مزرعة البشر

الشمس و القمر 31

( الشمس و القمر )

لا أصدق، خمس أيام لم أره ولم أسمع أي شيء عنه.

قالت لوكيريا إنه اتصل في اليوم الرابع حين كنتُ نائمة، لكنه لم يطلب منها إيقاظي من نومي... أخبرها أنه سيرسل حراسًا للمنزل، وبالفعل في اليوم التالي حضر مصاصا دماء للحراسة، مما اضطر لوكيريا لقصّ كل ما تبقى من نبات الفاهلا.

لقد بدأتُ أخاف الآن، وأنا وحدي هنا برفقة امرأة في عمر والدتي ومصاصة دماء جديدة.

آه، لورين... إنها تُخيفني الآن. نظراتها مرعبة، تنظر لي أحيانًا وكأنها تريد الفتك بي.

جاريد ليس هنا، لم أشرب دمه منذ أكثر من أسبوع الآن، مما يعني أن دمي نقي ويُثير شراهة لورين.

أحيانًا أتخيل أنها تشتهي حتى لوكيريا.

لقد بدأت تتحول لمصاصة دماء نهمة، وهذا يُثير قلقي.

يجب أن يعود؛ لقد اشتقت له، حتى أني اشتقت لعصير البرتقال الممتزج بدمه، الذي كنت أجده مقرفًا ومقززًا قبل أن أقع في حبه.

أعتقد أنك حين تغرم بشخص تبدأ في عشق كافة تفاصيله.

أعشق رائحته ولمساته ونظراته وحضنه، حين يعانقني بشدة حتى أخلد للنوم.

آه، يا لها من أيام تلك التي اجتاح الحب قلبي وسيطر حتى على عقلي؛ لقد كنت مسحورة ومفتونة به تمامًا.

استعادة تلك المشاعر لا تزال تؤلم قلبي العجوز.

لقد كنت مراهقة، وحين تكون في هذه المرحلة من العمر تبحث عن الحب حتى ولو كان في المكان الخطأ.

رغم صغر سني في ذلك الوقت، إلا أني كنت أعرف جيدًا أن هذا الحب يجب أن ينتهي. أعرف أن نهايته ستكون مأساوية.

يجب أن أدوس على هذا القلب العاشق الأحمق، يجب أن أفيق من سكرتي؛ فلن أقضي ما تبقى من حياتي مع مصاص دماء.

لكني لن أمنع نفسي من الاستمتاع بالأيام التي سنقضيها معًا، فهي كل ما سنحصل عليه.

كنتُ أعرف جيدًا أن هذا الحب لن يدوم طويلًا؛ قد يفتك بي في لحظة نهم مجنونة، وقد يعرف بالدور الذي لعبته في مقتل والدته، حينها سيكرهني، وعلى الأغلب سيقتلني بأبشع الطرق.

خلدتُ للنوم تلك الليلة وأنا أشعر بالخوف والقلق من كل شيء... لورين، والشغب، والحرب في الخارج؛ الحرب التي أشعلناها بقتل السيدة إيتلون.

استيقظتُ في المساء؛ كنت أنام في غرفته، فقد انتهت دورتي الشهرية.

خرجتُ من الغرفة فسمعتُ صوت حديث مصدره غرفة المعيشة، فتوجهت إلى هناك، فتحت الباب ودخلت، وليتني لم أفعل.

لقد كان هناك، ولكنه لم يكن وحده؛ كان برفقة أخويه جيرارد وجايدين.

أخذوا ينظرون لي، ثلاثتهم، وكأنهم أسود يحدقون في فريسة.