وحش حقيقي 25

21.3K 1.6K 136
                                    


(وحش حقيقي)


صرختُ مرتعبة وناديتُ باسمه بأعلى صوتي:

"جاريد... جاريد... جاريد!"

اقترب مني المسخ المرعب، فأغمضت عيناي بشدة من شدة الخوف والقرف. شعرتُ بيده القذرة تُمسك بخصلة من شعري، ثم قال بصوت بشع ومجنون:

"يا للروعة! بشرية! هل تصدقون هذا يا رفاق؟"

قال صوت آخر ليس بأقل بشاعة:

"بشرية جميلة وراقية. منذ متى لم نحظَ بدم بشري؟ ها؟ كنتُ أمل الحصول على قنينة، لكن بشرية؟ هذا كثير!"

ضحك الجميع، فسمعتُ صوتًا نسائيًا يقول:

"احترس، فلا رائحة لها."

فتحتُ عيناي ونظرت إليها، كانت مقرفة تمامًا مثلهم. قال الثالث بصوت رزين:

"دمها ممتزج بدم مصاص دماء."

قالت المرأة:

"اللعنة، هذا يعني أن علينا الانتظار طويلًا قبل افتراسها."

افتراسها؟

يا إلهي، ما الذي أوقعت نفسي فيه؟ سوف أموت... سوف أموت لا محالة.

أمسك أحدهم بذقني بشدة وضغط عليه بأصابعه القذرة وقال:

"أين رفيقكِ مصاص الدماء أيتها البشرية؟"

نظرتُ إلى وجهه البشع القذر وشعرت برغبة في التقيؤ، ثم قلت:

"دعوني أذهب، أرجوكم."

اقترب الآخر وأخذ يتفحصني بعينيه الجاحظتين المخيفتين وقال:

"قد لا نستطيع افتراسها الآن، لكننا نستطيع فعل أشياء أخرى بها..."

ابتسم الثلاثة ابتسامة قذرة وتبادلوا نظرات خبيثة فيما بينهم.

أمسك أحدهم بياقة قميصي ومزقها بسرعة، فصرختُ باكية وحاولت الهرب، لكنهم أمسكوا بي وأخذوا يضحكون بينما يتناقلوني بينهم:

"بشرية جميلة، ما هذا الحظ!"

قال آخر:

"وبعد ساعات قليلة، ستكون وجبة لذيذة."

كان أضخمهم وأقذرهم ممسكًا بي، فاقتربت المرأة وأخذت تنظر لي تلك النظرات غير المريحة:

"أتطلع لالتهام قلبكِ أيتها المدللة."

ثم لعقتْ خدي بطريقة مقرفة. أغمضتُ عيناي وأخذتُ أبكي من شدة الخوف.

لا، هذا لا يحدث. أنا لا أستحق هذا المصير وهذه النهاية البشعة.

قالت المرأة:

"دعوها وشأنها. نحن نريد دمها الذي سيكون جاهزًا بعد ساعات، وقبل ذلك لن يمس أحد منكم شعرة منها. علينا أخذها من هنا في الحال."

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن