الفاجعة 5

35.5K 2.7K 344
                                    


(الفاجعة)

فتحتُ عيناي، مستيقظة فجأة من نومي
و أنا أشعر بخوف و عطش و عدم ارتياح
جلستُ ثم أبعدتُ شعري الكثيف عن وجهي
أخذتُ نفس عميق ثم زفرته عليَّ طرد هذا الشعور المقيت الذي لم يسبق أن عهدته.

نزلتُ عن السرير، توجهتُ للنافذة فتحتها ثم ألقيتُ نظرة على سجننا الكبير المدعو "المزرعة"
كان الوقت مبكرًا المزرعة تبدو جميلة و هادئة في ساعات الصباح الباكر.

كنا نعيش في غرفة كبيرة و كنا قد وضعنا الستائر بين أسرتنا لكي نحصل على بعض الخصوصية.
أبعدتُ الستارة التي تفصل بيني و بين والدتي لكني لم أجدها في السرير، أخذ قلبي يدق بعنف شعرتُ بالخوف
ثم توجهتُ للحمام وأنا أطمن النفس فقد تكون في الحمام.

قرعتُ على الباب ثم فتحته كان الحمام فارغ
فركضتُ لسامي، حاولتُ إيقاظه قائلة بخوف و هلع:

"سامي، سامي استيقظ والدتنا ليست هنا"
فتح عينيه الناعستان و قال و هو يرمقني بنظرة متسائلة:

"ماذا تعنين بأن والدتنا ليست هنا؟
ربما خرجتْ لاستنشاق الهواء"

قلت:

"ولكن ماذا لو أخذوها؟"
توقفتُ للحظات افكر ثم توجهتُ على الفور للخارج كي أبحث عنها ربما هي في الخارج لكن شعور الخوف و عدم الطمأنينة كان يغمرني.

خرجتُ راكضة و لحق بي سامي، بحثنا أمام الغرفة ثم خلفها ثم رأيتها رأيت أبشع منظر قد يراه إنسان
رأيتها معلقة هناك فوق الشجرة و قد شنقت نفسها صرخت "لاااااااااا"

وأنا أقع على الأرض، بكيتُ بشدة لم أستطع النظر إلى وجهها.

بينما سامي تسمر في مكانه من أثر الصدمة ممسكًا برأسه من هول الصدمة، ثم أمسك بي و ضمني لصدره بشدة و لم يستطع منع نفسه من البكاء.

كان ذلك أصعب و أحزن موقف حدث في حياتي البائسة لم أتخيل أبدًا أني سأخسرها بهذا الشكل لم أتخيل أنها قد تتركنا، لكنها اختارت تركنا قبل أن نتركها فقد كان أكثر ما يُخفيها هو أن نُنتزع منها وأن تكون وحيدة في هذه الحظيرة اللعينة.

تجمع سكان المزرعة حولنا بعد سماعهم لصراخي....اجتمعت النساء و الفتيات حولي لتهدئتي و تعزيتي في الحقيقة إعتاد سكان المزرعة الانتحار و الموت حتى أن تصرفهم كان هادئ لمحتهم ينزلونها عن الشجرة و يضعون جثمانها الطاهر على الأرض.
ركضتُ لها وأنا أبكي ها أنا أبكي من جديد فلم أعرف البكاء منذُ إحدى عشرة عامًا.

ها أنا أبكي فراقها مجددًا لكن هذه المرة لن أعود لها و هي لن تعود لنا أبدًا.

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن