جاذبية شيطانية 7

32.9K 2.6K 335
                                    


(جاذبية شيطانية)


دخلتُ لغرفتي و استلقيت على السرير كنت متعبة بعد انقضاء هذا اليوم المجنون، أريد فقط النوم.

كنت قد ارتديتُ قميص نوم باللون الأبيض قصير و يُظهر الكثير من جسدي، في الحقيقة لم يكن يوجد سواه فلوكيريا لم تُحضر لي سوى هذا القميص بالإضافة إلى أنها ألقت بالثياب التي كنت أرتديها في سلة المهملات.
رغم تعبي إلا أني لم أتمكن من النوم أخذتُ أفكر في كل شيء حدث اليوم، أفكر في لوكيريا و الفتيات هن أيضًا يعشن واقع سيئ تبًا لتلك المخلوقات اللعينة،
لكن هل أنا وحدي؟
أين هو ذلك السيد الذي يتحدثون عنه طوال الوقت لا أثر له ولا حتى صوت هل هو هنا؟ لا أعتقد ولو كان هنا فهذا يعني أنه شخص هادئ لأبعد حد.
لا أعتقد أنه هنا على الأرجح أنا وحدي و ستعود لوكيريا غداً يجب أن أعرف كل شيء عن هذا المكان و عن هذا السيد الغريب.

أعددتُ مجموعة كبيرة من الأسئلة في ذهني
و عزمتُ على طرحها جميعها غدًا على لوكيريا علي أستخرج بعض الأجوبة منها.
حسناً لقد بدأتُ أُغمض عيناي و أنام..............لكن ليس طويلاً لا أعرف كم لبثتُ نائمة لكني استيقظتُ فجأة فزعة و بدني مُقشعر لا أعرف لماذا ينتابني هذا الشعور لكني شعرتُ أني لم أكن وحدي.
نهضتُ عن السرير و أخذتُ أنظر حولي لقد كان الباب مفتوح قليلاً، أنا متأكدة من أني قد اغلقته هل هو الهواء من تسبب في فتح الباب ام أني لست وحدي.
استجمعتُ شجاعتي ثم قررت أني لن أخاف لن أُظهر الخوف لمصاص الدماء ربما هو يستمتع بخوفي و بتخوفي سوف أسلب منه هذه المتعة.
خرجتُ من الغرفة و أخذتُ أبحث عنه يجب أن يرى و يعرف بأني لست خائفة منه.
تذكرتُ كلمات مصاصي الدماء ذاك ( أشم رائحة الخوف أيتها الجميلة من الأفضل أن ترتعبي )
ما الذي كان يعنيه ألهذه الحد سيده مخيف؟
لا أعتقد فها أنا أبحث عنه بينما هو يختبئ.
أريده أن يشعر بالجبن ربما سيدفعه ذلك للظهور و مواجهتي.
لكن ماذا لو كنت ارتكب حماقة ماذا لو كنت أُيقظ وحش؟

تجولتُ في المنزل لا أثر لأحد هدوء مقيت و مخيف كانت توجد غرفة بجانب غرفتي لكنها كانت مُقفلة افترضتُ أنها غرفته لا أعرف إن كان بالداخل ام لا لكني لم أتجرأ على قرع الباب او فتحه.
نزلتُ للطابق الأرضي، دخلتُ لغرفة كبيرة أنرتُ إضاءة خافتة ثم تفاجأت يا لها من مفاجأة رائعة أنا في مكتبة رف كبير من الخشب يُغطي الجدار و مليء بكل ألوان و أنواع الكتب.

اقتربتُ و كأني قد عثرتُ على كنز أخذتُ أقراء العناوين و أسماء الكتب و يا للروعة و جدتُ مجموعة من الكتب تخص كاتب والدتي المفضل "رولو راغني"
فتحتُ أحد الكتب و أخذت أقراء بسرعة مقتطفات منه بسعادة و كنت أتذكر أمي حين كانت تحدثنا بما تتذكره من الكتب و الروايات و أسمع صوتها العذب داخل رأسي.

فجأة رأيتُ ظل أمامي و سمعتُ صوت من خلفي يقول بنبرة هادئة:

"إذاً أنتِ فعلاً تُجدين الكتابة و القراءة؟"

وقع الكتاب من يدي و اقشعر بدني ثم التفتُ ببطء.
فرأيته كان الضوء خافت يكاد يكون معدوم كان هو يرتدي الأسود و يبدو مريب أكثر من مخيف أقترب قليلاً فرأيته بوضوح كانت هيئته مخيفة بل شيطانية يرتدي الأسود و شعره أسود يُغطي عنقه كانت له لحية مشذبه بعناية.

وقف في مكانه و أخذ يحدق بي بنظراته الحادة فانتبهتُ لابتسامة صغيرة ماكرة فوق شفتيه.

اغاظتني ابتسامته الماكرة فتنهدتُ ثم رفعتُ بصري لعينيه الزرقاوان فضاع الكلام الذي كنت سأقوله نظرتُ للأرض في خجل ثم عدتُ أنظر له و امعنت النظر ثم قلت:

"إذاً أنت من أشتراني، لم أتخيل أنك ستكون هكذا"

قال و هو يحدق بي بعينيه المُخفتان و يقترب:

"هكذا؟ كيف كنتِ تتخيليني؟"

قلت بثقة و قوة و بشيء من السخرية:

"تخيلتُ أنك ستكون مخيف...."
ضحك ثم قال بنبرة ساخرة:

"ألا تعتقدين أني مخيف؟ لا بأس أنتِ لم تعرفيني بعد"
كنت أحاول أن أبدو شجاعة رغم أني كنت في الحقيقة مرتعبة قلت مجددًا بثقة و تحدي كبير أدهشني:

"أتطلع لمعرفتك"

ابتسم ابتسامة خبيثة ثم قال و هو يقترب مني حتى أني أصبحتُ الأن أراه بوضوح تام.
قال:

"لا بأس أعرف أنكِ خائفة أستطيع الشعور بخوفكِ.....أنا أسمع صوت دقات قلبكِ بل أني حتى أسمع صوت الدم يتدفق كالشلال في عروقكِ يا حلوتي أنتِ لا تستطيعين إخفاء خوفكِ أمام مصاص دماء"

شعرتُ بالخجل و الإحراج هذا الشيطان يشعر بخوفي لا أستطيع تمثيل دور القوية و الجسورة أمامه.

نظرتُ لوجهه لقد كان قريب مني امعنتُ النظر لم يكن سيئ لقد كان يمتلك جاذبية شيطانية رغم هيئته المظلمة المخيفة.
قال بهدوء:

"ماذا؟....إيرين ما الذي تنظرين له؟
ما الذي لفت انتباهكِ بي؟"

يا للهول هذا لا يُعقل هل أنا مخطئة هل ما أراه حقيقي قلت:

"هل أعرفك؟"

قال بابتسامة ماكرة:

"ربما"

فجأة شعرتُ بالاشمئزاز و الغضب و أختفى كل الخوف الذي بداخلي لحد أني أردتُ البصق في وجهه و قلت:

"لا مستحيل أن تكون هو مستحيل أنت ذلك الطبيب الطيب؟"

ضحك و لم تخلو ضحكته من السخرية بينما يقول:

"الطيب؟؟ إذاً هذا هو اللقب الذي أعطيته لي؟"

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن