123_124

43 6 0
                                    


الفصل 123
(زواج ولدي عبد المهدي)

اما ولدي عبد المهدي فهو من عشاق الامام الحسين عليه السلام وكانت العلوية تخالفه في طريقة الجزع على جده الحسين عليه السلام وكنت انقل لها هذه الرواية 
((أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول:
إن البكاء و الجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء و الجزع على الحسين بن علي عليه السلام فإنه فيه مأجور)) 
وعن كتاب نَهْجُ الْبَلاغَةِ، قَالَ عليه السلام عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله سَاعَةَ دُفِنَ :إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلا عَنْكَ وَ إِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلا عَلَيْكَ 
وان الامام الباقر عليه السلام قال عن الجزع
عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا الْجَزَعُ ؟؟قَالَ: أَشَدُّ الْجَزَعِ الصُّرَاخُ بِالوَيْلِ وَ الْعَوِيلِ وَ لَطمُ الوَجْهِ وَ الصَّدْرِ وَ جَزُّ الشَّعْرِ مِنَ النَّوَاصِي ....
وقلت لها اتركيه وامامه فمن تمسك به لا يخيب ويامن من لجأ اليهم عليهم السلام وقد قال الله سبحانه وتعالى :
وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ (69)(العنكبوت)
فانني اعرف ولدي ونيته فانه مخلص في جزعه على امامه فلا تقفي امامه مانعا فسيعاتبك الامام الحسين عليه السلام .
وعلمت ولدي على الصراحة بما ربيته وبما انشات معه علاقة هي الى الصداقة اقرب مما هي الى الابوة ولذلك لم يترك وسوسة في قلبه الا واباح بها لي وطلب علاجها مني الى ان جاءني يوما وقال :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل 124
(رد الاقرباء )

جاءني يوما ولدي وقال لي : 
يا والدي علمتنا على الصراحة وانا يا والدي اشعر بحاجة الى الزواج فقلت له : اصبر حتى اتكلم مع والدتك؛ ولما اخبرت العلوية قالت: انه صغير السن اتركه واعرض عن حاجته وطلبه؛ فقلت لها: سبحان الله التأريخ يعيد نفسه؛ وتريدين ان يعاني مثل ما عانيت ...لا ...لا ...ابدا ان الامام عليه السلام يقول: ان كان ابنك خلاف رضاك فاتركه اما هذا ابني فاني راض عنه لاحظي هذه الروايات المباركة:
:ولدك ريحانتك سبعا و خادمك سبعا ثم هو عدوك أو صديقك 
و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : دَعِ ابْنَكَ يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِينَ وَ أَلْزِمْهُ نَفْسَكَ سَبْعاً فَإِنْ أَفْلَحَ وَ إِلا فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا خَيْرَ فِيهِ 
و عن الصادق عليه السلام : قال دع ابنك يلعب سبع سنين و يؤدب سبعا و ألزمه نفسك سبع سنين فإن فلح و إلا فلا خير فيه .
ثم قلت لها: اسالك سؤالا وارجو ان تكوني معي صريحة ؛ان ولدنا قالها بصراحه بانه بحاجة الى زوجة فان لم نزوجه فكيف سيسد حاجته ويشبع رغبته ؟؟
لاشك سيسدها بما وراء ذلك واولئك هم العادون.
ثم انه ان اعرضنا عنه وملأ فراغ حاجته صديقا له واستذوق المعوج من السلوك فلن ولم نستطيع بعدها باقناعه بالزواج ؛ وان خضع لنا وتزوج فانه لا يشعر بطعم اهله كما لو انه تزوج ولم يلسع طعم وساوس ابليس واغرائاته .
وان وجد اللامبلات مني وهو قد صرح لي ؛ سوف لم يعيد الصراحة معي وان اصبح لنا مبهماً خسرناه اشد خساره .
وَ قَالَ صلى الله عليه واله :مَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا وَ قَالَ دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شَيْ‏ءٍ تَرَكْتَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ 
فقالت: افعل ما تراه صلاحا .
فخطبت له من بعض الاقرباء بناتهم وقالوا لي ان بناتنا صغار لا تصلح لابنك فقالت العلوية: كيف لم يسهل الله له الزواج ان كان يتقي الله بزواجه؟! 
والله سبحانه يقول: 
وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ؛ وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً 
قلت لها: اصبري ستعرفين لطف الله له وكيف سيسهل امره ان شاء الله .

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن