43_44

85 15 1
                                    


الفصل 43

(ولا تزر وازرة وزر اخرى)

كان مبلغ البيت 150 ألف تومان على ان ندفع 60 ألف مقدمة والباقي 90 الف تومان ندفع في كل شهر 1800 تومان لصندوق " ذخيرة علوي" 
وطلبوا مني للاقساط شخص معتبر يضمني للبنك على ان ان ياخذوا منه القسط الذي لم ادفعه او اتاخر عن دفعه .
يارب اين اذهب ومن يضمني ولم اعرف الا شخص واحد وهو الاخ "علي اناركيوهو زوج بنت اختي ؛ ايراني الاصل من بلدة تسمى أنار ؛ فذهبت اليه وانا بين الخوف والرجاء.
فعندما اخبرته بالموضوع وطلبت منه ان يضمني وقلت له : اني دفعت المقدمة ولكن يحتاجون الى شخص معتبر يضمني ؛ ان امكن ان تساعدني لكي لا تذهب الفرصة مني.
قال حياك ساكون في خدمتك والحمد لله جاء الرجل معي - رحمة الله عليه - مات قبل سنتين تقريبا ؛ اي سنة 2009 والضمان كان حدود اواخر 1982م .
وعندما وقفنا انا وهو في البنك وانا فرح ومسرور باني رزقت من يضمني وكان على وشك ان يوقع قال له مدير البنك :
هل تعلم بانك ان وقعت سوف تدفع كل قسط لم يدفعه هذا السيد ؛ فكر قبل ان توقع .
يا الله اصفر لوني لانه سحب يده ونظر في وجهي قائلا :
سيد جلال انا ضمنت قبلك فلان - وهو من اقربائي القريبين- ولم يدفع الاقساط وخسرت ؛ والان اخاف ان اضمنك واخسر معك ؛ اريد ان افعل لك الخير لكن لا على ان اخسر انا ؛ سبحان الله ماذا اقول له ؟
قلت له :
اخ علي الزمان كشاف وهو يسفر عن وجه الحقيقة.
قال : وان لم تدفع فماذا ينفعني الزمان وكشفه للانسان وقد اصبحت من الخاسرين 
قلت له :هل تؤمن بالقرآن الكريم ؟
قال : نعم آمنت بالله ؛ كيف؟
قلت له : ان الله سبحانه يقول :
* قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغي‏ رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)(الانعام)
* مَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)(الاسراء)
* إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لا يَرْضى‏ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)(الزمر)
* وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏ إِنَّما تُنْذِرُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصيرُ (18)(فاطر)
وباعتباره ايراني لا يعرف عن العربية شيئ قال ترجم لي :
قلت له : ان الله سبحانه وتعالى يقول كل انسان مسؤول عن ذنبه ولا يمكن ان تؤاخذ اي انسان بذنب الاخر كما هي الزوجة الحاملة وان كنت تحبها وتعشقها لكنك لا تستطيع ان تحمل الجنين عنها ؛ كذلك كل انسان يحمل جنين الذنوب على ظهره وليس هناك احد يستطيع حمله عنه وان ادعى انني احمل ذنوبك فهو كذاب لان الله سبحانه يقول :
وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13)(العنكبوت)
فكيف تريد ان تؤاخذني بذنوب غيري ؟
اُعجِب كثيرا بالآيات وشرحي لها ثم ابتسم وقال يعني يوم القيامة انا مسؤول عن ذنبي ولا استطيع ان اقول فلان هو الذي ارشدني لهذه المعصية او الخلاف ؟
قلت له : لا ؛ وحتى ان قال لك انا احمل خطيآتك فسوف يحمل اثمك واثم إضلالك وانت تحمل اثمك ولا يغني عنك .
كنا نتكلم ومدير البنك يلح عليه ان فكر قبل التوقيع ؛ وانا متالم منه لانه يريد ان يمنع الخير ؛ ثم فكرت في نفسي قائلا : اليس الله سبحانه يقول في سورة الحديد :
ما أَصابَ مِنْ مُصيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا في‏ أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ 
(22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23)(الحديد)
اطمأن قلبي حينما ذكرت هذه الاية وقلت : حقا ان ذكر الله امان واطمانان :
الَّذينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)(الرعد)
واخيرا نظر في وجهي وقال :
ساوقع ؛ لانك عجبتني واعجبني فقاهتك ولكن ارجو ان لا تخيب ظني بك .
اعدت عليه نفس كلامي قائلا:
الزمن كشاف الحقائق ؛ 
ووقع الرجل فرحمة الله عليه ونور قبره واساله تعالى ان يحشره مع محمد واله بحق بركة الصلاة على محمد واله

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن