بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم32
(نصيحة خادع)
وكانت احدى الارحام قد حضرت لتشترك في احتفال الزواج ؛ وبتاثير بعض الاقارب طلبت مني ان ارفض الزواج لكي أتزوج من احدى الاقرباء سواها!!
فقالت : لا تستعجل بالزواج من هذه الفتاة!
قلت لها ولماذا ؟؟
قالت : هناك فتيات في الاقرباء ومن عوائل ثرية يريحوك من همّ الدنيا باموالهم ؛ خير لك من ان تتزوج هذه.
قلت لها: وهل اتركها فقط لاجل مال الدنيابعد ان انتظرتني سنة كاملة ؟؟
والمال رزق مقدّر كما قال امير المؤمنين عليه السلام:
الأجل محتوم و الرزق مقسوم فلا يغمن أحدكم إبطاؤه فإن الحرص لا يقدمه و العفاف لا يؤخره و المؤمن بالتحمل خليق[1]
إنك مدرك قسمك و مضمون رزقك مستوف ما كتب لك فأرح نفسك من شقاء الحرص و مذلة الطلب و ثق بالله و حفص في المكتسب[2]
قالت الناصحة : دع عنك هذا الكلام ؛ انصحك ان تتركها ان هذا الامر طبيعي جدا هنا !!
قلت لها:وهل لديك كلام آخر تنصحيني به ؟
قالت: نعم ان انت اصررت بالزواج منها فلا تغفل ان تاخذ منهم اثاث البيت كاملة لان هذا من الاعراف المهمةه هنا !!
وان انت لم تاخذ منهم الاثاث كاملة هذا يعني انك مغبون.
حينما كلمتني بهذه الكلمات عرفت انها لم تطلع على شخصيتي وافكاري ولم تعلم انني اجاهد في كل حركة وسكنة في حياتي لكي تكون في اطار التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم ؛ فرحمتها كثيرا.
وقلت لها: وهل هناك شيئ آخر تحبين ان تنبهيني به لكي لا اُغبن ؟؟
قالت : لا .
قلت لها: هاك اسمعي جوابي :
اما ان اتركها فمعاذ الله ان اجعل من عواطف شابة العوبة لوساوسك واطلب الاقالة من غير سبب ؟
الا تخافين من الله سبحانه؟!
وهل يجوز اخلاف الوعد؟
وماذا اعمل بالنهي الوارد عن خلف الوعد ؟
كما ورد
[3]عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ :عِدَةُ الْمُؤْمِنِ أَخَاهُ نَذْرٌ لا كَفَّارَةَ لَهُ فَمَنْ أَخلَفَ فَبِخُلْفِ اللهِ
بَدَأَ وَ لِمَقتِهِ تَعَرَّضَ وَ ذَلِكَ قَوْلهُ : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ إِسْمَاعِيلُ صَادِقَ الْوَعْدِ لِأَنَّهُ وَعَدَ رَجُلًا فِي مَكَانٍ فَانْتَظَرَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ سَنَةً فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَادِقَ الْوَعْدِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ مَا زِلْتُ مُنْتَظِراً لَكَ[4]
كما قال امير المؤمنين عليه السلام :
اجعل نفسك ميزانا بينك و بين غيرك و أحب له ما تحب لنفسك و أكره له ما تكره لها و أحسن كما تحب أن يحسن إليك و لا تظلم كما تحب أن لا تظلم[5] .
واما ان اطالبهم بالاثاث!!
فايتها الحنونة هل تعلمين اني لو اردت ان افعل افعال بعض ابناء الدنيا ؛ ما كنت اتحمل كل هذا العناء في حياتي؟
وما كنت اتحمل الفقر وانا اعرف طريق الثراء وما منعني عنه الا خوف الله تعالى وانت تريدين ان اخون الفتاة بتركها من دون سبب الا لطمع الدنيا وقال جدي امير المؤمنين عليه السلام :
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَ لَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ وَ مَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الْحِيلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ[6][1] غررالحكم: 161.
[2] غررالحكم: 295.
[3] الكافي: ج 2 ص 364.
[4] الكافي: ج 2ص 105.
[5] غرر الحكم: 479.
[6] نهج البلاغة: 83.
(جمال الجميل بطاعته لا بظاهره)
قالت : متى سيكون عقدنا ؟
قلت لها : افضل وقت للعقد هو النصف من شعبان المبارك عيد ميلادالحجة بن الحسن عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه؛ وبعد ان اتفقنا على زمن العقد واعددنا العدة لذلك اليوم ودعوت الكثير من الاقرباء؛واشتريت على ما انا فيه من الضيق وجدب العيش ما تيسّر من الفواكه والحلويات ؛ وانتظرت ذلك اليوم الموعود وشبح الماضي المرعب امامي حيث كنت خائفا من عدم الوصول للغاية التي سهرت طول شبابي للوصول اليها ولاني وجدتها مؤمنة مسالمة لكل شرط وقيد طلبته منها وليس الحب وتأصله لجمال المرأة ومنظرها بل لحسن ادبها وطاعتها لزوجها ؛ ان الجمال الظاهري الذي يجذبهما لبعض يكون اثره فقط لاول لحظة المواجهة بينهما حيث لا يعلمان عن بعضهما شيئا ولكن لاول كلمة يتكلمان بها مع بعض تظهر كوامن النفس فتتعلق الارواح بجوهر الصفات المعنوية وينقشع ظاهر الانسان عن العيان فاحببتها لانی وجدتها مطيعة لي بوعي وادراك حيث تقول لي انا واعيةلكل شروطك وانما قبلتها تسليما لامر القران الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ؛ انها من عائلة كريمة كلهم حملة شهادات تخصصية عالية اختها جراحة لها بوردتخصصي واخوها برفسور في سويسره واختها الاخرى طبيبة وزوجها اخصائي جراح للاعصاب من نوادر الاطباء وهكذا الباقين
اكتب هذا لكي لا يتصور القارئ العزيز انها رضيتبشروطي لسذاجتها وبساطتها بل رضيت مني كل تلك الشروط لانها قالت : ارى في كلماتك اشراقات نور القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام .
وجاء اليوم الموعود وكنت فيه وحيدا فريدا وغريبا حيث اصبت بدهش حينما وجدت البيت فارغا ممن دعوتهم فتالم قلبي واحسست بضرورة اتخاذ ابو ذر الغفاري قدوة لي في وحدته وما عرفت لماذا لم يحضر الاقرباء والمدعوين
انا لله وانا اليه راجعون
ولكن قلبي الذي تحمّل فقد أمه وحنانها ؛ تعوّد على هذه النيران الملتهبة وتجرعتها وشكرت الله سبحانه على كل مكروه .
أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...