( متعطش للدماء )عدتُ لغرفتي و أنا في حيرة من أمري تساؤلات كثيرة تملأ رأسي الذي كان على وشك الانفجار من التعب و من الصداع.
وضعتُ الكتاب فوق المنضدة ثم وضعتُ رأسي المثقل فوق المخدة و أغمضتُ عيناي لأدخل في نوم عميق استمر حتى الصباح.
فتحتُ عيناي و جلستُ مسرعة أنظر حولي لا أعرف كم الساعة او كم لبثتُ نائمة.
كانت الغرفة مظلمة....الستائر تغطى النوافذ و تحجب الضوء.
نهضتُ عن السرير و أزحت الستائر عن النافذة و يا للروعة المنظر كان جميل و هادئ إنه العالم، العالم الذي سُلب منا،
استنشقتُ الهواء عميقًا ثم زفرته.
لا أعرف هل سيُسمح لي بالخروج ام أني سأكون سجينة في هذا المكان كذلك؟
تذكرتُ لوكيريا و الفتيات قالت أنها ستكون هنا مبكرًا ربما هي هنا.
خرجتُ من غرفتي أبحث عنها و كنت لا أزال أرتدي قميص النوم القصير المخجل.
كان المنزل موحش و رغم أننا في وضح النهار إلا أنه بدأ مظلمًا بسبب تلك الستائر الثقيلة التي تحجب الضوء اه نعم فالشمس تحرق مصاصي الدماء، جيد فقد أستخدم الشمس كسلاح يومًا ما.
دخلتُ للمطبخ ففوجئتُ بوجوده بل شعرتُ بالتقزز مما رأيتُ،
كان يقف في المطبخ ممسكًا بقنينة زجاجية أنيقة بداخلها سائل أحمر.....نعم إنها دماء.
كان يُمسك بكأس زجاجي صغير و يُفرغ ما بداخله داخل جوفه،
وضع الكأس و القنينة من يده ما إن دخلتُ ثم انتبهتُ أنه كان يحاول إخفاء وجهه عني.
تشجعتُ و دخلت للمطبخ فلاحظت اختلاف في ملامح وجهه كانت العروق تحت عينيه بارزة بشكل مخيف و واضحة و عيناه قد تحولتا للون الأحمر،
ابتعدتُ بخطواتي للوراء ثم ارتعشتُ حين تحدث قائلًا:
"ألا تلقون بالتحية على بعضكم في المزرعة؟
( أضاف بسخرية )
مرحبًا صباح الخير.......الخ؟"
قلت بسرعة:
"بالطبع نلقي التحية على بعضنا فنحن لسنا حيوانات كما تعتقدون او كما تحاولون جعلنا نكون!"
نظر لي و كانت ملامح وجهه قد عادت كما كانت ثم قال:
"يبدو أنكِ فتاة ذكية و متمردة يا إيرين"
تعجبتُ من رده هذا الذي غير محور الحديث يبدو أنه لا يريد أن يسمع عن الجرائم التي تحدث في المزرعة الجرائم التي يرتكبها قومه.
قررتُ تغير النقاش كذلك و جعله يتمحور حوله فقلت:
"لماذا أنت تبدو مختلف فأنت لم تكن هكذا قبل عشر أعوام حين عالجتني كنت تبدو بشري أكثر من مصاص دماء؟"
قال بعد أن عاد و التقط زجاجة الدم تلك:
"إنها قصة طويلة إيرين يبدو أنكِ لا تعرفين الكثير عن عالم مصاصي الدماء فحين تنتهي عملية التحول يكون مصاص الدماء يحتفظ بالكثير من صفاته البشرية و مع مرور الوقت يبدأ شيء فشيء في فقدان صفاته البشرية فيزداد قوة و تزداد قدراته الخارقة"
نظرتُ لوجهه و قلت:
"اذاً أنت كنت بشري؟"
قال و كأنه قد انزعج من سؤالي الغبي:
"بالطبع كنت بشري فلا يمكن ان أولد مصاص دماء"
نظرتُ للأرض في خجل ثم تذكرتُ طلبه ما قاله عن اختياره لي كي أحمل أطفاله أردتُ سؤاله عن هذا الأمر لكني كنت محرجة فقد كنت أخشى أن يتذكر لكنه قالها بالتوى لا يمكن أن أولد مصاص دماء.
اخترتُ توجيه سؤال أخر له، سؤال مختلف عنه هو فأنا أريد أن أعرف هذا المخلوق أكثر:
"كيف كنت؟، أعني حين كنت بشري و هل تفتقد الإنسانية؟"
قال بسرعة:
"لا!
لا أفتقد حياتي البشرية لقد تخطيت تلك المرحلة تمامًا فكما أخبرتكِ مصاص الدماء يستمر في التطور حتى يفقد إنسانيته بالكامل"
هذا يبدو بشع لكني حاولتُ إخفاء اشمئزازي وقلت:
"ما هي الصفات البشرية التي يفقدها مصاص الدماء فمظهركم الخارجي لايزال بشري؟"
أقترب مني بعد أن وضع الزجاجة فوق الطاولة أمسك بكتفي ثم قال بصوت خفيض و هو يحدق بي:
"ببساطة تصبحين بلا أحاسيس بلا مشاعر لا تكترثين لشيء حين تفقدين كامل إنسانيتكِ لا ألم لا معاناة لا شعور بالذنب كل الماضي يُصبح كالحلم"
كان يُمسك بكتفي و ينظر لي فرفعتُ بصري و نظرتُ لوجهه وقلت بهمس:
"لكن هذا بشع......أُفضل الموت على فقدان مشاعري و أحاسيسي ما الذي كسبته في المقابل؟"
قال بشيء من الفخر و الغرور:
"الحياة الأبدية القوة الخارقة و المتعة فرغم أنك تفقد مشاعرك إلا أن إحساسك بحواسك يتضاعف تسمع أفضل و ترى أفضل و تركض أسرع بالإضافة للمتع الحسية الأخرى"
قال جملته الأخيرة و هو يعض على شفته السفلية، فنظرتُ للأرض في خجل فانتبهتُ لما كنت أرتديه، يا للعار فقلت بسرعة و بنبرة حادة:
"ما الفائدة من كل هذا إن كنت قد تحولت لوحش متعطش للدماء ولا تقل الخلود فلست بخالد الشمس تقتلك عدم شرب الدماء يضعفك توجد سبل كثيرة و عديدة لقتلكم فلا تقل أنك خالد ستفقد إنسانيتك مع مرور الزمن حتى تجد نفسك قد تحولت لمسخ وحيد و ستتمنى الموت ستموت في النهاية و لو بعد مليون عام"
ضم شفتيه، سكت قليلًا فشعرتُ أني قد انتصرتُ في أول جدال بيننا لكنه تكلم و قال ما كنت أخشى سماعه:
"لن أكون وحيد لأنكِ سوف تنجبين لي الكثير من الأبناء"
نظرتُ للأرض من جديد و أنا في حيرة من أمري ربما هو ليس عقيم مثل بقيت مصاصي الدماء او أن معلوماتي خاطئة بشأنهم.
قال:
"لماذا سكتِ أليس لديكِ ما تقولين؟"
حاولتُ إخفاء خجلي و أنا أقول هامسة:
"لكن كيف......"
قبل أن أكمل سؤالي انتبهتُ لابتسامة ماكرة ترتسم فوق شفتيه ثم دخلت لوكيريا برفقة تلك الفتاة الصهباء ليتا، قاطعة حديثنا الشيق قائلة:
"صباح الخير"
كانت تنظر لنا بفضول بينما ليتا توجهتْ مباشرةً له و أمسكتْ بقنينة الدم و قالت بأسلوب وقح و رخيص:
"اوه جاريد أنت تتغذاء من القنينة ماذا ألم تعرف أني سأحضر و سأكون تحت تصرفك؟"
ثم أنهت حديثها بضحكة سافلة كاشفتًا عن عنقها ثم أمسكتْ بيده و قالت بصوت و أسلوب لا تجيده سوى الساقطات "تعال سأعتني بك"
لا أعرف لماذا و لكني شعرتُ بالغضب و بالإهانة ثم شعرتُ بالحنق و أنا أراه يغادر المطبخ برفقتها حاولتُ إظهار عدم الاكتراث و أن أبدو طبيعية و غير مبالية خصوصًا أنه كان ينظر لي و هو يغادر برفقتها.
اقتربتْ مني لوكيريا بسرعة وقالت بصوت قلق و هي تُمسك بذراعي:
"هل أنتِ بخير عزيزتي؟"
قلت بصعوبة و بصوت تخنقه العبرة:
"نعم أنا بخير لوكيريا"
انتبهتُ لها تتفحص عنقي و هي تقول:
"أرى أنكِ قد تعرفتِ على السيد كيف كان تعارفكم؟"
قلت:
"لو تعرفين ليلة البارحة لم تكن المرة الأولى التي التقيه لقد التقيتُ به قبل عشر أعوام"
قالت:
"كيف حدث هذا؟"
لم أكن على استعداد لسرد القصة فقد كنت أفكر في ليتا التي غادرت برفقته و لا أستطيع التفكير في شيء سوى ما الذي يحدث بينهما الأن.
أعادتْ لوكيريا سؤالها:
"كيف ألتقيتِ به قبل عشر أعوام؟"
قلت:
"إنها قصة طويلة سأخبرك بها لاحقًا في الحقيقة لدي أسئلة كثيرة أريد إجابة لها"
اوه لقد عادت ليتا عادت بعد مرور دقائق معدودة
تكاد تكون ثواني، عادت متبسمة كساقطة لكن شيء ما في ابتسامتها كان مزيف.
أنت تقرأ
مزرعة البشر
Vampiros" جميعهم شياطين بشعة " " احداث القصة تدور في عالم خيالي " "جميع الحقوق محفوظة"