56_57

63 11 0
                                    

الفصل 56
" المشاورة "

وهناك دعاء صغير اعلمك اياه يا سيدة تقوليه حينما تريدين الاقدام على اي عمل كان سواء بيع او شراء او شروع في عمل جديد وما شابه ...وتتوكلين على الله تعالى والدعاء هو : (استخير الله برحمته خيرة في عافية) ؛ والى اليوم لا تقدم العلوية على اي عمل بدون ان تقرء هذا الدعاء ؛ ونحن نخرج الى السوق اسمعها تتمتم بهذا الدعاء .
وبعد ان قرأت بعض الادعية الواردة في الاستخارة توكلت على الله تعالى في شراء الدكان .
ذهبت الى اخي السيد عبد الغفار – حفظه الله تعالى - الذي كان منذ البداية في التجارة وطلبت منه مساعدتي في شراء الدكان لان الاستشارة مستحبة كما ورد عن اهل البيت عليهم السلام وورد عن امير المؤمنين عليه السلام في المشاورة عن كتاب غرر الحكم :
* المشاورة استظهار
و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله عَلِيّاً عليه السلام قَالَ :لا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ
أفضل الناس رأيا من لا يستغني عن رأي مشير
* إذا عزمت فاستشر
* باكروا فالبركة في المباكرة و شاوروا فالنجح في المشاورة
* جماع الخير في المشاورة و الأخذ بقول النصيح
* عليك بالمشاورة فإنها نتيجة الحزم
وجاء معي اخي السيد عبد الغفار حفظه الله تعالى ليساعدني في شراء الدكان والحمد لله حمدا خالدا ان وفقني لشراء دكان صغير بصغر ما اتوقعه من الدنيا وبصغر حجم ما احمل من المال
قلت للسيدة: لابد ان نتسلق جبال التكامل معنا
قالت : وما اردت من قولك هذا واي تسلق لجبل التكامل تعني ؟؟
- قلت لها: لا تسمحي لي ببيع البيت لاي سبب كان لاني سادخل الى التجارة وتفتح امامي ابواب الكسب واخاف ان اصاب بداء الطمع فابيع البيت وقد قال اهل البيت عليهم السلام
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
«لما دخل النبي صلى الله عليه وآله) المدينة خط دورها برجله ثم قال:
اللهم من باع رباعه فلا تبارك له ..
*وعن أبان بن عثمان قال: دعاني أبو جعفر (عليه السلام) فقال: «باع فلان أرضه؟» قلت: نعم، قال: «مكتوب في التوراة أن من باع أرضاً أو ماءً ولم يضع ثمنه في أرض وماء ذهب ثمنه محقاً .
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مشتري العقدة مرزوق وبائعها ممحوق .
وعن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: ثمن العقار ممحوق إلا أن يجعل في عقار مثله
.قالت زوجتي :لا ابدا لا اتوقع هذا منك ؟ قلت لها ان شاء الله تعالى
والذي اعانني في تقدمي التجاري هو اني كنت اتاجر وزوجتي تخيط وتتكفل بكثير من مصاريف الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل 57
" سوء الظن في آخر الزمان"

سالتني السيدة قائلة: ان اشتريت الدكان وانتهى ما عندنا من المال فما تصنع بما تحتاجه من المال لشراء البضاعة وباي نوع ستبدء من انواع التجارة؟ .
فقلت لها : اولا ان جبرائيل عليه السلام اوصى ان النبي صلى الله عليه واله ان يبلغنا بان نختار من الكسب الجميل :
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلا وَ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا وَ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ أَلا وَ إِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ :
لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَجْمِلُوا فِي الطلَبِ وَ لا يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلبَهُ بِغَيْرِ حِلِّهِ فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلا بِطَاعَتِهِ .
اذن فيجب ان اختار من الكسب اجمله واحسنه وانظفه واريحه متوكلا على الله تعالى .
وكما هو المعتاد بدأت اشرح خططي التي ساقوم بها باذن الله تعالى وبدأتها بهذه الرواية لأُزيد أملها بالمستقبل وتفائلها مع ما نحن فيه من ضيق؛ فقصصت عليها هذه الرواية الجميلة :
فقلت لها اسمعي هي روايه عن الامام الصادق عليه السلام وفي ضمنها قصة ممتعة فيها البركة لمن يعمل برواياتهم عليهم السلام وهو مسلم لهم:
الرواية:
عُمَارَةَ الطَّيَّارِ قَالَ :
قُلْتُ لاَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّهُ قَدْ ذَهَبَ مَالِي وَ تَفَرَّقَ مَا فِي يَدِي وَ عِيَالِي كَثِيرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَافْتَحْ بَابَ حَانُوتِكَ وَ ابْسُطْ بِسَاطَكَ وَ ضَعْ مِيزَانَكَ وَ تَعَرَّضْ لِرِزْقِ رَبِّكَ قَالَ:
فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ فَتَحَ بَابَ حَانُوتِهِ وَ بَسَطَ بِسَاطَهُ وَ وَضَعَ مِيزَانَهُ قَالَ :
فَتَعَجَّبَ مَنْ حَوْلَهُ بِأَنْ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ قَلِيلٌ وَ لا كَثِيرٌ مِنَ المَتَاعِ وَ لا عِندَهُ شَيْ‏ءٌ قَالَ:
فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ:
اشْتَرِ لِي ثَوْباً قَالَ:
فَاشْتَرَى لَهُ وَ أَخَذَ ثَمَنَهُ وَ صَارَ الثَّمَنُ إِلَيْهِ ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ لَهُ:
اشْتَرِ لِي ثَوْباً قَالَ:
فَطَلَبَ لَهُ فِي السُّوقِ ثُمَّ اشْتَرَى لَهُ ثَوْباً فَأَخَذَ ثَمَنَهُ فَصَارَ فِي يَدِهِ وَ كَذَلِكَ يَصْنَعُ التُّجَّارُ
يَأْخُذ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ:
يَا أَبَا عُمَارَةَ إِنَّ عِنْدِي عِدْلا مِنْ كَتَّانٍ فَهَلْ تَشْتَرِيهِ وَ أُؤَخِّرَكَ بِثَمَنِهِ سَنَةً فَقَالَ :
نَعَمْ احْمِلْهُ وَ جِئْنِي بِهِ قَالَ :
فَحَمَلَهُ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِتَأْخِيرِ سَنَةٍ قَالَ:
فَقَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عُمَارَةَ مَا هَذَا الْعِدْلُ ؟قَالَ هَذَا عِدْلٌ اشْتَرَيْتُهُ قَالَ فَبِعْنِي نِصْفَهُ وَ أُعَجِّلَ لَكَ ثَمَنَهُ قَالَ نَعَمْ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ وَ أَعْطَاهُ نِصْفَ الْمَتَاعِ وَ أَخَذَ نِصْفَ الثَّمَنِ قَالَ :
فَصَارَ فِي يَدِهِ الْبَاقِي إِلَى سَنَةٍ قَالَ :
فَجَعَلَ يَشْتَرِي بِثَمَنِهِ الثَّوْبَ وَ الثَّوْبَيْنِ وَ يَعْرِضُ وَ يَشْتَرِي وَ يَبِيعُ حَتَّى أَثْرَى وَ عَرَضَ وَجْهُهُ وَ أَصَابَ مَعْرُوفاً 0
فقلت للعلوية : هل لاحظتي كيف وُفق هذا الرجل لانه سلم لامر امامه عليه السلام .
ولما نقلت الرواية سالتني العلوية وكيف ستبدء بالتجارة وكيف ستتعامل مع الناس وقد يخدعوك بنوع البضاعة اوسعرها ؛وقد ذم القرآن الكريم الاكثرية في اكثر من 94 آية وهي واضحة لمن يتلوا القرآن الكريم ؛وهذا هو الواقع كما نجد ان الشيعة هم الاقلية دائما وعلى مر التاريخ وكذلك فان المسيح اكثر من المسلمين ؛
وعلى هذا فكيف ستثق بالناس في البيع والشراء والمعاملة معهم ؛ وكذلك قد نقلت لي عن كتاب تحف العقول ان كنت تذكر بان في آخر الزمان للانسان احكام اخرى كما في هذه الاحاديث :
و قال صلى الله عليه واله : أقل ما يكون في آخر الزمان أخ يوثق به أو درهم من حلال
و قال عليه السلام : إذا كان الزمان زمان جور و أهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز
ولكني والحمد لله اجبتها بجواب اقنعتها به في نجاحي باذن الله في تجارتي

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن