89_90

34 5 0
                                    


الفصل 89
قرن الطمع بالذل

لم يتركه الطمع حيث جاءني قائلا :
لماذا لا تذهب بنفسك لشراء البضاعة من العاصمة ؟!
قلت له: لانني اعتمد على اصدقائي الذين اعمل معهم منذ سنين .
قال: ولكنك مخطأ لانني حينما اذهب بنفسي لشراء ما احتاج اليه من البضاعات احصلها باثمان زهيده 
قلت له:صح ما تقوله ولكنني عندما اقيس ذهابي وما يذهب من عمري في حلي وترحالي وتفاوت السعر ؛ فاجد لو انني اخسر من ربحي هذا في قبال ما اغتنم من الزمن في ذهابي وعودتي وابيعه لزبائني بارخص مايمكن لي بان انقص ما ياخذه التجار مني لعدم ذهابي بنفسي فهو احسن لي وخير ؛ ولكنه لم يقتنع واخذ يحمِّل نفسه عناء الذهاب والعودة الى العاصمة والى ان غاب مرة اخرى؛ فسألت عنه قيل لي : انه اجهد نفسه وعادت له حالاته النفسية واخيرا أجر الدكان وذهب من عالم التجارة ولا اعلم ما هي عاقبة امره وحاله الان وهذا نتيجة الطمع الذي ناله حيث انه خالف القرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم اجمعين حيث ذموا الطمع باشد ذم وهنا ما ورد في ذم الطمع عن امير المؤمنين عليه السلام في كتاب غررالحكم :
* صلاح النفس قلة الطمع
* دلالة حسن الورع عزوف النفس عن مذلة الطمع
*عليك بالورع و إياك و غرور الطمع فإنه وخيم المرتع
* إياكم و دناءة الشره و الطمع فإنه رأس كل شر و مزرعة الذل و مهين النفس و متعب الجسد
*الطمع أول الشر
*الطمع مورد غير مصدر و ضامن غير موف
* بلاء الرجل في طاعة الطمع و الأمل
* من اتخذ الطمع شعارا جرعته الخيبة مرارا
* الطمع مذلة حاضرة
*الذل مع الطمع
*قرن الطمع بالذل
* من ملكه الطمع ذل
* أضر شي‏ء الطمع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل 90
(حب المساكين فخري و افتخاري)

حينما تحدثت بهذه القصة للعلوية ام مهدي قالت لي: الان حل الوقت ان اخبرك بما اخفيته عنك زمنا طويلا.
فقلت لها : وما اخفيتي عني ولماذا ؟
قالت اليس نقل عَنهُمْ عليه السلام : مَا كُلُّ مَا يُعْلَمُ يُقَالُ وَ لا كُلُّ مَا يُقَالُ حَانَ وَقتُهُ وَ لا كُلُّ مَا حَانَ وَقتُهُ حَضَرَ أَهْلهُ 
.قالت: اذن لم يكن من الضروري نقله اليك لانني اعلم انك لا تحتاج الى هذا الخبر وهو يؤذيك .
قلت لها وما سمعتِ ؟؟
قالت :كلما ذهبت الى بيت (.......) استهزؤا ببيتنا 
قلت لها:وباي شيئ يستهزؤن
قالت : ببعده عن مركز المدينة وكونه في محل يسكنه الفقراء قلت لها: 
ان اهل البيت عليهم السلام اكدوا على حب المساكين والفقراء كما ورد : 
يَا عِيسَى تزَيَّنْ بِالدِّينِ وَ حُبِّ المَسَاكِينِ وَ امْشِ عَلَى الأَرْضِ هَوْنا .
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: أَمَرَنِي رَبِّي بِسَبْعِ خِصَالٍ حُبِّ الْمَسَاكِينِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ أَنْ لا أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئا 
وعن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه واله على منبره : 
يا علي إن الله عز و جل وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك و صدق عليك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك‏ 
فانا افتخر ان اعيش بين احباب امير المؤمنين عليه السلام وان اكون منهم ان شاء الله 
و قلت لها:نحن اشترطنا في الخطوبة ان لا نتكلم سوى الصدق فاسالك وبماذا كنت تجيبيهم؟؟
قالت : كلما استهزؤا اقول لهم: والله ان الحجر الواحد من بيتي لا ابدله بكل زينة الدنيا 
قلت لها: اتتصورين ان الامام الرضا عليه السلام يختار لنا الردئ؟؟

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن