الفصل: 115(احتفال الخطوبة)
عن الليث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن جابر قال: لما أراد رسول الله أن يزوج فاطمة عليا قال له: اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثرك و مزوجك بحضرة الناس و ذاكر من فضلك ما تقر به عينك قال علي فخرجت من عند رسول الله و أنا ممتلئ فرحا و سرورا فاستقبلني أبو بكر و عمر فقالا ما وراءك يا أبا الحسن ؟؟فقلت: يزوجني رسول الله فاطمة و أخبرني أن الله زوجنيها و هذا رسول الله خارج في أثرى ليذكر بحضرة الناس ففرحا و سرا و دخلا معي المسجد فو الله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله و أن وجهه ليتهلل فرحا و سرورا فقال صلى الله عليه واله : أين بلال؟؟ فقال: لبيك و سعديك فقال : و أين المقداد؟ فلباه فقال: و أين سلمان؟ فلباه فلما مثلوا بين يديه قال: انطلقوا بأجمعكم إلى جنبات المدينة و اجمعوا المهاجرين و الأنصار و المسلمين فانطلقوا لأمره فأقبل حتى جلس على أعلى درجة من منبره فلما حشد المسجد بأهله قام صلى الله عليه واله :
فحمد الله و أثنى عليه و قال:
الحمد لله الذي رفع السماء فبناها و بسط الأرض و دحاها و أثبتها بالجبال فأرساها و تجلل عن تحبير لغات الناطقين و جعل الجنة ثواب المتقين و النار عقاب الظالمين و جعلني رحمة للمؤمنين و نقمة على الكافرين عباد الله إنكم في دار أمل بين حياة و أجل و صحة و علل دار زوال متقلبة الحال جعلت سببا للارتحال فرحم الله امرأ قصر من أمله و جد في عمله و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوته فقدمه ليوم فاقته يوم تحشر فيه الأموات و تخشع فيه الأصوات و تنكر الأولاد و الأمهات و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى يوم يوفيهم الله دينهم الحق و يعلمون أن الله هو الحق المبين يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا و من يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره يوم تبطل فيه الأنساب و تقطع الأسباب و يشتد فيه على المجرمين الحساب و يدفعون إلى العذاب فمن زحزح عن النار و أدخل في الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
أيها الناس:
إنما الأنبياء حجج الله في أرضه الناطقون بكتابه العاملون بوحيه و إن الله تعالى أمرني أن أزوج كريمتي فاطمة بأخي و ابن عمي و أولى الناس بي علي بن أبي طالب و الله عز شأنه قد زوجه بها في السماء و أشهد الملائكة و أمرني أن أزوجه في الأرض و أشهدكم على ذلك ثم جلس و قال قم يا علي :
و اخطب لنفسك فقال علي أأخطب يا رسول الله و أنت حاضر؟
فقال:
اخطب فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك تخطب لنفسك و لو لا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي ثم قال: أيها الناس اسمعوا قول نبيكم إن الله بعث أربعة آلاف نبي و لكل نبي وصي فأنا خير الأنبياء و وصيي خير الأوصياء ثم أمسك صلى الله عليه واله و ابتدأ عليه السلام فقال:
الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين و أنار بثواقب عظمته قلوب المتقين و أوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين و أبهج بابن عمي المصطفى العالمين حتى علت دعوته دعوة الملحدين و استظهرت كلمته على بواطن المبطلين و جعله خاتم النبيين و سيد المرسلين فبلغ رسالة ربه و صدع بأمره و أنار من الله آياته فالحمد لله الذي خلق العباد بقدرته و أعزهم بدينه و أكرمهم بنبيه محمد و رحم و كرم و شرف و عظم و الحمد لله على نعمائه و أياديه و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة إخلاص ترضيه و أصلي على نبيه محمد صلاة تزلفه و تحظيه و بعد فإن النكاح مما أمر الله تعالى به و أذن فيه و مجلسنا هذا مما قضاه الله تعالى و رضيه و هذا محمد بن عبد الله رسول الله زوجني ابنته فاطمة على صداق أربعمائة درهم و دينار و قد رضيت بذلك فاسألوه و اشهدوا فقال المسلمون زوجته يا رسول الله؟؟ قال : نعم قال:
المسلمون بارك الله لهما و عليهما و جمع شملهماــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل: 116((المهر))
حديث المهروكمقدره :
عن جابر الجعفي قال قال سيدي الباقر محمد بن علي عليه السلام في قول الله تعالى:
وَ إِذِ استَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ إلى قوله مُفْسِدِينَ أن قوم موسى شكوا إلى ربهم الحر و العطش فاستسقى موسى الماء و شكا إلى ربه تعالى مثل ذلك و قد شكا المؤمنون إلى جدي رسول الله فقالوا يا رسول الله عرفنا من الأئمة بعدك فما مضى نبي إلا و له أوصياء و أئمة بعده و قد علمنا أن عليا وصيك فمن الأئمة بعده فأوحى الله تعالى إليه أني قد زوجت عليا بفاطمة في سمائي تحت ظل عرشي و جعلت جبرئيل خطيبها و ميكائيل وليها و إسرافيل القابل عن علي و أمرت شجر طوبى فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب و الدر و الياقوت و الزبرجد الأحمر و الأخضر و الأصفر و المناشير المخطوطة بالنور فيها أمان للملائكة مذخور إلى يوم القيامة و جعلت نحلتها من علي خمس الدنيا و ثلثي الجنة و أربعة أنهار في الأرض الفرات و دجلة و النيل و نهر بلخ فزوجها يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لأمتك فإنك إذا زوجت عليا من فاطمة جرى منهما أحد عشر إماما من صلب علي سيد كل أمة إمامهم في زمنه فيعلمون كما علم قوم موسى مشربهم و كان بين تزويج أمير المؤمنين بفاطمة في السماء و بين تزويجها في الأرض أربعون يوما.[1]
فقلت للعلوية : وهل تعرفين ما هو الربط بين استسقاء موسى لقومه وسؤال اصحاب الرسول صلى الله عليه واله للائمة من بعده؟؟
قالت : افهم ان هناك ربطا بين الماء واهل البيت عليهم السلام قلت لها صح كما سابينه لك ..
حيث ان الماء في القرآن الكريم عُبر به عن الامام كما في سورة تبارك:
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِماءٍ مَعينٍ (30)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ قَالَ: إِذَا غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ جَدِيدٍ [2].
قالت العلوية: وهل ان جبرائيل عليه السلام هو الذي اخبر بزواج السيدة فاطمة سلام الله عليها ولم ينزل سواه؟
فقلت لها ليش قد نزل ملك عظيم واسمه ...[1] دلائل الإمامة: ص 19.
[2] الكافي: ج 1 ص 339.
أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...