عشاء مع مصاصي الدماء 15

30.6K 2.2K 607
                                    


(عشاء مع مصاصي الدماء)

كان الجميع يتناول الطعام في هدوء مُضجر فكنتُ أقول في نفسي يا لهم من عائلة مملة و جدية أكثر من الازم.
فجأة كسرتْ والدتهم هذا الصمتُ المُضجر و قالت بعد أن مسحتْ فمها بمنديل:
"إذًا جاريد متى ستتزوج؟"
ألتفتُ له متعجبة....يتزوج؟؟ ما الذي تقوله ثم من سيتزوج؟
ترك يدي التي كان يحتضنها في كفه و يبدو أنه قد أنزعج من سؤالها ثم قال:
"أنا لم أقرر بعد حتى أني لم أفكر في الأمر"
قالت بصوتها الحاد:
"لكنك أخبرتني أنك اخترت هذه الفتاة لكي تحمل بأحفادي و أنها لن تكون مجرد تسلية؟"
اتسعت عيناي و أنا أسمع كلماتها هل أنا مميزة لحد أنه أخبر والدته عني؟
يا إلهي هذا يعني أنها تعنيني بكلامها، أنا، أنا هي من سيتزوجها؟
فجأة أخذتُ أحدق في زوجة أخوه الأوسط المسكينة في رعب هل هكذا سأكون أنا؟ هل سأصبح مثلها إن تزوجت بمصاص دماء؟
أجاب على سؤال والدته:
"نعم هذا صحيح أمي أنا أنوي إنجاب الأطفال من إيرين لكني لم أحدد الوقت المناسب بعد ثم إن إيرين لم تكمل أسبوع هنا لايزال الوقت مبكر"
لم تعجبني طريقة كلامه فهو يتحدث عن نفسه، أنا أنوي، أنا أحدد تبًا له يبدو أن لا رأي لي على الأطلاق.
قالت والدته:
"إن كنت فعلًا تنوي إنجاب الأطفال منها فعليك الزواج بها تعرف من أجل العائلة و الحفاظة على مكانتها عائلتنا عائلة مهمة في هذه المملكة يجب أن تظهر دائمًا في أحسن صورة أمام المجتمع اما فيما يخص إيرين فنعم الاختيار إنها فتاة جميلة بشكل ملفت و ستنجب لك أطفال رائعون إنها مناسبة لكن هل هي مستعدة لهذه المسؤولية؟ و أن تكون فرد من أفراد عائلتنا في المستقبل؟"
لم أفهم ما الذي تعنيه بفرد من عائلتنا في المستقبل؟
أخشى أن تكون تعنى ما فهمته تمامًا.
أعتقد أنها تريد أن أكون منهم واحدة منهم أي مصاصة دماء.
التفتُ لجاريد السافل عله يوضح فقال:
"نعم أمي إن إيرين مناسبة و هي تتعلم و تتلقى دروس يومية، ستكون مناسبة و مستعدة قريبًا!
لكن كما سبق و أخبرتكِ الوقت لايزال مبكرًا
للخوض في هذه الأمور المستقبلية"
أخيرًا فهمتُ ما يريده جاريد و ما يُعد له، إنه لا يريد أطفال فقط كما يقول دائمًا إنه يريد عائلة زوجة و أطفال لهذا هو مهتم بتعليمي أسلوب حياتهم.
"إنه يُعدني حتى أكون واحدة منهم..."
قالت والدته بنبرة ساخرة:
"واضح أن الفتاة المسكينة لا تعرف شيء"
ضحك جايدين بينما لاحظتُ الانزعاج على
ملامح جاريد السافل الذي يريدني زوجة و لم يخبرني بذلك و ها أنا الأن أسمع من والدته، أعتقد أن لا كلمة لي ففي النهاية هو أشتراني بماله و يحق له أن يفعل بي ما يشاء دون سؤالي فلا قوانين تحمي البشر في عالمنا.
قال جايدين:
"كيف هو العمل جاريد؟"
أجابه:
"إصابات كثيرة كل يوم و أوبئة جديدة تستمر في الظهور!"
قال جايدين:
"هل حقًا تعتقد أن البشر سوف ينقرضون؟"
التفتُ لجاريد كنت أريد سماع ما سيقول فقد
كنتُ أعتقد أن مشكلة انقراض البشر قد حُلت:
قال:
"الجنس البشري لا يزال مهدد.....إبقائهم في تجمعان يعرضهم للإصابة بالأمراض المعدية بسهولة يكفي أن يُصاب شخص واحد في إحدى المزارع بمرض و سينقل العدوة للكثيرين، نحن في المستشفى نستقبل حالات كثيرة يوميًا و الحجر الصحي ممتلئ"
قال جايدين بنبرة متململة:
"اوه هؤلاء البشر الملاعين لن تنتهي مشاكلهم أبدًا"
قالت والدتهم بنبرة هادئة:
"نحن في المجلس ندرس فكرة إقامة محميات للبشر ستكون صحية أكثر و في أرض واسعة و سيُعطى لكل عائلة منزل فالمملكة الأن في ازدهار"
وأخيرًا تحدث صاحب الوجه الكئيب قال بصوت غريب:
"لن تنتهون من مشاكل البشر الحل الوحيد هو إبادتهم....اما حاجتنا للدم فنحن في المختبر ندرس طرق جديد سنتمكن من خلالها على إنتاج الدماء و لن نحتاج لإقامة مزارع و محميات من أجل هؤلاء المثيرين للشفقة"
ليته لم يتكلم ليته ظل صامتًا يبدو أنه الأخ الذي سأكرهه أكثر.
رغم أني لم أكن مرتاحة لجايدين منذُ أن وقعت عليه عيناي لكن هذا السافل يبدو أنه الأسوأ.
قال جايدين:
"اوه جيرارد أيها العالِم المجنون حقًا؟
هل تمزح دماء مصنعة؟
لن تكون أبدًا كالدماء الطبيعية"
قال:
"كالعادة أنت أغبى من أن تفهم جايدين نحن
ندرس استنساخ أجساد بشرية تكون في حالة سكون تمدنا بكميات أكبر من الدماء و هكذا لن تصرف المملكة أموالها من أجل الحفاظ على حياة البشر و لن يضطر جاريد لمعالجة أمراضهم المقرفة"
قال جايدين بصوت حاد:
"لم أستحسن فكرتك بعد و لن تستطيع إقناعي أن الدماء التي يتدخل فيها العلماء أفضل من الدماء الطبيعية التي نحصل عليها من أجساد البشر الحية و ليس دماء الجثث المستنسخة التي تتحدث عنها......"
قال جيرارد بنبرة غاضبة مقاطعًا:
"يومًا ما سينقرض البشر حينها ستقدر عملي و
مجهودي"
قال جايدين بسخرية:
"ماذا عنك جاريد هل تؤيد رؤية جيرارد هل ستقبل أن تقتات على جثث مخبرية؟"
قال:
"لا أريد أن ينقرض البشر أنا أؤيد أكثر رأي والدتي نحن نحتاج أن نحافظ على البشر و تقديم حياة أكرم و أكثر صحية لهم كي يستمرون في إمدادانا بالدماء"
قال جيرارد بغضب:
"أنتم تافهون ولا تقدرون العلم و المجهود
الذي ابذله من أجل الحفاظ على خلودنا اما أنت جاريد فمجرد منافق منذُ متى أنت تهتم بالبشر؟
ام أنك تريد فقط إبهار عاهرتك البشرية؟"
قال جاريد و هو يحدق به في غضب:
"انتبه لكلامك جيرارد؟"
تدخلتْ والدتهم كي تهدئ الوضع قائلة:
"أنا أشجعك جيرارد وأصل عملك فنحن لا نعرف كيف سيكون المستقبل فالبشر يمرضون كثيرًا و معدل المواليد الجدد في انخفاض كبير ثم إن هناك المتمردين من البشر الذين نضطر لقتلهم كل يوم أليس كذلك جايدين؟"
قال جايدين:
"لقد ابتكرنا طريقة جديدة لردعهم دون قتلهم حفاظًا على حياتهم فقد وزعنا على رجال الجيش رصاصات مخدرة و هكذا لن نقتلهم بل سنضع كل متمرد في السجن"
قال جيرارد:
"أنت رجل جيش جايدين مهمة القبض على البشر و معاقبة المتمردين منهم....هل مشكلة هروب البشر لاتزال قائمة؟"
قال:
"ليس تمامًا المزارع تتمتع بنظام أمني صارم المشكلة هي مع المتمردين الذين يستمرون في الظهور فبعض البشر طموح للغاية بل و يعتقدوا أن في إمكانهم هزيمتنا لكن هذا لن يحدث أبدًا فرجال جيشنا من أقوى و أقسى الرجال و دائمًا ما يُخمدون أي ثورة في أقل من ساعات"
عاد جيرارد المستفز و قال:
"لهذا تمامًا يجب إبادتهم و إيجاد بديل لهم"
فقال جايدين بنبرة خبيثة:
" و كيف سنعيش دون الاستمتاع بالبشريات اللذيذات؟ لا شيء على الإطلاق أفضل من امتصاص الدم من جسد فتاة جميلة ربما علينا التخلص من الذكور منهم و الإبقاء على حياة الإناث الجميلات"
قال جيرارد بنبرة ساخرة و بفم ممتلئة بالطعام:
"شهواني لعين"
فقال جايدين رافعًا حاجبه:
"جميعنا شهوانين لعناء يا أخي"
فقال جاريد:
"أقترح أن يتم منع مصاصي الدماء من شراء أكثر من بشري او بشرية واحدة فنحن نريد الحفاظ على حياة البشر و الوضع سيئ في المستشفى أعالج و بشكل يومي بشريات يتعرضن للعنف على يد ملاكهم في أغلب الأحيان يصلن للمشفى و هن في الرمق الأخير....ثم يذهب مصاص الدماء و يشتري فتاة أخرى و يتكرر الحدث مجددًا يجب سن قانون أمي قانون يحمي البشريات او قانون يمنع مصاص الدماء من الحصول على أكثر من فتاة واحدة"
ضحك جيرارد:
"أيها السافل منذُ متى أصبحت ذو أخلاق هل سلبت الفتاة عقلك؟"
قال جايدين:
"لا بأس فجاريد لايزال يحتفظ بإنسانيته"
قال جاريد بسرعة:
"غير صحيح نحن نواجه مشكلة و يجب أن نكون متعقلين"
قال جايدين بنبرة مستفزة:
"نعم صحيح........اوه لازلتُ أتذكر كيف أصبحت بعد أن حولتك (التفتْ لي و أخذ ينظر لي بعينيه المخيفتان)
لقد تحول لوحش متعطش للدماء كان مستعد أن يقتات على ذبابة لو أستطاع.
اضطررننا لاحتجازه لأسابيع كالحيوان، اعتقدنا أنه قد فقد عقله لقد اقتات على كل شيء فئران، قطط و كلاب و ربما حتى الحشرات لقد كان في حالة مزرية"
قال جاريد كاظمًا غيظه:
"جايدين أصمت إلى أين تريد الوصول؟"
لكن جايدين تابع قائلًا:
"و بعد أن هدى قليلًا و بدأ يعتاد الوضع لم يكن يفارق بيوت الدم و المتعة الممتلئة بالفتيات البشريات كان يبقى هناك لأيام حتى فقد السيطرة في أحد الأيام و كاد يقتل فتاة.......أنا أريدك أن تتذكر حقيقتك أخي أنت تفوقنا وحشية عندما تعطش، أنت خطيرة كالقنبلة الموقوتة"
قالت الفتاة الصغيرة أخيرًا:
"أبي أرجوك توقف لا تحول هذا العشاء لشجار كالعادة".
جلوسي بين مصاصي دماء و سماعي لأحاديثهم جعلتني أشعر بالاشمئزاز و أكرههم أكثر من أي وقت مضى إنهم فعلًا شياطين بشعة،
هؤلاء القوم يحتقرونا ولا فرق بيننا و بين الحيوانات في قوانينهم.
كانت توجد بغرفة الطعام شرفة كبيرة يا للأسف كم تمنيتُ لو أن الشمس ساطعة الأن كم تمنيت لو كان باستطاعتي إبعاد هذه الستائر عن الشرفة الكبيرة و مشاهدتهم جميعًا يحترقون و يتحولون إلى رماد ليت الشمس ساطعة، كان ليكون مشهد جميل و خلاب.
قد أفعل ذلك يومًا ما....ربما عليَّ التخلص أولاً من هذا الذي أشتراني و فجأة راودتني فكرة و تخيلتني أدخل لغرفته بينما هو نائم و ازيح الستائر عن النافذة و أراقبه يحترق، قبل أن يجعل مني وجبة كزوجة أخيه.
فجأة ألقت والدتهم الشوكة من يدها و أخذت تحدق بي بشكل غريب، لم أعرف ما عساي أفعل هل أبتسم لها ام أسألها إن كانت بخير او تحتاج لشيء لكنها عادت و التقطت الشوكة و أكملت تناول طعامها بهدوء.
إذًا الأخ الأكبر من رجال الجيش و الأوسط عالِم مجنون يريد التخلص من البشر و استنساخ جثث لا روح فيها تنتج لهم الدماء.
اما جاريد فهو طبيب يعالج أمراض البشر التي هم من تسبب بها من الأساس على الأقل هو الأقل شرًا من بينهم حتى الأن.
و على ما يبدو فوالدتهم السيدة آيتلون مهمة و على اتصال بمن يدرون المملكة.
بعد العشاء كانت أحاديثهم مملة فقد كانوا يتحدثون عن مجموعة متمردة من مصاصي الدماء على المملكة و كان جايدين يتحدث بفخر عن مطاردته لهم و قتلهم و كانت آيتلون تبدو فخورة به و هي تتأمله و تستمع له في إنصات.
بينما العالِم المجنون المكتئب كان صامت متجهم الوجه يحتسى النبيذ.
تركتهم و توجهتُ للمطبخ حيث كانت لوكيريا مشغولة مع الفتيات في غسل الأطباق.
انتبهتُ للورين الزوجة المسكينة صاحبة الجسد المتورم و الممتلئ بأثار العضات فاقتربتُ منها ثم سألت مترددة:
"كيف هي الحياة كزوجة لمصاص دماء؟"
قالت بابتسامة باهتة:
"رائعة.....الحياة رائعة"
تأملتُ بأثار الأنياب و العض بجسدها ثم قلت:
"حقاً؟؟ هل تعنين ما تقولينه؟"
نظرتْ حولها في رعب ثم أشارت لي كي أصمت و قالت بهمس:
"اووووش إنهم يسمعون"
اوه يا للمسكينة أعتقد أنها ستصاب بالجنون بل أعتقد أنها قد أُصيبت به فعلاً فهي لا تبدو متزنة فذلك اللعين المختل جيرارد قد سلبها عقلها على ما يبدو.
أردتُ الهرب من المكان تمنيتُ لو أنهم يغادرون
كنتُ أريد البقاء وحدي و أن أنام.
دخلتُ للحمام ثم وقفت أمام المراءة أتأمل بنفسي و أنا أتذكر حديثهم عن الزواج و كيف أني كنت أخر من يعلم.
و فجأة طرق أحدهم على باب الحمام ففتحتُ الباب قبل أن أسأل من فقد توقعتُ أنها لوكيريا لكنها كانت السيدة آيتلون بنفسها.
وقفتُ أمامها باحترام و أردت الخروج لكنها أمسكت بي و دفعت بي لداخل الحمام و هي تشد شعري بشدة ثم قالت و هي تنظر لانعكاسنا في المراءة:
"أعرف ما يدور في رأسكِ أيتها السافلة الصغيرة"
قلت و أنا متألمة و أحاول تخليص نفسي من قبضتها:
"ماذا؟ ما الذي تعنيه أنا لا أفهم اتركيني"
قالت و هي تهمس في أذني و تشد شعري:
"أسمعي جيدًا أيتها الوضيعة لو تسببتِ بالأذى لأبني فسأقطع لحمكِ لمكعبات صغيرة جدًا ثم سأجعلكِ تأكلينها إلى أن تموتِ هل فهمتِ؟
لا تمثلي دور الضحية المسكينة أمامي فأنا أعرف ما يدور برأسكِ و كيف أنكِ استمتعتِ بفكرة قتل إبني و هو نائم في سريره و كم تمنيتِ لو كان باستطاعتكِ مشاهدتنا جميعًا نحترق"
يا إلهي هذه المرأة قد قراءة أفكاري ثم و قبل أن أقول شيء ضربتْ رأسي في المراءة بشدة ثم تركتني أقع على الأرض و قالت:
"في المرة المقبلة كوني حذرة"
ثم خرجتْ تاركتًا إياي على الأرض متألمة أبكي، أمسكتُ بجبيني فإذا بي أنزف أخذتُ بعض المحارم الورقية وضعتها فوق الجرح.
بجهد منعتُ نفسي من البكاء ثم و بعد مرور دقائق قليلة دخل جاريد و قد أندهش من رؤيتي هكذا أقترب مني جلس على ركبتيه ثم سأل بنبرة قلقة:
"من فعل هذا بكِ؟"
قلت بصوت تخنقه العبرة:
"والدتك!"
قال بعبوس:
"ماذا؟ والدتي ولكن لماذا؟"
أراد النهوض لكني أمسكتُ به و قلت:
"لا....لا تثير المتاعب نوعًا ما استحقيت هذا"
قال في تسأل:
"لماذا؟ ماذا فعلتِ؟"
قلت بابتسامة ساخرة:
"لم أفعل شيء لكني فكرتُ في أشياء أغضبتها
لماذا لم تخبرني أنها تستطيع قراءة الأفكار؟"
ابتسم ثم قال:
"اوه صحيح إنها تستطيع قراءة أفكار البشر ماذا كانت تلك الأفكار؟......التي جعلتها تغضب لهذه الحد؟"
قلت:
"عُد لهم سأكون بخير لا عليك"
قال:
"لقد غادروا لهذا أتيت للبحث عنكِ أقتربِ دعيني أرى جرحكِ؟"
أبعد المنديل عن الجرح ثم قال:
"أنظري للمراءة"
نهضتُ ثم نظرتُ لنفسي فلم أجد الجرح نهض عن الأرض احتضني من الخلف ثم قال:
"دمي لايزال في نظامكِ لهذا شفيتِ بسرعة"
ألقيتُ بالمنديل في سلة المهملات ثم قلت بنبرة باردة:
"حسنًا تصبح على خير"
قال:
"لا.....يجب أن نتحدث لقد تحدثت والدتي في أشياء لا تخصها ما كان عليها التحدث عنها"
كنتُ غاضبة منه غاضبة منه جدًا ليس فقط بسبب غدره هذا الصباح بل لأني كنت أشعر بالمهانة فأنا مجرد جارية لا يحق لي إبداء رأيي في أي شيء فقلت:
"لا يوجد ما نتحدث عنه فأنت السيد هنا"
أمسك بيدي ثم أخذني لغرفته أغلق الباب ثم التفتْ لي و قال:
"لقد رأيتني اليوم في أسوأ حالاتي إيرين لم أكن أريد إيذائكِ لكن على الأغلب كنت سأفعل لو لا تصرفكِ الحكيم"
قلت:
"لكنك أخذتْ ما أردته في النهاية، سيطرتْ عليَّ بواسطة سحرك ثم تركتني و خرجتْ كما لو أنك تريدني أن أشعر بانتصارك مبروك لقد انتصرت لكني لن أثق بك بعد الأن أبدًا"
قال:
"لم أكن أريد أن ينتهي الأمر بهذا الشكل لقد كنتُ أتحرق شوقًا لتذوقكِ لم أستطيع المقاومة.
آسف لخيانتي ثقتكِ كان من الممكن أن يحدث شيء جميل بيننا لكن نهمي و تعطشي للدماء أفسد كل شيء"
قلت بعبوس:
"لا لم يكن ليحدث شيء جميل بيننا، لقد كنت مغيبة كنت تحت سحرك أيها الوغد"
فقال:
"أريدكِ أن تسامحيني إيرين و أن تعيدي ثقتكِ بي و في المقابل سوف أحقق لكِ أي رغبة تريدين فل تطلبِ أي شيء؟"

أنا لا أصدق أنه يعتذر السيد يعتذر من جاريته.
أعتقد أن أي جارية في موقف كهذا ستطلب حريتها و هذا ما كنت سأطلبه لكني ترددتُ فماذا سأفعل بحريتي في عالم كهذا؟ على الأقل أنا في بيته و تحت حمايته ثم عرفتُ ما هو الشيء الذي أريده أكثر من أي شيء و أكثر من حريتي قلت بسرعة و دون تردد:
"أريد رؤية أخي سامي"
تنهد في أريحية ثم قال:
"حسنًا سيكون ذلك صعب لكني مستعد لفعل أي شيء كي تعيدي ثقتكِ بي".

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن