وقفت بسرعة وانا انظر ناحيته بعينين متسعتان، منذ متى وهو يقف هناك؟ هل سمع كل شيء قلناه عن ايفيلين؟
وقف لوكاس بتوتر وهو ينقل انظاره بيني وبين اليكساندر، نظف حلقه ليهمس لي بارتباك، "انا.. سأغادر." ثم سار نحو الباب ليخرج ويغلقه خلفه. ذلك السافل وضعني في مشكلة وهرب.
نظرت الى اليكساندر بصمت، كانت تعابيره لا تفسر.. مزيج من الألم والغضب والحزن.. لا يعلم ان كان يجدر به ان يحزن لأنها ضحت بنفسها لأجله او لأنها في المقام الأول لم تكن لتضطر لفعل ذلك لو انها لم تتحالف مع الاب بيتر وتخنه.
"اليكساندر الامر هو.."
قاطعني قائلاً بنبرة صوت باردة وقاسية، "هل كل ما قلتما صحيح؟" بدى انه يحاول ان يخمد مشاعره ويرسل فكرة ان شقيقته الصغرى ماتت لأبعد جزء في دماغه. أهكذا يتعامل مع المه؟
هو يزيد الوضع سوءً فقط.. هو فقط يذكرني بنفسي. كنت اتعامل مع كل شيء مؤلم بهدوء.. ابعد المي واتجاهل الحقيقة بل حتى لا اسمح لدموعي بالنزول. لطالما شعرت بأن هذا هو الامر الصحيح لفعله لكنني الان اشعر بأنه ابعد ما يكون عن الصحيح حينما انظر لاليكساندر.
والحقيقة هي اننا احتجنا لأحد بجانبنا فقط، شخص يبقى بجانبنا حتى ان تخلى عنا كل من حولنا، وبدل ان يكرهنا لأخطائنا.. يقف بجانبنا لتصحيحها. هذا كل ما كان يحتاجه الامر لنشعر اخيراً اننا بخير.
تقدمت عدة خطوات منه بصمت حتى وقفت امامه تماماً. ان الكذب الان لن يفيد بشيء. امسكت يده بصمت لثواني، رفعت عيناي لأحدق بعينيه حالكتا السواد لأقول بنبرة حانية خرجت بتلقائية من حنجرتي، "نعم صحيح.."
عقد حاجبيه ولمعت عيناه، لكنه فقط ابتسم.. ابتسامة باهتة لم يجدر بها الظهور على ملامحه الجميلة.
اقتربت منه لأمحي المسافة بيننا واحيط عنقه بكلتا يداي واعانقه بقوة وبدى من ردة فعله انه أراد هذا العناق بشدة، احاد يديه حولي ليبادلني العناق بقوة. أغمض عيناه ليحشر وجهه برقبتي وبدى هذا فعالاً للغاية لتهدئته.
همست له بهدوء، "اعلم بأن الوقت ليس مناسباً لنشعر بالحزن لكن.. حتى برغم ما فعلته هي تستحق ان تشعر بالحزن لأجلها.. فهي لم تكن لتفعل ما فعلته لو انها لم تشعر بالندم."
شد يديه حولي أكثر لأكمل، "ليس عليك اظهار هذا امام أي أحد عداي.. سأكون بجانبك حت في أضعف حالاتك. ليس عليك ان تكون الالفا امامي بل فقط اليكساندر."
"هل تعلمين.." همس بصوت منخفض للغاية، شعرت بشفتيه تتحرك ضد رقبتي لأشعر بجسدي بأكمله يتوتر. أكمل كلامه بذات نبرته، "الشخص الوحيد الذي كان يقول لي هذا كانت امي.. وكان هذا منذ زمن طويل للغاية... لدرجة أنى لم اعد اذكر ما كانت تقوله تحديداً ولا حتى ملامح وجهها.."
أنت تقرأ
Ice Shards||شظايا الجليد
Kurt Adamهي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل... ولم يكن يجدر بمثلها التواجد في هذا العالم. قوية ، حارقة كالنار، باردة كالثلج. لم يكن الظلام والنور...