الفصل الثامن (قاتلي)

79.6K 4.5K 228
                                        

الفصل الثامن (قاتلي)
عروس بخيوط.... كنت أظن أن خيوط هذا النوع واهية يحركها الجميع كيفما شاء حتى آتى هو.
فعلمت أنها خيوط من حديد و قبضته من نار فلا هجر ولا فراق حتى يقول هو!
لم يبلني شوكه ولن يقهرني ظلامه ولكن يقتلني عذابه.
أنا التي ظننت أني أبقى أنا... وجدت نفسي تنصهر داخله وذاته تنصر داخلي حتى صرنا كيان واحد بقلب واحد بدقات واحده.
هو محارب ماهر وقناص لامثيل له اقترب من أميرة يقف على أعتابها الكثير والكثير يحاولون فقط مجرد لفت أنظارها وهي لا تبالي لهم...وقف هو ثابتا لم يفعل أي شيء فقط اخترق الأميرة بنظراته الثاقبة فهرولت نحوه محتضنة إياه وكأنه الملجأ والحياة.
سأظل هنا اقبض على كفك حتى لو صار جمرا وتحتضنني حتى لو كنت مرا ونحاول معا استعادتك.
يا وحش الظلام وأمير النور لن أتخلى أبدا.

في المنزل القروي
فتحت نيرة الباب الصغيرة التي تصرخ في الخارج فجأة لتجد لينا مغمضة العين وتلك الفتاة تقف من خلفها وبيدها سكين حاد جذبت نيرة الصغيرة مسرعه وأوقفتها خلفها صارخة بالواقفة أمامها بحدة : انتي بتعملي ايه؟!
نطقت بلا مبالاة : مبعملش حاجه.
هتفت نيره بغضب : امال ايه السكينه اللي في ايدك دي؟!
هتفت متصنعة البراءة : البنت طلبت مني اقطعلها تفاحة وأشارت على طبق الفاكهة .
ظنت أن الصغيرة ستسايرها في كذبتها ولكن هتفت بإعتراض : لا انتي بتكذبي ليه.. عيب كده.. أنا مطلبتش تفاح احنا كنا بنلعب.
خرجت زينة من الغرفة لتقول بإستغراب : في ايه يا نيره؟؟
حركتها نيره تبعدها ودفعت الصغيرة ناحيتها ناطقة : خلي لينا معاكي يازينة.
ثم وجهت أنظارها نحو تلك التي تحاول الثبات حتى لايفتضح أمرها هاتفه بغل وهي تجذبها من مرفقها : وانتي تعالي بقى.
هتفت الفتاة بصراخ وملامح الإعتراض بادية على وجهها : وسعي كده سيبي ايدي... انتي بتعملي ايه يا مجنونة انتي!
خرجت "هنا" وتبعتها "إيمان" على صوتهما في حين رفعت نيرة جاجبها الأيسر وهي تقول ساخرة : ايوة انا مجنونة وبنت مجانين وهطلعهم عليكي دلوقتي بقى...
انا بقى مش هجبلك "عمر" ولا هجبلك "يحيي" انتي هتستني حامي وهو يتصرف معاكي.
انقبض قلبها وبان الذعر على ملامحها وحاولت التخلص من نيرة هاتفه بتمثيل : حامي مين انا مش فاهمة منك حاجه انا عملتلك ايه اصلا!
حاولت الاستنجاد ب "هنا" متابعه : ياطنط انا كنت بقطع تفاحه للبنت خرجت الزفتة دي عليا وانا ماسكة السكينة ومن ساعتها وهي عمالة تقول كلام غريب .
تقدمت الصغيرة من جانب زينة هاتفة بتذمر : متكذبيش قولي الحقيقة... احنا كنا بنلعب مش بنقطع تفاح.
نطقت "نيرة" موجهة حديثها للجميع وهي مازالت قابضة عليها : الهانم خرجت لقيتها جاية من ورا لينا وفي ايدها سكينة بتقربها من البنت
ثم تابعت بسخرية : هي لينا بقت تطرح تفاح ولا ايه!... امشي معايا يابت انتي .
جاهدت الفتاة لدفعها ولكن لم تستطع فصرخت ب "زينة" : انقذيني من المتوحشة دي ارجوكي.. فين جوزها راح فين هو ازاي سايباها على الناس كده.
هتفت زينة بتذمر غاضب : ايه سايباها على الناس دي!.. هو انتِ شايفاها كلب!
ثم صمتت لثوان وتابعت بنبرة ماكرة : وبعدين انتي خايفة ليه... احنا نستنى حامي او عمر او يحيي ولما حد فيهم يوصل احكيله موقفك ولو صادقة هما هيتصرفوا مع نيرة بس الصراحة انا مصدقة نيرة هي مش هتتبلى عليكي.
ردت الفتاة بعناد : لا هتتبلى علشان هي من ساعة ماطلعت ومش طايقاني.
تدخلت "إيمان" في الحديث لتردف بدفاع : اسمعي يابت انتي... محدش هنا هيقول عليكي كلمة مش فيكي... ايه يااختي الناس كلها بتظلمك نيرة ظلماكي والست اللي تحت كانت ظلماكي وكل اللي اشتكوا منك من ساعة ما رجلك خطت الحته هنا كانوا ظالمينك!
صرخت بهم جميعا : لا بقى انا مش هسكت وهبلغ عنكم حالا ويجي البوليس يلم كل الزبالة اللي هنا.
قطع كل هذا نبرة "يحيي" الحازمة : ايه اللي بيحصل هنا.
سردت له نيرة ما حدث بانفعال في حين دافعت الفتاة عن نفسها وهي تدفع نيرة عنها: دي كذابة صدقني .
جذبها يحيي قائلا بإبتسامة ساخرة : طب تعالي معايا بقى ونعرف هي كذابة ولا لا؟!
أخذت تصرخ بعنف رافضة حتى قال يحيي : هتصوتي وتعملي الشويتين دول هتدفني هنا ولا حد هيعرفلك طريق جره.
صمتت وهي تنظر له بإرتعاد وخافت زينة فهتفت مهدأة : براحه شوية يا يحيي.
_اسكتي انتي.
رمقته زينة بغضب وجذب هو الفتاة إلى إحدى الغرف وانتشل هاتفها ملقيا إياها بداخل الغرفة وهو يقول بسخرية : اتمنى الضيافة عندنا تعجبك
ثم صمت قليلا وتابع ساخرا : يادكتورة..... واظن انتي عارفة كويس اوي لو صوتك طلع هيحصل ايه... انتي هتستني هنا لحد ما "حامي" باشا يرحب بيكي بنفسه.
بمجرد إغلاقه للباب ضغطت الفتاة على شفتها السفلية بخوف واضح هامسة : أنا ايه اللي جابني هنا بس!

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن