ليتا اللعينة 38

18.8K 1.6K 97
                                    


(ليتا اللعينة)

عدنا للمنزل بعد أن تم حقني بحيواناته المنوية.
لم ينطق بكلمة طوال الطريق، بينما رحت أنا أراقب المدينة التي تحولت إلى مدينة أشباح.

صعدتُ إلى غرفتي على الفور، لا أريد رؤية وجهه على الأقل لشهر أو شهرين. لا أعرف كم سأبقى غاضبة منه أو كم سأبقى أسيرة لديه.

شعرتُ كما لو أنه قد تم اغتصابي.

قد أكون حاملًا الآن أو سأكون قريبًا.

بعد مرور أسبوع صامت، أحضر لي جهاز اختبار الحمل وطلب مني تجربته. كان ذلك أول حوار يدور بيننا بعد تلك الليلة.

أخذتُ منه الاختبار بالطبع، لكني لم أكن أنوي استخدامه. قلت إنني سأقوم بالاختبار لاحقًا.

عدتُ إلى غرفتي التي أصبحتُ الآن أقضي فيها معظم وقتي. كنت أشعر بالملل؛ ملل لا يُطاق.

كم أفتقد لوكيريا، وكم يُحزني موتها ورحيلها من دون أخذها بالثأر من مصاص الدماء الذي كان يملكها.

عندما يغادر جاريد، كنت أخرج لمشاهدة التلفاز، وتحديدًا الأخبار. كنت مسرورة وقلقة في نفس الوقت:

مسرورة لأن البشر يُحرزون تقدمًا.

وكنت أخاف وأخشَى أن ينتصر المتمردون أو الهمج. حينها لا أعرف ما قد يحدث للبشرية أو لي.

اليوم أشعر باختلاف. لقد شعرتُ برغبة في تناول الموالح والفلفل، وانعدمت رغبتي في تناول الحلويات والشوكولا تمامًا، رغم حبي وعشقي الكبير لها.

ثم راودتني فكرة لم أتخيل أنها ستراودني:
أخذتُ أراقب قطعة اللحم التي في الثلاجة. رغبتُ كثيرًا في إخراجها ووضعها في المقلاة وطهيها، تمامًا كما كانت تفعل لوكيريا.

لم أفهم ما يعنيه هذا، ولم أكن أعرف أن ما كنت أمر به كان من أعراض الحمل والوحم.

لقد فعلتها. أخرجتُ قطعة اللحم وقمت بطهيها، ثم استمتعت كثيرًا بها وأنا أتناولها رغم شعوري بالذنب.
فبسبب ما يحدث لنا، أصبحت أقدّس حياة جميع الكائنات.

رغم ذلك، لم أستطع منع نفسي من التهامها. لقد كنتُ أشتهيها بجنون.

حسنًا حسنًا، سأتوقف عن تبرير فعلتي الشنيعة.

بعد أن أنهيت عشائي الدسم والمبكر، عدت من جديد للتلفاز لمشاهدة الأخبار. كانوا يتحدثون عن هجوم وقع ليلة الأمس استهدف أكبر متجرين لبيع الدماء في المملكة.

تساءلت: هل كانوا البشر؟ هل كان سامي؟

لكنهم عرضوا صورة قد التقطتها الكاميرات لشخص يهرب بسرعة البرق، أي أن المهاجمين من مصاصي الدماء.

تساءلت كما تساءل المذيع في نشرة الأخبار:
لماذا يدمر مصاص دماء متجرًا ممتلئًا بالدماء في الوقت الذي تعتبر فيه الدماء نادرة وشحيحة؟

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن