غضب الإخوة 29

19.5K 1.5K 144
                                    


( غضب الإخوة )


دخل إلى الغرفة، وكانت ملامحه مخيفة. تسمرتُ في مكاني لا أعرف ما الأمر.

قال وهو ينظر إلي ويتفحصني بعينيه بطريقة غريبة:

"رائحة الدماء تملأ المكان... ماذا تفعلين هنا؟"

في البداية، لم أفهم ما كان يعنيه، لكني فهمت بسرعة أنه يقصد دورتي الشهرية. ربما رائحة الدماء أثارت نهمه. يا للقرف! هل يمكن هذا؟ فقلت بخجل:

"ماذا تعني... ماذا أفعل هنا؟"

أعرض عني، ثم قال بانفعال لا مبرر له:

"اخرجي من هنا، لا أريد رؤيتكِ حتى تنتهي. لا أريدكِ بقربي، فلتبقي بعيدة عني."

لم أعرف ما عساي أقول أو أفعل، لكنه كان غريبًا، وكنت أسمع صوت أنفاسه، فخرجتُ من الغرفة مسرعة.

توجهتُ إلى غرفة لوكيريا، لا بد أنها نائمة الآن، لكن كيف ستنام بعد الذي حدث الليلة؟ أعتقد أنها مستيقظة وقلقة. طرقتُ على الباب، ففتحتْ لوكيريا الباب وملامح وجهها يكسوها الخوف، سألتْ بنبرة قلقة:

"ما الأمر؟"

دخلتُ، ثم أغلقت الباب وقلت بصوت تخنقه العبرة:

"لقد طردني..."

تنهدت لوكيريا، ثم سألت:

"لماذا؟"

فقلت:

"لا أعرف، لكني أعتقد أن السبب هو دورتي الشهرية، فقد قال:

"رائحة الدماء تملأ المكان... فلتبقي بعيدة عني حتى تنتهي."

تنهدت لوكيريا في أريحية، ثم قالت:

"لا بأس، إنهم لا يستطيعون تحمل الرائحة، بل ويجدونها مغرية. كان عليَّ تحذيركِ وإخباركِ بهذا، لكني نسيت... آسفة."

شعرتُ بالاشمئزاز والقرف، و أنا أقول:

"ماذا؟ مغرية؟! لكن هذا مقرف."

قالت لوكيريا:

"إنها طبيعتهم؛ يشتهون الدماء، ورائحتكِ الآن قد تفقده السيطرة. قد يفتك بكِ، لهذا يجب أن تظلي بعيدة عنه قدر الإمكان."

قلت بانزعاج:

"كان يستطيع أن يطلب مني الخروج بطريقة أفضل. كنت سأتفهم، يا لهم من وحوش."

استلقيتُ بجانب لوكيريا حيث سأنام الليلة وربما لخمس ليالٍ قادمة. بالطبع لم نتحدث عن والدته، رغم أنها كانت كل ما نفكر فيه. يبدو أنه لم يعرف بموتها بعد.

استيقظتُ قبل غروب الشمس كعادتي على صوت جلبة في الأسفل. لم تكن لوكيريا بجانبي. نهضتُ عن السرير واقتربت من الباب. سمعت صوت جاريد ولورين يتحدثان، لم أسمع جيدًا ما كانا يقولانه، لكن من الواضح من صوته أنه كان غاضبًا جدًا.

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن