الفصل 83
(الحج فقط لمن كتب اسمه)والحمد لله رب العالمين كنت اشعر وبيقين ان كل ما رزقت احد اولادي زاد رزقي ووسع الله علينا فتذكرت هذه الاية المباركه :
وَ لا تَقتلُوا أَولادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقهُمْ وَ إِيَّاكُمْ إِنَّ قَتلَهُمْ كانَ خِطأً كَبيراً
وهذا هو اشتباه الناس؛ الذين يرون ان الاولاد يمنعونهم رزقهم ؛ فيتسابقون مع من يحتملون ولادتهم ؛ بسرقة اللقمة من افواههم ؛ فتبا للانسان ان أساء الظن بربه الرزاق .
ومرت الايام علينا كسحاب الربيع جميل منظرها وسريع زوالها وانا سابح في بحر امنية الحج والعمرة ؛ فقلت للسيدة امنيتي ان نذهب الى العمرة ان شاء الله فقالت: وكيف نذهب ولايمكن الا ان نسجل للحج وبعد سنين عديدة ان اراد الله خروج اسمنا للحج فنستطيع حينها الذهاب ان شاء الله تعالى وهذا يطول الانتظار له فقلت لها: هذه الاسباب الطبيعية الظاهرية اما الواقع الباطن ليس هذه الاسباب ؛ وانما هي بيد الله تعالى كما ورد في الروايات عنهم عليهم السلام؛ ان من لم يكتب من وفد الحاج في ليلة القدر فلن ولم يذهب ومن كُتب له الحج فلا يمكن ان يمنعه لا اسم ولا رسم ابداً بل يذهب رغم القوانين المانعة له و مهما عملوا؛ ومن ذهب فلأن اسمه مكتوب وجرت الاسباب له بمشيئة الله تعالى.
فقالت: وهل يمكن ان يذهب احد للحج ولم يكتب اسمه او بالعكس فقلت لها: لا...... أبداً ؛كما في روايات اهل البيت عليهم السلام لا يذهب للحج الا من كتب اسمه في ليلة القدر وان اردنا الذهاب للحج فلابد ان نهتم بالامر في ليلة القدر المبارك ليسجل اسمنا من وفد الحاج
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ليلة القدر يكتب ما يكون منها في السنة إلى مثلها من خير أو شر أو موت أو حياة أو مطر و يكتب فيها وفد الحاج ثم يقضى ذلك إلى أهل الأرض فقلت إلى من من أهل الأرض فقال إلى من ترى
و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: مَن لَمْ يُكْتَبْ فِي الليْلَةِ التِي فِيها يُفرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ لَمْ يَحُجَّ تِلكَ السَّنَةَ وَ هِيَ لَيلَةُ ثَلاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لأَنَّ فِيهَا يُكْتَبُ وَفدُ الحَاجِّ وَ فِيهَا يُكْتَبُ الأَرْزَاقُ وَ الآجَالُ وَ مَا يَكُونُ مِنَ السَنَةِ إِلَى السَنَةِ . قَالَ: قُلتُ فَمَنْ لَمْ يُكْتَبْ فِي لَيلَةِ القَدْرِ لَمْ يَستطِعِ الحَجَّ؟؟ فَقَالَ : لا ؛ فَقُلتُ : كَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: لَسْتُ فِي خُصُومَتِكُمْ مِنْ شَيْءٍ هَكَذَا الأَمْرُ .
انظري هذه الملاحظة المهمة في الرواية وهي ان الامام عليه السلام قال في جواب السائل :
: ((لَسْتُ فِي خُصُومَتِكُمْ مِنْ شَيْءٍ هَكَذَا الأَمْرُ)).
وعلينا ان نتعلم من امامنا في ترك الخصومة والمنازعة ولا يكون همنا فقط ان نثرثر بالنقاش لنحاول اقناع المقابل باي شكل كان ولا ان يكون هدفنا ان نبين للطرف الاخر قدرتنا على النقاش مع العلم ان امامنا معصوم ومع ذلك اجاب بهذا الجواب .ـــــــــــــــــــــ
الفصل 84
(الدين للحج)وفي ليلة القدر ذهبت الى الحسينية النجفية وبنية ان اُسجَل في وفد الحاج وكنت اتوسل وابكي واطلب من الله سبحانه ان يُسجلني في وفد الحاج وبعد الشهر المبارك كنت جالسا في الدكان ؛ فجاء زبون وكان رجلا طاعنا في السن واسمه الحاج حسن حفظه الله تعالى
وكان يشتري البضاعة ليبيعها في دكانه الصغير؛ وبعد ان اشترى مرة من المرات قال لي : ابرأ ذمتي لاني اريد الذهاب للعمرة فاغرورقت عيناي بدموع الحنين للحج فقال لي الحاج حسن: لماذا تبكي وتتحسر على العمرة والحج ؛ وانت تستطيع ان تذهب الآن ان اردت؟
فقلت له: كيف وان الذهاب يحتاج الى التسجيل والانتظار الطويل؟!
قال : صحيح ولكن هناك قانون يسمح لك به ان تشتري من اي شخص يبيع سهمه لهذا العام فقلت له :
وانني لم اسمع بهذا القانون فقال: اذهب الى دائرة الحج ؛
) فتذكرت اخي ابو ميثم حيث نقل لي قائلا ان هناك رجل في مدينتنا كان يمشي في الطريق فساله رجل هل تعرف اين دائرة الحج والزيارة ؟ لاني اريد التسجيل للحج
ولما عَرّفَهُ العنوان قال المسؤول لاباس ان اذهب انا ايضا لأسجل اسمي؛ فهرع ذاهبا لدائرة التسجيل ولما وصل وسجل اسمه وانتهى جاء الرجل الذي سأله في الطريق عن عنوان هذه الدائرة فلما اراد ان يسجل قيل له : كان مكان واحد فقط وسُجل لهذا الرجل ؛ فتبين ان هذا المسكين الذي سأل عن عنوان هذه الدائرة كان سبب لتسجيل هذا المسؤول)
فاغلقت الدكان وذهبت الى الدائرة لأسأل عن الامر ورفعت رأسي نحو السماء وقلت : يارب انما اذهب وانا اعلم ان هذا غير ممكن ولا سمعت به وانما اذهب خوفا من ان يكون الامر خلاف ما اعتقد وتفوت الفرصة ؛ ولما وصلت للدائرة واذا بي اجد ازدحاما بالباب فقلت سائلا : ما هذا الازدحام؟؟
فقيل لي:انهم يبيعون سهامهم للحج لهذه السنة
ولا اطيل عليكم فكرت ان اشتري سهما ولكنني كنت مديون فقلت في نفسي هل يجوز الذهاب للحج مع وجود هذه القروض والديون في ذمتي؟؟
فلما راجعت الحكم ؛ واذا بي اجد ان نفس قضيتي موجودة وهي هذه الرواية:
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ عليه السلام عَن رَجُلٍ ذِي دَينٍ ؛ يَستدِينُ وَ يَحُجُّ ؟
فَقَالَ: نعَمْ هُوَ أَقضَى لِلدَّيْنِ
و قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِنِّي رَجُلٌ ذو دَيْنٍ أَفَأَتدَيَّنُ وَ أَحُجُّ؟؟ فَقَالَ : نَعَمْ هُوَ أَقضَى لِلدَّيْنِ .
و روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إن الاستدانة للحج أقضى للدين .
فاقترضت ما احتاجه للحج وتوكلت على الله تعالى والحمد لله رب العالمين حيث ذهبنا للعمرة في تلك السنة انا والسيدة العلوية ام مهدي ؛ فغفر الله للحاج حسن ودفع الله عنه البلاء لانه كان السبب في ان وفِقنا للعمرة التي كُتبت لنا في ليلة القدر المبارك .
فلما وصلنا امام الرسول الكريم صلى الله عليه واله فوقفنا من خارج المسجد النبوى ونحن نخاطب الرسول الكريم صلى الله عليه واله بحوائجنا وما نرجو ونامل منه صلى الله عليه واله .
أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...