الفدائي الأخير 32

21.1K 1.6K 90
                                    


( الفدائي الأخير )

#سامي

بعد معركة طاحنة، تمكنا من الهرب أخيرًا.

كان لنبات الفاهلا الفضل في انتصارنا؛ فقد كان بمثابة سلاح فتاك، ولم يكونوا على استعداد لمواجهته. كانوا يتساقطون كالحشرات بمجرد استنشاق الرائحة.

استغللنا ضعفهم أحسن استغلال، وشرعنا نضرب قلوبهم بالأوتاد.

ثم صعدنا إلى السيارات والشاحنات، واستعنا بكبار السن في القيادة؛ فمعظمنا لم يكن يجيد القيادة.

هربنا بعيدًا عن المدن حتى وجدنا أنفسنا في مساكن ومدن مهجورة. توقفنا بعد أن شعرنا بالأمان.

خرجتُ من السيارة، وأخذت أتأمل المكان حولي. أخيرًا، أنا حر وخارج تلك المزرعة التي كنت محتجزًا فيها منذ ولادتي.

التفتُ إليهم وقلت:

"لقد حققنا اليوم انتصارًا كبيرًا، لكننا لم نفز بعد. لم نتحرر بعد؛ لا يزال الطريق طويلًا... لا يزال هناك الكثير من البشر محتجزين في المزارع كالحيوانات. مهمتنا المقبلة ستكون تحريرهم وتحرير فتياتنا وفتياننا من قبضة مصاصي الدماء.

لا توجد عائلة هنا إلا وقد أُخذ عزيز لها. سوف نستعيد أحبّاءنا وأرضنا، وسنمحي مصاصي الدماء عن وجه الأرض."

تحمس الجميع مع خطابي الصغير، لكنهم كانوا خائفين ومترددين وهم يتفقدون المكان.

أخرج الشباب أجساد أربعة مصاصي دماء كانوا في رقاد وتحت تأثير عشبة الفاهلا. طلبتُ منهم عدم قتلهم حتى نستخلص كامل دمائهم.

قلت:

"سيجد معظمكم هذا مقرفًا، لكننا نحتاج إلى شرب دمائهم حتى تكون رائحتنا خفية عنهم؛ لأنهم سيعتمدون الآن على حواسهم في مطاردتنا."

جمعنا دماء مصاصي الدماء في وعاء كبير وتناقلناه بيننا. كنت أنا أول من بدأ؛ قمت بكتم أنفاسي حتى لا أستنشق تلك الرائحة الكريهة. أغمضتُ عيناي وأخذت رشفة كبيرة قبل أن أمرر الوعاء لآدم. أخذ هو كذلك رشفة ومرر الوعاء لبقية المحاربين.

شرب جميع المحاربين من تلك الدماء. حياة كل هؤلاء القوم فوق عاتقي الآن.

كان معنا رجل عجوز طاعن في السن يناهز التسعين، لكنه كان في كامل قواه العقلية.

أخذنا العجوز إلى مكان سري للغاية قال إنه كان يعمل به في أيام شبابه. قدنا تلك السيارات حتى طلب منا التوقف في وسط الصحراء الجرداء، حيث لا شيء على الإطلاق؛ أرض جرداء خالية من أي حياة.

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن