شعرت بغرابة كبيرة، واعدت نظري نحو اليكساندر. كنت اظن بأن قطيعه وحدهم من يخاطبونه بهذا الاحترام المبالغ به كونه الالفا خاصتهم، لكن مصاص دماء.. ولا يبدوا مصاص دماء عادي حتى.
"الا تظن بأنني كنت لطيفاً معكم ولم اقتلكم." خاطبه اليكساندر ببرود كبير لتسري قشعريرة بجسدي. رؤيته بهذا الشكل يمنحني شعورا غريباً وغير مريح.
نطق مصاص الدماء ذاك، "الفا ارجوك، ان نفينا من ارضنا اسوء بكثير من قتلنا.. اعلم بان افراد من شعبي خرقوا احد بنود المعاهدة لكنهم ميتون الان واظنه عقاب كافي لما فعلوه." كانت نبرته هادئة رزينة رغم ما تحتويه اسطره من قلق، انا لم اعلم بأن مصاصي الدماء قد يكونون بهذا القدر من الحكمة.
كل ما تخيلته عنهم تعطشهم لدماء، برود دمهم وافتقارهم لنبضات القلب. كل ما يرونه بنا هي وجبات خفيفة ومن الصعب تقييدهم بقوانين، هذا كان استنتاجي بسبب مصاصي الدماء الذين صادفتهم بحياتي.
لكن هذا الرجل، بطريقة ما يعطيك شعوراً بالراحة في التعامل معه.. او ربما بسبب وجود اليكساندر.
اليكساندر هو الفا قطيع المستذئبين، كيف له ان ينفي شعب مصاصي الدماء بأكمله؟ ليس للمستذئبين اي قوة في التحكم بشعب كائنات اخرى.. هذا غريب!
رد اليكساندر بذات البرود والقسوة وهو يضيق قبضته على معصمي، "ان كان ملك مصاصي الدماء لا يستطيع التحكم بشعبه وتعليمهم كيفية احترام القواعد، فانا استطيع.. صدقني بعد ان يصبح شعبك مشرداً، لن يخرقوا اي قاعدة او امر لك." بدى صوته خاليا من العاطفة، بجدية يبدو مخيفاً هكذا.
صدمني الموقف، لكنني لا اعلم ايهما كان صادما اكثر، البرود المخيف الذي احاط اليكساندر، ام نفي شعب بأكمله فقط لانهم قاموا باختطافي.. او لانهم اخترقوا قوانينه.
رد ملك مصاصي الدماء، "الفا، انا اتفهم شعورك.. كونهم اختطفوا شيئاً خاصاً بك، حتى انا لم اكن اعلم بانها لونا قطيعك. امنحنا فرصة اخرى."
تجاهلت المصطلح الغريب وركزت على 'شيء خاص بك'. "هل دعوتني لتو بالشيء؟!" هربت الجملة من فمي دون تفكير وانا ارفع اصبعي السبابة ناحيتي بلا تصديق.
نظر لي اخيراً بدهشة كأنه لاحظني لتو فقط. بادلته تحديقه بقوة ولم ابعد نظراتي الغاضبة بلا خوف، لاحظت تعابيره المندهشة، عيناه الزرقاء البحرية المتسعتان بخفة تحدقان بي ليس لهيئتي بل في عيناي كأنه ينظر لداخلي.
لوهلة شعرت بالبرودة المحببة تسري في جسدي، لاعقد حاجباي اكثر. هذه القوة الغبية تخرج وتفرض سيطرتها بكثرة، ان خرجت الان اعتقد كلاهما سيفقدان حياتهما.
قبضت يدي بقوة محاولة السيطرة عليها واخمادها لانجح.
اخترقت طبلة اذني زمجرة اليكساندر المفاجئة، ليبعد ملك مصاصي الدماء ذاك عيناه عني بتوتر، كانه انتبه لنفسه لتو. اللعنة، اكان عليه فعل ذلك بجانب اذني.
أنت تقرأ
Ice Shards||شظايا الجليد
Werewolfهي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل... ولم يكن يجدر بمثلها التواجد في هذا العالم. قوية ، حارقة كالنار، باردة كالثلج. لم يكن الظلام والنور...