وقفت كاناليا ذات السبع سنوات بمكانها دون حركة، ورغم ان الجروح كست ذراعيها وقدمها الذي سبب تمزق بنطالها الا ان هذا كان اخر همها. هي فقط وقفت هناك تحدق بوالدتها القابعة امامها بغير تصديق.
كانت قد عادت لتوها من عند هيكلر بعد ان انهيا درس اليوم. فتحت شفتيها ببطء وهي ترمق والدتها بقوة، "انتِ تكذبين."
عبست والدتها بغضب بينما الدموع تنهمر من عينيها، سارت نحوها لتمسك ذراعها بقوة وقسوة جارة إياها خلفها لتقول بغضب، "هل تظنينني اتيت هنا لأمزح معك لتأتي معي، انا لم اردك ولن اريدك يوماً.. ولو لم يكن طلبه الأخير ان اعتني بك لما عدت ابداً."
رفعت يدها الأخرى تمسح دموعها بقوة لتكمل دون ان تنظر لكاناليا وكأنها تخاطب نفسها، "هذا كله بسببك.. لم نكن لنصل لهذه النقطة لو لم تولدي.."
توقفت ذات السبع سنوات عن المقاومة، بل بالأصح لم تعد تعي ما حولها او الى اين تقاد.. فالشخص الوحيد الذي كان يهتم لها كان جدها.. والان هي فقدته.
كان الشيء الوحيد الذي دار في عقل تلك الصغيرة ان هذا كله ليس عادلاً.. لما لم تمت خالتها او والدتها او أي أحد آخر.. لماذا كان على الشخص الوحيد الذي اشعرها بأنها شخص حي أن يموت؟!
ولم تعِ بنفسها الا ووالدتها تجرها خارج سيارة سوداء، هي لم تدرك حتى متى دخلاها وكم مر من الوقت.. هي فقط شعرت بالفراغ.
تركت كاثرين ذراعها بقسوة ما ان دخلا منزلاً غير مألوف بالنسبة لكاناليا، لتنطق ببرود لها، "كاناليا، هذا هو توماس وابني مايكل.. سيكون هذا منزلك من الان وصاعداً."
رفعت كاناليا عيناها الفارغتين لهما تحدق بهما من غير أي حرف. كان الرجل المدعو توماس يرمقها بحاجبين معقودين غير مسرور لما آلت اليه الأمور، اما الصغير الواقف بجانبه المدعو مايكل كان يرمقها بعينين متلألئة ليخاطب امه بحماس طفولي، "أمي من هذه؟"
"انها.." توقفت لوهلة غير عالمة بما تقوله لصغيرها، بل لم ترد حتى ان تفعل. كانت في ذلك الوقت كاناليا ذات سبع أعوام فقط.. لكنها فهمت تماماً تصرف والدتها وذلك الرجل المدعو توماس.. هي كانت تعلم.
"انها اختك الكبرى كاناليا."
تجمعت الدموع في مقلتيها لكنها ابداً لم تسقط.. سيكون هذا اخر ما ستفعله امام والدتها من الان وصاعداً. ومنذ ذلك اليوم.. كل شيء عاد لما كان قبل ان تلتقي بجدها بل أصبح اسوء بأضعاف.. لأنها علمت ما تعنيه كلمة والدين.. كانت ترى ذلك بمعاملة توماس وكاثرين لمايكل.
لكنها لم تكن جزء من تلك العائلة مطلقاً.
~Canalia (كاناليا)
وقفت بمكاني أحدق بذلك الرجل العجوز الواقف عند الباب. كان ينظر لي بابتسامة حنونة ومشتاقة وعينين خضراء ذابلة، يمسك بيده اليمنى عصى مصنوعة من خشب بني قوي وغالٍ، كان يتكئ عليها بخفة. وكان كل ما نطق به منذ ان دخل كان اسمي.
أنت تقرأ
Ice Shards||شظايا الجليد
Werewolfهي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل... ولم يكن يجدر بمثلها التواجد في هذا العالم. قوية ، حارقة كالنار، باردة كالثلج. لم يكن الظلام والنور...