(سحر مصاصي الدماء)شعرتُ بأنفاسه تلفح عنقي إنه يقترب و يقترب أكثر قد تكون هذه نهايتي،
لكن فجأة أرعبتني الفكرة.
"قد تكون نهايتي إن لم أحارب"
ففتحتُ عيناي قبل أن يغرس أنيابه في عنقي بثواني قليلة،
انتبهتُ لستار النافذة فأمسكتُ به و أزحته عن النافذة بكل ما أوتيت من قوة كانت الشمس ساطعة في أشد توهج لها، فدخلت أشعة الشمس الدافئة للغرفة،
صرخ متألم يحترق ثم قفز بسرعة خاطفة بعيدًا عني.
بينما التصقتُ أنا بالنافذة كنت خائفة ولا أعرف كيف أصبحتُ فجأة جريئة بهذا الشكل.
قفز لركن في الغرفة لا تصل له أشعة الشمس كانت توجد أثار حروق على يديه و على خده و عنقه كان يتألم بشدة و يئن.
لكني لاحظتُ أن الحروق بدت تختفي بسرعة عن جلده ثم نهض عن الأرض و قال بنبرة أمر:
"إيرين تعالي إلى هنا"
أومأتُ برأسي ممتنعة فقال بانفعال:
"الشمس لن تظل ساطعة للأبد....."
هل هذا تهديد؟
لكنه محق فالشمس لن تحميني طويلًا
كنتُ خائفة و ارتعش و أنا ملتصقة في النافذة.
لاحظتُ تصرفاته الغريبة كان يتنهد و ينظر حوله ثم نظر لي وقال:
"إيرين هل أنتِ بخير؟"
لم أكن أقوى على الكلام من شدة رعبي و صدمتي مما فعل.
رفعتُ فستاني الممزق فوق كتفي لأستر نفسي ثم قلت بصعوبة و أنا أراقب ملامح وجهه و تعابيره:
"م.....ما الذي فعلته ؟ "
قال و هو يبدو محرج او مشتت الفكر:
"اعيدي إسدال الستائر أريد الخروج من هنا"
كانت الشمس تمنعه من الحراك كان محتجز في ركن الغرفة الخالي من أشعة الشمس كفأر مذعور.
ترددتُ ربما إن أسدلت الستار سيعود لمهاجمتي من جديد هل أصدق و أثق بمصاص الدماء الذي كان قبل لحظات يتأهب لغرس أنيابه بعنقي؟
قاطع تفكيري قائلًا:
"هااي إيرين أعرف أنكِ خائفة لا بأس، لقد فقدتُ السيطرة لقد حذرتكِ أن هذا قد يحدث، لا بأس لقد عدتُ لطبيعتي الأن أغلقي النافذة"
شعرتُ بأني حمقاء فقد قررتُ تصديقه فقمتُ بإغلاق النافذة و إسدال الستار الثقيل فوقها.
لكن قررت أن أكون حذرة و مستعدة،
ثم.....ثم لا أعرف ما حدث فما إن انتهيتُ
حتى وجدتُ نفسي فوق السرير و كان هو فوقي و يُمسك بيداي بقوة و يُثبتهما فوق رأسي.
ثم قال و هو يتأمل بي بشكل مخيف و صوت لا يقل إخافة:
"اوه إيرين يا لكِ من فتاة قوية لم احسبكِ هكذا أبدًا....لقد استهنتُ بكِ عزيزتي"
حاولتُ الحراك و إبعاده لكني لم أستطيع فقلت بعد محاولتي الفاشلة:
"ما الذي فعلته حتى أثرت نهمك أيها الحيوان؟"
لاحظتُ ابتسامة ترتسم فوق شفتيه قبل أن يقول:
"لقد نمتِ فوق سريري تركتِ رائحتكِ في المكان لم أستطع مقاومة رائحتكِ الشهية إيرين، أخر ما أتذكره هو أني نِمت و رائحتكِ الشهية تملأ أنفي ثم لا أعرف ما الذي حدث بعد ذلك فجأة وجدتني أحترق في الشمس!"
لا أصدق أن رائحتي فقط فعلت هذا به
عرفتُ أخيرًا كم أن هذه المخلوقات خطيرة ولماذا لا يمكن أن نعيش معهم في عالم واحد.
نظرتُ لعينيه بنظرات خائفة حذرة ثم قلت:
"آسفة كنت أشاهد التلفاز لم أعرف أن رائحتي قد تفعل هذا بك"
لم يقل شيء لكنه راح يشتم شعري و يحوم حول عنقي بطريقة مريبة ثم قال بصوت مثير و هادئ:
"اوه إيرين قد أدمنكِ"
نظرتُ لعينيه الآتي كانتا تنظران عميقًا في عيناي ثم دون مقدمات و بعد تلك النظرات لثم شفتاي،
كنتُ مستسلمة لقُبلته و لهذا الشعور الجديد الغريب. توقف بعد أن تأكد من أني قد أصبحتُ تحت سحره تمامًا وأخذ يلثم خدي ثم عنقي.
ولم أنتبه لنفسي إلا و أنا أضمه لصدري مستمتعة بقربه، لم أكن أريده أن يتوقف نسيت من يكون نسيت حقيقته و نسيت من أكون لم أكن أفكر في أي شيء سوى هذه المشاعر الجديدة.
لكنه توقف فجأة و نظر لوجهي فأشحتُ ببصري عنه بخجل خجل فتاة عذراء.
قال بصوت متقطع:
"لقد وصلت لوكيريا......إنها تفتح الباب الأن"
نظرتُ له متعجبة ثم تذكرتُ أنه يسمع أشياء لا أسمعها، لكني انتبهتُ لشيء مخيف كانت توجد دماء على شفتيه قلت بنبرة خائفة:
"أنت تنزف؟"
نهض عني ثم قال بهدوء بعد أن لعق شفتيه:
"لا"
ثم خرج من غرفتي دون أن يقدم توضيح من أين جاءت هذه الدماء؟
أمسكتُ بعنقي في فزع ثم نظرتُ ليدي فكان ما توقعته يوجد القليل من الدم بيدي نهضتُ مسرعة نحو الحمام، أغلقتُ الباب ثم نظرتُ في المراءة كانت توجد أثار أنيابه فوق عنقي لكن لم يكن الجرح ينزف، كيف حدث هذا؟
تسألتُ في تعجب كيف لم أشعر؟
هو لم يكن يُقبلني بل كان يمتص دمي لقد كنت تحت سحره ولم أشعر بشيء هذا هو سحر مصاصي الدماء الذي لطالما سمعتُ عنه.
حين يُسيطر و يستحوذ مصاص الدماء على ضحيته فترضخ و تستسلم له دون وعي منها، هذه ما فعله بي السافل لقد كانت أمي محقة إنهم شياطين بشعة عديمي الضمير، لقد استغلني ذلك الحيوان.
شعرتُ بالغضب كيف يستغلني هكذا؟
أمسكتُ بإحدى التحف ثم ألقيتُ بها على الأرض بقوة حتى تكسرت و ملأ زجاجها الحمام.
ثم خرجتُ و توجهتُ لخزانة الثياب أخذتُ أبحث عن شيء يُغطي عنقي لا أريد أن تراه لوكيريا لا أريد أن تسأل عن ما حدث.
أخرجتُ قميص برقبة طويلة و سروال جينز ثم خلعتُ فستاني الممزق.
لكن قبل أن أرتدي ثيابي و ضعت ضمادة جروح فوق أثر أنيابه، ثم ما إن انتهيتُ من ارتداء ثيابي حتى سمعتُ طرق على الباب ثم فُتح الباب و دخلت لوكيريا و قالت على الفور:
"لماذا لم تنزلي بعد؟ اعتقدتُ أنكِ نائمة هيا سنعد الإفطار.......ما بكِ هل أنتِ بخير عزيزتي؟"
كنتُ غاضبة فأجبتها بنبرة حادة:
"أنا بخير توقفي عن تمثيل دور الطيبة الحنون أنتِ إحدى عبيدهم المخلصين"
ارتسمت الدهشة على وجهها ثم قالت بابتسامة:
"لا أعرف إن كان السيد برينت قد أخبركِ لكن عائلته سوف تزوركم الليلة، لقد أحضرتُ معي فتاتين للمساعدة بينما أنا سأصفف لكِ شعركِ و أعدكِ لمقابلتهم......"
قاطعتها وقلت مشمئزة و غاضبة:
"أنتم تثيرون اشمئزازي أستطيع تصفيف شعري بنفسي و ارتداء ما يحلو لي دعوني و شأني فقد سئمتُ تعليماتكِ التافهة و محاولتكم المستميتة في جعلي أُصبح واحدة منكن"
التزمتْ لوكيريا الصمت ثم انتبهتُ لها تحدق خلفي و تحديدًا للسرير فلتفتُ فرأيتُ فستاني الممزق.
قالت بنبرة قلقة و هي تقترب مني:
"كيف حدث ذلك؟ ماذا فعل بكِ؟"
اقتربتْ مني و ألقت نظرة تحت رقبة قميصي الطويلة ثم قالت بهدوء:
"إنها ليست بذاك السوء لكن هل أنتِ بخير هل فعل شيء أخر بكِ؟ إن فستانكِ ممزق هل أنتِ بخير؟"
قلت:
"أنا بخير لقد وضعني تحت سحره لم أشعر بشيء......ثم لا لم يفعل أي شيء أخر"
لاحظتها تتنهد في حزن قبل أن تقول:
"هذا مصيركِ لن تستطيعي فعل شيء حياله.
اه علينا إيجاد فستان مناسب لكِ لعشاء الليلة
أنسى ما حدث كوني قوية"
خرجتْ بعد أن رتبت على كتفي بحنان فشعرتُ بتأنيب الضمير لأني كنت فظة معها و نفثتُ عن غضبي في وجهها.
لا أعرف كيف سأتمكن من النظر في وجهه و التحدث معه بعد الذي فعله بي، بعد أن وعدني أنه لن يؤذيني.
و الليلة لن يكون هو فقط سيكون هو و عائلته سأكون أنا في مواجهة عائلة من مصاصي الدماء.
ألقيتُ بجسدي فوق السرير ثم تنهدتُ:
"يا إلهي ساعدني".

أنت تقرأ
مزرعة البشر
Vampire" جميعهم شياطين بشعة " " احداث القصة تدور في عالم خيالي " "جميع الحقوق محفوظة"