الفصل 95
(الفراغ نعمة مكفورة)عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام : مَا ضَعُفَ بَدَنٌ عَمَّا قَوِيَتْ عَلَيْهِ النيَةُ .
اذاً فان طلب العلم يحتاج الى نية قوية وهذه النية هي اكبر عامل لمساعدة الانسان في طلب العلم والعالم بلا عمل وبال على المجتمع اليس قال الله تعالى في سورة الجمعة عن العلماء الذين لا يعملوا بما علموا: مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ
واخرى قال عن هؤلاء العلماء التاركين للعمل بعلمهم بانهم كاكلب :
وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
فليس المهم تكديس العلم بل العمل بما نعلم وان كان قليلا فان العمل بما نعلم يسبب لنا زيادة العلم ويولده كما ورد عنهم عليهم السلام :
عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ كَفَى مَا لَمْ يَعْلَمْ
و قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله : مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
وقال عليه السلام: المال تنقصه النفقة و العلم يزكو على الإنفاق
ومن كل ما تقدم يتبين ان الانسان ان عزم على طلب العلم لا يمنعه مانع الا ان يشاء الله سبحانه وان لم يسع لطلب العلم ويحبه فليس هناك اي دافع له وساحب اياه نحو صفحات الكتاب .
وان اكثر عمر الانسان في فراغ وطوبى لم عرف قدر عمره وفراغه فيه كما ورد : ٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ كَثرَةَ النَّوْمِ وَ كَثرَةَ الفَرَاغِ
وورد ايضا :
*حديثَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله: خَلتانِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهِمَا مَفتُونٌ الصِّحَّةُ وَ الفَرَاغُ
*الصِّحَّةُ وَ الفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَكْفُورَتَانِ
ولو حسبنا عمر الانسان ولنفرض انه يعيش لسبعين سنة :
لانه فيما بعد السبعين عادة تهجم عليه الامراض وانواع الضعف يتقاذفه كالكرة بين الصبيان لذلك نترك ما زاد على السبعين فمن اول ولادته الى بلوغه هو بين لعب الصبى والغفلة عن كل ما يراد منه لانه بعيد كل البعد عن بناء شخصيته ولازال في دور بناء كيان بدنه واما بعد البلوغ الى الثلاثين فهو في سكر الشباب :
كما قال امير المؤمنين عليه السلام :
875- ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال و سكر القدرة و سكر العلم و سكر المدح و سكر الشباب فإن لكل ذلك رياحا خبيثة تسلب العقل و تستخف الوقار
ثم ان ثلث عمر الانسان في النوم وعدة سنين يقضيها في الطرقات من بيته لمكان عمله ثم في اسفاره وحله وترحاله وعدة سنين يقضيها في اكله وشربه واستحمامه فكم يبقى من العمر لتعلمه وبناء آخرته
لذلك احاول ان استفيد من هذه النعمة المجهولة وهي الفراغ بين هذا وذاك من مشاغل الحياة ؛
مثلا عندما اذهب لشراء بضاعة من العاصمة حدود الاربعة ساعات انا جالس في السيارة استفيد منها في المطالعة والى ان ياتي المشتري اكون في الدكان فارغا وحينما حسبت ذلك الفراغ فكان حدود 4 ساعات وفي البيت وانا انتظر الغذاء حدود نصف ساعة وغيرها من الاوقات فلو استفيد منها كاملة لأصبحت من اثقف الناس وانا حاولة بكل محاولة بحول الله وقوته ان استفيد من الفراغ في هذه الفجوات الحياتية ؛ والحمد لله انهيت بها كثير من الدورات والاجزاء التي تحتاج الى وقت كثير
قالت : حقا ان الزوجة اللبيبة حينما ترى ان زوجها يهتم بالفراغ والكتاب تشعر ان عمرها ما ذهب منها ضياعا فاحب ان تقرا وانا اخيّط وانفق عليك.
نعم كنت اتاجر ولكن باعتباري الذي رزقني الله سبحانه عند التجّار واكثر النفقات تدفعها زوجتي بما يرزقها الله تعالى عن طريق الخياطة لبعض المؤمنات اللبنانيات الطيبات .

أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...