(زمرة الدم)
شعرتُ بسعادة لم أشعر بها منذُ وقت طويل فقد أرى أخي الوحيد سامي لقد اشتقتُ له كثيرًا.
تنهدتُ و أنا أراقب الحديقة عبر الشرفة.
تذكرتُ ذلك الحوار بين جاريد و والدته الحوار الذي لم يكن لي أي رأي او كلمة فيه حديثهم عن زواجنا و أن أكون واحدة منهم، أحتاج توضيح لكل هذا؟
لكني لا أريد التحدث معه ففي الحقيقة أنا لازلتُ غاضبة منه و خائفة و أرتعش و أرتعب كل ما تذكرتُ ملامحه المتوحشة حين هاجمني، لقد كان مخيف إنه وحش حقيقي حتى و إن كان يبدو جميل و لطيف أحيانًا،
لكن في الحقيقة "جميعهم شياطين بشعة"
لقد طلب أن أُعيد ثقتي به و سيحقق لي أي مطلب ليس بسبب إحساسه بالذنب او الندم أعرف أن كل ما يريده هو أن أسلم نفسي له بكل طواعية،
لكن هذا لن يحدث فلن أستسلم لتلك الرغبات الآثمة.
شعرتُ به يدخل للشرفة و يقف خلفي فعلى الفور سرت تلك القشعريرة في نفسي.
قال بصوت مبحوح و هادئ:
"هل تريدين الخروج؟"
التفتُ له و قلت على الفور:
"إلى أين؟"
في الحقيقة كنت أتوق للخروج و رؤية هذا العالم الذي لا أعرف عنه الكثير و لم أرى منه شيء.
قال و قد اندهش من حماستي:
"إلى الحديقة، ام أنكِ تفضلين الخلود للنوم؟"
شعرتُ بخيبة أمل لكن لا بأس بالحديقة فهي جميلة فقلت:
"لا!...أريد النوم بعد"
فقال:
"الوضع في الخارج خطر هذه الأيام فإن
خرجتِ و راكِ مصاص دماء و عرف أنكِ بشرية
فبلا شك ستكون نهايتكِ"
قلت:
"ولكن دمك لازال بنظامي ألا يجعلني ذلك غير صالحة لمصاصي الدماء؟"
قال:
"نعم هذا صحيح لكن من الأفضل أن لا نخاطر ثم إن دمي لن يبقى للأبد في نظامكِ"
اقترب مني، أخذني بين ذراعيه كنت أنظر له في ذهول فلم أعرف ماذا ينوي أن يفعل وفجأة و بوثبة واحدة و سرعة خاطفة وجدتُ نفسي في الحديقة.
قلت:
"يا للروعة أنت سريع....هذا مدهش"
بينما قال هو:
"يا لها من ليلة هادئة القمر مكتمل و السماء صافية"
قلت و أنا أحتضن نفسي:
"لكنها باردة جدًا"
قال:
"نحن لا نطيق البرد"
أمسكتُ بيده فإذا بها باردة جدًا و كان يبدو شاحب أكثر من المعتاد فقلت:
"أنت بارد جدًا أكثر من المعتاد لماذا؟"
قال بهدوء:
"هذا لأني أشعر بالعطش أحتاج للمزيد من الدماء"
تسمرتُ في مكان للحظات ثم قلت:
"يوجد في برادك الكثير من قناني الدم"
قال:
"أعرف و لكني أعتمد نظام خاص للسيطرة على نهمي فإن سمحتُ لنفسي في الإسراف في الشرب فقد لا أكتفي أبدًا، قد أفقد السيطرة لهذا أشرب باعتدال أخذ حاجتي فقط"
تذكرتُ ما قاله جايدين على العشاء حول نهم جاريد و أنه كان يفقد السيطرة و يقتات على كل شيء يتنفس.
فقلت بعد تردد:
"هل صحيح أنك فقدت السيطرة لحد أنك كنت تقتات على القطط و الكلاب ام أن أخاك الكبير كان يبالغ؟"
سكتْ للحظات ثم قال:
"للآسف ما قاله جايدين صحيح....مرحلة التحول دائمًا ما تكون الأصعب و معي كانت صعبة جدًا"
تأملتُ به و أنا أحاول التخيل كيف كان عندما كان بشري و كيف كانت حياته لدي أسئلة كثيرة نظرتُ حولي ثم قلت و أنا أجلس على العشب:
"دعنا نجلس و أخبرني هل تحولت بملء إرادتك"
قال بعد أن جلس مقابلًا لي:
"لقد تحولتُ بملء إرادتي كنت أنا أخر من
تحول من إخوتي فأنا أصغرهم"
قلت:
"ولكن في الصورة التي على حائط غرفتك لديك ثلاث إخوة أين أخوك الثالث؟"
قال:
"نعم....جيرمي لقد فقد حياته في شجار مع أحد مصاصي الدماء و انتهى به الأمر بوتد خشبي في قلبه"
قلت:
"لماذا اخترت التحول؟
ألا تفتقد إنسانيتك ألا تفتقد أشعة الشمس الدافئة؟"
قال:
"كان ذلك قبل ثلاثين عام بعد أن سيطر مصاصي الدماء على العالم اختارت أمي أن تتحول و أن تكون مع الجانب الأقوى"
قلت بسرعة و بعبوس:
"أي أن والدتك خانت الجنس البشري؟"
قال:
"لقد اختارت إنقاذ أبنائها و الحفاظ على
عائلتها لقد تحول جايدين قبلنا جميعًا بينما
كنت أنا و جيرارد صغار حافظتْ والدتنا على
حياتنا بإعطائنا من دمائها يوميًا حتى لا يؤذينا مصاصي الدماء، جيرارد كان متحمس فما إن بلغ العشرين حتى طلب أن يتم تحويله فقد كره أن يكون بشري وسط عالم مليء بمصاصي الدماء لقد كره إنسانيته لدرجة أنه كان يشرب الدماء و يستسيغ طعمها حتى قبل أن يتم تحويله.
اما أنا و بحكم تخصصي في الطب فقد انتظرتُ طويلًا فقد كنت أتعامل مع البشر أكثر من جيرارد ولا أخفيكِ سرًا كنت متردد و كنت أتسأل كيف سأعالج البشر إن أصبحتُ مصاص دماء كيف سأضمد جروحهم و أشاهد دمائهم و تتسخ بها يداي لهذا بقيتُ لفترة طويلة في عزلة كل ما كنت أهتم به هو العمل و الدراسة حتى أحببتُ فتاة.....كانت مصاصة دماء و بالطبع أردتُ أن أكون مثلها أردتُ أن أكون مناسب لها فحب بين بشري و مصاصة دماء لا يوجد توازن كانت هي من يحميني في الشجارات كان الوضع مضحك لا عليكِ"
تسألتُ في نفسي أين قد تكون مصاصة الدماء تلك الأن ثم قلت:
"ثم تحولت من أجلها؟"
قال:
"ليس فقط من أجلها لطالما عرفت أني سأتحول لمصاص دماء و ألتحق بإخوتي لقد كانت هي دافع،
في عيد ميلادي السادس و العشرون احتفلتُ مع عائلتي ثم طلبتُ من والدتي أن تحولني كنت خائف من هذه الخطوة الكبيرة لكني كنت مستعد للعواقب، والدتي لم تستطع فعلها بنفسها فأوكلت المهمة لجايدين الذي فعلها بكل سرور"
شعرتُ بالحزن و أنا أستمع له لا أعرف لماذا ربما لأني أسمع نبرة الحزن في صوته.
قلت:
"كيف حدث ذلك كيف يتحول البشري لمصاص دماء؟"
قال:
"اه في ذلك اليوم سبحتُ تحت أشعة الشمس
و استلقيت فوق الرمال الدافئة وأنا أعرف أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي سأخرج فيها لضوء النهار و المرة الأخيرة التي أشعر فيها بدفء و حرارة الشمس بعد الغروب عدتُ للمنزل حيث كان ينتظرني جايدين،
احتسيتُ بعض الشراب ثم دخل جايدين و تقدم مني قائلًا:
"لقد كنت أنتظرك هل أنت مستعد من الأفضل أن تكون لذيذ؟"
أتذكر أنه باغتني قبل حتى أن أُجيبه بعد أن أفرغ دمي أسقاني من دمائه و تركني أموت لقد كان التحول مؤلم جدًا إيرين ألم لا يطاق، لا أتذكر شيء سوى الألم الفظيع و كأن عظامي تُسحق و لحمي يحترق و دمي يغلي ثم اختفى الألم و أغمضت عيناي.
حين أفقتُ كان كل شيء مختلف بشكل لا يوصف.
كان الجميع حولي سعداء بعودتي بينما أنا كنت في حالة ذهول الأصوات مختلفة الهواء الرائحة كل شيء أختلف.
و لإكمال التحول قدمتْ لي والدتي كأس مليء بالدماء و حين تذوقته اه لا أستطيع أن أصف لكِ الشعور إيرين،
الدماء التي كنت اتقزز منها لم تعد نفس الدماء، الطعم الرائحة الشعور لقد أخذني ذلك الكأس لعالم أخر كما لو أن كل متع الحياة كانت تملأه"
لاحظتُ أن ملامحه تغيرت و هو يتحدث عن الدماء و شغفه بها.
فقد احمرت عيناه و العروق تحت عيناه برزت حتى أني لاحظته يحاول إخفاء و السيطرة على أنيابه التي بدأت تظهر.
تراجعتُ للخلف خائفة لكني شعرتُ بالراحة عند تذكري أن دمائه لاتزال بداخل نظامي لن يؤذيني، قلت بعد أن بلعتُ ريقي في خوف:
"ماذا حدث بعد ذلك كيف كانت أيامك الأولى كمصاص دماء؟"
قال في اشمئزاز:
" للآسف لقد كانت كارثة لم أكتفي أبدًا العطش، العطش لم يكن يتوقف افرغتُ جميع القناني الموجودة بمنزل والدتي و لم أكتفي لم أكتفي من ذلك الشعور أردتُ المزيد ثم تحولتُ لوحش متعطش للدماء،
حاولتْ والدتي مساعدتي كما فعلت مع جيرارد فقد وضعتْ له نظام خاص حتى إعتاد الوضع اما أنا فلم ينجح معي شيء فقدتُ السيطرة و فقدتُ عقلي.
تركتُ المنزل و لم تسلم مني حتى الحيوانات لكن جايدين بحث عني و أعادني للمنزل و تحديدًا للقبو حيث بقيتُ محتجز كي أستعيد وعي و عقلي.....تركوني أجوع لأيام
فكنتُ أسعد عندما يدخل جرذ او فأر للقبو نعم إيرين.....لهذه الحد كنت مثير للشفقة"
تأملتُ به و أنا أتخيله في تلك الحالة المزرية لم أعرف ما عساي أقول فكرتُ في القول هل كان الأمر يستحق أن تفقد إنسانيتك من أجله؟
ولكني سألت سؤال أخر كان يدور في ذهني دون توقف ولا أعرف لماذا بدأ مهم.
فقلت:
"ماذا عن الفتاة مصاصة الدماء التي أحببتها؟"
قال:
"بعد أن تعلمتُ السيطرة على عطشي و نهمي
عدتُ من جديد لمزاولة حياتي لكن كل شيء
أختلف البشر الذين كنت أعالجهم تحولوا لوجبات شهية فكنت حين أرى بشري أشم رائحة الدم و أفكر في الدم الذي يجري في عروقه و نوعه تحول البشر لأنواع
A+, A-, AB, O+, O- -،
هكذا اصبحتُ أرى البشر لم أستطع الاستمرار
حتى حبيبتي مصاصة الدماء لم تعد كما كانت
لدرجة أني أصبحتُ أشك في أنها لم تكن تحبني بقدر ما كانت تُحب دمي.
فعدتُ من جديد لحالتي المزرية لكن هذه المرة بشكل مختلف بيوت المتعة و الدم كما يسميها مصاصي الدماء و يملؤونها بالبشريات الشهيات لقد أصبحت بيوت المتعة و الدم هذه مكاني المفضل لفترة طويلة من الزمن لم أكن أفعل شيء في حياتي سوى النوم نهارًا و التسلية مع البشريات ليلًا"
قلت:
"إذًا هناك تعرفت على لوكيريا و ليتا؟"
قال:
"نعم!"
فقلت بعد تردد:
"ماذا عن ليتا....هل تعرف أنها تحبك؟"
قال ببرود:
"هل أخبرتكِ بذلك؟"
قلت:
"نعم ألا يعني لك حبها شيء؟"
قال بابتسامة:
"ليتا إنها +A و هذا كل شيء"
يا له من حقير فقد بدت إجابته حقيرة رغم
هذا فقد شعرتُ بالارتياح ربما لأني لا أحبها ولا
أستلطفها ولا أحب حتى فكرة أن تحب بشرية مصاص دماء إني أراها خيانة....خيانة للبشرية كافة فكيف أُحب عدوي؟
قلت و أنا أنظر له باحتقار ولا أعرف إن كان قد شعر بذلك ام لا:
"و ماذا أكون أنا ها؟"
قال:
"أنتِ Ab هل تعرفين كم أن هذا نادر و كم كلفني ذلك؟
فبين كل 1600 شخص يوجد Ab وأحد
أنتِ مميزة و جميلة و لكن هذا ليس كل شيء
أنا لا أريد إيذائكِ او معاملتكِ كقنينة دماء فاخرة"
قاطعته بتهور قائلة:
"تريد أن أصبح زوجتك؟"
قال بعد صمت:
"والدتي تثرثر كثيرًا.....عندما أحضرتكِ إلى هنا
أخبرتكِ ما أريد ولن أتراجع سوف تنجبين لي الأطفال و لكي يحدث هذا سوف نتزوج من أجل صورة و مكانة العائلة"
قلت بسرعة:
"ثم ماذا بعد أن أنجب لك الأطفال ما الذي قصدته والدتك حين قالت...هل هي مستعدة لهذه المسؤولية و أن تكون فرد من أفراد عائلتنا؟"
قال:
"ألا تريدين التحول لمصاصة دماء؟"
قلت في امتناع شديد:
"لا أبدًا أُفضل الموت على أن أصبح مثلكم وعلى فقدان مشاعري الإنسانية"
قال بهدوء:
"ربما يومًا ما و بعد أن تنجبين لي الأطفال و تشعرين بإحساس الأمومة حينها قد تغيرين رأيكِ و سترغبين في البقاء معنا إلى الأبد"
قلت:
"لا شيء لا شيء على الإطلاق سيجعلني أرغب في أن أكون مسخ مجرد من المشاعر مثلكم.....يحتسي دماء الأبرياء"
ما إن خرجت هذه الكلمات من فمي حتى تمنيتُ إعادتها و ابتلاعها شعرتُ أني قاسية و لكن على الأقل ليست لديه مشاعر كي تتأذى لكن رغم هذا نظر لي بعبوس و قال:
"أنتِ حقًا تكرهيننا، تكرهيننا بكل جوارحكِ؟"
قلت:
"لا تلومني فمن الطبيعي أن أكرهكم حتى ولادتي و قدومي للحياة كانت من صنع أيديكم حتى أبي لم أعرفه!"
قال:
"إننا نحافظ على حياتكم إيرين سبق وأن أوضحتُ لكِ هذا فالعالم لا يتسع لكلينا و لو كنتم أنتم الأقوى لفعلتم المثل بنا و ربما أسوء"
قلت بسرعة:
"لا يوجد أسوء مما تفعلون بنا"
نظر لساعة يده ثم عاد و نظر لي وقال بعبوس:
"سوف تشرق الشمس بعد دقائق قليلة أخلدي للنوم"
نهض عن الأرض و نفض الغبار عن نفسه ثم و بوثبة سريعة عاد للشرفة ثم نظر لي وقال:
"هل تعرفين لن أندم أبدًا فمقابل التخلي عن البشرية حصلتُ على كل شيء الخلود و القدرات الخارقة و القوة"
رفعتُ صوتي و أنا أقول:
"لكنك خسرت نفسك".
أنت تقرأ
مزرعة البشر
Vampire" جميعهم شياطين بشعة " " احداث القصة تدور في عالم خيالي " "جميع الحقوق محفوظة"