مزرعة البشر

كذبة جميلة 33

(كذبة جميلة 33)

مرَّ شهران حتى الآن على نجاح مجموعة من البشر في الهروب، شهران مليئان بالأحداث المجنونة.

أخي سامي ورفاقه أحرار الآن، يختبئون في مكان يعجز مصاصو الدماء عن العثور عليهم... فلم يكن هناك أثر لهم حسبما تقول الأخبار، لحد أنهم رجحوا أن البشر الهاربين قد يكونون قد وقعوا في أيدي المتمردين أو الهمج المسوخ، سكان الغابات.

لكن بعد مرور أسبوعين فقط، هاجم البشر مزرعة صغيرة للبشر، وبعد معركة عنيفة سقط فيها ضحايا من الطرفين، نجح البشر في تحرير مجموعة من سكان تلك المزرعة.

لقد رأيتُ سامي ذلك اليوم على التلفاز، بدا وسيمًا، بدا كمحارب قوي، لقد كنت فخورة.

اختار البشر أن يكون وقت الهجوم الساعة الواحدة ظهرًا حتى يضعوا مصاصي الدماء في موقف محرج، ثم تمكنوا من جمع من استطاعوا من سكان تلك المزرعة في شاحنات والهرب.

وبالطبع، لحق بهم مصاصو الدماء، لكن مفاجآت البشر لم تنتهي، فقد ألقوا بالقنابل على السيارات وفجروها.

لقد كنتُ فخورة بسامي وبالبشر، وتمنيت لو كانت والدتي على قيد الحياة حتى تشعر بالحرية والفخر.

لكني كنت خائفة من أن يكتشف مصاصو الدماء مكانهم.

بالطبع، جاريد لم يكن سعيدًا بما يفعله البشر، فقد كان يُلقي كلمات محبطة من وقت لآخر وشتائم، كان يقول إنهم مجموعة طموحين أغبياء، وقريبًا سيدفعون ثمن تهورهم، لكن عندما يلاحظ استيائي من كلامه، كان يقول:

"يؤسفني أن أخوكِ الاحمق معهم، أتمنى أن ينجو."

لكن بعد عملية التحرير الأخيرة، ترك سامي رسالة لمصاصي الدماء، كانت عبارة عن مقطع تصويري ظهر فيه وطلب منهم الاستسلام وتحرير جميع البشر أو الموت.

سخر جاريد كثيرًا من تلك الرسالة، وعرف أن سامي ليس مجرد محارب عادي، بل هو قائد هذه الثورة.

حتى برامجهم السياسية كانت تسخر من سامي وتهديده السخيف، على حد قولهم.

ثم ظهر قائد الجيش جايدين على التلفاز وقال في تصريح قاسي:

"البشر لا شيء. نحن لا نقيم لهم أي وزن أو اعتبار. نحن الآن منشغلون في حربنا ضد المتمردين، هم من يشكل خطرًا، أما البشر فلا شيء، سوف نسحقهم بسهولة حين نتفرغ لهم."

كنتُ أرى ذلك التصريح مثيرًا للشفقة، فلو كان البشر بتلك التفاهة والسهولة، فلماذا حتى الآن لم يقعوا في أيديهم؟

سوف أخبركم الآن بكل ما حدث خلال الشهرين الماضيين. أولاً، أريد أن تعرفوا أني حامل... حامل بطفل جاريد. أعرف لم يكن هذا مخططًا له، لكنه حصل وبشكل بشع، بل ورغمًا عني كنوع من العقاب. ويا لها من عقوبة قاسية.