54_55

78 15 0
                                    

الفصل 54
( لايباع البيت)
فاجاب خالي - رحمه الله - قائلا: "خالي اقرضك وانا حمّال لك"
«نص عبارته من غير زيادة ولا نقصان»
اخذت المال ورجعت الى البيت
فقالت لي السيدة : لماذا لم نبيع البيت حتى اذا ربحنا الكثير رجعنا فاشترينا بيتأ اخر فقلت لها:
يا سيدة نحن مهما اصابنا من ضيق يجب ان لا نفكر في بيع البيت ولاي سبب كان ولذلك اعتبره الشرع المقدس من مستثنيات الدين .
قالت : وما تعني بمستثنيات الدين ؟
قلت لها : اسمعي هذه القصة عن احد اصحاب الائمة عليهم السلام وكان ورعا تقيا متفق على جلالته بين جميع العلماء:
‏ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ رَجُلا بَزَّازاً وَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ عَشَرَة آلافِ دِرْهَمٍ فَذَهبَ مَالهُ وَ افْتقَرَ فَجَاءَ الرَّجلُ فَبَاعَ دَارا لهُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهم وَ حَمَلهَا إِلَيْهِ فَدَقَّ عَلَيْهِ الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: هَذَا مَالُكَ الَّذِي لَكَ عَلَيَّ فَخُذهُ .
فَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ فَمِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الْمَالُ وَرِثتهُ؟؟ قَالَ: لا. قَالَ:وُهِبَ لَكَ؟ قَالَ: لا وَ لَكِني بِعْتُ دَارِيَ الفلانِيَّ لاقضِيَ دَيْنِي .
فَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ: حَدَّثَنِي ذَرِيحٌ المُحَارِبِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: لا يُخْرَجُ الرَّجُلُ عَنْ مَسْقَطِ رَأْسه بِالدَّيْنِ ارْفَعْهَا فَلا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ اللهِ إِنِّي مُحْتَاجٌ فِي وَقتِي هَذَا إِلَى دِرْهَمٍ وَ مَا يَدْخُلُ مِلْكِي مِنْهَا دِرْهَمٌ
وفي رواية اخرى:
عن عُثْمَانَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّ لِي عَلَى رَجُلٍ دَيْناً وَ قَدْ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ دَارَهُ فَيَقضِيَنِي قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
أُعِيذكَ بِاللهِ أَنْ تخْرِجَهُ مِنْ ظِلِّ رَأْسِهِ .
فقالت لي: اذن ماذا ستصنع بالمال ؟
قلت لها : كما قرأت في الرواية المباركة :
* و لتكن دارك أول ما يبتاع و آخر ما يباع
لذلك فلا ابدء باي تجارة ان لم اشتر الدكان ؛ لانني ان استاجرت واصبح بيعي مباركا فسيطمع عادة صاحب الدكان وان لم اربح فمن اين آتي بالايجار لادفعه اليه ؛ ثم ان كثير من اصحاب الدكاكين لا يستطيعون ان يختاروا عملا معينا فيؤجرون دكاكينهم حتى اذا نجح المستاجر في كسبه اخرجه صاحب الدكان ليجلس في مكانه .
الآن وقد عزمت شراء دكان وان كان صغيرا قلت لابد ان استخير لان اهل البيت عليهم السلام قالوا :
وسائل‏الشيعة 8 79 7- باب كراهة عمل الأعمال بغير ....
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : مِنْ شَقَاءِ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ فَلَا يَسْتَخِيرَنِي .
قالت العلوية وهل ستستخير بالقرآن الكريم ؟ او ذات الرقاع او السبحة ؟
قلت لها: لايا سيدة ان هذه الاستخارات بهذا الاشكال التي ذكرتي هي احدى معاني الاستخارة وانما الاستخارة التي لا شك فيها بين الفقهاء جميعا هي الاستخارة بالادعية المنصوصة ومن ثم الاقدام على العمل بتوكل على الله تعالى ؛ او الصلاة ركعتين بنية الاستخارة .
قالت: ما هي الاستخارة بالرقاع ؟
فقلت لها : هي الاستخارة التي وردة عن الامام الصادق عليه السلام وهي اكثر الاستخارات اعتبارا من حيث السند وكَتبَ السيد ابن طاووس كتابا باسم فتح الابواب واكثرمواضيع الكتاب هو في عظمة هذه الاستخارة واهميتها في الغيبة الكبرى لانه كما ورد في التوقيع :
عن كتاب الإِحْتِجَاجُ، قَالَ كَتَبَ الْحِمْيَرِيُّ إِلَى الْقَائِمِ عجل الله تعالى فرجه الشريف يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ تَعْرِضُ لَهُ حَاجَةٌ مِمَّا لا يَدْرِي أَنْ يَفعَلَهَا أَمْ لا فَيَأْخُذ خَاتَمَيْنِ فَيَكْتُبُ فِي أَحَدِهِمَا نَعَمِ افْعَلْ وَ فِي الآخَرِ لا تَفعَلْ فَيَسْتخِيرُ اللهَ مِرَاراً ثُمَّ يَرَى فِيهِمَا فَيُخْرِجُ أَحَدَهُمَا فَيَعْمَلُ بِمَا يَخْرُجُ فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لا؟ وَ الْعَامِلُ بِهِ وَ التّارِكُ لَهُ هُوَ مِثْلُ الاسْتِخَارَةِ أَمْ هُوَ سِوَى ذَلِكَ؟ فَأَجَابَ عليه السلام الَّذِي سَنهُ العَالِمُ عليه السلام فِي هَذِهِ الاسْتِخَارَةُ بِالرِّقَاعِ وَ الصَّلاةِ .
والاستخارة الواردة عن العالم هي :
هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلاثٍ مِنْهَا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلانِ بْنِ‏ فُلانَةَ افْعَلْ
وَ فِي ثَلاثٍ مِنْهَا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلانِ بْنِ فُلانَةَ لا تفعَلْ
ثمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ :
أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ:
اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ
ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لا تفعَلْ فَلا تفعَلهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لا تفعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لا تَحْتاجُ إِلَيْهَا .
وحيث ان الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف امر بالعمل بها في توقيعاته لذلك فان بعض العلماء القدماء يحتاط لها فان خرجت افعل يعمل بها وان خرجت لا تفعل يتجنبها ولا يخالف ذلك .

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن