الفصل 21
((الفرج مع نفاذ الصبر))
رويدا رويدا بدأت تزول ... السحائب المظلمة بيني وبين والدي حينما رآني مستقيما على نيتي وعزمي لا يثنيني شيئ باذن الله تعالى ؛ فان كل ما تحملته فيما مضى هو مما عانيت من هوى النفس لان الجنس حالة انسانية مفروضة على الانسان ومهّد لها الشارع المقدس الطريق الصحيح لارضائها ؛ ولكن الشيطان جعل عن طريق اعوانه من الجنة والناس الكثير من الحواجز والموانع وبعد ان تتبعت الاسباب المعيقة عن الزواج وجدت ان ايادي اليهود من ورائها ؛ لان الشاب ان تزوج استقر وان استقر انتج وابدع ؛ وهذا ما يخافه اليهود ؛ ومع الاسف ان الكثير من الموالين اثرت عليهم نداءات اليهود باغلاء المهر وترك التبرك بالسهولة كما سياتي البحث فيه مفصلا .
وانا بعد ان صممت ان لا اتزوج رجعت عن نيتي وقلت:
يارب انا لا استطيع الصبر.... نفذ صبري؛ واذا لم تزوجني يارب ساقع فيما لا احب ولا ترضا انت يا رب العالمين ؛ والقيت رسالة في ضريح اميرالمؤمنين عليه السلام طلبت فيها منه عليه السلام ان يسرع في نجاتي من الهلكة !!
لاني قرأت عن الامام عليه السلام ان مع نفاذ الصبر ياتي الفرج كما :
عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام: أَنَّهُ جَاءَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ:
إِنَّ ابْنِي سَافَرَ عَنِّي وَ قَدْ طَالَتْ غَيْبَتُهُ عَنِّي وَ اشتدَّ شَوْقِي إِلَيْهِ فَادْعُ اللَّهَ لِي فَقَالَ لَهَا:
عَلَيْكِ بِالصَّبْرِ فَاسْتَعْمَلَتْهُ ثمَّ جَاءَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فَشَكَتْ إِلَيْهِ طُولَ غَيْبَةِ ابْنِهَا فَقَالَ لَهَا:
أَلَمْ أَقُلْ لَكِ عَلَيْكِ بِالصَّبْرِ؟!
فَقَالَتْ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَمِ الصَّبْرُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ فَنِيَ الصَّبْرُ؟!
فَقَالَ : ارْجِعِي إِلَى مَنْزِلِكِ تَجِدِي وَلَدَكِ قَدْ قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ فَنَهَضَتْ فَوَجَدَتْهُ قَدْ قَدِمَ فَأَتَتْ بِهِ إِلَيْهِ فَقَالَتْ:
أَوَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله؟ قَالَ: لَا وَ لَكِنْ عِنْدَ فَنَاءِ الصَّبْرِ يَأْتِي الْفَرَجُ فَلَمَّا قُلْتِ فَنِيَ الصَّبْرُ عَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَّجَ عَنْكِ بِقُدُومِ وَلَدَكِ[1] .كنا نسكن في بيت كبير وجميل في منطقة بين النجف والكوفة تسمى حي كندة
وله حديقة جميلة ولها رونق وصفاء بحيث كان ياتي بعض العلماء من النجف الاشرف ليجلسوا مع الوالد - رحمه الله تعالى - فيها واتذكر مرة سمعت عن السيد عبد الكريم الكشميري ارحمة الله عليه لمعروف في الاستخارات قال لوالدي: ان حديقتك هذه جنينة وكان ياتي في بعض الليالي الى بيتنا ليمسي هناك مع الوالد بجلساتهم الروحانية .
ان من المستحبات في اخر الزمان ان يسع الانسان بيته :
وسائلالشيعة 12 195
119- باب وجوب حفظ اللسان عما لا يجو
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِكَ وَ يَسَعُكَ بَيْتُكَ
وكان في بيتنا مطبخ له بابان احدهما مطلّ على الحديقة والباب الاخرى تفتح داخلالبيت .
والباب المطل على الحديقة من المطبخ فتح لي منه الامل المنشود .
حيث كان في ايران سيد من اصدقاء والدي واسمه السيد حسين السلطاني كان من علماء مدينة عبادان وقد درس في النجف الاشرف بعد هجرته من مدينة اصفهان ؛ وتعرف على الوالد من خلال جدي السيد عبد الغفار المازندراني الذي كان امام جماعة في جامع الهندي المعروف في النجف الاشرف وهو من اهم المساجد التي تقام فيها الصلاة لاهم الشخصيات عادة ولم يصل هناك اماما الا من كان معتمد العلماء في تلك الايام وهو ايضا معهد للدرس في حوزة النجف الاشرف ( وقد اشرت بالتفصيل لحياة جدي السيد عبد الغفار المازندراني في كتابي عن حياته رحمة الله عليه ) وكان هذا السيد يصلي خلفه ؛ ومن هنا تعرف على عائلتنا لانه كان يحب المرحوم المازندراني
فجاء لزيارة العتبات المقدسة في العراق ؛ واصر عليه والدي بانياتي الى بيتنا هو وعائلته وبناته .
ومن حسن التوفيق دفعتني المقدرات الربانية ان جئت انا ايضا في ذلك اليوم من مدرستي مركز الاشباح للاموات والتوابيت الخاوية والعصافير المزقزقة الى البيت ؛ وسالت زوجة والدي منهؤلاء؟؟
قالت: زوار من ايران من اصدقاء والدك .
فاردت ان ادخل الى البيت من المطبخ لكي لا ازاحم الضيوف ؛ من الباب المطل على الحديقة ومنه ادخل الى البيت .
ومجرد ان دخلت واذا بفتاة خلفها متجه نحو الباب مشغولة بغسل الصحون؛فهربت لكي لا تلتفت بدخولي ودخلت الى ساحة الدار واذا بزوجة والدي امامي !
قلت لها: ارجوك لا تفوّتي الفرصة واسرعي في خطوبة هذه ؛ لانني تذكرت رسالتي لاميرالمؤمنين عليه السلام .
أنت تقرأ
انتظار الخطوبة اذاب قلبي " مكتملة "
Romanceحينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل...