( العناق )ابتسم ثم قال و هو يقترب مني:
"لا أنتِ لستِ بأمان فكل خلية في جسدي ترغب بكِ الأن"
كنتُ أنظر له فاغرة متجمدة في مكاني كالمومياء شعرتُ كأني لا أقوى على الحراك أنظر له، أنظر له يقترب مني حتى أمسك بذراعاي و قال بهدوء:
"إني اتحرق شوقًا لتذوقكِ لكن لا تخافي لن اؤذيكِ فأنا طبيب و قد اعتدت السيطرة على نهمي"
رفعتُ نظري له ثم قلت مرتعشة:
"ماذا تريد مني ؟"
تنهد ثم قال:
"لقد أخبرتكِ سوف تحملين بأطفالي"
قلت مترددة:
"أنا لا أفهمك لماذا أنا؟
لماذا اشتريتني ثم لماذا أحضرتني إلى هنا الأن؟"
أدار لي ظهره العاري ثم قال بنبرة حادة:
"لقد كنت متحول جديد وكنت لا أزال أحتفظ بكامل مشاعري البشرية و حين رأيتكِ تبكين طفلة صغيرة خائفة شعرتُ بالشفقة ثم عرفتُ أنهم كانوا يريدون بيعكِ بعد العلاج لسيدة أرادتْ شرائكِ، بسبب ندرة دمكِ،
ثم سمعتكِ تبكين و تُثيرين الجلبة تطلبين العودة لوالدتكِ، بعد أن دخلتُ لغرفتكِ و حاولتُ تهدئتكِ قررتُ أني سأشتريكِ فقط كي تعودين لوالدتكِ لم أكن أفكر في أي شيء أخر سوى عودتكِ لوالدتكِ، لكن بعد أن كبرتِ....اصبحتِ فتاة شابة جميلة انهالت عليَّ العروض كثيرون أرادوا شرائكِ.
كنت اتجاهلهم حتى سمعت خبر وفاة والدتكِ ثم رأيتكِ ولم أصدق عيناي، فهمتُ لماذا كانوا يريدون شرائكِ قررتُ أنكِ من ستحمل بأطفالي أنتِ مناسبة كما أنكِ ملكي"
التزمتُ الصمت و أنا في حيرة من أمري هل عليَّ شكره؟
فقد بقيتُ مع والدتي بفضله لكني لم أفعل لم أشكره ولم أُظهر أي امتنان بل قلت في تهكم:
"و الأن تريد أن أرد لك الجميل؟"
قال في برود و دون أن يلتفت لي:
"متى ستكونين مستعدة؟"
تفاجأتُ من سؤاله و من هذه النبرة الباردة.
التزمتُ الصمت للحظات ثم قلت بصوت حزين و منكسر:
"على ما يبدو ليس لدي خيار فختار الوقت الذي يناسبك"
هز رأسه ثم قال:
"جيد سيحدث ذلك قريبًا و سيكون هذا في مصلحتكِ فلن اتجرأ على لمسكِ او أذيتكِ و أنا أعرف أنكِ تحملين طفلي"
قلت:
"ظننتُ أنك قلت قبل قليل أن بوسعك السيطرة على نهمك؟"
التفتْ لي ثم قال و هو يومي برأسه:
"نعم لقد قلت لكني لا أعدكِ بشيء"
سكتُ للحظات ثم بعد تردد قلت:
"كيف ستكون طبيعة علاقتنا أعني بعد أن أُنجب لك الأطفال و كم طفل تريد؟"
قال:
"لم أقرر بعد ماذا سأفعل بكِ بعد أن ينتهي دوركِ!"
شعرتُ بالغضب إنه يُحدثني تمامًا كما يُحدث أي سيد جاريته شعرتُ بمكانتي الحقيقة هنا.
شعرتُ بالمهانة شعرتُ بغصة تقف في حنجرتي و تخنقني أردت البكاء لكني تذكرت قسمي سأكون قوية و لن أبكي أبدًا.
فقلتُ في انكسار لم أستطع إخفاءه و بصوت تخنقه العبرة:
"هذا ليس بعدل"
اكتفيتُ بهذه الكلمات ثم استدرت كي أخرج من غرفته لكني شعرتُ بيده تُمسك بذراعي التفتُ له فضمني إليه بشدة.
أردتُ إبعاده لكني توقفتُ ثم شعرتُ برغبة في البكاء لا أتذكر المرة الأخيرة التي حصلت فيها على عناق ربما كان من سامي بعد وفاة والدتي.
لماذا يعانقني؟
لم يحدث قط و أن كنت بهذا القرب من رجل أبدًا.
رائحته كانت جميلة فقد كانت تنبعث منه رائحة الصابون او غسول الشعر.
أغمضتُ عيناي فشعرتُ بدقات قلبه الضعيفة، استمر هذا العناق لثواني لكنه بدأ كدقائق.
كان يُعانقني بقوة و يستنشق رائحة شعري ثم توقف و طبع قُبلة رقيقة فوق صدغي ثم قال:
"لن أكون غير عادل معكِ إيرين فستكونين ام
أولادي لكن لنتحدث في هذه الأمور لاحقًا.
غدًا مساء ستأتي عائلتي لتناول طعام العشاء أريدكِ أن تكوني مستعدة"
ضممتُ ذراعاي إلي وقلت في توتر:
"عائلتك.....هل لديك عائلة؟"
قال بأسلوب ساخر:
"بالطبع لدي عائلة فلم أسقط من السماء"
لم أكن أريد أن ابتسم لكني ابتسمتُ ثم قلت محرجة:
"أعني لم أكن أعرف أن لديك عائلة هل هم من مصاصي الدماء؟"
قال:
"نعم إيرين إنهم مصاصي دماء"
لا أعرف لماذا ولكني قد بدأت أُغرم باسمي حين ينطق به، إنه ينطق باسمي كثيرًا بينما أنا لا أستطيع بعد النطق باسمه.
تابع حديثه قائلاً:
"سوف أخبر لوكيريا ستأتي غدًا و تُعد كل شيء"
أومأتُ برأسي موافقة دون أن أنطق بشيء ثم انتبهتُ له يعود و يلتقط زي الطبيب الأبيض فقلت:
"أنت لازلت طبيب من تعالج؟.....فحسب ما أعرف مصاصي الدماء لا يمرضون و جروحهم تُشفى من تلقاء نفسها؟"
قال و هو يرتدي قميصه:
"ليس جميع مصاصي الدماء هكذا لكني أعالج البشر معظم مرضاي من البشر!"
قلت:
"ألم يحدث قط و أن فقدت السيطرة ؟"
قال:
"بلى لقد حدث و لهذا السبب نرتدي الأقنعة كي تمنعنا من التهامكم و لكن لم يحدث و أن هاجمت مريض!"
قلت مترددة و أنا أدير ظهري له فقد كان يرتدي ثيابه:
"ستذهب الأن؟"
قال:
"نعم......لكني لن أتأخر كثيرًا أتمنى أن تكوني مستيقظة عند عودتي؟"
التفتُ له بعد أن انتهى بدأ وسيم بزي الطبيب
هذا يُعيد الذكريات لكنه مختلف الأن يبدو أكثر سوداوية.
قلت:
"لا....لا أعتقد أني سأكون مستيقظة!"
قال بهدوء:
"حسنًا إذًا اراكِ لاحقًا"
خرج و تركني في الغرفة غرفته توجهتُ
للشرفة، راقبته يصعد لسيارته ثم يفتح البوابة الكبيرة بواسطة جهاز تحكم و يغادر.
فجأة انتابني ذعر لا منطقي.
أنا وحدي أنا في هذا المكان الموحش وحدي تمامًا مكان كهذا ألاء ينبغي أن يكون ممتلئ بالخدم والحرس؟
لا أفهم هؤلاء القوم.
اتجهتُ للسرير، استلقيتُ حيث ينام مصاص الدماء
ثم تذكرتُ قدراتهم و أنه قد يعرف أني كنت هنا لكني لم أكترث أعتقد أني لم أعد خائفة منه هل هو ذاك العناق الدافئ؟
ام أني قد وقعتُ تحت سحر مصاص الدماء؟
ذلك السحر الذي يتحدثون عنه؟
انتبهتُ لجهاز التحكم و التلفاز الذي أمامي أعرف استخدامه فقد علمتني لوكيريا.
ضغطتُ على الزر الأحمر ثم هرعتُ من صوت التلفاز الذي ملأ الغرفة فجأة،
أخفضتُ الصوت مسرعة ولا أعرف لماذا و لكني نظرتُ حولي في فزع.
كانت نشرة الأخبار على ما أعتقد و كانوا يتحدثون عن بناء مدينة ألعاب جديد سيتم افتتاحها بحضور ملكهم "ألين زيكان" هذا اسم ملكهم إذاً،
لهؤلاء القوم ملك لم أكن أعرف هذا في الحقيقة أنا لا أعرف شيء عن عالمهم هل سأظل حبيسة في هذا المكان للأبد؟
في التلفاز يبدون مثلنا تمامًا و يتحدثون مثلنا لا يبدون أشرار ولا وحوش.
هؤلاء هم سبب معاناتنا و هذا هو عالمهم......................ماذا يا إلهي لقد نمت و أنا
أشاهد التلفاز نظرتُ للساعة على الجدار لا
أصدق لقد مرت ساعتين يبدو أنه لم يعد بعد جيد فلا أريد أبداً أن يعود و يجدني أنام في سريره.
أطفأتُ التلفاز و أعدت جهاز التحكم إلى مكانه
و أعدتُ ترتيب السرير لمحو أثار الجريمة ثم و قبل أن أخرج ألقيتُ نظرة فضولية حولي، انتابني الفضول أريد أن أتعرف على هذا المخلوق أكثر ففتحتُ الخزانة و ألقيتُ نظرة على ثيابه ذات الألوان الداكنة.
ثم انتبهتُ لصورة كانت على الجدار لم أعرف كيف لم أنتبه لها حتى الأن كانت صورة كبيرة لأفراد عائلته و كان هو في المنتصف يبدو بشري و يبدو أنه الأصغر من بين إخوته الثلاث،
جميعهم كانوا يرتدون الوان كئيبة كانت تتوسطهم امرأة ذات ملامح حادة يبدو أنها والدتهم لكن لا وجود لوالدهم في الصورة اه هذا غريب ربما هو متوفي او مبتعد.
أخافتني فكرة أني سألتقى بهؤلاء المخلوقات غداً عليَّ الخروج من هنا قبل أن يعود لكن قبل خروجي انتبهتُ لبراد صغير و بسبب فضولي اللعين فتحتُ الباب و ألقيتُ نظرة على محتويات هذا البراد، المحتويات التي أثارت اشمئزازي، قوارير زجاجية أنيقة مليئة بسائل أحمر.
التمعت دمعة في عيني وأنا أنظر لها، إنها الدماء البشرية دماء سكان المزرعة المساكين قد يكون دم سامي في أحد هذه القوارير.
أغلقتُ البراد و غادرت الغرفة على الفور.
دخلتُ لغرفتي و ألقيت بجسدي فوق سريري عليَّ أعود للنوم.
لكني لم أتمكن من النوم كنت أُفكر به، أتخيل عينيه الساحرتان، نظراته الحادة و تلك الابتسامة الماكرة.....هل وقعت تحت سحر مصاص الدماء؟
هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أني منجذبة لرجل.
لكنه ليس رجلًا عاديًا أبدًا.
إني منجذبة له انجذاب الأنثى للذكر ولا أستطيع إيقاف هذه المشاعر الجديدة و هذا الانجذاب اللعين.
لأول مرة تنتابني هذه الأفكار هذه الأفكار الغير لائقة و هذا الشعور.
تنهدتُ في محاولة أخيرة مني لطرده من رأسي يجب أن أتذكر حقيقة أنه مصاص دماء.
"لكنه مختلف"
ها قد عدت مجددًا التمس له الأعذار و أحاول إقناع نفسي بأنه مختلف و أنه لطيف و طيب معي.
هل أنا أقع في حبه؟
لا لا لا إنه مجرد افتتان
ماذا دهاكِ إيرين عودي لرشدكِ لقد وقعتِ تحت تأثير مصاص الدماء لا أكثر.
أغمضتُ عيناي مستسلمة للنوم لكنه أيضًا طاردني في أحلامي يبدو أنه لا خلاص منه.
استيقظتُ في الصباح الباكر نهضتُ عن السرير توجهتُ للحمام غسلتُ وجهي ثم أسناني.
ثم أخذتُ أتأمل في نفسي في المراءة و أتذكر الأحلام و الأفكار المخجلة التي راودتني ليلة البارحة.
أخذتُ أتأمل في نفسي بالمراءة لم يسبق أن انتبهتُ أني بهذا الجمال.....تذكرتُ نصيحة لوكيريا كوني ذكية....نحن نساء ضعيفات لا نملك سوى أنوثتنا.
ثم تذكرتُ العشاء و العائلة السوداوية التي سوف ألتقي بها الليلة.
لا أعرف ماذا سأرتدي او كيف سأتصرف او كيف ستنتهي هذي الليلة.
على الأغلب لوكيريا سوف تأتي بعد قليل و سوف تساعدني لكن أتمنى أن لا تُحضر معها تلك الوقحة ليتا،
ارتعشتُ و ارتعبتُ ما إن خرجتُ من الحمام فقد كان يقف في غرفتي ولم يكن يبدو طبيعيًا أبداً كان يبدو غاضبًا بل كان يبدو كشيطان.
اتجه نحوي على الفور فانتبهتُ لعينيه و قد اكتست بلون الدم،
تراجعتُ للخلف حتى التصقتُ بالجدار قال بصوت غاضب:
"ماذا فعلتِ؟"
صرختُ على الفور قائلة:
"لم أفعل شيء"
لكنه على الفور أمسك بشعري و نظر لي بعينيه
المخيفتان و قال بصوت متقطع مخيف:
"هل تريدين تجربتي؟ لقد نجحتِ في إثارة نهمي"
تحجرتُ في مكاني لا أعرف ما الذي يعنيه بقوله هذا.
استسلمتُ له....كنت أعرف أن هذا اليوم سوف يأتي لا محالة...اليوم الذي يقتات عليَّ مصاص دماء.
سحب الفستان عن كتفي بعنف فنكشف عنقي
فرأيتُ أنيابه الحادة تطول بشكل مخيف
اغمضتُ عيناي و استسلمتُ له تمامًا.
أنت تقرأ
مزرعة البشر
Vampire" جميعهم شياطين بشعة " " احداث القصة تدور في عالم خيالي " "جميع الحقوق محفوظة"