عبدلله
- لعبتي غلط ياسنيورة وهتخسري كتير أوي !!
توسلته ببكاء شديد وإرتعاش
- أرجوك يابكر .. عشان خاطري متعملهوش حاجة دا راجل كبير حرام عليك .. هو ملوش ذنب
وأكملت وهي تشهق بعنف
- فاكر يابكر هو كان قايلك إتجوزها بس مش عاوز أعرفها ومتبري منها
يعني هو متبري مني يابكر متأذيهوش ملوش ذنب يابكر الله يخليك !!
قال بكر وهي يربت علي كتف عبدلله ذلك الرجل الضئيل بسبب كبر السن
- إزيك ياعم عبدلله !! ... فاكرنا ولا مصدقت مسحت واحدة *** زي دي من دماغك ؟!
رفع عبدلله عينه المجعدة إليها يحاول تذكرها لكنها تبدو كشاب صغير وليس فتاه !!
قالت ماتيلدا ببكاء شديد وهي تنظر له
- ياجدو أنا مليش ذنب والله أنا اسفة !
قال بكر وهو ينظر لها بينما يوجه كلماته المخيفة لعبدلله
- تعرف إن دي أخر ساعات في عمرك !! ..
وأكمل وهو يبتسم
- أمممم طب تعرف إنك هتموت بسببها .. وأكمل وكأنه سيدلي بخبر هام
- تعرف طلع عنك حقك البت دي نقمة وخواجاية زي أمها وأخرها العار!
إنت بقي خلصت منها وانا لبستها !
قال عبدلله بوهن وهو ينظر لها وقد بدأ يتذكر .. وما أكد ذلك همسته ب
- خديجة !!!
أومأت ماتيلدا إليه تشعر بشوقها له رغم كل شئ !
فقال عبدلله وقد بدأ يركز أكثر
- مش إنت جوزها الغني ؟!
ضحك بكر وقال بحقد
- أه أنا جوزها الغني اللي سابته ومشيت مع واحد جربوع بعد ما عيشها في عزه سنين!
قال عبدلله بحدة وضيق
- وجايبني ليه دلوقت ؟!
قال بكر ببساطة وكأنه يقر أمر مفروغ منه
- عشان هقتلك !! .. وتابع وهو يدور حولهم
- بص يا عم عبدلله أنا قررت أخلص علي كل اللي ماتيلدا تعرفه قررت أنهي النسل ال *** دا
وكنت هخليك تقابل إبنك بس معلش بقي إنت عمرك هينتهي دلوقتي إبقي قابله في الأخرة
أصله جاي كمان إسبوع وعلي فكرة مراته الخواجاية جاية كمان بس تقريباً بعد إسبوع برده
وأنا قررت أخلص علي الكل فقلت أبدأ بيك النهاردة عشان إنت أقربهم
ولولا إن الحجة سمية ميتة كنت جبتها والله بس يلا بقي
المهم بكرة هنخلص علي هدية تانية وبعده علي تالتة وبعده علي رابعة هرصهوملها هي بقي لإنك متعرفهمش !!
قال عبدلله وهو ينظر لبكائها
- إنتي عملتي إيه يابت ؟!
نفت برأسها ببكاء شديد دموعها تسيل بغزارة
فقال بكر مجيباً عنها
- خانتني ياحج يرضيك ؟!
هنا هتفت ماتيلدا مدافعة بضعف وبكاء
- لا ياجدو مخنتهوش هو مطلقني أصلا من سنين والله
وأنا فضلت عشان معنديش حد أروحله .. إنتوا إتبريتوا مني ياجدوا ولما جتلكوا طردتوني فرجعت تاني !
إتسعت عين بكر وهو يستمع لما تقوله وجذبها من خصلاتها المشعثة قائلاً بغضب
- الله دا إنتي بتخبي من زمان بقي يعني رايحة لأهلك ال *** من ورايا أهه
صرخت به بإنهيار وبكاء
- كنت مطلقني رحت عشان أستنجد بيهم بس هم راموني إرتاح .. إرتاااااح رموني ورجعتلك !!
صفعها بكر وهو يزعق بها
- وطييي صوتك !
رفعت رأسها إليه وهي تصرخ بإنهيار
- مش هوطي صوتي يابكر أنا بكرهك بكرهك .. وأه بحب خالد!!
بحبه عشانه راجل.. بحبه عشان هو حبني لشخصي .. بحبه عشان حاجة جوايا مش بإيدي !!
أسكتتها صفعات بكر القوية فبكت بقوة ودوار وهي تهمس
- بحبه غصب عني .. مش بإيدي.. أنا بكرهك !!
قال بكر بغضب شديد وشماتة وهو يتجه مبتعداً عنها
- هسيبك شوية تأنبوا بعض عارف إن الكلام بيأثر فيكي هسيبه يدعي عليكي شوية ويعرفك مقامك
وبعدين أعملك المفاجأة ولاونك عرفتيها ومبقتش مفاجأة !!
ثم قال موجهاً حديثه لعبدلله قبل خروجة
- وإنت ياحج خلص كل اللي في قلبك دا إنت هتتقتل بسببها !!
قال عبدلله بعد خروج بكر بنرة خافته لكنها واضحة وهو يتأملها
- متعيطيش ياخديجة !
ظلت تبكي وتشهق بقوة فتابع بحزن
متعيطيش يابنتي ..أنا شلت همك طول عمري من بعد ما طردتك حلمت بيكي أحلام وحشة
وعرفت إنك مش في أمان ندمت يابنتي عشان مساعدتكيش ومعرفتش أوصلك
ندمت وأنا كل يوم بتقطع عشان عارف إني قفلت بابي في وشك وإنتي ملكيش حد
ندمت وكنت كل يوم أدعيلك لما سمية كانت تعد تعيط وتأنبني إننا مشيناكي
يمكن ملكيش ذنب بس مقدرناش نحب أمك وكرهناكي علي كرهها .. أنا أسف يابنتي !
بكت بضعف وشهيق وهي تنظر أسفل بإرهاق
فتابع عبدلله بحنان
- عمري ما حبيتك مش عارف ليه يمكن عشان ملامحك الأجنبية
بس عمري ما كرهتك بالعكس حسيت إن سيئتي الوحيدة في الدنيا هي معاملتي ليكي
حاسس إن ربنا عاقبني في حاجات كتيرة أوي ملهاش لزمة تعرفيها ..
بس حاسس إنها خطيتك يابنتي ربنا يسامحني وإنتي سامحيني !
أنا هقولك حاجة حطيها حلقة في ودنك
- ربنا عمره ما يسيب عباده أبداً وكل حاجة ليها حكمة أياً كانت إصبري ومتظنيش في الله عز وجل الإ بالخير
ربنا بيقول (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ))
هيخرجك منها متخافيش بس إصبري ولو عليا فأنا راجل كبير أصلاً ومبقتش عاوز حاجة من الدنيا وعندي المرض الخبيث فكده كده نهايتي قريبة !
إستغفري ربنا وإهدي وهو قادر يخلصك من الشيطان دا ولو علي...
قطع حديثه بدخول بكر !
وقف بكر ينظر لها وقال ببرود
- شوفتي أخر عمايلك ؟! ..
ها ياحج شفت إنك طلعت صادق والبت دي نقمة عليكوا وعليا ؟!!
أنهي حديثه رافعاً سلاحه مما جعل ماتيلدا تصرخ بذعر تتوسله !!
وإنطلقت صرختها تشق الجدران كما شقتهم صوت الطلقة !!
نظرت ماتيلدا بصدمة لعبدلله أمامها بعد أن هبطت رأسه لأسفل وإرتخي ذراعه من فوق الكرسي !
وهتفت بخفوت تصاعد حتي بدا صراخ بهستيريا
- جدو.. جدو .. جدو !!
نظرت لبكر بصدمة وصمتت فجأة وكأنها تحاول إستيعاب ما يحدث
فقال بكر بعد أن أشار لرجاله بأخذ عبدلله
- بكرة هجبلك سحر فاكراها البت اللي عرفتك بسببها ما هي اللي نضفت أشكالك وجابتهم المول !
وبعده هجبلك نرمين ! .. أختي بس مش عاوزها أصلها *** زيك ..
وهتفرق معاكي إنتي أنا عارف إنك بتحبيها !
كان نفسي أجبلك خالد بس للأسف زمانه بيتحاسب دلوقتي !!
أنزلت بصرها لا تقوي علي النطق وبدأت بالانتفاض الشديد !
*****************************************
جلست مني تمسح فوق خصلات مرام النائمة بحنان
فقالت سلمي بخفوت
- تعالي نطلع يا طنط هي نامت وإن شالله هناخدها معانا أول ما تصحي
إبتسمت مني تمسح دموعها تشعر بألم داخل صدرها فطفلتها الوحيدة عاشت أسوء تجربة
نهضت بعد ثوانٍ متجهة للخارج وبمجرد إغلاقهم للباب حتي وجدوا مازن أمامهم يبدوا عليه الإرهاق والتعب الشديد
إقتربت منه مني بقلق وهي تسأله
- مالك يامازن إنت عامل كده ليه ؟! .. أوعي تكون إتخانقت مع أكرم ولا عملته حاجة !
نفي برأسه لا يقوي علي الحديث حتي يشعر بأنه داخل أسوء أيام حياته !
دلف بهدوء لغرفة مرام وجلس جانب الفراش ينظر لها
إلتقط كفها الرقيق وقبله
فجأة هبطت دموعه بحرقة لم يشعرها يوما ً يشعر بشعور مخيف القدر يختبره بإخته وزوجته
مال علي الفراش برأسه مسنداً لها فوق كفها يبكي بدموع فقط
بينما الصراخ والشهقات مكتومة داخله لا يظهر منها شئ !
لا يعرف ماذا يفعل يشعر بالعجز فقُبلة بكر لها لا تذهب عن فكره !
ظل يهتز من البكاء المكتوم ولم يشعر بدخول مروان للغرفة إلا عندما وضع كفه يربت فوق رأسه بحنان
رفع بصره له وخفق قلب مروان وهو يري دموع أخيه فلا يتذكر أنه رأها في حياته قط !
جفف مازن وجهه ولم يتحدث فقط ظل ينظر لمرام النائمة كالملائكة !
وتركه مروان ولم يسأله عن شئ فقط خرج ليعطي له الحرية والراحة !
******************************************
وفي المساء كان مازن داخل شقته
جلس بإرهاق يشعر بخفقات مؤلمة فذكرياته معها هنا
فهنا قبلها وهنا بكت وهنا صرخت وهنا إعترفت بحبه وهنا قالت كم أن بكر شخصاً غير طبيعي !
ضغط رأسه بين كفيه .. كانت محقة ولم يستطيع إنقاذها .. نبهته كثيراً وتوسلت له كثيراً ليبتعد !
أغمض عينه يشعر بإختناق شديد لا يستطيع الإنتظار لتتصرف الشرطة !
أخذ شهيقاً قوياً نبضه لا يتوقف يشعر بكل شئ وكأنها موجودة معه وستخرج الأن من الغرفة !
نهض لا يستطيع التحمل فصدره يخفق بجنون
وخرج من الشقة يشعر بالمقت لها لن يدخلها مجدداً إلا معها !
ركب سيارته والغضب داخله كقنبلة ذرية موقوته ستنفجر
ودار عجلة القيادة بعنف متجهاً لشركة الديب !!!
**********************************    

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن