الفصل 73
(جفاف الحليب خير من جفاف الايمان)واخيرا ذهبنا للزيارة طالبين من امامنا عليه السلام النجاة من لسان الناس وكلامهم الجارح الشاغل لي عن دراستي والمحمّل الهمّ على اهلي ؛ كم من كلمة ادخلت الحزن على انسان فدعته يتلوى بالم جراح تلك الكلمة والمتكلم نائم على فراشه غافل عن عظيم ما ارتكبه من اذى لانسان :
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيمٌ (15)(النور)
مستدرك الوسائل 9 99 125- باب تحريم إيذاء المؤمن .....
وَ قَالَ صلى الله عليه واله : مَنْ أَحْزَنَ مُؤْمِناً ثُمَّ أَعْطَاهُ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَفَّارَتَهُ وَ لَمْ يُؤْجَرْ عَلَيْهِ
مستدرك الوسائل 15 127 14- باب استحباب تسمية الولد باسم حس
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا .
وبعد ان وصلنا ونذرت ان رزقني الله تعالى ولدا ان اسميه عبد المهدي ورجعنا من الزيارة وكلنا امل بامامنا عليه السلام بانه سيرزقنا الولد الصالح وبعد سبعة اشهر رزقنا الله تعالى ولدين توأمين ولم يكملا التسعة اشهر؛ وبقصة مشجية ومبكية - ولشدة مصابها لا اذكرها للقراء - مات احد التوأمين وكان اسمه جعفر وبقي من نذرنا ان نجعل اسمه عبد المهدي فلما مات جعفر قيل لي لا تخبر زوجتك لان حليبها سيجف ان اخبرتها ؛ فقلت لهم: لا اخبرها بشرط ان لا تسالني لانها ان سالتني واجيبها بالكذب فسيدر حليبها وينشف ايماني لان عاقبة الكذب اشد خطورة من جفاف حليبها وقد ورد في ذم الكذب الكثير ومنها ما ورد:
* عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَا أَبَا النُّعْمَانِ لَا تَكْذِبْ عَلَيْنَا كَذِبَةً فَتُسْلَبَ الْحَنِيفِيَّةَ وَ لَا تَطْلُبَنَّ أَنْ تَكُونَ رَأْساً فَتَكُونَ ذَنَباً وَ لَا تَسْتَأْكِلِ النَّاسَ بِنَا فَتَفْتَقِرَ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ لَا مَحَالَةَ وَ مَسْئُولٌ فَإِنْ صَدَقْتَ صَدَّقْنَاكَ وَ إِنْ كَذَبْتَ كَذَّبْنَاكَ
و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه يَقُولُ لِوُلْدِهِ : اتَّقُوا الْكَذِبَ الصَّغِيرَ مِنْهُ وَ الْكَبِيرَ فِي كُلِّ جِدٍّ وَ هَزْلٍ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَذَبَ فِي الصَّغِيرِ اجْتَرَى عَلَى الْكَبِيرِ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلوات الله عليه وعلى اله قَالَ: مَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ صِدِّيقاً وَ مَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَكْذِبُ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ كَذَّاباً
و عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِلشَّرِّ أَقْفَالًا وَ جَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلْكَ الْأَقْفَالِ الشَّرَابَ وَ الْكَذِبُ شَرٌّ مِنَ الشَّرَابِ
وعن دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ، قَالَ النبِيُّ صلى الله عليه واله أَرْبَى الرِّبَا الكَذِبُ وَ قَالَ رَجُلٌ لَهُ صلى الله عليه واله: الْمُؤْمِنُ يَزْنِي قَالَ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ الْمُؤْمِنُ يَسْرِقُ قَالَ صلى الله عاليه واله قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ الْمُؤْمِنُ يَكْذِبُ قَالَ لا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ .
فلما ذهبت الى العلوية سالتني كيف صحة جعفر؟ قلت لها : الحمد لله رب العالمين .
قالت : في تحسن؟
قلت الحمد لله
قالت: اخبرني بالحقيقة فقلت الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
فقالت : اخبرني هل مات؟! فقلت لها نعم .
فبدأت بالبكاء ونشف حليبها واعطاه الطبيب نوع من الحليب نادر الوجود لانه ولد لسبعة اشهر فكنت اتحمل الويلات للحصول عليه ففي ليلة من الليالي
أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...