37_38

117 20 0
                                    

الفصل : 37

((ارتعش وانا اكتب ))

كنت ادرس كتاب المكاسب للشيخ الانصارى في مدرسة الحجتية والتي ذكرتها لكم سابقا هي من اكبر المدارس العلمية في مدينة قم المقدسة ومن اشهرها وكان يدرس معي عند نفس الاستاذ سماحة الشيخ ناجي طالب والان هو عالم في لبنان ومن المقربين لسماحة السيد نصر الله حفظه الله ؛ وشيخ آخر هو الان من علماء البحرين فرج الله عنهم والسيد الطبسي وكان امام جماعة في الحسينية الكربلائية في قم المقدسة وتوفي رحمة الله عليه .
جاءني يوما سماحة الاستاذ وقال لي ان هناك احد العلماء من اقربائي يقول احب ان اقضي ديون سيد جلال أنظر كم هي ؟؟
ففرحت فرحا شديدا لان الهدية كان يقبلها رسول الله صلى الله عليه واله :
من‏ لايحضره‏الفقيه 3 299 باب الهدية ..... 
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَ لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ .
ولست باعز نفسا من جدي رسول الله صلى الله عليه واله ؛ وذهبت فرحا للبيت واخبرت العلوية وقالت لي : هل اخبرته كم ديونك ؟
قلت لها : نعم لقد اخبرته بان كل ديوني حدود 30 ألف تومان .
وبعد ايام جاء السيد الاستاذ وقال يقول السيد المتبرع انها كثيرة ظننت انها 5000 تومان فقلت له اليس قال امير المؤمنين عليه السلام 
في نهج البلاغة :
....فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ 
قال لا يقبل سماحة السيد المتبرع ويقول تصورت ان ديونه قليلة ولكن سيعطيك كتابا للبحث الخارج صححه له ويعطيك اجور التصحيح قبلت منه واخذت الكتاب وعندما بدأت بتصحيحه كنت ارتعش والله يشهد وامام العصر عجل الله تعالى فرجه كنت اضع يدي على ركبتي واكتب لأسيطر على ارتعاشه من جوعي ؛ وكنت اعاني كثيرا من تعبيره لانني كنت اجد مثلا هذه العبارة اهتيات واتاملها لدقائق كثيرة لاعرف ماذا يعني او عبارت سرات الى ان كنت بعد معاناة افهم انه يعني احتياط وصراط ؛ واخيرا اتممت الكتاب ولم يعطني اجرة الكتابة الا بعد هن وهن ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل : 38

(ادعو لموتاكم )

ان البيت الذي استاجره والدي – رحمة الله عليه – كان لانسان طيب الخلق للغاية واسمه (بيدار) صاحب مكتبة في مجمّع تجاري باسم "باساج صاحب الزمان" في شارع "جهار مردان" قرب مكتبة الاخ ابو زينب الكتبي ولازال موجود هناك ؛ هذا الرجل الايراني ادهشني خلقه لانني كنت في بعض الاحيان لا استطيع دفع اجار البيت لثلاثة اشهر وحينما اصادفه في نفس الشارع واتمنى لو فررت من امامه خجلا منه واذا به يلتفت لجهة مخالفة لي وكأنه لا يراني وبعد الثلاثة اشهر حينما اذهب لادفع له الاجار واذا به يقول لي الم تدفع الاجار ؟؟!!!
ويصر عليّ قائلا الم تشتبه ؟.
سبحان الله ما هذا الخلق الكريم !!!
كان بيته مباركا لي ومما حدث في بيته هذه القضية :
كان لي صديق وهو حامد عزيز علي العصامي وكان ابوه صاحب مطبعة الزهراء عليها السلام في شارع المتنبي في بغداد وامه من عائلة الشيخ الخليلي المعروف 
هذا المؤمن كان له نور في وجهه اتعجب منه ؛ ففي ليلة من ليالي الجمع ونحن في حرم الامام الحسين عليه السلام جاء ليوزع العطر على الزائرين وحينما وصل لي ومددت يدي اليه لاخذ العطر التفت الى نور وجهه كانه يشع منه الانوار ؛ كنت احبه كثيرا وكان مكان اجتماعنا الاخوي لله وفي الله في جامع الهاشمي الموجود الان وكنا نصلي خلف السيد حسين الصدر - حفظه الله تعالى – وعندما فررت الى الجمهورية الاسلامية في ايران بقي هو في العراق ونشرت الصحف العراقية اسمه وصورة سيارته الفولكه على انه مجرم فار يجب القاء القبض عليه واخيرا كان في شارع العمارة في النجف الاشرف فالقي القبض عليه وهناك وبعد التعذيب العظيم سمعت وانا في بيت الاخ بيدار في قم المقدسة بانه ذكر اسماء المؤمنين منهم اسمي واخيرا اعدم مستشهدا فرحمة الله عليه ؛ وعندما سمعت انه قد ذكر اسماء الكثيرين بسبب التعذيب الذي لا يطاق تذكرت هذه الرواية :
إرشادالقلوب 1 143 الباب الخامس و الأربعون في ولاية ال.........
و عن أبي عبد الله عليه السلام قال من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه و لم يصبه فهو في النار و من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون و آل فرعون في النار و من أعان على مؤمن بخطر كلمة لقي الله عز و جل يوم القيامة مكتوب بين عينيه هذا آيس من رحمة الله عز و جل .(انتهى)
فتالمت لحاله كثيرا وقلت ان دعاء المؤمن لاخيه في ظهر الغيب مقبول ان شاء الله تعالى :
الكافي 2 508 باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب .....
عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُنْدَبٍ فِي الْمَوْقِفِ فَلَمْ أَرَ مَوْقِفاً كَانَ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِهِ مَا زَالَ مَادّاً يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ حَتَّى تَبْلُغَ الْأَرْضَ فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا رَأَيْتُ مَوْقِفاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا دَعَوْتُ إِلَّا لِإِخْوَانِي وَ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام أَخْبَرَنِي أَنَّ مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نُودِيَ مِنَ الْعَرْشِ وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ مِائَةَ أَلْفٍ مَضْمُونَةٍ لِوَاحِدَةٍ لَا أَدْرِي تُسْتَجَابُ أَمْ لَا .(انتهى) 
فنويت ان ادعو له لاخلصه باذن الله تعالى وفي ليلة من الليالي وانا في بيت الاخ بيدار استيقظت لصلاة الليل وقلما اوفق لها ؛ واذا بي مرعوب خائف ولا اعلم ما دهاني فعند قنوت صلاة الليل اخذتني الدموع والبكاء وانا مرعوب ولا اعلم السبب وكنت اقول في القنوت يا رب انت الذي وعدتنا ان تستجيب دعاءنا لاخواننا وها انا حي بحولك وقوتك ولا حول ولا قوة الا بك يا رباه حنانيك سبحانك وتعاليت نجي اخي حامد مما هو فيه وهكذا كنت اقسم على ربي بكل عزيز عنده الى ان اكملت الصلاة وانتهيت من صلاة الفجر ونمت واذا بي ارى اخي حامد في المنام وسانقله لكم بدقة لان الكذب بالرؤيا له عذاب عظيم ومميز يوم القيامة :
الكافي 6 528 باب تزويق البيوت ..... 
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ثَلَاثَةٌ مُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ كَذَبَ فِي رُؤْيَاهُ يُكَلَّفُ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَ لَيْسَ بِعَاقِدٍ بَيْنَهُمَا وَ رَجُلٌ صَوَّرَ تَمَاثِيلَ يُكَلَّفُ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَ لَيْسَ بِنَافِخٍ .
وعن وسائل‏الشيعة 17 297 94- باب تحريم عمل الصور المجسمة ....
جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ثَلَاثَةٌ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً مِنَ الْحَيَوَانِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا وَ لَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا وَ الْمُكَذِّبُ فِي مَنَامِهِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَ لَيْسَ بِعَاقِدٍ بَيْنَهُمَا وَ الْمُسْتَمِعُ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ يُصَبُّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ وَ هُوَ الْأُسْرُبُّ.(انتهى) 
شاهدت في منامي كانني في الكوفة قريب بيتنا في منطقة السراي واقف امام بيت ام والدته وهو بيت الميرزا صالح الخليلي رحمة الله عليه مر حامد بنفس الدشداشة التي كان يرتديها حينما يزور الامام الحسين عليه السلام في كربلاء وهو مسرع في مشيه باتجاه النجف الاشرف اسرعت اليه وقلت بصوت عالي حامد بشر!! 
قال : اخلصت 
قلت له: شنو شفت ؟؟
قال لي : بعدين 
فكررت عليه سؤالي فقال :خلصت
واستيقظت من النوم فشكرت الله سبحانه على ان بشرني ربي تعالى بخلاصه وله الحمد انه ارحم الراحمين وصادق الوعد وهّاب حليم شكور ربنا هو حبيب قلوبنا فله الحمد الخالد بخلوده وصلى الله على محمد واله .

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن