Chapter 44

98.4K 6.5K 3.5K
                                    

اختفت ابتسامة سايمون، رمقني بعينيه لجزء من الثانية. ليغمض عينيه منحنياً لبيتراوس ويحتل كل انش منه البرود الشديد وكأن مشاعره فجأة تبخرت في الهواء.. وبقي منحياً متصنماً بمكانه.

بجدية بيتراوس، ما الذي تفعله بهم؟

رسمت على وجهي تعابير باردة وحادة لاستدير نحوه. لا انكر انني اشعر ببعض الخوف منه، لكنه على عكس المجنحين لا يستطيع الشعور بالمشاعر السلبية والشكر للإلاه.

حدقت ببيتراوس بحدة. كان يقف بطوله وهالة الخطر تخرج من كل انش منه، بدى بالعقد الثالث لكنني اراهن انه اكبر من ذلك بكثير. شعره شديد السواد كالليل جعله يبدو حتى اصغر مما يبدو عليه، عيناه ذوات اللون الازرق البارد كخاصتي ولوكاس كانتا ترسلان تحذيراً صريحاً لأي شخص ينظر لهما، ممتلئتان بالقوة والقسوة والبرود.

بدى بمظهره هذا وكأن لا شيء يمكن ان يزعزعه ابداً، مهما اجتمعت كائنات الارض ضده.

"ما الذي تخطط له بيتراوس؟" سألت مختصرة كل المقدمات التي قد تخرج من فمه.

اتسعت ابتسامته المتكلفة القاسية ليتقدم نحوي بخطى بطيئة. "اخطط لوضعك بمكانك الصحيح.. الا تريدين ذلك؟ خلقتي لتكوني الوريثة انظري لنفسك جيداً.. انت مثلي تماماً، مكانك بجانبي."

رددت ابتسامته المتكلفة قائلة، "لا اظن بأن جانبك يتسع بما يكفي لي.. الا تظن؟" لم تمحى ابتسامته بل بدى واثقاً للغاية من نتائج ما يفعله.

وقف امامي مباشرة لينظر لي بلا مشاعر، كأنني احد الاسلحة التي حازها اخيراً لكن تعاني من تلف صغير يسهل اصلاحه! "مليئة بالمشاعر.. فقط كوالدتك. اعتقد بأنها ضريبة ما اردتك ان ترثيه منها، لكن يمكننا اصلاح ذلك."

هربت من فمي ضحكة خفيفة ساخرة لتزول ابتسامته، "هل تظن حقاً بأنني سأقف بصفك واساندك؟ حتى ان خسرت مشاعري لن اعيرك قواي ابداً."

"من قال اي شيئ عن الإعارة؟ انا سأخذها بأكملها عزيزتي.." رفع يده ليمسك ذقني بخفة.

"انت لا تستطيع سلبي قوتي.. والسحر لا يؤثر بنا. لن تجدي محاولاتك." قلت ببرود لارمقه بسخرية، لكنني من الداهل اشعر بقلقي يزداد. هو حتماً لا يستطيع سلبي قوتي، وهذا كان واضحاً بسبب سايمون.

فلما سيدفن قوته بداخله ان كان يستطيع اخذها؟

شد بيده على ذقني بقوة ليقول بتعابير مخيفة، "لا.. لكنكي من سيعطيني اياها."

اتسعت عيناي بدهة، "ما الذي.."

قاطعني مبعداً يده متراجعاً عدة خطوات. "ولفعل ذلك يجب ان نتخلص من مشاعرك اولاً." رفع يده للاعلى ملصقاً ابهامه بسبابته..

اتسعت عيناي بصدمة. لم اكد اتحرك خطوة للخلف ليثبت جسدي مكانه غير قادرة على تحريكه، نظرت للاسفل بصدمة.. سلاسل حمراء كالدماء خرجت من الارض محيطة اياي مثبته جسدي بمكانه.

Ice Shards||شظايا الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن