الفصل : 99(الصبيان ولعبهم )
قالت : ومتى ستبدء بتعليمهم ؟
قلت: اما الاسلوب القصصي الذي اخبرتك به فنبدء به من حين وجدناهم يعون الكلام ؛ ولكن التعليم على الحلال والحرام والمعارف الاسلامية وغيرها من العلوم فقد ورد:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: الغلامُ يَلعَبُ سَبْعَ سِنِينَ و يتعَلَّمُ الكِتَابَ سَبْعَ سِنِينَ و يَتعَلمُ الحَلالَ وَ الحَرَامَ سَبْعَ سِنِينَ .
اذن ان السن التعليمي عند اهل البيت عليهم السلام كما في هذه الرواية تبدء من سبع سنين فعلينا ان لا نفقد اي لحظة من هذه السنوات السبعة باذن الله تعالى لتربيتهم التربية الصحيحة في اطار القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام وان فرطنا فسيسبقنا الى عقلهم وعلمهم غيرنا كما نقلت لك رواية الامام الصادق عليه السلام حيث قال : بَادِرُوا أَوْلادَكُمْ بِالحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ المُرْجِئَة
فقالت لي العلوية: وهل ستجعل لهم برامج للراحة والاستراحة لان الانسان في مثل هذا السن سيصاب بملل من متابعة البرامج الجادة.
فقلت لها : وهل تتصورين بان الاسلام أهمل هذا الجانب في حياة الاولاد ؟؟
قالت : كما اخبرتني من قبل فان ديننا كامل وتام في كل ما يحتاجه الانسان ولكن احب ان اعرف ما هو موقف الاسلام في هذا الجانب .
قلت لها : ان الاسلام اهتم بلعب الاطفال ورياضتهم كما:
روي عن حليمة أنه جلس محمد و هو ابن ثلاثة أشهر و لعب مع الصبيان و هو ابن تسعة و طلب مني أن يسير مع الغنم يرعى و هو ابن عشرة و ناضل الغلمان بالنبل و هو ابن خمسة عشر و صارع الغلمان و هو ابن ثلاثين ثم أوردته إلى جده .
وقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ السِّبَاحَةَ وَ الرِّمَايَةَ
فهل لاحظتي كم اهتم الاسلام بجانب الرياضة بحيث ينقل امير المؤمنين عليه السلام عن الرسول الكريم صلى الله عليه واله الامر بتعليمهم على السباحة والرماية .
وقد كان الامام الحسين عليه السلام يلعب مع الصبيان:
عن يعلى العامري أنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه واله إلى طعام دعي إليه فإذا هو بحسين عليه السلام يلعب مع الصبيان فاستقبله النبي صلى الله عليه واله أمام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي هاهنا مرة و هاهنا مرة و جعل رسول الله ص يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه و الأخرى تحت قفائه و وضع فاه على فيه و قبله ثم قال حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط
المناقب 3 393 فصل في معجزاتهما.....
أبو ذر و الصادق عليه السلام أنه اصطرع الحسن و الحسين بين يدي رسول الله صلد الله عليه واله فقال إيه حسن خذ حسينا فقالت فاطمة يا رسول الله أ تستنهض الكبير على الصغير فقال هذا جبرئيل يقول للحسين إيها حسين خذ حسنا
وها هما الحسن و الحسين عليهما السلام يلعبان فكيف بصبياننا ؟!ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل 100
(الرفق وبر الوالدين )وعندما انتهى كلامنا عن لعب الاطفال والبرامج التي رسمناها لتعليمهم قالت العلوية : وماذا يقول اهل البيت عليهم السلام عن بر الوالدين وكيف نستطيع ان نجعل اولادنا بارين بوالديهم من غير ان نستعمل معهم العنف؟
قلت لها : ان بر الوالدين من الامور التي اهتم بها الاسلام اشد الاهتمام ولذلك فانه ورد الامر به في القرآن الكريم واما في روايات اهل البيت عليهم السلام فان فيه بحر من الروايات التي امرت ببر الوالدين والنهي عن عقوقها وفيها روايات ترشد الآباء الى اساليب لتمنعهم من العقوق ؛ ولكن هذا لا يعني اننا نقهرهم على طاعتنا وبرنا وانما كما قلت لك سابقا اننا كالمزارع ننتظر بعد كل عنائنا في تربيتهم ما قدره الله تعالى لنا متوكلين عليه
ان اهم ما يجب ان نهتم به في حياتنا معهم هو الرفق في التعامل وفي كل الحالات الا حالات نادرة ؛ للاسلام فيها موقف حدي وسابحثه لك ان شاء الله تعالى ؛
والان سانقل لك جزء يسيرا من روايات الرفق:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَ الرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ....
و قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ
و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : الرِّفْقُ يُمْنٌ وَ الْخُرْقُ شُؤْمٌ
وعَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَ يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْف
وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ
فان الرفق افضل وسيلة لاعانة الاولاد على بر والديهم لان الامام الصادق عليه السلام ترحم على من يعين اولاده على بره واي اعانة افضل من الرفق كما ورد:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَيْنِ أَعَانَا وَلَدَهُمَا عَلَى بِرِّهِمَا .
وقد تجلى رفق الرسول صلى الله عليه واله بالاطفال حينما خفف صلاته كما ورد :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَخَفَّفَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ النَّاسُ : هَلْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ حَدَثٌ ؟ قَالَ: وَ مَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : خَفَّفْتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ فَقَالَ لَهُمْ : أَمَا سَمِعْتُمْ صُرَاخَ الصَّبِيِّ ؟!.
صلى الله عليك يا ابا القاسم وعلى اهل بيتك الطاهرين ؛ تعجب الرسول الرؤف الرحيم من سؤالهم لانه سمع الصبي يصرخ ؛ كيف لا يخفف صلاته وهو بالمؤمنين رؤفا رحيما ؛ وخففها روحي فداه تخفيفا دعاهم يتعجبون وهل هذا الا لرفقه وحسن خلقه الذي قال رب العالمين عنه :
وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ
أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...