الفصل الخامس (اقتحام) لاتؤذوني في عائشة ٢

85.9K 5.8K 279
                                    

الفصل الخامس (اقتحام)
هل تحلمون بالسعاده يا شياطين الأرض؟!
إنه توهم كبير.... هل تظن من يزرع الألم في أراضي غيره يحصد الأمل من أرضه!
اختارتم المال وتسابقتم لتكونوا ذئاب تنهش في الغير بلا شفقه... تتصارع فقط من أجل أن تكون في المقدمة.
دمرتم حياه كامله وخلقتم وحشا ظن أن الكون عتمه ولايوجد للنور مكان به والآن تطلبون رحمته.
كيف تطلبونها والقسوه كانت بذرتكم التي وضعتوها بداخله عنوه.
والآن حان دوره لتتساقطوا أمامه واحدا واحدا لا شفقه... لا رحمه...فقط يوجد قانونه.
ظلام عينيه سيحل عليكم وعتمة قلبه ستقتل قلوبكم وراحته لن تعود إلا بهلاككم.
وتدور الحرب وتتطاحن أفرادها فهل يفوز هو؟!
أم يكون ظلامكم أقوى من الضوء الذي يحارب بإستماته لإصلاح الوحش؟
ياصاحب القلب المظلم بل يامن تحارب لتترك الظلام لا تترك يدي.

عياده طبيبة نسائية مرموقه... المقاعد مرصوصة بعنايه ليجلس عليها المرضى في انتظار دورهم ولكن لا أحد المكان خالي من البشر عدا هما
تجلس هي بتضجر ترمقه بضيق واضح بينما هو يحاول كتم ضحكاته بصعوبة على هيئتها هذه فنطقت هي بملامح مقتضبه : اضحك اضحك!
رفع حاجبه الأيسر وابتسم نصف ابتسامه هاتفا بخبث : اضحك ليه هو في حاجه بتضحك؟!
أردفت بغيظ : يعني خرجتي والبسي ياعائشة وهاخدك معايا... وقولت اول مره يحن عليا اتاري الباشا هيعمل اللي في دماغه برضو وجايبني هنا.
قطع حديثها المتضجر صوت الطبيبة الهاديء : اتفضلوا.
قامت عائشة لتتوجه نحو الغرفه وتبعها هو حتى استقروا في الداخل فأشارت لها الطبيبه هاتفه  : اتفضلي ارتاحي مدام عائشة.
رمقتها عائشة بإستغراب فوجهها يبدوا عليه النوم وعينها تكاد تنغلق من الإرهاق فأردفت : هو حضرتك تعبانه؟!
_لا أبدا بس أنا مبصحاش بدري كده.
هتفت عائشة بتعجب : طب وايه اللي صحاكي؟!
ودت الطبيبه لو قالت انه ذلك المتجبر  الذي يقف أمامها بكل شموخ وأن اللعنه صابتها حين اختارها هي لتتابع زوجته طوال فترة حملها ولكن
قطع شرودها صوته : ايه يافرح هتنحي كتير ولا ايه!
حمحمت بإحراج في حين وكزت عائشة حامي في كفه وهى ترمقه بعتاب.

هتفت "فرح" بحماس لتلك الجالسه أمامها : حضرتك عرفتي نوع الجنين؟!
مطت عائشة شفتيها ناطقه بأسف : لا لسه
_طيب ايه رأيك اعملك ....
قاطعها حامي مردفا بجمود : احنا مش عايزين نعرف نوعه... اطمني عليها بس وشوفي حالتها.
استدارت له عائشة مسرعه ترمق ملامحه الجامده فاانقبض قلبها وعضت الطبيبة على شفتيها من تحوله هذا قطع هو كل هذا حين نطق : هستناكي بره لحد ما تخلصي.
ثم سريعا ماهرول من الغرفه وكأنه يهرب من خوف يلاحقه..... تابعت "فرح" رحيله بهدوء ثم سريعا ما جلست جوار عائشة هاتفه : هو في مشاكل بينكم؟!
مسحت عائشة دمعه فرت من عينها مردفه : لا ولا حاجه.
تنهدت "فرح" عاليا ثم اعتدلت في جلستها وهي تقول : انا اسفه على تطفلي بس اول مره لما جتيلي المستشفي وعرفت انك حامل جوز حضرتك اتجنن وطلب ننزله بس انا قولتله انك لو نزلتيه مش هتقدري تخلفي تاني علشان أمنعه يعمل ده.... بعدها اتصدمت انه بيحجزلك معايا هنا في العياده علشان اتابع حالتك ولما عرفت هو مين وانه "حامي العمري" استغربت ودلوقتي استغربت اكتر.
حركت عائشة رأسها هاتفه بتعب : استغربتي ليه بقى.
هتفت فرح بتردد : اصل انا اسفه يعني واحد زي حامي العمري بكل ال هيلمان اللي عنده ده وفلوسه اللي ملهاش آخر ايه اللي هيخليه يرفض انه يجيب طفل.... ده في ناس بتتمنى نقطه في بحر الفلوس دي علشان تعمل عمليه وتقدر تخلف.
سخرت عائشة ضاحكه وهي ترمقها بنظراتها اللامعه : الفلوس مش حاجه في حجات تانيه اهم من الفلوس بكتير .... وهو مش رافض الطفل ولا حاجه شوية مشاكل بس هنحلها سوا ومتشكره جدا على موقفك قبل كده في المستشفي.
ابتسمت "فرح" بأدب وهي تقول : طيب نبتدي الكشف بقى.
بدأت في ممارسة عملها بعدما ارتخت عائشة لتتيقن من أن كل شيء على مايرام... انتهت مما تفعله وهي تهتف بعمليه : لا كويس جداا... حضرتك صحتك كويسه والجنين كمان كويس بس في شوية حجات هكتبلك عليها تستمري عليهم الفتره دي.. وياريت نقلل من الحركه الكتير الفتره دي بالذات
سمعت الصوت المميز لهاتفها فهمست ب : ثواني.
فتحت هاتفها لتجد رساله بها مقطع فيديو فتحته لتجد صغيرتها تجلس في بهو المنزل تشاهد أحد الأفلام الكارتونية... من استطاع دخول منزلها بل وتصوير ابنتها.... لاحظت عائشة علامات التغير التي ظهرت على وجه الطبيبه التي حين رن هاتفها أسرعت تجيب دون أن تنظر من المتصل فسمعت : من غير كلام كتير يادكتوره... هتلاقي في الأدوات بتاعتك ازازة صغيره ترشي منها على اللي قدامك دي نقطتين وعلى جوزها زيهم وإلا بنتك الحلوه مش هتشوفيها تاني.... أي حركة غدر احنا جمب بنتك... نفذي.
هتفت عائشة بقلق : مالك يادكتوره في ايه؟!
لم تجيبها فقط نظراتها الخائفه تتنقل بين عائشة وبين الزجاجه المدسوسه بعنايه في أدواتها الطبيه.
****★****★****★*****★****★****★***
جلست "دنيا" بأدب ترمق أثاث المنزل البسيط وجدرانه المتهالكه... حتى الأريكة الباليه التي تجلس عليها ومع ذلك كان الدفيء يشمل المكان الرائحه الطيبه تعم أركانه.
قطع ذلك التفحص خروجه حاملا الأطباق فهبت واقفه تساعده ولكن منعها هو حين وضعهم على  الطاوله وجلس أمامها..... ارتبك قليلا لم يعلم مايقول ولكن في النهايه تحدث بمرح : أنا جعان الصراحه وأكيد مش هاكل وانتي تقعدي تبصيلي كده بطني هتوجعني.
ضحكت على كلماته في حين مد هو لها طبق الشعريه سريعه التحضير وعبوه معدنيه من المشروبات الغازية هاتفا : اتفضلي انا طبعا مبعرفش اعمل اكل... دي الحاجه الوحيده اللي بعرف اعملها.. اندومي...
ده بقى الملك عند الشعب ولا انتي مش من الشعب ولا ايه؟!
نطقت سريعا مدافعه : لا والله من الشعب.
ارتفعت ضحكاته على هيئتها المدافعة وهتف : طب كلي يلا.
تناولت هي من الطبق أمامها بشهيه مفتوحه فهي لم تذق الطعام منذ أمس حتى كادت تفقد وعيها ... أبدت استمتاعها الشديد وهي تقول : حلوه اووي.
ضحك هاتفا بمزاح : أنا الآن في طريقي إلى cbc سفره.
ضحكت هي عاليا وهدأت كثيرا بعد ان انكسرت حدة الأجواء فنطقت وهي تتابع طعامها : ده بيتك؟!
هز رأسه وهو يقول : اه بيتي عايش فيه أنا وأمنيه اختي بس هي مسافره حاليا.
رمقته بتساؤل وقد ترددت ولكن حسمت أمرها : انت مين؟!...وطلعتني ليه؟!
فتح عبوته المعدنيه وارتشف منها القليل متبعا إياها بقوله الهاديء : أنا ياستي عمار... كنت بشتغل في واحده من شركات حامي اكيد طبعا عارفاه وبعد ماكنت محاسب محترم روحت القصر عند أبوكي علشان ابقى حارس معاليكي... حامي طبعا محطنيش في القصر بسهوله الموضوع خد وقت علشان اقدر اكون مع الحرس.
سألته بصدمه : طب وايه اللي غصبك على كل ده؟!
_ولا حاجه كان نفسي ابقى جاسوس بس بعد ماخدتك ومشينا فشلت ابقى جاسوس.
مالت رأسها تتضحك على كلماته وأتبعت ضحكها هاتفه : بجد ليه تعمل كده؟!
تنهد عاليا وهو يتابع : كل الحكايه ياستي ان حامي ليه جميله في رقبتي وأنا بردها ليه.
أنهت طبقها كاملا فهتفت بإمتنان : ميرسي جدا وبجد الأكل حلو اووي... دي أحسن مره كلت فيها من يوم مانزلت مصر... وميرسي انك هربتني لأن الأوضه كان فيها حشرات غريبه.
نطق بإستنكار : يعني انتي معندكيش مشكله تتحبسي مشكلتك مع الحشرات!
_لا طبعا أكيد كنت متضايقه وانا محبوسه.... بس هو ايه الوضع دلوقتي ايه هيحصل اكيد بابي بيدور علينا.
ابتسم بسخريه وهو يمسح على لحيته ناطقا : يدور عليكي فين ... انتي بابي بتاعك ده لو دخل الحته دي هيتعمل معاه الصح... انتي في العشوائيات ياما.
هتفت بدهشة مردده : عشوئيات!... ايوه انا حسيت برضوا واحنا داخلين.
صمتت قليلا ثم سريعا ما هتفت : استاذ عمار.
ضحك ساخرا وهو يردد : استاذ! ... بعد كل الشقلبه اللي عملتها علشانك دي ده انا قولت على ما الطريق يخلص هتغنيلي حبه جنه ونشوف هنسمي ولادنا ايه!

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن