66_67

70 8 3
                                    


الفصل 66
(اثر الدعاء للاموات)

والحمد لله الذي لم يخيبني بعد ان قمت بتلك الاعمال للمرحومة مهناز في احدى الليالي رأيت في المنام عددا من الرجال سالوني اتريد ان ترى مهناز ؟؟
قلت :نعم.
فاخذوني الى خارج المدينة واذا بها ملقات هناك 
وكانها جيئ بها الآن الى هناك ؛ وهي بثوب ازرق سماوي اللون وكانت نائمة بهدوء ولكن فهمت من الرؤيا- لاسباب ولا احب ذكرها - انها لازالت بحاجة الى الدعاء فذهبت للعراق وزرت هناك نيابة عنها واسال الله تعالى ولا زال ادعوه الى ان يريحها ويرفعها الله تعالى لاعلى مقام ممكن لها . 
فشكرت الله سبحانه حيث لم يخيب املى في ادعيتي لها وقلت في نفسي عساني اكون قد جازيت احسان كلمتها الطيبة.
فرحمة الله عليها وعلى كل من تكلم بكلمة طيبة ؛ فادخل السرور بها على قلب انسان ورفع عنه عناء اتعاب الحياة0
(متابعة الذكريات) 
نرجع لمتابعة جهادي المستمر لجعل كل مقطع من حياتي وفق وصية رسول الله صلى الله عليه واله وان لم استطع فهذه نيتي اسال الله تعالى ان يتقبلها مني .
بعد ان اشتريت دكاني الصغير وارجعت دين خالي رحمة الله عليه ؛ اصر عدد من التجار بان يرسلوا لي البضاعة وانا ابيع ما رزقني الله سبحانه واُرجع اموال التجار ويبقى الربح الصافي لي ؛ وكلما اردت ان اسافر الى مكان ٍ معين سألت التجار ان ياذنوا لي 
فسالوني ولماذا تاخذ الاجازه 
قلت لهم قرات عن اهل البيت عليهم السلام ( ونقلت لهم ما قلته لخالي رحمة الله عليه ورواية اخرى وهي )
ان صاحب الدين لابد ان يستجيز في سفره من صاحب المال 
فتعجبوا من هذه الاحكام وبدؤا يتحسرون ؛ اشد الحسرة لهجرة مثل هذه الانوار ؛ التي لو عُمل بها لسعد الناس جميعا ؛ قلت لهم لقد ورد في ان اول ما استلم الحكم امير المؤمنين عليه السلام قال لشريح القاضي 
* وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
لِشُرَيْحٍ يَا شُرَيْحُ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ الْمَعْكِ وَ الْمَطْلِ وَ الاضْطِهَادِ وَ مَنْ يَدْفَعُ حُقُوقَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمَقْدُرَةِ وَ الْيَسَارِ وَ مَنْ يُدْلِي بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحُكَّامِ فَخُذ لِلنَّاسِ بِحُقُوقِهِمْ مِنْهُمْ وَ بِعِ الْعَقَارَ وَ الدِّيَارَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله يَقُولُ:
مَطْلُ الْمُسْلِمِ المُوسِرِ ظُلْمٌ لِلْمُسْلِمِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ وَ لا عَقَارٌ وَ لا دَارٌ فَلا سَبِيلَ عَلَيْهِ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لا يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى الْحَقِّ إِلا مَنْ وَزَعَهُمْ عَنِ البَاطِلِ .
فلما ذكرت هذا لاحد التجار تنفس الصعدا عاليا وقال اين انت يا امير المؤمنين روحي فداك؟؟

ـــًــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل 67
(نصيحة التاجر المغرور)

جائني احدهم ناصحا؛ بعد ان فتحت دكاني متوكلا على الله تعالى وقال لي:
انصحك ثلاث نصائح؛ بها تفوز في دنياك وتتفوق في تجارتك ؛ وان لم تستعمل نصائحي لابد ان تخسر وتتاخر في تقدمك مع أقرانك ؛ ففرحت من قوله ؛ وقلت له كلي آذان صاغية وانا بشكرك سباقا لحرصك على تفوقي ؛ فلما اتم نصائحه كلها ؛ وانا بين يديه كالميت بلا حراك ؛ بل كنت كالخارج من قبره يبحث عن مصيره ؛ حائر في عالمه المهيب المرتبك الجديد؛ وقد رأى الجن بعينه ؛ وابليس واعوانه ماثلين امامه ؛ أحق ما أسمع من هذا ؟!! ام انني نائم وساستيقظ من نومي واراه كابوسا من الاحلام كان ؛ فمر وولى عند ترك رقدتي.
كانت الدمعة كالصعبة تصارعني للخروج من عيني وانا احبسها بحبال الحياء والخجل واقول في نفسي لقد قضيت عمري في الدراسة من اول يوم فتحت عيني وعرفت نفسي ؛ والآن عندما اريد ان امسك بزمامها لتسير كمطية مطيعة لراكبها؛ واذا بهذا الناصح يلقيني ودابتي في مهوى حفرته ؛ بئر عميق وقعت فيه واذا انا بين لهوات افاعيه وعقاربه .
ماذا يقول ؟!
فتحت عيني وكاد من فتحها تخرج حدقتاي؛ ثم فركتها بيدي لأنظر اليه ؛ أهو انسان ام قوم من النسناس ام مارد هرب من أبالسته ؛ وجاء ليرضي ابليسه الاكبر في غوايته لي عندما رءاني صاغيا لوسوسته ..
ثم قلت في نفسي آه .... مسكين انا ؟! وكيف وقعت في فخه؟! ولماذا جئت للسوق لأسمع من هذا ما سطره باساطيره فيما قال لي ؟
وانا افكر بكل هذا !! والناصح ينظر لي ؛ وهو مُعجب باصغائي ومن نفسي التي تصورها قد وقعت في فخه ؛ و ظن اني ساطيعه بما امرني من خططه وحيلته ولكني تذكرت وتدبرت ورجعت لعقلي وقلت في نفسي يا جلال يجب ان لا تهرب امام هؤلاء بل الجهاد في السوق امام الوسواس الخناس هو نعم الجهاد يا جلال الم يقل الامام الصادق عليه السلام في كتاب الكافي :ج 5: ص 88 ِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ الْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّه‏ .
فوقفت كالأسد الجائع امام فريسته وقلت له :انك نصحتي قائلا:

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن