المصير 2

43.3K 3K 267
                                    


( المصير )

مر أسبوع هادئ بعد تلك الحادثة الشنيعة، و بعد أن عرفتُ الحقيقة.. حقيقة المزرعة البشعة، أسبوع بطيء و مخيف و مليء بالكوابيس فقد كنت أراهم في أحلامي و في كل مرة أغمض عيناي او التفت لزاوية مظلمة.

أرى أصحاب الأقنعة السوداء لا أعرف كيف هي وجوههم هل هم مثلنا؟ ام أنهم بشعون للغاية و لهذا يُخفون وجوههم أسفل تلك الأقنعة؟  
تجولتُ في المزرعة طويلًا، خالفتُ القوانين ابتعدتُ كثيراً حتى وصلتُ لمكان لم يكن يُسمح لنا بالدخول له كان الباب مغلق لكنه لم يكن مقفل، تملكني الفضول أردتُ معرفة ماذا يحدث في الداخل ففتحتُ الباب و تسللتُ في حذر كان مكان نظيف جدًا  رائحة المنظفات تملأ الهواء سرتُ في الممرات حتى وصلتُ لإحدى الغرف كان للغرفة نافذة زجاجية كبيرة.
 
اقتربتُ منها ثم رفعتُ أصابع قدمي حتى أتمكن من استراق نظرة خاطفة.
فكان المنظر البشع و المحزن الذي لن أنساه ما حيت.
 
كان هناك مجموعة من رجال و نساء المزرعة يجلسون على مقاعد و الحقن متصلة بهم تسحب دمائهم.
اتسعت عيناي في فزع عندما انتبهتُ لوجود رجل من المقنعين في الغرفة على ما يبدو يُشرف على الجريمة.
ركضتُ للخارج وأنا أبكي.

هذا سيكون مصيري يومًا ما و مصير أخي و هذا ما يحدث لأمي المسكينة و سكان المزرعة.
 
لقد كبرتُ لقد ودعتُ طفولتي قبل الأوان
أصبحتُ أفكر كثيرًا فيما قد يحدث لنا و أراقب سكان المزرعة كل مساء عند عودتهم لبيوتهم متعبين،
عرفتُ لماذا نشرب عصير الطماطم و البنجر كثيرًا و سبب هذا النظام الصحي الصارم.
 
خرجتُ في أحد الأيام وأنا أشعر بالإعياء
كنت أنظر للسماء.....أتأمل بها و أفكر، أفكر كيف ياترى هو العالم الخارجي الأن؟،
 
كنت أغمض عيناي و أتخيله مظلم و تلك الكائنات الشيطانية قد حولته لدمار و لمكان بشع مثلهم تمامًا،
 
وفجأة ازداد شعوري بالإعياء فسقطتُ أرضًا.
 
و لم أفق إلا على صوت والدتي تصرخ و تبكي قائلة:
 
"ابنتي لا أعيدوها لي....اتركوها سأعتنى بها لا أرجوكم"
 
انتبهتُ أني بداخل سيارة و السيارة تتحرك جلستُ ثم نظرتُ عبر النافذة،

كانت أمي تركض خلف السيارة، كنتُ ابتعد، ابتعد عن أمي "لا"  رأيتها تسقط على الأرض باكية فصرختُ باكية بأعلى صوتي: "أمي لاااااااا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كانت أمي تركض خلف السيارة، كنتُ ابتعد، ابتعد عن أمي "لا"
 
رأيتها تسقط على الأرض باكية فصرختُ باكية بأعلى صوتي:
 
"أمي لاااااااا.......أريد أمي"
 
التفتْ السائق مشيرًا لي كي أصمت لقد كان منهم كان أحد المقنعين.

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن