58_59

69 13 0
                                    


الفصل 58
(خجلت منها)
]فقلت لها :اطمئني فان الله سبحانه قال : ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَ الَّذينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنينَ
قالت: وانت غريب في هذا البلد وهذا العالم من التجارة الا تخاف أذى من لا حراجة لهم في الدين ؟
فقلت لها: إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
فقالت: وان فتحت الدكان وجلبت البضاعة ولم يباع فماذا ستصنع فقلت لها :
... وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ؛ وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً
وكنا في حينها لا نملك في البيت ما يبرّد الجو في ايام الصيف الحار؛ وشعرت بحرارة شديدة في البيت حينما كنا في نقاش وكانت الحرارة بشكل بحيث اشعل في قلبي نيران الحياء والخجل من زوجتي – كلما اذكر موقفها هذا احب ان ابكي لحالها ولخجلي ....
ففي يوم من الايام تركتني في الغرفة وخرجت الى ساحة البيت !
وما عرفت علة خروجها ولكن حينما فاجأتني بعودتها امسكت عيني عن هطول دموعها حيث انها لما احسّت باني خجلان من حرارة البيت المستعر ذهبت الى ساحة البيت والقت الماء على نفسها وملابسها وجلست امامي كالمتشهدة للصلاة وهي في ابتسامة عريضة وقالت:
انا بردانة ؛
الجو جيد؛
وانا ابدا لا اشعر بحرارة الجو اليس كذلك ؟ الا تشعر انت ببرودة الجو ؟.
ياله من منظر فكل قطرة من الماء الذي كان على شعرها وجسدها وملابسها كان يناديني انظر الى التضحية وادخره لمستقبل الايام حين تكون في سعة من المال والحال واخجل ان تنسى المعروف
وكلما اتذكر منظرها وهي جالسة امامي بهذا الحال اود ان ابكي رقة لها .
على اي حال ...........
وبالنتيجة فتحت الدكان وجلست وهو خال من اي بضاعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل 59
البركة في الحلال

كان دكاني في مجمّع تجاري خالي من الزبائن وكلما مر ملاء من الاصدقاء لامني ان اشتريت في هذا المجمع التجاري الخاوي وانا اقول لهم:
الله شهيد علينا وهو تعالى عالم بمكاني ويحيط بمرادي ويعلم ما توسوس به نفسي وهو اقرب اليّ من حبل الوريد ؛ وهو ارحم الراحمين ؛ وهو الرزاق ذو القوة المتين
و سألني بعض الاصدقاء مرة لماذا لم تبدء بالعمل ؟؟
قلت انتظر رزق الرزّاق ؟؟ ونقلت له رواية" أَبِي عُمَارَةَ الطَّيَّارِ " التي مرت في "الفصل 57"
في يوم من الايام جاءني احد الاصدقاء واقترح اقتراحا ؛ فكان اول بداية للخير علينا وله الحمد؛
قال لي : لماذا لا تبيع القرطاسية ؟؟
قلت له: لاعلم لي بكل انواع التجارة ؟
قال: انا ابيعك لتبتدء وتتعلم ثم سر على بركة الله تعالى .
وبدأت حياتنا الجديدة والتي تناسب ما انا فيه من حب العلم وطلبه. فاشتريت منه البضاعات الاولية التي استطيع ان اكون بها بائع للقرطاسية وبعد ذلك تعلمت طريقة الشراء من التجّار في العاصمة .
وماان ذهبت اليهم واشتريت لعدة مرات حتى قال احد التجار: اني عرفت منك الصدق فلا حاجة للمجيئ الى العاصمة بنفسك ؛ اتصل بنا هاتفيا ونحن نبعث اليك كل ما تحتاج اليه من البضاعة
فقلت له: وكيف ابعث ثمنه؛ وان مت قبل ان ابعث اليك بثمنه فكيف ستتعامل مع ورثتي ؟
قالوا : لاتفكر بكل هذا ؛ بع البضاعة وارسل الينا ثمنه ولك ورثة هم يسددونها عنك.
قلت لهم: هل ترضون ان يتحول الدين في ذمة الورثة؟؟
قالوا نعم .
قراءنا الاعزاء : نفس هذا السؤال الذي سالته منهم اشعل في نفوسهم شوق البيع لي وشكرت الله تعالى ان وفقني لابتداء تجارتي وقلت في نفسي سوف احاول ان لا ابيع شيئا فيه حرام لان ترك الحرام هو الدين الحقيقي كما قال امامي عليه السلام
عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ وَ أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ وَ أَزْهَدُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الحَرَامَ وَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أَزْهَدُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الحَرَامَ
فاخذت ابحث في الروايات وكتب الفقه عن الشراء بالدين على الاعتبار وهل ان اهل البيت عليهم السلام يرضون به؛ فان لم يرضوا به فساتركه تجنبا للحرام؛ وان يرضون به فلماذا احرم نفسي منه .
وبعد البحث حصلت على روايات صريحة في المقام والحمد لله رب العالمين

انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن