انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "

105_106

الفصل : 105

(النوم مع الضحك )

ان من الجدير بالابوين ان يشعرا اكبر المسؤلية بالنسبة لتربية الاولاد وان يحاولا بذل الجهد لاسعاد ابنائهم ومن الموارد التربوية لهم ان لا يدعوا الاولاد ينامون وهم يخوضون في بحر من الهم والغم والعناء لما يجدون من اختلاف الابوين او لما يسمعون من الاب ما ينقله من ههموم العمل لامهم وهم يسترقون السمع ويحترقون بلهيب الاختلاف ؛ ونقل لنا بان امير المؤمنين عليه السلام قام بعمل يجب ان يكتب باسطر من نور على وجنات الحور او على مقل العيون كما:

روي أنه عليه السلام اجتاز ليلة على امرأة مسكينة لها أطفال صغار يبكون من الجوع و هي تشاغلهم و تلهيهم حتى يناموا و كانت قد أشعلت نارا تحت قدر فيها ماء لا غير و أوهمتهم أن فيها طعاما تطبخه لهم فعرف أمير المؤمنين عليه السلام حالها فمشى و معه قنبر إلى منزله فأخرج قوصرة تمر و جراب دقيق و شيئا من الشحم و الأرز و الخبز و حمله على كتفه الشريف فطلب قنبر حمله فلم يفعل فلما وصل إلى باب المرأة استأذن عليها فأذنت له في الدخول فرمى شيئا من الأرز في القدر و معه شي‏ء من الشحم فلما فرغ من نضجه غرف للصغار و أمرهم بأكله فلما شبعوا أخذ يطوف في البيت و يبعبع لهم فأخذوا في الضحك فلما خرج عليه السلام قال له قنبر: يا مولاي رأيت الليلة شيئا عجيبا قد علمت سبب بعضه و هو حملك الزاد طلبا للثواب أما طوافك في البيت على يديك و رجليك و البعبعة فما أدري سبب ذلك ؟ فقال عليه السلام : يا قنبر إني دخلت على هؤلاء الأطفال و هم يبكون من شدة الجوع فأحببت أن أخرج عنهم و هم يضحكون مع‏ الشبع فلم أجد سببا سوى ما فعلت .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

لفصل : 106

((الوفاء بالوعد))

فقالت : الان اسالك امرا طرء في بالي عن تربية الاطفال وهو:

لو اختلفنا في حركة من حركات الاطفال أوتصرف من تصرفاتهم فماذا نعمل معه ومن يذكِّره بخطأه ؟
فقلت لها:
يجب ان نذكّره بعد ان اتفقنا بالرأي ويكون الاب هو المذكّر وتحفظ الام جانب الحنان ولو اختلفنا فيجب على الام ان تحفظ هيبة الاب امام الطفل ولا يختلفان امامه فيسقط حرمة الوالدين ولا يؤثر بهم اي موعظة ان شاهدوا هذا الاختلاف .
وَ أَطيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ 
ثم بعد ان نكون في معزل عن الطفل نناقش ما اختلفنا عليه ونتفق على الصواب ويكون الحاكم بيننا القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام :
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ في‏ شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْويلاً 
والاية الاخرى :
فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في‏ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْليماً 
ثم قلت لها واهم شيئ ان لا نعد الطفل بما لا نريد انجازه او لا نستطيع ان نفي له ؛ لان الطفل بهذا سيتعلم على الكذب والنفاق وخلف الوعد وتسقط شخصية الوالدين من عين الطفل وانه سوف لا يعتقد باي وعد؛ والقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام كلهم انما وعدونا للخير في الآخرة فكيف سيتيقن بالوعود وهو لا يعرف سوى ابويه وهم قد اخلفا الموعد معه وان وعائه الفارغ امتلئ بوعود كاذبة فسوف لا يستقبح الكذب لانه سيقول في نفسه لو كان الكذب قبيحا لما اخلف الوعد معنا ابونا لذلك فقد ورد عن 
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : أَحِبوا الصِّبْيَانَ وَ ارْحَمُوهُمْ وَ إِذَا وَعَدْتُمُوهُمْ شَيْئاً فَفُوا لَهُمْ فَإِنهُمْ لا يَدْرُونَ إِلا أَنَكُم تَرزُقُونَهُمْ .
وورد ايضا عن :
الصَّائِغِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام رَجُلٌ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ وَ إِنِ ائْتُمِنَ خَانَ مَا مَنْزِلَتُهُ قَالَ هِيَ أَدْنَى الْمَنَازِلِ مِنَ الْكُفْرِ وَ لَيْسَ بِكَافِرٍ .
وعَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَفِ إِذَا وَعَدَ .
* وعد اللئيم تسويف و تعليل
* الوعد أحد الرقين
* إنجاز الوعد من دلائل المجد
* الوعد مرض و البرء إنجازه
*ما أنجز الوعد من مطل به
*ا ذا وعدت فأنجز 
فالوفاء بالوعد للاطفال هو اساس مهم لتربيتهم ولاعتمادهم على الوالدين وللثقة بهم وبنفسهم ولقوة ايمانهم واعتقادهم بوعود القرآن الكريم والعترة الطاهره سلام الله عليهم .