الفصل السادس والأربعون (خيانة)

70.9K 4K 380
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم

طرق طارق باب طريقنا فطاق ألمنا وحبنا ولم يجد منا سوى العذاب
حتى ارتوت روحنا منه فصار هو الطريق فطرقنا بابه نطلب صفحه الجميل... أعرض عنا تدللا وشتتنا في كل طريق حتى حفظت الأرض اسمنا وكادت تنطق راجية:
الرئفة لطارق لم يكن يعلم في يوم أنه سيجد طريق.

كانا مازالا أمام المنزل هو بنفس وضعه المستند على الحائط وهي متشبثة به فتحدثت بإعجاب:
بس ايه البيت الجامد ده، عامل زي البيوت بتوع زمان فيه دفا كده بكل حاجة حيطانه، التليفزيون الصغير اللي في الصالة، الكراسي اللي تحسها أثرية تحس ريحة ناسه فيه... بس هو أنت هتعرف ده كله منين صحيح هو أنت كنت قعدت فيه.
قالت كلماتها الأخيرة مشيرة إلى أفعاله الغريبة في الفترة السابقة بعتاب فهمس متذمرا بما سمعته جيدا:
بدأنا النكد.

_تقصد إيه، أنا نكدية؟
قالتها مستفسرة بتحذير فضحك وهو يوضح لها حقيقة الأمر ناطقا:
يا عيوش أي تاء مربوطة في الكون عموما نكدية، إنتوا ملوك الدراما يا حبيبتي، طب هسألك في الأفلام أو المسلسلات لما راجل وست بيعملوا دور حزين مين بيعيش في الدور أكتر؟

اعترضت قائلة:
ده معناه إنها ناجحة مش نكدية، الحقيقة المرة اللي مفيش راجل عايز يقتنع بيها أن أنتوا اللي بتقفشوا ونكديين.

_خلاص طالما دي الحقيقة يبقى هطبقها عملي عليكِ حالا.
فهمت مقصده من هذه الكلمات هل سيبدأ في وصلة شجار معها لن تنتهي هذه الليلة؟... منعته مسرعة بقولها المتراجع:
استنى بس دول مش أنت دول هما، هما اللي نكديين لكن أنا معايا جوهرة.

ارتفعت ضحكاته فنظرت هي حولهم بقلق لتحدثه:
يلا نطلع فوق بقى الحرس هياخدوا بالهم لما يسمعوا صوت هنا.

غمز نافيا ما تقوله:
محدش يقدر يجي، عارفين إني واقف هنا.

_حامي؟

شعر بالريبة إثر نبرتها القلقة التي نادته بها فسألها بعينيه عن سبب النداء لتجيب هي:
أنا قلقانة من الحرس اللي بعتهم النهاردة شكلهم مقلق كده، معظم الحرس بتوعك عينهم بتبقى قدامهم بس، بتوع النهاردة دول من وهما داخلين وعينهم على البيت وعلينا واحنا بنبص من الشباك هما نفسهم مش حاسة إنهم ناس مريحة كده.

ربت على كتفها يطمئنها بقوله:
خلاص هاخدهم معايا، وبتوع الشركة يجوا مكانهم هنا.

سمعا صوت صياح عالي من غرفة "عائشة" فهرولت عائشة ناطقة باسم الصغيرة بخوف ليتبعها هو، سريعا ما وصلا إلى الغرفة وجدا "لينا" تبكي بعنف جالسة على الفراش وجوارها الصغير وقد استيقظ بفزع على صوتها فبدأ وصلة نحيبه هو الآخر.

أسرعت عائشة جوارها تحتضنها ماسحة على خصلاتها وحمل "حامي" الصغير حتى يقلل من صراخه، سأل عائشة مشيرا على "لينا":
هي نايمة من ساعة ما يحيي جابها؟

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن