( مخلوقات ليلية )أحضرتْ لي لوكيريا بعض الثياب أخيرًا سأتخلص من هذا القميص الفاضح، ارتديتُ فستان باللون الأسود كان ناعم و حريري بأكمام طويلة كان أنيق وقد أحببته ثم تركتُ شعري الطويل المموج منسدل بحرية، لم أضع أي من مساحيق التجميل التي علمتني لوكيريا طريقة استخدامها سوى أحمر الشفاه،
ثم عدتُ للمطبخ كانت لوكيريا تُعد طعام الإفطار و لقد كنت أتضور جوعًا.
جلستُ إلى الطاولة فانضمتْ لي ليتا لم أنظر لها أعتقد أني أكرهها ولا أعرف لماذا و كيف تنامى هذا الشعور بهذه السرعة فأنت حين تكره شخص تحتاج للأسباب بل تحتاج لأسباب قوية.
جلستْ مقابل لي ثم قالت:
"تبدين كالعجوز في هذا الثوب لن تُثيري إعجاب السيد!"
رفعتُ نظري نحوها ثم قلت:
"سحقًا لسيدكِ....فأخر ما أفكر فيه هو إثارة إعجابه"
قالت بعدم اكتراث و هي مشغولة بتناول إفطارها:
"هذا مؤسف فالسيد برينت كريم و رائع على الأقل هو ليس بشع بل وسيم اوووه و رائع في السرير، اوه أسفة نسيت أنكِ فتاة عذراء و خجولة لكن عليكِ أن تكوني مستعدة أستطيع مساعدتكِ و تقديم النصح لكِ إن أردتِ فأنا أعرف ما يُحب و يفضل السيد برينت في المرأة"
قلت أنا بسرعة و بأسلوب لا يخلو من التهكم:
"و منذُ متى بدأتِ تحبينه؟"
سكتت ليتا و أخذت تنظر لي للحظات ثم نهضتْ عن الكرسي و قالت بهمس:
"لا يهم فقد اختاركِ أنتِ"
إن هذه الفتاة تحبه و تريد أن أعرف ذلك في المرة المُقبلة سأخبرها أن لا تقلق فلا أنوي على الاطلاق عشق مصاص دماء لن أقع في حب أحد أعدائنا حتى و لو كان هو.
جلستْ لوكيريا ثم قالت:
"تناولي إفطاركِ تغذي جيدًا"
انتبهتُ أنها قد وضعت أمامي عصير البنجر إنه العصير الذي يشربه سكان المزرعة لزيادة الدم و التخلص من فقر الدم، لماذا أحضرته لي هل سيبدأ بالتغذي عليَّ؟
نظرتُ لها وقلت بعبوس:
"لماذا عصير البنجر فأنا لا أحبه؟"
قالت بابتسامة:
"عزيزتي أنتِ تُقيمين في منزل مصاص دماء مع مصاص دماء يجب أن تحبيه"
دفعتْ لي بالكأس بعد أن أجابتني بهذه الإجابة المخيفة المقلقة. هل سيفعلها؟
إن لوكيريا تعرفه و تعرف مصاصي الدماء أكثر مني بكثير هل سأصبح طعامًا له و بطن لحمل أطفاله؟
يا إلهي إن أسوء مخاوفي تتحقق.
قالت لوكيريا مقاطعة تفكيري:
"أنتِ تبدين مهمومة جدًا صغيرتي لا تدعي
ملامح الحزن تكسو وجهكِ الجميل الصغير،
أعرف السيد برينت منذُ وقت طويل إنه ليس
بالسوء الذي تتصورينه إنه لايزال يحتفظ
بالقليل من إنسانيته إنه أفضل بكثير من
مصاصي الدماء القذرين الذين نتعامل معهم كل ليلة"
نظرتُ لها ثم قلت في خجل شديد:
"إنه يريدني أن أحمل بأطفاله"
ابتسمتْ لوكيريا ثم قالت في سرور:
"جيد هذا يعني أنه لن يؤذيكِ و لن يسمح
لأحد بأذيتكِ إن هذا في صالحكِ عزيزتي، أقبلي بالأمر كي لا تجدي نفسكِ يومًا في بيت للدم و المتعة يقتات عليكِ الحثالة من مصاصي الدماء و يُفرغون شهواتهم الحيوانية وقد ينتهي بكِ المطاف مقتولة على يد أحدهم"
قلت في خجل:
"و لكن كيف......أنا لا أفهم فقد سمعت أن مصاصي الدماء لا يستطيعون الإنجاب و التكاثر؟"
قالت لوكيريا:
"نعم هذا صحيح و لكن حفاظًا على سلالتهم
من الانقراض يقومون بحفظ و تجميد
حيواناتهم المنوية قبل التحول لمصاصي دماء
و هكذا حتى يجد البشرية المناسبة لتحمل بهم من المؤكد أنكِ مميزة و لهذا اختاركِ السيد لتكوني أم لأطفاله"
قلت بانفعال:
"لن أكون أم لأطفاله لن أرضخ و أخضع لهم مثلكِ و مثل ليتا هؤلاء القوم أعدائنا"
أمسكتْ لوكيريا بيدي بحنان ثم قالت:
"نحن نساء ضعيفات سلاحنا الوحيد هو أنوثتنا فاستخدميها و استخدمي عقلكِ جميعنا كنا هكذا مثلكِ تمامًا غاضبات حانقات لكن في النهاية استسلمنا و رضخنا للأمر الواقع عزيزتي لن يأتي أحد من أجلكِ أنتِ وحدكِ و عليكِ التصرف بذكاء و حكمة و استغلال تفضيل السيد لكِ إن كنتِ تريدين البقاء على قيد الحياة"
من المؤسف أنها قد تكون محقة فلا سبيل للهرب أنا ضعيفة و أشعر بالضعف و التهديد و الضياع أكثر من أي وقت مضى.
ربما لوكيريا محقة عليَّ استخدام عقلي و الاستفادة من هذا الوضع من أجل النجاة.
ثم إنه ليس بذاك السوء على الأقل حتى الأن لكن فكرة أن أحمل أطفاله و أن اجلب لهذا العالم المزيد منهم هي ما كانت تقلقني لازلتُ صغيرة لم أبلغ التاسعة عشر بعد لست مستعدة للإنجاب و الاعتناء بالأطفال".
قضيتُ بقيت يومي أستمع للوكيريا و تعاليمها كانت تحاول جعلي أُصبح فتاة راقية ولا أفهم لماذا....علمتني الأكل باستخدام الشوكة و السكين و التصرف بتهذيب و رقة كنت أجاريها و أنفذ كل ما تقول لكن كل ما كنت أريده هو أن ينتهي وقت الدروس و ترحل،
بينما ليتا ظلت متجهمة حانقة و صامتة
أعتقد أنها تكرهني لأنه اختارني حسب قولها
هي لا تعرف أني أتمنى لو أنه اختارها هي
و تركني في المزرعة اعتني بسامي و أموت ببطء هناك.
في المساء غادرت لوكيريا و ليتا و بقيتُ وحدي من جديد في هذا المنزل الكبير الموحش.
أعرف أنه لايزال هنا فلم يخرج منذُ أن دخل لغرفته في الصباح فهم لا يخرجون في النهار خشية الشمس و حياتهم كلها تبدأ في الليل إنهم مخلوقات ليلية.
اتجهتُ لغرفتي و كنت أنوي قراءة ذاك الكتاب
لكن قبل أن أدخل لغرفتي سمعتُ صوت يخرج من غرفته.
كان صوت موسيقى جميلة و عذبة وقفتُ للحظات أستمع لها ثم تذكرتُ قدراته و أنه قد يشعر بي لكن قبل أن أهرب لغرفتي تفاجأتُ به يفتح الباب لم يكن يرتدي سوى سروال طويل رمادي اللون كان شعره مُبتل و ملتصق بعنقه يبدو أنه قد خرج من الحمام قبل لحظات تراجعتُ للوراء كاتمة أنفاسي.
قال:
"أنتِ تقفين هنا منذُ أكثر من دقيقة هل تحتاجين شيء؟"
قلت متلعثمة و أنا أحاول تفادي النظر لجسده:
"هاااا لا على الإطلاق.......إنها الموسيقى لقد أثارت اهتمامي"
قال بسرعة:
"حقًا؟ لماذا لا تدخلين و تستمعي لها بشكل أوضح؟"
أشار لي بيده كي أدخل كنت خائفة لكني لم أكن أريد أن أُظهر خوفي ثم إن الفضول تملكني فدخلت لشبكة العنكبوت كذبابة حمقاء.
كانت الغرفة كبيرة، كبيرة و جميلة لكنها كانت دافئة أكثر مما ينبغي....اوه نسيت إخباركم بأن مصاصي الدماء من ذوات الدماء الباردة متوسط درجة الحرارة الطبيعة لمصاص الدماء هي 95.5 (27 مئوية).
كان كل شيء مزيج بين اللون الأبيض و الرمادي و الأسود و كل شيء مرتب و نظيف على أكمل وجه.
رفع صوت الموسيقى ثم قال:
"لطالما أحببتُ هذه المعزوفة....أخبريني إيرين هل كان يُسمح لكم بسماع الموسيقى في المزرعة ؟"
كنت لا أزال أشعر بالخجل ولا أقوى على النظر له فقلت بهدوء:
"لم تكن لدينا كل هذه الأجهزة التي لديكم لكن كان هناك بعض الشباب يعزفون على ما يصنعون من آلات موسيقية و يغنون "
قال:
"جيد على الأقل تجيدون الاحتفال"
استجمعتُ شجاعتي ثم نظرت له وقلت:
"هل أنت راضًا عن ما يحدث للبشر من أبناء جلدتك؟"
ابتعد عني ثم قال و هو يُخرج شيء من الخزانة:
"صدقيني إن ما يحدث للبشر أفضل بكثير لهم فلا يمكن لنا أبدًا التعايش"
قلت:
"لماذا ألا يستطيع مصاصي الدماء السيطرة على طبيعتهم؟ "
انتبهتُ أنه قد أخرج زي الطبيب الأبيض نظر لي ثم قال:
"هل نسيتِ حوارنا القصير حول فقدان المشاعر و الإنسانية؟
هذا بالإضافة للنهم لن يكون البشر في أمان معنا"
قلت مترددة:
"هل أنا في أمان معك؟ أنا هنا منذُ يومان الأن لم أرى أنك فقدت السيطرة؟"
ابتسم و قال و هو يقترب مني:
"لا أنتِ لستِ بأمان فكل خلية في جسدي ترغب بكِ الأن......"
كنتُ أنظر له فاغرة فاهي ثم تذكرتُ في تلك اللحظة كلمات والدتي.
"جميعهم شياطين بشعة".
أنت تقرأ
مزرعة البشر
Vampiros" جميعهم شياطين بشعة " " احداث القصة تدور في عالم خيالي " "جميع الحقوق محفوظة"