52_53

64 11 0
                                    

الفصل 52

(تجنب موارد التهم)

الان وقد بقي ان اذهب للتجارة ؛ فبحثت عن انواع التجارات لارى اي انواعها شجع عليه اهل البيت عليهم السلام اكثر؛ فوجدت ان اكثر ما شجع عليه اهل البيت عليهم السلام هو العمل بالعقار والاراضي ومن تلك الروايات وهي كثيرة ولها ابواب متميزة في المصادر االروائية الاصيلة :
**عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَنَّهُ قَالَ بَاشِرْ كِبَارَ أُمُورِكَ بِنَفْسِكَ وَ كِلْ مَا شَفَّ إِلَى غَيْرِكَ. 
قُلْتُ ضَرْبَ أَيِّ شَيْ‏ءٍ؟؟ قَالَ ضَرْبَ أَشْرِيَةِ الْعَقَارِ وَ مَا أَشْبَهَهَا .
* و عن الْأَرْقَطِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : لَا تَكُونَنَّ دَوَّاراً فِي الْأَسْوَاقِ وَ لَا تَلِي دَقَائِقَ الْأَشْيَاءِ بِنَفْسِكَ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ذِي الْحَسَبِ وَ الدِّينِ أَنْ يَلِيَ شِرَاءَ دَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ بِنَفْسِهِ مَا خَلَا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِذِي الدِّينِ وَ الْحَسَبِ أَنْ يَلِيَهَا بِنَفْسِهِ : الْعَقَارَ وَ الرَّقِيقَ وَ الْإِبِلَ .
و عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام قَالَ: ثَمَنُ الْعَقَارِ مَمْحُوقٌ إِلَّا أَنْ يُجْعَلَ فِي عَقَارٍ مِثْلِهِ . 
ممحوق لانه يهلك ويذهب ولايبارك له فيه الا ان يبيعه ليشتري به عقار اخر.
**وَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام: مُشْتَرِي الْعَقَارِ مَرْزُوقٌ وَ بَائِعُ الْعَقَارِ مَمْحُوقٌ . 
فكلما فكرت كيف ادخل في العقار ؛ والعقار يحتاج الى رأس مال جدا كبير؛ ثم ينبغي ان لا أحتاج المال الذي اشتري به العقار ؛ لان العقار قد لا يباع ويتاخر بيعه ولعل اكثر من يخسر في العقار هم من يشتروها بمال لا يستطيعون الاستغناء عنه ؛ فما الحيلة في هذه المدة التي ابقى فيها صفر اليدين لتاخر بيع ما اشتريت من العقار؛ اذن لابد ان اكون قنوعا بما استطيع العمل فيه فتحولت الى السبيل الثاني من التجارة وهو البيع والشراء .
كنت افكر كيف ابدء بالتجارة؛ ومن اي باب ادخل ؛ وكيف اهيئ المال لها؛ واذا بالوالد رحمه الله يتصل بي قائلا :
لقد اتصلت بابن عمك وعتبت عليه بما انت فيه وهم عنك غافلون فقال : ابعثه فالياتي لبيتي لارشده لعمل يقوم به .
وحينما ذهبت على العنوان وطرقت الباب جاءت زوجته وهي من ارحامي فقالت بترحيب حار ازالت معه عني عناء الخجل
فقالت: تفضل سياتي ابن عمك من العمل .
فكرت في نفسي للحظة واحدة هل ادخل ؟؟
لكن تذكرت :
اولا : ان اهل البيت عليهم السلام يمنعون عن ذلك اشد المنع كما في هذه الرواية 
عَنْ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ وَ طَلَبْتُ بَيْتاً أَتَكَارَاهُ فَدَخَلْتُ دَاراً فِيهَا بَيْتَانِ بَيْنَهُمَا بَابٌ وَ فِيهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ تُكَارِي هَذَا الْبَيْتَ ؟؟
قُلْتُ بَيْنَهُمَا بَابٌ وَ أَنَا شَابٌّ ؟! قَالَت: أَنَا أُغْلِقُ الْبَابَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ. فَحَوَّلْتُ مَتَاعِي فِيهِ وَ قُلْتُ لَهَا: أَغْلِقِي الْبَابَ.
فَقَالَتْ: تَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهُ الرَّوْحُ دَعْهُ. فَقُلْتُ: لا أَنَا شَابٌّ وَ أَنْتِ شَابَّةٌ أَغْلِقِيهِ .
قَالَتِ : اقْعُدْ أَنْتَ فِي بَيْتِكَ فَلَسْتُ آتِيكَ وَ لَا أَقْرَبُكَ . وَ أَبَتْ أَنْ تُغْلِقَهُ.
فَأَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ : تَحَوَّلْ مِنْهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ وَ الْمَرْأَةَ إِذَا خُلِّيَا فِي بَيْتٍ كَانَ ثَالِثُهُمَا الشَّيْطَان. 
ثانيا:
فان امير المؤمنين عليه السلام يقول :مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.
فامتنعت من الدخول مع اصرارها وبقيت خارج البيت حتي جاء موعد رجوع ابن عمي الى البيت 
فقال لي: ولماذا لم تدخل ؟؟
قلت له: لا احب الدخول بدون وجودك .
دخلنا الى البيت وتناولنا ما رزقنا الله سبحانه ثم قال : سمعت عنك تبحث عن عمل ؟؟
قلت: نعم .
قال: خذ هذا المبلغ واستعن به بما تحب .
قلت له : لا ابدا انما جئتك مقترضا للتجارة وليس لي حاجة بالصدقة ولا ان تترحم عليّ
فبكى ابن عمي ثم قال :

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن